مرامر
22-06-2007, 06:52 PM
السلام عليكم إخوتي الأعزاء ورحمة الله وبركاته.
إنه مما يؤسفنا حقا أن نسمع من إخواننا المسلمين وأخص الخليجيين -دون تعيين البلد- قولهم " أن العمانيين عرفوا ربهم وقت الإعصار ".:S_022:
هذه العبارة أثرت فيّ حين سمعتها، خاصة وأنها تصدر من أقرب الناس لنا. (( لا أقول الكل، أخص من قالها ومن وافقه عليها)).:S_022:
فنحن في أمس الحاجة لمواستهم ولمآزرتهم لنا، ولكن للأسف الشديد يأتي من يتبجح ويثرثر ويقول بأن العمانيين عرفوا ربهم وقت الإعصار،
فعزمت على الرد عليه وتبين الحق والصواب له ولغيره.
أولاً : ألم تعلم -يا من يظن أن العمانيين عرفوا ربهم وقت الإعصار- أنهم أسلموا طوعا لا كرها، نعم أسلموا طوعا لا كرها، أسلموا بدون حرب ولا نفاق، وما ذالك لعمري إلا لرجاحة عقلهم وزنته، مع أن الدولة الإسلامية آنذاك تبعد عنهم، ومن الصعب الوصل إليهم إلا بمشقة، فكان من السهل امتناعهم عن الإسلام، ولكن حينما فكروا وتدبروا فيما أتى به رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، عملوا أنه هو الحق المبين، فسارعوا بالدخول في هذا الدين العظيم.
حدثنا ابن مصفى ، نا عمر بن صالح ، قال : سمعت أبا جمرة ، قال : سمعت ابن عباس ، رضي الله عنه يقول : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبائل من قبائل مضر يدعوهم إلى الله عز وجل وبعث رجلين أو ثلاثة الشك من أبي جمرة أحدهم من الأنصار ، فذهبوا بذلك الكتاب إلى ذلك القبيل فعرض عليهم وقرئ عليهم فكذبوا به ولم يقبلوه وقتلوا أحد الرجلين أو أحد الرسولين الشك من أبي جمرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما إني لو كنت بعثت بكتابي هذا إلى قوم بالشط من أهل عمان من هذا الحي من الأزد لصدقوني ولقبلوا كتابي فوثب رجل من الأنصار يقال له كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فما يمنعك من الكتاب إلى إخواننا ، فوالله إن كانوا في الجاهلية أشدنا رجلا ، وأقوانا حملا ، وأبعدنا أثرا ، نزلوا بساحل البحر فملكوا البحر ، ولولا أن الدار نائية لجاءوا كما جاء إخوانهم من الشنئين ، فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا وبعث رجلا من الأنصار فوثب رجل من عبد القيس فقال : يا رسول الله ابعثني معهما فأنا أدل الطريق وأعلم ، فكتب كتابا وصدر الكتاب إلى ملكهم ابن جلندى وأهل اليمن وقال للرسولين : أما إنه سيقبل كتابي ويصدقني ويؤمن بي هو وأهل عمان ويسألكم ابن جلندى أبعث معكما إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فتقولوا لا وسيقول أما إنه لو بعث معكم بهدية لكانت بمنزلة المائدة التي أنزلت على المسيح على بني إسرائيل فلما قدموا عليه أسلموا وأسلم ملكهم وآمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث ملكهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية وبعث معهم بصدقة ماله وأسلم أهل عمان وبعثوا بصدقة مالهم ، وبعثوا وفدا عشرة وفيهم أبو صفرة وأبو المهالبة وبعث رجلا من أولاد ملك يقال له كعب بن شور وبقية الوفد من ولد جلندى ومن أولاد ملك فقدموا المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضي الله عنه فدفعت الهدية أو الصدقة إلى أبي بكر رضي الله عنه فوثب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : هذه هدية ابن جلندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذه فدك قال ابن عباس رضي الله عنهما : فلا أدري أقسمها أو أدخلها بيت المال مع الصدقة ، قال ابن عباس رضي الله عنه : لو قسمها لعرفنا ذلك كان للعباس رضي الله عنه نصفها ، ولفاطمة رضي الله عنها نصفها .
ثانياً: ألم تعلم ما قاله عنّا –نحن العمانيين- رسولُنا العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وكما هو معلوم لديك ولغيرك أنه لا ينطق عن هوى، ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ))، ويكفينا شرفا وتشريفا أن يدعوا لنا ويمدحنا النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي. فخذه هذه الأحاديث وتأمل :
1- مما يروى عنا ، قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أهل الغبيراء – أي أهل عمان – آمنوا بي ولم يروني " .
