رائد الحمد الزعبي
03-07-2007, 12:19 AM
رائد الحمد الزعبي
http://www.rumonline.net/uploads/1(805).jpgاه يا شوارع مدينتي القديمة! أين أنت الآن.. وكيف حال زواياك الجميلة تلك التي كنت أزرعها صبحاً وليلاً.. أنا والصحاب نتراكض هنا وهناك.. نبني أعشاشاً لعصافيرنا البرية حتى تضع أحلامها معنا, عندما يأتي المساء ومع صرير أبواب محلاتك القديمة تبدأ عيوننا بإغفاءة مع وعد.. وعد بأن تكوني أول ما تقبله عيوننا صباحاً.
أما الآن, فأين أنت؟! ما أنت إلا ذكرى نقش هنا وهناك..
أنت الآن بعيــــــــــــــــدة, أتاك في ليل بهيم غول وأخذ يأكل أحلام أطفالك حلماً ثم حلما. ومع حشرجات المساء وحشرجات الصباح تتدافع الأرجل الصغيرة تسير إلى حيث المقابر لينقص من الصحاب من رمى بحجر أو رمى بشرر. يا مدينتي الحبيبة.. يا بغداد أين أنت الآن, بل أين نحن!؟
أتغفين في أحضان الرصاص ونغفو مع أحلامنا الوردية الساذجة بأن نراك, أتنادين علينا وقد غلفت آذاننا رين التثاؤب. أتأملين أن يعود أبناؤك ليقرأوا أسماءهم التي نقشوها على ياسمينتك أمام جامع القائد الشهيد ابقي في حلمك فقد يتحقق. ابقي واحلمي فنحن نحترق على أوسدتنا الوثيرة نحترق من شدة حر تأنيب الضمير, فقط نتأفف, ونبكي ولا نستطيع أن نرمي بحجر.
* * * إيه يا قلب تحول لحجر ألا تفتت جمرك وتكتب بدفترك الصغير بقايا حلمك الصغير المقطوع ناراً تلتهب. إيه يا دمع تحجر لا تختفي, فهناك اذهب إلى باب مدرستي, وأمام جامعي القديم , وفي مدينتي القديمة, اذرف إن استطعت لآلئك لأنك لا تستطيع إلا البكاء, فالجمر وإن كان الظلام ثقيلاً سيضيء ويلهب, والدمع سيصير دماً يسفح ثم جمراً يصلي, ويوقد الحزن القديم, ويحيي الأمل القديم .. ولكن!
مهلاً يا أيتها النفس الظالمة, أما يكفي أنك لا تلتقين مع مدينتك إلا بالذكرى. مهلاً, اذهبي الآن وانظري فجموع الصغار عند الجبال والهضاب, يكتبون على لوحات الشرف قصة صمود.
فتلك النقوش أظهرت, وتلك الدموع ترسم خطوطاً تسير عليها خيول النصر مكبرات بالنفير من جامعنا القديم.
وسأظل محتفظ بأول صورة رسمتها لك, بقلبي بدمي بدمعي حتى ألاقيك إما شهيد وإما شهيدة! فانتظري الصباح, ملتهباً يا جبل النــــار
http://www.rumonline.net/index.php?name=News&file=article&sid=1017
http://www.rumonline.net/uploads/1(805).jpgاه يا شوارع مدينتي القديمة! أين أنت الآن.. وكيف حال زواياك الجميلة تلك التي كنت أزرعها صبحاً وليلاً.. أنا والصحاب نتراكض هنا وهناك.. نبني أعشاشاً لعصافيرنا البرية حتى تضع أحلامها معنا, عندما يأتي المساء ومع صرير أبواب محلاتك القديمة تبدأ عيوننا بإغفاءة مع وعد.. وعد بأن تكوني أول ما تقبله عيوننا صباحاً.
أما الآن, فأين أنت؟! ما أنت إلا ذكرى نقش هنا وهناك..
أنت الآن بعيــــــــــــــــدة, أتاك في ليل بهيم غول وأخذ يأكل أحلام أطفالك حلماً ثم حلما. ومع حشرجات المساء وحشرجات الصباح تتدافع الأرجل الصغيرة تسير إلى حيث المقابر لينقص من الصحاب من رمى بحجر أو رمى بشرر. يا مدينتي الحبيبة.. يا بغداد أين أنت الآن, بل أين نحن!؟
أتغفين في أحضان الرصاص ونغفو مع أحلامنا الوردية الساذجة بأن نراك, أتنادين علينا وقد غلفت آذاننا رين التثاؤب. أتأملين أن يعود أبناؤك ليقرأوا أسماءهم التي نقشوها على ياسمينتك أمام جامع القائد الشهيد ابقي في حلمك فقد يتحقق. ابقي واحلمي فنحن نحترق على أوسدتنا الوثيرة نحترق من شدة حر تأنيب الضمير, فقط نتأفف, ونبكي ولا نستطيع أن نرمي بحجر.
* * * إيه يا قلب تحول لحجر ألا تفتت جمرك وتكتب بدفترك الصغير بقايا حلمك الصغير المقطوع ناراً تلتهب. إيه يا دمع تحجر لا تختفي, فهناك اذهب إلى باب مدرستي, وأمام جامعي القديم , وفي مدينتي القديمة, اذرف إن استطعت لآلئك لأنك لا تستطيع إلا البكاء, فالجمر وإن كان الظلام ثقيلاً سيضيء ويلهب, والدمع سيصير دماً يسفح ثم جمراً يصلي, ويوقد الحزن القديم, ويحيي الأمل القديم .. ولكن!
مهلاً يا أيتها النفس الظالمة, أما يكفي أنك لا تلتقين مع مدينتك إلا بالذكرى. مهلاً, اذهبي الآن وانظري فجموع الصغار عند الجبال والهضاب, يكتبون على لوحات الشرف قصة صمود.
فتلك النقوش أظهرت, وتلك الدموع ترسم خطوطاً تسير عليها خيول النصر مكبرات بالنفير من جامعنا القديم.
وسأظل محتفظ بأول صورة رسمتها لك, بقلبي بدمي بدمعي حتى ألاقيك إما شهيد وإما شهيدة! فانتظري الصباح, ملتهباً يا جبل النــــار
http://www.rumonline.net/index.php?name=News&file=article&sid=1017