مشاهدة النسخة كاملة : حب الوطن**


صغيرتي
08-11-2007, 04:20 PM
العين بعد فراقها الوطنا
لا ساكنا ألفت ولا سكنا

قال الجاحظ في رسالة الحنين إلى الأوطان: «كانت العرب إذا غزت أو سافرت حملت معها من تربة بلدها رملا وعفرا تستنشقه».
فأكدوا أن الوطن يبقى أولاً تحت أي سماء، وفي أي أرض، وأن الوطنية أسمى من انتماء دون تضحية ورؤية مسؤولية لمعطيات الماضي والواقع والمستقبل في ظل غرائز ودوافع فطرية تمثل قمة العطاء غير المحدود وغير المشروط تأصيلا في تراثهم الجيني المعتمد على إيديولوجيا سامية لمجموعة من الأفكار والمواقف والولاءات النزعات العاطفية تجاه الأرض والتاريخ.
الوطن في العربية كما جاء في لسان العرب: هو المنزل الذي يمثل موطن الإنسان ومحله، ووطن المكان وأوطن أقام متخذا إياه محلا وسكنا يقيم فيه. والقرآن الكريم أثبت هذا المبدأ العظيم من خلال معادلة بين الوطن والحياة في قوله تعالى:« ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم مافعلوه إلا قليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا».
ومن خلال معادلة أيضاً بين الحرمان من الوطن وسفك الدماء في قوله تعالى:« وإذا أخذنا ميثاقكم لاتسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون، ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان، وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم، أفتؤمنون ببعض الكتاب وتفكرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون».
الوطنية فطرة عظمها الإسلام ورفع من شأنها ولذلك اتفق الفقهاء على أن العدو إذا دخل دار الإسلام يكون قتاله فرض عين على كل مسلم، ويؤكد ذلك التقدير والتعظيم حنين الرسول صلى الله عليه وسلم عندما خرج من مكة مكرها فقال بعد التفت إليها: «والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك ما خرجت» ولم ينس مكة على الرغم من قساوة قريش في سؤاله ابان بن العاص عندما قدم إلى المدينة مهاجرا فقال: يا أبان، كيف تركت مكة؟ فقال: تركت الآذخر وقد أعزق ،والثمام وقد أورق كناية عن الربيع فاغرورقت عيناه الطاهرتان صلى الله عليه وسلم وكان قبله سيدنا يوسف عليه السلام قد أوصى أن يحمل جثمانه من مصر ليدفن في فلسطين، ورفض فرعون ذلك،. وبعد هلاكه وجنوده في اليم، حقق سيدنا موسى عليه السلام وصية يوسف فحمل جثمانه من مصر إلى فلسطين ليدفن بقرب والده يعقوب عليهما السلام.
إن مبدأ الوطنية لا ينكره عقل، ولا يرفضه لبيب، إذ هو سنة من سنن الأنبياء وقد كان في الماضي تعتمد على الانتماء العرقي إذ تحدد الأراضي حسب وجود القبائل فيقال بلاد بكر، وبلاد تميم، ولم يكن هذا مقتصراً على العرب بل إن هنغاريا سميت بذلك نسبة لقبائل الهنغار بعد قدومها من أواسط آسيا. وكذلك بلغاريا نسبة إلى قبائل البلغار والجرمان في ألمانيا. وأكثر ما يؤثر فيها ويلهب نارها الاعتماد على ما تعرضت له المجموعة من مآس وكوارث ، كما حصل للشعوب الأرمنية والكردية ، بل إن الزعماء يذكرون شعوبهم بالمآسي التي حصلت لهم ليذكوا في صدورهم نار الوطنية، وهل يخفى على أحد اعتماد إسرائيل على مذابح الهولوكست على يد النازية تأكيدا للاضطهاد المزعوم في صورة فستولوجيا سياسية تقوم على الإيحاء التاريخي بكل أدواته الإيديولوجية إلى درجة أنهم جمعوا بين نظريتين أساسيتين في تحقيق الوطنية: العرق والثقافة في حين أن الشعوب الأخرى تعتمد على نظرية واحدة مثلما وطنية فرنسا التي تعتمد على الثقافية تحقيقا للوطنية عن طريق اللغة دون غيرها.
وأما في الإسلام فقد امتزج الانتماء الإسلامي بالانتماء الوطني تحقيقا لخلافة الإنسان في الأرض، بعد أن رفض كل الفلسفات التي تقوم على معايير فاسدة مؤكدا أن أكرم الناس عند الله أتقاهم في ظل وحدة العقيدة والشريعة والأمة، ولم يغفل أهمية الموقع، فجاء الأثر العظيم «حب الوطن من الإيمان» قال الزركشي: لم أقف عليه وقال السيد معين الصفوي: ليس بثابت، وقيل: إنه من كلام بعض السلف، وقال السخاوي: لم أقف عليه، ومعناه صحيح، قال المنوفي: ما ادعاه من صحة معناه عجيب، إذ لا ملازمة بين حب الوطن والإيمان، ويرده قوله تعالى:
«ولو أنا كتبنا عليهم» فإنه دل على حبهم لوطنهم مع عدم تلبسهم بالإيمان، إذ ضمير «عليهم» للمنافقين، وتعقبه بعضهم بأنه ليس في كلامه أنه لا يحب الوطن إلا مؤمن، وإنما فيه أن حب الوطن لا ينافي الإيمان. ويؤكد صحة الأثر السابق قوله تعالى:« ومالنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا».
الوطن ليس حنينا إلى مرابع الصبا والذكريات كما قال ابن الرومي:


وحبب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم
عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا
منقولةة والسموحةةة
اكتب في حب الوطن ولو كلمتين **

نظرعيني
08-11-2007, 09:30 PM
http://omanis.org/qld/publish/society_news/uploads/nationalday.jpg

درة الإيمان
08-11-2007, 10:04 PM
وطني لو شغلت بالخلد عنه ..
نازعتني إليه في الخلد نفسي ..