2- يروى أن مازنا لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( أدع لله لأهل عمان ) فقال النبي (( الله اهدهم وثبتهم )) فقال مازن : زدني ، فقال النبي (( اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم )) فقال مازن : يا رسول الله إن البحر ينضح بجانبنا فأدعو الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا ، فقال عليه الصلاة والسلام (( اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم )) فقال مازن : زدني فقال النبي (( اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم )) وقال لمازن : (( قل يا مازن آمين فإنه يستجيب عندها الدعــاء )) فقال مازن : آمين .
3- عن أَبَي بَرْزَةَ قَالَ :بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ ( وشتموه ) فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ )).
ثالثا : ما قاله الصحابة عنا :
أكتفي بخطبة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه.
يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص إلى عمان حاملا كتابه لعبد وجيفر ابنا الجلندى اللذان كان يحكمان عمان في ذلك الوقت وجـاء في الخطاب: ( من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي ،أما بعد فأني أدعوكم بدعاية الإسلام أسلما تسلما فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكـــــافرين ، فإن أسلمتما وليتكما وإن أبيتما فإن ملككما زائل عنكما وخيلي تطأ ساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما ) وما هي إلا أيام وجاء الرد بإسلام أهل عمان طواعية ، أما عمرو بن العاص فقد مكث في عمان إلى أن جاءه خبر وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام فأراد الرجوع إلى المدينة المنورة فصحبة عبد بن الجلندى في جماعة من الأزد ، فقدموا إلى أبا بكر الصديق رضي الله عنه ... فقام أبا بكر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه وقال: (معاشر أهل عمان إنكم أسلمتم طوعاً ، لم يطأ رسول الله ساحتكم بخف ولا حافر ولا عصيتموه كما عصيه غيركم من العرب . ولم ترموا بفرقة ولا تشتت شمل فجمع الله على الخير شملكم ، ثم بعث إليكم عمرو بن العاص بلا جيش ولا سلاح فأجبتموه إذ دعاكم على بعد داركم ، وأطعتموه إذ أمركم على كثرة عددكم وعدتكم ، فأي فضل أبر من فضلكم وأي فعل أشرف من فعلكم ، كفاكم قوله عليه الصلاة والسلام شرفا إلى يوم الميعاد . ثم أقام فيكم عمرو ما أقام مكرما ورحل عنكم إذ رحل مسلماً . وقد منّ الله عليكم بإسلام عبد وجيفر ابني الجلندى وأعزكم الله وأعزه بكم كنتم على خير حتى أتتكم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأظهرتم ما يضاف إلى فضلكم وقمتم مقاما حمدناكم فيه . ومحضتم بالنصيحة وشاركتم بالنفس والمال فيثبت الله به ألسنتكم ويهدي به قلوبكم وللناس جولة فكونوا عند حس ظني بكم ، ولست أخاف عليكم أن تغلبوا على بلادكم ولا أن ترجعوا عن دينكم جزاكم الله خيرا ).
( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) !!!!!!!!!!!!!!!!!
( استعنت في جمع الأحاديث من مقال الأخ الفاضل أحمد العماني إتحاف الأعيان بذكر ما جاء في فضائل أهل عمان – ملتقى أهل الحديث)
رابعاً: أن الذي أصاب عمان هو رحمة من الله وابتلاء منه سبحانه ( إذا أحب الله عبدا ابتلاه)، ومن رحمته لنا، أراد أن ينبه الغافل منا والبعيد عنه جل وعلا، وليوقظنا من غفلتنا، وهذا ليس لأهل عمان وحدهم بل للمسلمين عامة، ونحن لا ننكر وجود المعاصي، (فما من حلة وإلا وفيها علة)( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، والله تعالى يبتلي عباده بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وكل ذلك حصل عندنا في عمان، لكن تبقى هنالك ميزة للصابرين،(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، ونحن لا ننكر أن الذي أصابنا هو بما كسبت أيدينا كما قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). وهذه رحمة منه أن يذقنا بعض الذي عملنا، ولكن لماذا؟ لنرجع إليه ونتوب (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،وهذا غاية عظيمة.
وأكتفي بذلك مخافة التطويل، ولكن أكرر وأقول أن الذي أصاب عمان هو لعمان وللخليج وللعرب وللمسلمين وللناس أجمع، وليس لعمان وحدها.
