مشاهدة النسخة كاملة : سأعيش في سلام عند وصولي لعالم الأحلام ... من كتاباتي3


نــــ الأمل ـــــور
17-07-2007, 02:28 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد انزال قصتين

حملتني الأحلام يا أماه.. من كتاباتي 1
http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=9787

أمرأ عمرها 10 أشهر .. من كتاباتي2
http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=11626

والآن اضع الثالثة بين أيديكم

قد نعيش في عالمنا في سلام .. حياة مليئة بالتفاؤل .. ولكن هناك من يفسدون الحياة لأنفسهم .. ولا يدركون مدى الأذى الذي يسببوه لغيرهم جراء ذلك .. ولكن ما ذنب الضحايا بأخطائهم .. كلٌ يتحمل خطأه . ولكن هناك من يخطأ ويهدم أنفس نتيجة لذلك .. وهو غير مدرك ما سببه من ألم .. يعيشون في هذه الحياة بكل أنانية .. كل ما يهمهم هو أنفسهم فقط .. ويبقى الأبرياء يتساءلون .. ماذا ذنبنا حتى نلقى ما لقينا؟؟ .. وتبقى حيرة الأطفال تتجسد في أعينهم .. ينظرون لعالم حاقد عاقبهم على ما لم يكن لهم أي سبب فيه .. فتموت الطفولة التي لم يعرفوها .. تمر السنين ويكبرون وبعدها يفهمون .. ويتساءلون .. لمَ لم تكن لدينا طفولة بريئة كباقي الأطفال .. براءة تنظر للفراشات وتسمع خرير الماء وليس براءة تتساءل عن سبب البكاء والأنين..


"سأعيش في سلام عند وصولي لعالم الأحلام"