صغيرتي
10-11-2007, 08:11 AM
وطني عُمان أنا فـِــداك
في العشقِ لم أعرفْ سواك

ما ضلَّ قلبي في هـَـواك
كلا ولا حينًا ســـَـلاك

قَسَمًا بمن سَمَك السّمــاك
لا همَّ لي إلا عــُــلاك



















انتـــه الوطـــن يــا أغلــى وطن قابــوس
انتـــه المحبـــه اللي لهـــا الشمــع ضـاوي

وانته الســـلام الـ وطـد نفــــوس ونفـــوس
يكفينـــــا فخـــر ان الامـــن لعماننـا حاوي





للارض التي لا تنبت الا الخير في اصلها ....

للشمس التي تحتفي بالجبال الشاهقات هنا ....

لنور البدر الزاهي بليال لا أجمل منها بالدنيا ...

للارض التي تسرق من الجمال جماله لتكسو سكانها ببسمات الحب الدائم ..

لوطن مكانته بالقلب والروح أعظم من ان تغيرها تيارات الازمان والبشر ...

اليكـ يا وطنا أعشق دمي بسببه ....

كل عام وانت بالف خير ....

واليكـ أيها القائد الذي تحن العين لرؤيته دائما ...

أعاد الله عليك هذه المناسبة الجليله بالخير والبركات ...

وكل عام والجميع بالف خير وسلامه







إليك يا سيدي ( قـابـوس ) ورود حبي، ورحيق ودي ملىء الكؤوس
يامنبراً فوق كل الهامات والصروح .. عالٍ بمجدك كالسفوح

ياسيدي: دائماً عطائك وافراٌ وقلبك نقي سموح

( دمت بألف خير مدى الأعوام والأيام )

اليكِ حبيبتي ( عمــان ) : أشواقي وحبي

سأقبل تراب أرضك والكثبان .. يا أم العز والحنان

مهما قلت فيكِ ( عمان ) لن أوفيك .. يعجرحبري والبنان
ومهما قلت فيك ( سيدي ) لم أعطيك .. لمسه من جودك والأمان

( كل عام والجميع بخير وأمان .. في عمان )


منقولة والسموحة*

حوراء الحصن
10-11-2007, 02:04 PM
الوطن حب لاينتهي

حب الوطن حب ترسخ في دمي وشراييني

تشكري غاليتي على الموضوع:)

صغيرتي
11-11-2007, 01:09 PM
فَرَّ الفؤادُ من الضلوعِ الحانياتِ إلى الدروب
من مهده الغَضِّ الوثيرِ مُنَعَّما..
قد حَفَّهُ زَهْرُ الطيوب
أغراه حُسْنُكِ فارتمى شفقاً تلوّن بالغروب
وتعطّر الأفقُ السعيدُ بخَفْقَةِ الحُبِّ المهيب
قلبٌ به ضجَّ الحنين..
تهللت وجرت به قدم الوثوب
حيث التقاكِ مع الروابي العابقاتِ العَنْبَرِيّات الدروب
ومع النخيلِ المائساتِ جدائلاً رقصت على..
تمويجة الفَلَجِ الطَّروب
ومع التراب المخمليّ اللَّمْسِ خَمْرِيِّ السُّوب
فرأى عُمانَ سحائِبَ الشِّعْرِ التي..
انهمرت تسيل بعاطر العلم الخصيب
مَنْ ذلك الآتي الذي ابتسمت له كُرَبُ الخطوب!
به من مُهَنّا حَزْمُهُ ومن الجُلَنْدى وَمْضَةُ الفكرِ النجيب
وسقاه قَيْدُ الأرضِ من وَثَبَاتِهِ
يمتاح نورَ الحقِ من تقوى القلوب
مَنْ ذلك الآتي الذي غسلتْ عُمانُ بفجره شَتَّى الذنوب
حين امتطى بَرْقَ العزيمةِ صادقاً..
نفض الثرى من مقلتيه مدامع الوجه الشحوب
من سِدْرَةِ الأقمار يسطع قابساً..
إطلالةَ النورِ البهيِّ، منادياً بالله.. أوبي
اسقي عُمان نُهورَ سَعْدٍ غيرَ قابلةِ النضوب
قابوس يا إشراقة..
هطلتْ بها مستبشراتُ المُزْنِ بالوَسْمِي السكوب
عهداً علينا لن نضيّع ما غرستم..
ما سكبتم في القلوب
سنمدُّ أغصانَ الفؤادِ المثمراتِ تَمِيسُ بالخيرِ العميم
نتدَرَّعُ الصبرَ الجميلَ، ونرتدي ديباجةَ العملِ الدؤوب
ونزاحمُ الشُّهْبَ البعيدةَ في مساراتِ الصعود
نُحيي المفاخرَ، والمآثرَ، والمناقبَ، وانتصاراتِ البروق
ونرشُّ بالنورِ الضَّحوكِ ضُحى عُمانَ فتزدهي..
بنضارةِ الثوبِ القشيب
وشذى طيوبِ الصحوةِ الكبرى ترفرفُ في الشمالِ وفي الجنوب
تسري فيشربُها الثرى، تخضرُّ أرواحُ الجدود .
****
الشاعرة العمانية (سعيدة بنت خاطر الفارسي)