منقووووووووووووووووول:thumbsup:
إنه مما يؤسفنا حقا أن نسمع من إخواننا المسلمين وأخص الخليجيين -دون تعيين البلد- قولهم " أن العمانيين عرفوا ربهم وقت الإعصار ".:S_022:
هذه العبارة أثرت فيّ حين سمعتها، خاصة وأنها تصدر من أقرب الناس لنا. (( لا أقول الكل، أخص من قالها ومن وافقه عليها)).:S_022:
فنحن في أمس الحاجة لمواستهم ولمآزرتهم لنا، ولكن للأسف الشديد يأتي من يتبجح ويثرثر ويقول بأن العمانيين عرفوا ربهم وقت الإعصار،
فعزمت على الرد عليه وتبين الحق والصواب له ولغيره.
أولاً : ألم تعلم -يا من يظن أن العمانيين عرفوا ربهم وقت الإعصار- أنهم أسلموا طوعا لا كرها، نعم أسلموا طوعا لا كرها، أسلموا بدون حرب ولا نفاق، وما ذالك لعمري إلا لرجاحة عقلهم وزنته، مع أن الدولة الإسلامية آنذاك تبعد عنهم، ومن الصعب الوصل إليهم إلا بمشقة، فكان من السهل امتناعهم عن الإسلام، ولكن حينما فكروا وتدبروا فيما أتى به رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، عملوا أنه هو الحق المبين، فسارعوا بالدخول في هذا الدين العظيم.
حدثنا ابن مصفى ، نا عمر بن صالح ، قال : سمعت أبا جمرة ، قال : سمعت ابن عباس ، رضي الله عنه يقول : كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبائل من قبائل مضر يدعوهم إلى الله عز وجل وبعث رجلين أو ثلاثة الشك من أبي جمرة أحدهم من الأنصار ، فذهبوا بذلك الكتاب إلى ذلك القبيل فعرض عليهم وقرئ عليهم فكذبوا به ولم يقبلوه وقتلوا أحد الرجلين أو أحد الرسولين الشك من أبي جمرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أما إني لو كنت بعثت بكتابي هذا إلى قوم بالشط من أهل عمان من هذا الحي من الأزد لصدقوني ولقبلوا كتابي فوثب رجل من الأنصار يقال له كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فما يمنعك من الكتاب إلى إخواننا ، فوالله إن كانوا في الجاهلية أشدنا رجلا ، وأقوانا حملا ، وأبعدنا أثرا ، نزلوا بساحل البحر فملكوا البحر ، ولولا أن الدار نائية لجاءوا كما جاء إخوانهم من الشنئين ، فكتب إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا وبعث رجلا من الأنصار فوثب رجل من عبد القيس فقال : يا رسول الله ابعثني معهما فأنا أدل الطريق وأعلم ، فكتب كتابا وصدر الكتاب إلى ملكهم ابن جلندى وأهل اليمن وقال للرسولين : أما إنه سيقبل كتابي ويصدقني ويؤمن بي هو وأهل عمان ويسألكم ابن جلندى أبعث معكما إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية فتقولوا لا وسيقول أما إنه لو بعث معكم بهدية لكانت بمنزلة المائدة التي أنزلت على المسيح على بني إسرائيل فلما قدموا عليه أسلموا وأسلم ملكهم وآمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث ملكهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية وبعث معهم بصدقة ماله وأسلم أهل عمان وبعثوا بصدقة مالهم ، وبعثوا وفدا عشرة وفيهم أبو صفرة وأبو المهالبة وبعث رجلا من أولاد ملك يقال له كعب بن شور وبقية الوفد من ولد جلندى ومن أولاد ملك فقدموا المدينة وقد قبض النبي صلى الله عليه وسلم واستخلف أبو بكر رضي الله عنه فدفعت الهدية أو الصدقة إلى أبي بكر رضي الله عنه فوثب علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : هذه هدية ابن جلندا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذه فدك قال ابن عباس رضي الله عنهما : فلا أدري أقسمها أو أدخلها بيت المال مع الصدقة ، قال ابن عباس رضي الله عنه : لو قسمها لعرفنا ذلك كان للعباس رضي الله عنه نصفها ، ولفاطمة رضي الله عنها نصفها .
ثانياً: ألم تعلم ما قاله عنّا –نحن العمانيين- رسولُنا العظيم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وكما هو معلوم لديك ولغيرك أنه لا ينطق عن هوى، ((وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ))، ويكفينا شرفا وتشريفا أن يدعوا لنا ويمدحنا النبي صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي. فخذه هذه الأحاديث وتأمل :
1- مما يروى عنا ، قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " رحم الله أهل الغبيراء – أي أهل عمان – آمنوا بي ولم يروني " .