تمر علينا مواقف تكون مبهمة بالنسبة لنا .. ونسعى جاهدين لإيضاح الغموض .. وبعد فهمها نتمنى أن يعود الزمن ولا نحاول فهمها .. نفضل أن تبقى غامضة ..أحيانا نحسد المجانين على وضعهم .. فهم لا يدركون قسوة الحياة وموت ضمير البشر .. نتأمل حال البشر ونتأسف .. ونقرأ عن عالم الحيوان ونفرح .. لماذا أصبح البشر قساة؟؟ .. لماذا اسودت القلوب؟؟ .. أين صفاء السماء وزقزقة العصافير؟؟ .. أهي في الروايات والأساطير فقط؟؟ .. أسمع عنهما ولم أرهما .. كل ما أراه غيوم وظلام ونعيق الغربان .. أحاول جاهدة الوصول للنور وإشعال شمعة تدفئني.. ولكن دائما يكون هناك من يطفئها .. ولكني لم أيأس لا زلت أحاول جاهدة أن أشعلها .. واشتعلت تلك الشمعة ..فرحت كثيرا لذلك.. ولكن كان المقابل ثمينا .. فقدت أغلى ما املك مقابلها .. هل سأنسى ما أخذته وأفرح بضوء الشمعة .. ولكن ما أخذته ليس بسيطا .. فقد كان يمثل لي حياتي.. ندخل هذه الحياة ونبتسم في وجه هذا وذاك .. ولكن ليس الجميع من يرد لنا الابتسامة .. هناك من يردها بسهام .. وممن كانت هذه السهام؟؟ .. من أقرب الناس لنا .. من نرغب بشدة أن يكون قدوة لنا ككل الناس .. هل أنا الوحيدة التي اغرق في الظلام؟؟ .. أم أغلب أحوال البشر كحالتي؟؟ .. لا أعلم شيئا عن أحوال البشر .. فكل ما كنت أراه حينها هي رؤوس تذهب وتجيء .. داخل سجن مخيف .. به زهرة أمل مبتسمة دائما وهي أمي .. لا تعلمين يا أمي كم كنتِ تعنين لي الحياة بكل ما فيها . فلم اعلم سواكِ .. قلب رحيم عطوف .. وطيبة لو وزعت على كل البشر لكفتهم .. لكن يا أمي .. لماذا زرعتِ كل هذه الطيبة في عيني؟؟ .. فالحياة لا تسمح لي بالعيش بها .. فهي لا تكفي .. لماذا يا أمي لم تعلميني القسوة والأنانية والخيانة؟؟ .. لماذا تركتني ورحلتي بدون أن تخبريني عنها أي شي؟؟ .. لطالما راودتني هذه الأسئلة عندما أتذكر الماضي وكيف عشتُ في صغري .. لم أعرف الطفولة حينها .. لا ألعاب ولا أصدقاء ولا حتى أرجوحة!! .. يدور في تفكيري هذه العبارات عندما ارجع بتفكيري للماضي .. عشت بين أحضان أمي نهارا .. وفي غرفة مظلمة ليلا .. فأمي تتركني وتغلق لي باب الغرفة ليلا .. لا أعلم لماذا تفعل ذلك؟ .. ربما من الوحش الكاسر الذي يأتي كل ليلة ويسمعني بكاء أمي .. كم كنت اكرهه .. لماذا يأتي؟؟ نحن لا نرغب بوجوده بيننا .. ولكن بعد ذلك اكتشفت انه أبي!! .. لكن لماذا هو أبي؟؟ .. كيف يعطى اسم الأب ولكن لم يعطى الأبوة؟؟ .. لم أره أبدا إلا مرة واحدة وليتني لم أره .. فعندما يحين وقت رجوعه تقفل علي أمي باب الغرفة وتأمرني بالنوم.. اسمع صراخه على أمي وضربه لها .. لكنها لم تكن تصرخ لكي لا تخيفني .. لكن سأسمع أنينها وبكاءها ولو من عشرات الكيلومترات .. مهما حاولتِ يا أمي أن تخفي دموعك عني فأنا مدركة لها .. وأسمع كذلك كلمات لا أدرك معناها تصدر من أبي .. وبعد أن كبرت أدركت معناها .. واحمد الله أني لم أكن افهمها في صغري .. اعذريني يا أمي فأنا لا أنام كل ليلة مثلما تأمريني .. أنا لا أحب الظلام .. أفضل النور وحضن دافئ يضمني .. بعد ساعات يهدأ المكان .. وتأتي إلي أمي .. أتظاهر بالنوم .. تحضنني وتنام .. أو تتظاهر بالنوم مثلي .. عندما يبزغ الفجر افرح بالنور .. وحينها أنام .. هذا هو الحال لأيام وشهور .. وأنا أتمنى أن لا تغيب الشمس ولا يأتي الليل حتى لا يتكرر المشهد المخيف .. كان بيتنا صغير جدا .. غرفة لوالداي وغرفة مظلمة تخبأني أمي فيها ليلا .. لكن لم أكن اعرف لماذا أبي لا يسأل عني؟؟ .. ألست ابنته؟؟ .. ربما كان ما يشربه يوميا ينسيه من حوله .. حتى ابنته .. لا ألومه على ذلك فأنا سعيدة بنسيانه .. فالله أعلم ماذا سيحدث لي لو تذكرني .. ربما كحال أمي .. جاء يوم اشتد فيه صراخ أبي وأمي تحاول أن تكتم بكائها لكي لا يصلني .. ويبدو إنها لم تعد تتحمل الضرب فصرخت .. اخترق صراخها أحشائي فقمت اطرق الباب واصرخ .. سكت أبي وسمعت صوت خطواته تقترب من الغرفة .. ابتعدت عن الباب ..ضربه ضربة واحدة وانفتح .. رأيته يحدق بي باستغراب .. تجمدت من الخوف ولجأت لزاوية الغرفة .. تقدم مني وهو يترنح بمشيته.. أغمضت عيني بيدي فأنا لا ارغب بمشاهدة ما سيحدث .. جاءت أمي ووقفت أمامي وقالت: لن تلمسها ما دمت حية .. أمسكت بملابس أمي بشدة .. وإذا به يسأل: من هذه؟؟ .. وصل كلامه لجوف قلبي .. كيف لا يعرفني؟؟.. أنا ابنته .. كيف له أن ينسى ابنته .. اغرورقت عيناي بالدموع .. وتعلقت بملابس أمي أكثر .. أعاد السؤال وبغضب: من هذه؟ .. قالت أمي: إنها ابنتك ألا تعرفها؟؟ .. قال:ابنتي!!... ألم أقل لكِ أن تتخلصي منها منذ شهور .. لا أريد أطفالا في منزلي!! .. هنا وقفت جامدة .. عرفت الآن لمَ كانت أمي تخفيني عند عودته .. ألا يكفيه ما سبب لي من جروح عند سماعي لبكاء أمي .. هو حتى لا يرغب بوجودي في هذه الحياة .. تقدم أبي وامسك بيد أمي بكل قسوة وسحبها .. وأنا متعلقة بملابسها وابكي بصوت عالي .. بنظرة واحدة من عينيه توقفت عن البكاء وتركت ملابسها من شدة الخوف .. وليتني لم اتركها .. ربما كانت معي الآن لو لم اتركها.. سحبها وهي تقول لي أغلقي الباب .. خرجوا وأغلقت الباب ووضعت كرسيا صغيرا أمامه .. ليس قويا أبدا ولكن هذا كل ما اقدر على حمله .. ولجأت لزاوية الغرفة مرة أخرى .. جلست وضممت رجلي ووضعت رأسي بينهما وبكيت بصوت منخفض خوفا ألا يسمعني أبي .. وكلي أمل أن تعود أمي لحضني مرة أخرى لأشعر بالأمان .. هدأ الصراخ .. وأنا انتظر عودة أمي كالعادة .. يهدأ الصراخ وتعود .. ولكنها لم تعد .. وأنا انتظر ولم تعد .. طال الانتظار وفكرت بالخروج من الغرفة للبحث عنها ولكني خفت من أن أرى أبي أمامي .. قررت أن أنام واحلم بيوم مشرق جميل واصحي وأجد أمي تحضنني .. ابتسمت بين دموعي عندما فكرت بذلك وأغمضت عيني ونمت .. صحوت على صوت الباب ينفتح بشدة .. فتحت عيني وأنا أرى رجالا لأول مرة أراهم .. في حياتي كلها لم أرى سوى أمي .. ورؤوس الناس الذين كنت أراهم من نافذة الغرفة .. اقترب مني احدهم .. وقال آخر : ربما هي ابنتهم.. لم أتحرك ولم أتكلم .. سأل بلطف: ما اسمك يا صغيرة؟ .. حدقت به وأنا أفكر .. لم أكن اعلم أن هناك أناس لطيفين كأمي .. كنت احسب أن أمي هي الوحيدة ذات القلب الرءوف في هذا العالم والبقية كأبي .. فرحت لذلك ولكن بداخلي فقط فأنا ما زلت خائفة .. امسك بيدي وقربني منه وقال: لا تخافي أنا هنا لاحميكِ ..بعدها وجهت ببصري نحو باب الغرفة فرأيت سرير يخرج من بيتنا وعليه شخص مغطى بغطاء.. رأى الرجل إني انظر نحوه باستغراب فحضنني وشعرت بالأمان كشعوري بين أحضان أمي .. ولكن أحضان أمي أفضل.. أين أنتي يا أمي؟؟ .. لا زلت انتظرك .. لم اسأل عنها فلم تكن لدي أي رغبة بالكلام .. نمت في حضن الرجل .. وصحوت وأنا أرى نفسي بين أطفال في مثل سني .. في غرفة كبيرة .. يضحكون ويلعبون .. بمرور الأيام أصبحت ألعب معهم .. وكنت اسألهم أن كانوا قد رأوا أمي .. فيجيبون بأنهم لا يعرفونها .. وصفتها لهم بأنها ملاك يحمل طيبة العالم في قلبه وابتسامة أمل تبعث راحة في الروح لا حدود لها .. قلبي نقي أبيض واسع كالكون .. عينان تضيئان الدنيا بالأمل .. فيجيبون بالنفي كذلك .. وبمرور السنين كبرت وفهمت أين ذهبت أمي ومصير أبي .. وعرفت أين إنا ومن هم الأطفال .. فهمت حينها قسوة الدنيا علينا .. وفهمت معاني لم تعلمني أمي إياها .. عشت تائهة في هذا العالم الكبير حيث يبدو الطريق مرا .. وأنا أحاول أن أعيش متمسكة بمبادئي التي أخذتها من أمي .. نابذة لما رايته من أبي .. أعيش بين حلاوة الحلم ومرارة الواقع .. مبتسمة دائما وكلي أمل بالوصول لعالم الحنان .. حيث أجد أناس كأمي يغمرونني بالأمان .. وأنا متأكدة إني سأصل لذلك العالم .. فقد اشتعلت الشمعة برحيل أبي .. وضوئها ملأ حياتي .. وأنتِ يا أمي فلستِ بعيدة عني .. موجودة دائما في أحلامي وأقوالي وأفعالي .. لم يتسنى لي الوقت لأشكركِ عندما كنتِ معي .. وأنا الآن أكن لكِ كل الشكر والحب .. وأعلمي إني سأنشر مبادئك لكل من أراه .. لا تخافي يا أمي .. فأنا سأعيش في سلام بعد وصولي لعالم الأحلام ..


نــــ الأمل ـــــور 15/12/2006م

هدى
17-07-2007, 05:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يا صاحبة أروع أقلام الإبداع الراقي
يا صاحبة القلب الكبير الفياض بالصفاء والرقة
والصدق والنقاء
بالإحساس الذي يأسر المتلقي من أول جملة تجتاح نظره وتقتحم فؤاده بطريقة خارقة يعلمها الا خالق جماله
والله وجدت لنفسي مكانا بين طياتها وضمتني الكلمات الى حنانها
وسافرت بي الى عالم الأحلام
لعل نور الأمل يجتاحني بعد قراءتي لكل هذا النور الجلي
مرارة الواقع وحلاوة الحلم أمران لهما كل الأثر على كل فرد منا
لكن قدرة الإستيعاب والإدراك لهما هي الهاجس الذي نحوم حوله في انتظار ...
حفظك الله ورعاك أخية وأدام قلمك الصادق
وأتحفنا بابداعك وبفيض احساسك يارب
وتقبلي فائق إحترامي والتقدير

orient
17-07-2007, 08:41 PM
ما شاء الله
ما شاء الله
تباركـــ الله

أبدعتي أختي الفاضلة في كتابة هذه القصة المؤلمة ..

يالها من أحداث مؤلمة ...
لم ترى أباها الا مرة وليتها لم تراه ..
تعيش في سجن وحيدة مرة في أحضان أمها ومرة بين الصراخ والبكاء ..
لم تخرج للعالم الخارج الا مرة وعندما خرجت لم تعد الى سجنها ..

كفاكِ صغيرتي ..فلستِ الوحيدة الغارقة في الظلام ..
ومن يطفئ شمعة غيره ..يعش معه في الظلام ..

بارك الله فيكِ أختي نور الأمل ..
واصلي في طريق الابداع ..

شموخ الهيام
12-09-2007, 03:20 PM
ما شاء الله
ما شاء الله
تباركـــ الله

**ريم الفلا**
12-09-2007, 04:07 PM
وهل هناك حنان يضاهي حنان الأم .....

كم هو صعب فقد حنانها.......

ما شاء الله عليك اختي كلمات رائعة ....

دمتي للحصن الغالي مبدعة ............

تقبلي مروري انا **ريم الفلا**