مشاهدة النسخة كاملة : امرأة عمرها 10 أشهر ! .. من كتاباتي2


نــــ الأمل ـــــور
25-06-2007, 08:29 PM
انزلت قبل فترة احدى كتاباتي
حملتني الاحلام يا اماه
http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=9787

والآن سأضع بين يديكم قصة اخرى اتمنى ان تنال اعجابكم

امرأة عمرها 10 أشهر

"سنوات عمري!! ولكن عمري ليس بالسنوات بعد !! عمري 10 أشهر فقط .. وأحلى لحظة فيها هي حين نطقت بالشهادة .. وما أجملها من لحظة .. حين قلت(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)" كان ذلك آخر كلامها تلاه ابتسامه وبعدها فراقي بها .. رحلت عن هذه الدنيا بعد أن نطقت بأفضل الكلام .. رحلت عن هذه الحياة مبتسمة .. ومثل ما ذكرت هي بنفسها كان عمرها 10 أشهر .. هذي هي سارة .. كانت بداية لقائي بها في طفولتي .. الذي قضيت أغلب ساعاته في غرفتي، مع دميتي التي ربط عليها والدي وشاح صغير كتب فيه (سنعود رغم القيود) لم افهم معنى هذه العبارة يومئذ .. ولكني فرحت بالوشاح لدميتي.. كنت الفتاة الوحيدة يسبقني أخوة اثنين..
بدأ لقائي بسارة يوم انتقلت عائلتها للعيش في منزل قريب من منزلنا .. لم يكن يسمح لي بالخروج كثيرا .. خوفا علي من غدر الأعداء .. فقد قتل الصهاينة أمي وأخي .. عندما أصر أخي للذهاب للصلاة بالمسجد ولم يكن والدي بالبيت فرافقته والدتي ولكنهما لم يعودا من يومها .. لم يكن والدي يسمح لي بالخروج .. ولكني كنت أتسلل مع أخي الذي يكبرني بثلاث سنوات للعب مع الجيران والذي لحق بأمي وأخي بعد بلوغي العاشرة .. جاءت يوما وقد كان بعنقها قلادة لفتت انتباهي .. سألت والدي عنها بعد ما رسمتها له على ورقه .. فقال انه الصليب وهو للنصارى .. ولكننا مسلمين لا نضع ذلك الشعار في زينتنا أو أي مكان كان.. ولم أرها من يومها
لقائنا الثاني كان بالثانوية .. رأيتها ولم أعرفها .. ولكني عرفت قلادتها .. تقدمت منها وسألتها عن اسمها فكان سارة .. وبعدها طالت فترات لقائنا .. فقد كان أبي يسمح لي بالخروج أحيانا مع صديقاتي اللاتي منزلهن قريب من منزلي للمذاكرة .. ولكن بعد أن يعطيني وابل من النصائح لأهتم بنفسي لألا يصيبني مكروه .. فقد كنا نسكن بفلسطين وكثيرا ما نسمع صوت الرصاص .. كنت أخافه في صغري ولكني اعتدت عليه الآن .. كانت سارة تسألني عن سبب ارتدائي الحجاب وكنت اخبرها .. أخبرتها عن الإسلام حتى تعلقت به وبأحكامه .. أرادت أن تسلم ولكنها خافت من أهلها .. وبعد تفكير قالت (كأني أخير نفسي بين دنياي وآخرتي .. بالطبع سأختار الآخرة .. فلا اسمي ما أنا عليه الآن بالحياة )