2- يروى أن مازنا لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( أدع لله لأهل عمان ) فقال النبي (( الله اهدهم وثبتهم )) فقال مازن : زدني ، فقال النبي (( اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم )) فقال مازن : يا رسول الله إن البحر ينضح بجانبنا فأدعو الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا ، فقال عليه الصلاة والسلام (( اللهم وسع عليهم في ميرتهم وأكثر خيرهم من بحرهم )) فقال مازن : زدني فقال النبي (( اللهم لا تسلط عليهم عدوا من غيرهم )) وقال لمازن : (( قل يا مازن آمين فإنه يستجيب عندها الدعــاء )) فقال مازن : آمين .
3- عن أَبَي بَرْزَةَ قَالَ :بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا إِلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَسَبُّوهُ وَضَرَبُوهُ ( وشتموه ) فَجَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ )).
ثالثا : ما قاله الصحابة عنا :
أكتفي بخطبة أبي بكر رضي الله عنه وأرضاه.
يروى أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن العاص إلى عمان حاملا كتابه لعبد وجيفر ابنا الجلندى اللذان كان يحكمان عمان في ذلك الوقت وجـاء في الخطاب: ( من محمد رسول الله إلى جيفر وعبد ابني الجلندي ،أما بعد فأني أدعوكم بدعاية الإسلام أسلما تسلما فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكـــــافرين ، فإن أسلمتما وليتكما وإن أبيتما فإن ملككما زائل عنكما وخيلي تطأ ساحتكما وتظهر نبوتي على ملككما ) وما هي إلا أيام وجاء الرد بإسلام أهل عمان طواعية ، أما عمرو بن العاص فقد مكث في عمان إلى أن جاءه خبر وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام فأراد الرجوع إلى المدينة المنورة فصحبة عبد بن الجلندى في جماعة من الأزد ، فقدموا إلى أبا بكر الصديق رضي الله عنه ... فقام أبا بكر خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي فصلى عليه وقال: (معاشر أهل عمان إنكم أسلمتم طوعاً ، لم يطأ رسول الله ساحتكم بخف ولا حافر ولا عصيتموه كما عصيه غيركم من العرب . ولم ترموا بفرقة ولا تشتت شمل فجمع الله على الخير شملكم ، ثم بعث إليكم عمرو بن العاص بلا جيش ولا سلاح فأجبتموه إذ دعاكم على بعد داركم ، وأطعتموه إذ أمركم على كثرة عددكم وعدتكم ، فأي فضل أبر من فضلكم وأي فعل أشرف من فعلكم ، كفاكم قوله عليه الصلاة والسلام شرفا إلى يوم الميعاد . ثم أقام فيكم عمرو ما أقام مكرما ورحل عنكم إذ رحل مسلماً . وقد منّ الله عليكم بإسلام عبد وجيفر ابني الجلندى وأعزكم الله وأعزه بكم كنتم على خير حتى أتتكم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأظهرتم ما يضاف إلى فضلكم وقمتم مقاما حمدناكم فيه . ومحضتم بالنصيحة وشاركتم بالنفس والمال فيثبت الله به ألسنتكم ويهدي به قلوبكم وللناس جولة فكونوا عند حس ظني بكم ، ولست أخاف عليكم أن تغلبوا على بلادكم ولا أن ترجعوا عن دينكم جزاكم الله خيرا ).
( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) !!!!!!!!!!!!!!!!!
( استعنت في جمع الأحاديث من مقال الأخ الفاضل أحمد العماني إتحاف الأعيان بذكر ما جاء في فضائل أهل عمان – ملتقى أهل الحديث)
رابعاً: أن الذي أصاب عمان هو رحمة من الله وابتلاء منه سبحانه ( إذا أحب الله عبدا ابتلاه)، ومن رحمته لنا، أراد أن ينبه الغافل منا والبعيد عنه جل وعلا، وليوقظنا من غفلتنا، وهذا ليس لأهل عمان وحدهم بل للمسلمين عامة، ونحن لا ننكر وجود المعاصي، (فما من حلة وإلا وفيها علة)( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، والله تعالى يبتلي عباده بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات، وكل ذلك حصل عندنا في عمان، لكن تبقى هنالك ميزة للصابرين،(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، ونحن لا ننكر أن الذي أصابنا هو بما كسبت أيدينا كما قال الله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ). وهذه رحمة منه أن يذقنا بعض الذي عملنا، ولكن لماذا؟ لنرجع إليه ونتوب (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)،وهذا غاية عظيمة.
وأكتفي بذلك مخافة التطويل، ولكن أكرر وأقول أن الذي أصاب عمان هو لعمان وللخليج وللعرب وللمسلمين وللناس أجمع، وليس لعمان وحدها.
منقووووووووووووووووول:thumbsup: