صمت الحزن
19-06-2007, 02:07 PM
برغم الألم ستبقى عظيمة
لقد شرفت بنشره بأحد الجرائد الرسمية منذ فترة قريبة،وإرتأيت المشاركة به في منتداكم..
ماذا يعني أن تستل خفية بدون استئذان وتهدم البيوت وتقتلع الشجر ..وتقلب الدنيا على رؤوس أصحابها ..
ماذا يعني أن ترمل أم ثكلى ، وتيتم أطفال وتزرع الرعب في الصغار والكبار .. ماذا يعني أن تقتل الفرح في عيون العذاري وهن يستعددن لليلة عمرهن ، ماذا يعني أن تسلب المواطن البسيط كل ما يملك ، وتقعده على بساط الفقر وتشرد أبناؤه ، وتهدم ممتلكاته ، ماذا يعني أن تقتل حلم أسرة بتحويشة عمرها قضته في بناء مسكن يضمهم ويقيهم شر الضائقات ، ماذا يعني أن تخسف بأرض وتحولها خراب ، تعصف بكل منجزاتها التي بنتها بسواعد أبنائها طوال عقود ، لتأتي بدقائق تنهيها للأبد ، ماذا يعني أن ترمي بحافلة يقودها إنسان بات يستأنس بأحلامه طوال الطريق فتقطعه وحلمه وتقتله نحت ركام الجسور التي لم تشفع لها تقنيات العصر ولا الاسمنت المسلح من أن تنهدم أمامك كأنك خفت مقاومتها فبادرتها بضربة قاضية لم تكن لتستعد لها ..أم تلك السدود التي لم ترحم حملها تلك المياه في جوفها ، فغمرتها بعدما هدمتها عن بكرة أبيها ،.. ماذا يعني أن تطمر قرية بأكملها ولم ترحم ضعف أبنائها ، ولا أشجارها الحنونة ، ولا سياراتها الآمنة ، هل كان كل هؤلاء سيقاومونك ، سيهزمونك ..؟؟
والحقيقة أنه برغم غضبك أيتها الطبيعة لكننا مؤمنون بقضاء الله وقدره ، نعرف أن الإبتلاء من الإيمان وأن الصبر سلاح الانسان وأن الحياة بها صعود وهبوط ، وأن دوام الحال من المحال ، وأن ..وأن..الخ
وبالرغم من أنك حللت ضيفا ثقيلا يصعب تحمله .. إلا أن الشعب الطيب إستقبلك ولم يتذمر ولم يشكو فكله إيمان بأن حكم الله نافذ، وأن للطبيعة دوران وجب أن تكمله في بلدنا ، إستقبلك بدموع تتضرع الى الله خفيه بأن يلطف بعباده ،وأن يرحمهم ويجعله برداً وسلاماَ عليهم وعلى بلدهم ..
قد تكون ألامك باقية لفترة ..ودمارك سيعرقل الحياة .. وماجرفته سيشل الحركة.. لكن الأكيد لن يثني عزائم تعودت على البناء.. الصمود.. العطاء.. فإفعل ماشئت .. فلن تجد سوى قلوب تلف بعضها المحبة .. أيادي بيضاء تمتد من باطن هذه الارض الطيبة .. زرع نبت بين الحصى والجفاف .. متشبث بالحياة .. أمل بغد أفضل .. وأجمل مما سبق .. حتى أدواتك التي حاربتنا بها ستجدها تمد أياديها وتدعو أبنائها لتقدم لهم مافي بطونها من خيرات .. وتلك الرياح أبت إلا أن تساهم في إعادة الحياة والمشاركة في إزالة القذى والوحل الذي خلفته فراحت تهب بنسماتها العليلة كمنشفة لحبات العرق الطاهرة التي انسكبت كشلالات نياجرا على ثرانا الطاهرة ، وراحت تقتلع ماصعب إقتلاعه .. أرأيت أن حتى جيوشك أبت إلا أن تساعد في هذه المحنة ، وكأن لسان حالها يقول ..ليتنا لم نشترك معك في معركتنا تلك في بلد كهذا ..في شعب كهذا .. ولم يوقظ ندمهم سوى حبات مطر خفيفة رحيمة كأنها أرادت هي الأخرى أن تسقي الزرع وتمحو عنه الطين والوحل الذي إكتساها فلم يعد يرى من إخضرارها شيئاً..فكان لها من يعينها على إبراز مظهرها الذي طالما زين .. وكسى بحلله الخضراء المزدانه مسقط العظيمة ..
وختاما ستظل ياوطني عظيما .. بقائدك عظيما ..بأبنائك عظيما ..وليحفظك الله علماً يزين فضاءات عالمنا ورمز لحضارة لن تغيب.. وبلداً يشهد لها القاصي والداني بمآثر لا تخفى على أحد ، وشعباً يضم بين حناياه طيبة قلب قلما تجدها في أحد..ودمتم
لقد شرفت بنشره بأحد الجرائد الرسمية منذ فترة قريبة،وإرتأيت المشاركة به في منتداكم..
ماذا يعني أن تستل خفية بدون استئذان وتهدم البيوت وتقتلع الشجر ..وتقلب الدنيا على رؤوس أصحابها ..
ماذا يعني أن ترمل أم ثكلى ، وتيتم أطفال وتزرع الرعب في الصغار والكبار .. ماذا يعني أن تقتل الفرح في عيون العذاري وهن يستعددن لليلة عمرهن ، ماذا يعني أن تسلب المواطن البسيط كل ما يملك ، وتقعده على بساط الفقر وتشرد أبناؤه ، وتهدم ممتلكاته ، ماذا يعني أن تقتل حلم أسرة بتحويشة عمرها قضته في بناء مسكن يضمهم ويقيهم شر الضائقات ، ماذا يعني أن تخسف بأرض وتحولها خراب ، تعصف بكل منجزاتها التي بنتها بسواعد أبنائها طوال عقود ، لتأتي بدقائق تنهيها للأبد ، ماذا يعني أن ترمي بحافلة يقودها إنسان بات يستأنس بأحلامه طوال الطريق فتقطعه وحلمه وتقتله نحت ركام الجسور التي لم تشفع لها تقنيات العصر ولا الاسمنت المسلح من أن تنهدم أمامك كأنك خفت مقاومتها فبادرتها بضربة قاضية لم تكن لتستعد لها ..أم تلك السدود التي لم ترحم حملها تلك المياه في جوفها ، فغمرتها بعدما هدمتها عن بكرة أبيها ،.. ماذا يعني أن تطمر قرية بأكملها ولم ترحم ضعف أبنائها ، ولا أشجارها الحنونة ، ولا سياراتها الآمنة ، هل كان كل هؤلاء سيقاومونك ، سيهزمونك ..؟؟
والحقيقة أنه برغم غضبك أيتها الطبيعة لكننا مؤمنون بقضاء الله وقدره ، نعرف أن الإبتلاء من الإيمان وأن الصبر سلاح الانسان وأن الحياة بها صعود وهبوط ، وأن دوام الحال من المحال ، وأن ..وأن..الخ
وبالرغم من أنك حللت ضيفا ثقيلا يصعب تحمله .. إلا أن الشعب الطيب إستقبلك ولم يتذمر ولم يشكو فكله إيمان بأن حكم الله نافذ، وأن للطبيعة دوران وجب أن تكمله في بلدنا ، إستقبلك بدموع تتضرع الى الله خفيه بأن يلطف بعباده ،وأن يرحمهم ويجعله برداً وسلاماَ عليهم وعلى بلدهم ..
قد تكون ألامك باقية لفترة ..ودمارك سيعرقل الحياة .. وماجرفته سيشل الحركة.. لكن الأكيد لن يثني عزائم تعودت على البناء.. الصمود.. العطاء.. فإفعل ماشئت .. فلن تجد سوى قلوب تلف بعضها المحبة .. أيادي بيضاء تمتد من باطن هذه الارض الطيبة .. زرع نبت بين الحصى والجفاف .. متشبث بالحياة .. أمل بغد أفضل .. وأجمل مما سبق .. حتى أدواتك التي حاربتنا بها ستجدها تمد أياديها وتدعو أبنائها لتقدم لهم مافي بطونها من خيرات .. وتلك الرياح أبت إلا أن تساهم في إعادة الحياة والمشاركة في إزالة القذى والوحل الذي خلفته فراحت تهب بنسماتها العليلة كمنشفة لحبات العرق الطاهرة التي انسكبت كشلالات نياجرا على ثرانا الطاهرة ، وراحت تقتلع ماصعب إقتلاعه .. أرأيت أن حتى جيوشك أبت إلا أن تساعد في هذه المحنة ، وكأن لسان حالها يقول ..ليتنا لم نشترك معك في معركتنا تلك في بلد كهذا ..في شعب كهذا .. ولم يوقظ ندمهم سوى حبات مطر خفيفة رحيمة كأنها أرادت هي الأخرى أن تسقي الزرع وتمحو عنه الطين والوحل الذي إكتساها فلم يعد يرى من إخضرارها شيئاً..فكان لها من يعينها على إبراز مظهرها الذي طالما زين .. وكسى بحلله الخضراء المزدانه مسقط العظيمة ..
وختاما ستظل ياوطني عظيما .. بقائدك عظيما ..بأبنائك عظيما ..وليحفظك الله علماً يزين فضاءات عالمنا ورمز لحضارة لن تغيب.. وبلداً يشهد لها القاصي والداني بمآثر لا تخفى على أحد ، وشعباً يضم بين حناياه طيبة قلب قلما تجدها في أحد..ودمتم