أسلمت يومها وخلعت الصليب الذي ألبستها والدتها إياه من يوم ولادتها. .فرحت لأجلها كثيرا .. لم أعلم موقف أهلها .. ولكنها تغيبت عن المدرسة أسبوع من يوم إسلامها .. خفت عليها .. استأذنت والدي للذهاب لزيارتها . ولكنه رفض ذلك لانتشار القتل الغادر من الصهاينة الحقودين لنا .. كنت قلقه كثيرا عليها .. حتى جاء يوم طرق فيه باب منزلنا .. ذهبت مسرعه لفتحه وكلي أمل أن تكون سارة .. نعم .. كانت سارة .. تهللت لرؤيتها وحضنتها .. رأيت خلفها والدها ووالدتها .. كانت ابنتهم الوحيدة .. رجعت للخلف وخفت مما سيقولونه .. استقبلهم والدي وإذا بهم يشكرونني ويثنون علي كثيرا .. لقد أخبرتهم سارة عن الإسلام وها هم الآن مسلمين .. انتقلوا للعيش بالقرب من منزلنا .. منزلهم ملاصق لمنزلنا .. كنت اقضي اغلب وقتي مع سارة ..
وفي يوم .. وبعد مضي 10 أشهر .. طلبت منا المعلمة أن نكتب تعبيرا عن أفضل اللحظات في حياتنا .. كنت امشي معها في الطريق إلى منزلي ومنزلها ..
قلت : يا الله ماذا سأكتب.؟ التسليم غدا .. إنها فترة قصيرة
- عن ماذا تتكلمين
-- الواجب! أنسيتي؟ .. طلبت منا المعلمة أن نكتب تعبيرا عن أحلى لحظة في حياتنا طوال سنوات عمرنا
نظرت إلي بتعجب
- سنوات عمري!! ولكن عمري ليس بالسنوات بعد !! عمري 10 أشهر فقط .. وأحلى لحظة فيها هي حين نطقت بالشهادة .. وما أجملها من لحظة .. حين قلت(أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله)
ونظرت إلي وابتسمت .. وبعدها سمعنا صوت الرصاص لم نعرف مصدره ولكني حضنتها وحضنتني من شدة الخوف.. وبعدها توقف .. نظرت إليها وكلي خوف .. ونظرت إلي وكانت ابتسامتها لا تزال باقية .. وبعدها سقطت .. نعم سقطت ولم تقف بعد تلك السقطة.. نظرت إليها .. وهي لا تزال مبتسمة .. لازلت انظر إليها بتعجب وكأني اكذب عيناي .. جلست قربها واخذت اهزها بيدي وانا اهتف باسمها : سارة .. سارة .. سارة أجيبيني! .. ولكنها لم تستجب .. بعدها رأيت الدم من تحتها .. أصيبت في ظهرها .. قتلها الأوغاد.. تمنيت أن ينتهي هذا الحلم المزعج .. نظرت إلى ابتسامتها .. ونزلت من عيني دمعه .. تذكرت أن آخر كلامها هو أفضل الكلام .. ابتسمت بين الدموع .. يا الله ! كم تمنيت لو كنت مكانها .. رحمك الله يا سارة .. كنتِ خير صديقة .. ورحلت هذه الصديقة .. بسبب رصاص غادر .. رحلت عن هذه الدنيا بعد أن ذاقت حلاوة الإيمان خلال 10 أشهر .. وبهذه العشرة أشهر قدرت عمرها .. لقد قالتها بنفسها .. (عمري 10 أشهر) رحمك الله يا سارة .. أنا سعيدة لأجلك .. فقد رزقتِ بالشهادة .. الآن عرفت ماذا سأكتب لمعلمتي .. إنها بالتأكيد أفضل لحظة في حياتي .. حين تعلم انه من أحببته سيكون في مكان لا يوجد له مثيل.. وسيكون في سعادة لا نهاية لها.. أسأل الله أن أكون معكِ في جنانه .. يا سارة .. إني أحبك في الله

