الفتاة الغامضة
13-07-2007, 12:42 PM
أبي العزيز...
مريم فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات،فتاة تحب الدراسة والمثابرة ، فتاة بريئة عذبة الصوت مرحة الطباع،وحياتها بهيجة بمعنى الكلمة..
في إحدى أيام الصيف الدافئة والتي تنتشر فيها أشعة الشمس في أرجاء المعمور.خرجت مريم إلى فناء المنزل في الحديقة لتستمع إلى شدو الطيور،وخرير الماء المنساب ،وتتمتع بالنسيم العليل والذي يجعل الشجر يصدر حفيفا ليبرز جمال الطبيعة الأخاذ.
أخذت تلاحق إحدى الفراشات الجميلة تحاول الإمساك بها ،وفي اللحظة التي كادت تلتقطها نادتها والدتها لخبرها بأمر ما!!!تخلت مريم عن فكرة اللحاق بالفراشة طاعة لوالدتها ومعرفة سبب مناداتها،اخبرتها والدتها بأن والدها يود محادثتها :
مريم:مرحبا بابا كيف حالك؟
الأب:أنا بخير مادمت أستطيع محادثتك
مريم:متى ستأتي أنا مشتاقة لك ؟؟؟
الأب:اليوم عصرا...وسأجلب لك هدية
مريم:حقا،شكرا لك يا بابا
الأب:سعادتك تهمني،إلى اللقاء عزيزتي اهتمي بنفسك
مريم:حسنا،في أمان الله ...
بعد ذلك احست مريم ببطء عقارب الساعة عن موعد العصر والذي تتلهف فيه للقاء والدها والهدية التي سيجلبها لها ،وبعدما تناولت طعام الغداء ،بشق الأنفس استطاعت النوم ،...
حتى استيقظت بالعصر فرحة مسرورة بإنقضاء النهار الطويل...انتظرت الصغيرة طويلا فقد كان من المفترض أن يكون والدها بالمنزل في ذلك الوقت،فكانت كلما تمضي دقيقة تسأل والدتها:
مريم:ماما متى سيصل بابا؟؟؟
الأم:قريبا يا عزيزتي قريبا...
وبعد مضي ساعتان وصل العائلة اتصال مفاجئ ينبئهم بالنبأ الأليم والحزن المقيم ،يبلغهم بوفاة الوالد في حادث سير ...
لم تستطع الوالدة مقاومة البكاء فأخذت تبكي بكاء مرا.والطفلة لم تفهم ما جرى ولم تدرك معنى الموت قط .
فلم تستطع أن تستوضح من والدتها وإنما ذهبت إلى منزل الجيران لتسألهم عن معنى(توفي)؟فلم يجدوا سبيلا ليفهموها إلا بقول:(لن يعود ثانية إلى الحياة لكي نراه)،وبعد محاولة الجيران معرفة سبب سؤال الطفلة عن المعنى أخبرتهم بحال والدتها ، وبعدها انتشر الخبر ليعم أرجاء القرية ...
وهنا أخذت مريم تردد العبارة التي سمعتها ولم تستطع إغفالها وأخذ المعنى يتغلغل إلى داخلها ،فمن الرغم أنها كانت تود البكاء إلى أنها قاومت وأخذت تكتب هذه الكلمات بكل ألم حزن وحرمان:
أبي العزيز:
أبي أنت حياتي ،أنت بصيص أملي، أنت مصدر إلهامي وسر سعادتي.
أبي أنا فلذة كبدك ابنتك وحبيبتك وقرة عينك ،لطالما فرحت بوجودك فأنت من يوصل إلى قلبي السكينة .
وما أروع كلمة (بابا ) عندما أنطقها ،فهل فكرت مسبقا لمن سأقولها وهل سأستطيع نطقها ثانية بعد رحيلك؟!
ألا تهمك سعادتي ياأبي ؟؟الآن انحرمت من الأب الحنون..لن أبكي..
لاتنس أنك صنعت مني فتاة محبة لربها راضية لقضاء الله وقدره،أنت الذي حضنتني وقلت لي:لاتذرفي دموعك الغالية هباء!
وها أنا على ضوء أمرك أستجيب...ولن أذرف الدموع التي أضاقت الدنيا في عيني ،وإنما سأتوسل إلى الخالق ليرحمك ويتغمدك فسيح جناته ،ويلهم أمي الصبر والسلوان ...
وهديتي لك الدعاء بعد كل صلاة لك يا أبي الغالي...
من كتاباتي الشخصية بناء
على طلب أحدهم........
مريم فتاة تبلغ من العمر 7 سنوات،فتاة تحب الدراسة والمثابرة ، فتاة بريئة عذبة الصوت مرحة الطباع،وحياتها بهيجة بمعنى الكلمة..
في إحدى أيام الصيف الدافئة والتي تنتشر فيها أشعة الشمس في أرجاء المعمور.خرجت مريم إلى فناء المنزل في الحديقة لتستمع إلى شدو الطيور،وخرير الماء المنساب ،وتتمتع بالنسيم العليل والذي يجعل الشجر يصدر حفيفا ليبرز جمال الطبيعة الأخاذ.
أخذت تلاحق إحدى الفراشات الجميلة تحاول الإمساك بها ،وفي اللحظة التي كادت تلتقطها نادتها والدتها لخبرها بأمر ما!!!تخلت مريم عن فكرة اللحاق بالفراشة طاعة لوالدتها ومعرفة سبب مناداتها،اخبرتها والدتها بأن والدها يود محادثتها :
مريم:مرحبا بابا كيف حالك؟
الأب:أنا بخير مادمت أستطيع محادثتك
مريم:متى ستأتي أنا مشتاقة لك ؟؟؟
الأب:اليوم عصرا...وسأجلب لك هدية
مريم:حقا،شكرا لك يا بابا
الأب:سعادتك تهمني،إلى اللقاء عزيزتي اهتمي بنفسك
مريم:حسنا،في أمان الله ...
بعد ذلك احست مريم ببطء عقارب الساعة عن موعد العصر والذي تتلهف فيه للقاء والدها والهدية التي سيجلبها لها ،وبعدما تناولت طعام الغداء ،بشق الأنفس استطاعت النوم ،...
حتى استيقظت بالعصر فرحة مسرورة بإنقضاء النهار الطويل...انتظرت الصغيرة طويلا فقد كان من المفترض أن يكون والدها بالمنزل في ذلك الوقت،فكانت كلما تمضي دقيقة تسأل والدتها:
مريم:ماما متى سيصل بابا؟؟؟
الأم:قريبا يا عزيزتي قريبا...
وبعد مضي ساعتان وصل العائلة اتصال مفاجئ ينبئهم بالنبأ الأليم والحزن المقيم ،يبلغهم بوفاة الوالد في حادث سير ...
لم تستطع الوالدة مقاومة البكاء فأخذت تبكي بكاء مرا.والطفلة لم تفهم ما جرى ولم تدرك معنى الموت قط .
فلم تستطع أن تستوضح من والدتها وإنما ذهبت إلى منزل الجيران لتسألهم عن معنى(توفي)؟فلم يجدوا سبيلا ليفهموها إلا بقول:(لن يعود ثانية إلى الحياة لكي نراه)،وبعد محاولة الجيران معرفة سبب سؤال الطفلة عن المعنى أخبرتهم بحال والدتها ، وبعدها انتشر الخبر ليعم أرجاء القرية ...
وهنا أخذت مريم تردد العبارة التي سمعتها ولم تستطع إغفالها وأخذ المعنى يتغلغل إلى داخلها ،فمن الرغم أنها كانت تود البكاء إلى أنها قاومت وأخذت تكتب هذه الكلمات بكل ألم حزن وحرمان:
أبي العزيز:
أبي أنت حياتي ،أنت بصيص أملي، أنت مصدر إلهامي وسر سعادتي.
أبي أنا فلذة كبدك ابنتك وحبيبتك وقرة عينك ،لطالما فرحت بوجودك فأنت من يوصل إلى قلبي السكينة .
وما أروع كلمة (بابا ) عندما أنطقها ،فهل فكرت مسبقا لمن سأقولها وهل سأستطيع نطقها ثانية بعد رحيلك؟!
ألا تهمك سعادتي ياأبي ؟؟الآن انحرمت من الأب الحنون..لن أبكي..
لاتنس أنك صنعت مني فتاة محبة لربها راضية لقضاء الله وقدره،أنت الذي حضنتني وقلت لي:لاتذرفي دموعك الغالية هباء!
وها أنا على ضوء أمرك أستجيب...ولن أذرف الدموع التي أضاقت الدنيا في عيني ،وإنما سأتوسل إلى الخالق ليرحمك ويتغمدك فسيح جناته ،ويلهم أمي الصبر والسلوان ...
وهديتي لك الدعاء بعد كل صلاة لك يا أبي الغالي...
من كتاباتي الشخصية بناء
على طلب أحدهم........