مشاهدة النسخة كاملة : رصاصة قصة قصيرة


أيمن خالد دراوشة
26-11-2007, 07:18 PM
رصاصة

منذ شتاء 1990وهو ينقل كيس الميدان الثقيل بفظاظة! حذاؤه العسكري الذي كان يوماً ما متيناً قد تهرَّأ فحفظ قدميه هذه المرة من خشونة الأرصفة والساحات التي يدور عليها بلا هوادة بقطع من ورق الكارتون! العجيب في أمر هذا المقاتل أنَّه لا يزال على همته المتمثِّلة بحمل كيس الميدان والدوران داخل ساحات النقل العام , وفي كل مرة يهم فيها بالصعود إلى إحدى السيارات الذاهبة إلى الشمال أو الوسط أو الجنوب يتراجع في اللحظة الأخيرة ليغيِّر وجهة سفره بنحو معاكس تماماً.. وساعةً تقفر الساحات من العجلات والجنود، هل أقفرت حقاً يوماً ساحات النقل إلى الجبهات ؟! يعود إلى مملكته الأثيرة "ساحة الميدان" يرفض المساعدة ويرفض الحديث مثلما يرفض الجلوس أو النظر إلى النساء!!
تجرأت ذات مرة وقد روعني منظره فحدثته بحزن وعطف عظيمين "يا أخ , أما آنَ لك أنْ تستريح ّ لقد انتهت الحروب ؟ .." تفرس بوجهي ثم هز رأسه المعفر بالتراب, كمن يقول:
"يا لك من ساذج".
ذات مرة وضع يده الحجرية برقة على رأس طفل يبكي .. وحين تطلع الطفل إليه وقد ازداد ذعره تبسم بوجهه ـ وهي أول وآخر ابتسامة له مثلما هي آخر وجود له في الساحة!! ـ ووضع داخل يد الطفل شيئاً وأطبقها عليه بقوة.. كان الطفل ينظر إلى ما أودعه المقاتل الغريب في راحة يده ويبتسم!!.
*****************************

القلم الحزين
26-11-2007, 07:54 PM
هكذا إذن نهاية غامضة لمقاتل غريب !
مقاتل لم ينه قتاله حتى بعد أن وضعت الحرب أوزارها .. يقاتل في كل الإتجاهات بلا إمدادات .. يحمل كيسه بصبر يشق الأجواء المتربة عبر ذلك الضباب حتى النهاية .
شكراً أخي المبدع أيمن خالد دراوشة على هذه القصة سيظل هذا المقاتل يقاتل في كل رحلاته الصامتة .. ولن تثنيه الحروب .. سيحمل كيسه بجبينه المعفر بالتراب !
خالص الود لك ..

الفتاة الغامضة
27-11-2007, 03:50 PM
قصة مؤثرة جدا..،


نهاية مؤلمة للمــ
ــقاتل...،،،..........


أخي:

مفردات مميزه بهذهـ القصة
أعطتها طابعا مميزا............


قصتكـ رائعه..(دمت مبدعاً)

شموخ الهيام
06-12-2007, 01:13 PM
قصة مؤثرة جدا..