بقلم: نــــ الأمل ــــور – 31/7/2006

هدى
26-06-2007, 01:47 AM
السلام عليكم
أحجز لي مقعدا هنا
هذا من بعد إذنك مشرفتنا نور الأمل

لي عودة ان شاء المولى
فلاشك أن ابداعاتك لا تقاوم
دمتم بخير

هدى
27-06-2007, 01:51 AM
ماشاء الله
لاحول ولا قوة الا بالله
سبحان الله
والحمد لله
ولا اله الا الله
والله أكبر
له الأسماء الحسنى يسبح بحمده ما في السماوات ومن في الأرض يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير واليه المصير وهو على كل شيء قدير
أختي العزيزة نور الأمل
نورتنا بنور أملك وبقصتك ال......... أي كلمة لا تستطيع وصفها
والله قد تأثرت برد فعل تلك الفتاة التي أسلمت ثم ماتت بعد اسلامها ب10 أشهر
والمعجزة الإلهية تكمن في ذكرها بلسانها أن عمرها 10 أشهر بعد قولها للشهادتين
وموتها مباشرة بعد ذلك
اختارها الخالق عز وجل انا لله وانا اليه راجعون
أما عن موقفك النبيل الذي لا يخفى عن المسلم الحقيقي المتشبت بدينه المشبع بعقيدته وشرائعه السمحة الذي تهزه الغيرة على الدين القيم
انحني انحناءة تقدير واحترام أمامه وأقول كفيتي ووفيتي أختي
وجمعنا واياك الرفيق الأعلى مع صديقتك سارة في فسيح جنانه آمين
جعل الله قصتك هذه في ميزان حسناتك

الصفحة التي لم تقرأ
27-06-2007, 01:59 AM
قد تتجلى الروح بين غطرسة النفس اللئيمة... حيث اجتثاث الآهات من أعماقها...
الصحراء تثور على كل بدوي هناك.... تبتلع قوافل النجاة...لذلك لابد من مناجاة الخالق
أشكرك أختي نور الأمل

القلم الحزين
28-06-2007, 10:08 PM
سارة .. ولدت في رحم الأحزان على أنغام الموت ونتن خيانة الأوغاد .. استباحوا محارم فلسطين شبراً .. شبراً . ورووا ساديتهم بدماء الطهر .. بالروح الملائكية بطفولة سارة !
أختي الفاضلة نــــ الأمل ـــــور ..
قرأت قصتك وذهب بي الخيال في جماح حروفك إلى منبت الأحزان على أرض الفلسطين إلى أماكن ولوغ أبناء الخنازير إلى الأرواح البريئة المسلوبة حق الحياة وحق الحياة الكريمة . قرات قصتك فظهرت لي قصتان قصة إسلام طفلة وقصة موت طفلة اجتمعتا في نبض قلب سارة .
يا الله ما أجمل حكاياتك في فلسطين !
وما أجمل أسلوبك الروائي الجميل !
أختي الفاضلة نــــ الأمل ـــــور من الجميل أن تحتضن صفحات حصن عمان قصصك المتميزة التي نحظى بها ونعيش معها في انسجام تام .. رقصات قلمك على معاني الكلمات في انتقالاته بين الحرف والحروف والذهاب بنا بين الكلمة والكلمة ليزرع فينا صدق الفكرة وعبقرية التعبير في وحي التميز .
دمت بالخير مشرفتنا المتميزة نــــ الأمل ـــــور ..

نظرعيني
28-06-2007, 10:35 PM
صمووود
بل وجع يلته حنايا قلبي
وحزن يقرص اطرافي

لا استطيع ان اعبر عن مدى شعوري ونا اقرأ هذه القصه التي خطينها بأنامك السحريه
دمتي بود ...ابدعتي

الفتاة الغامضة
28-06-2007, 11:01 PM
أبدعت أناملك أخيتي مما اتضح في كتاباتك
من معاني متلاطمة يصل صخبها إلى مسامع
القارئ بطريقة متألقة لتعبر عن شعــــــــور
مرهف.............................

بارك الله فيك ووفقك دنيا وآخره........

درة الإيمان
28-06-2007, 11:13 PM
رائعةهي أحرفك أخية ..

كلماتك تسلب القارئ للتوغل في سطورك ...

وفقك ربي دوما ..

المدمر
29-06-2007, 01:59 PM
قصة أكثر من رائعة شكرا لكي أختي الفاضلة

orient
05-07-2007, 09:14 PM
ما شاء الله أختي ..
تميز رائع في السرد ...

قصة مؤلمة ومؤلمة ...
شكرا جزيلا لكِ ...
جعلنا الله وإياك ممن يقتدين بها وبعلاقتها بدينها ...