زنوبيا الجزائري
27-12-2007, 03:46 PM
يسن أن يقرأ دعاء الاستفتاح وهو : اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد رواه ابو داود. وإن شاء قال بدلا من ذلك : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك رواه ابو داود، ويستفتح صلاة الليل بما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستفتح به وهو : اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كان فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم رواه مسلم .ثم يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم ، ويقرأ سورة الفاتحة لقوله صلى الله عليه وسلم : (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) متفق (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=448#_ftn5_ftn5) عليه وقوله صلى الله عليه وسلم:
قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد ( الحمد لله رب العالمين )
قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال ( الرحمن الرحيم )
قال الله تعالى أثنى علي عبدي وإذا قال ( مالك يوم الدين )
قال مجدني عبدي وقال مرة فوض إلي عبدي فإذا قال ( إياك نعبد وإياك نستعين )
قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " . رواه مسلم
ويقول بعدها آمين ومعاناها اللهم استجب جهرا في الصلاة الجهرية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال الإمام : (غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
فقولوا:آمين فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".رواه البخاري
ثم يقرأ ما تيسر من القرآن . والأفضل في الظهر أن يكون من أوساط المفصل مثل : (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) ومثل (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) ومثل (عَبَسَ وَتَوَلَّى) ومثل (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ومثل (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) وما أشبه ذلك . وفي العصر مثل ذلك لكن تكون أخف من الظهر قليلا ، وفي المغرب كذلك يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من هذه السور أو أقصر منها ، وإن قرأ في بعض الأحيان بأطول في المغرب فهو أفضل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب في بعض الأحيان (بالطور) وقرأ فيها (بالمرسلات) وقرأ فيها في بعض الأحيان بسورة (الأعراف) قسمها في الركعتين ولكنه في الأغلب يقرأ فيها من قصار المفصل مثل (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) أو (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) أو (إِذَا زُلْزِلَتِ) أو(القارعة) أو (العاديات) ولا بأس في ذلك ولكن في بعض الأحيان يقرا أطول كما تقدم . وفي العشاء يقرأ مثلما قرأ في الظهر والعصر يقرأ الفاتحة وزيادة معها في الأولى والثانية مثل : (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) و (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ) و (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) و (عَبَسَ وَتَوَلَّى) و (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) وما أشبه ذلك أو آيات بمقدار ذلك في الأولى والثانية ، وهكذا في الفجر يقرأ بعد الفاتحة زيادة ولكنها أطول من الماضيات ففي الفجر تكون القراءة أطول من الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ويقرأ في الفجر مثل : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) و (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) أو أقل من ذلك مثل التغابن والصف و (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) و (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) وما أشبه ذلك ففي الفجر تكون القراءة أطول من الظهر والعصر والمغرب والعشاء اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولو قرأ في بعض الأحيان أقل أو أطول من ذلك فلا حرج عليه ، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في بعض الأحيان بأقل من ذلك ولكن كونه يقرأ في الفجر في الغالب بالطوال فهذا أفضل تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم . أما في الثالثة والرابعة من الظهر والعصر والثالثة من المغرب والثالثة والرابعة من العشاء فيقرأ فيها بالفاتحة ثم يكبر للركوع .
7- يركع مكبرا رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه جاعلا رأسه حيال ظهره واضعا يديه على ركبتيه مفرقا أصابعه ويطمئن في ركوعه ولا يعجل ويقول : سبحان ربي العظيم رواه أحمد وأبوداود ، والأفضل أن يكررها ثلاثا أو أكثر ويستحب أن يقول مع ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي .رواه البخاري. وجاء أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الركوع: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) رواه احمد والنسائى وكان يقول (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) رواه مسلم (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=449#_ftn18_ftn18) واحمد
*** وهنا قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها: أن العبادات إذا وردت على وجوه متنوعة فإنها تفعل على هذه الوجوه، على هذه مرة، وعلى هذه مرة، وفي ذلك ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: الإتيان بالسنة على جميع وجوهها.
الفائدة الثانية: حفظ السنة، لأنك لو أهملت إحدى الصفتين نُسيت ولم تحفظ.
الفائدة الثالثة: ألا يكون فعل الإنسان لهذه السنة على سبيل العادة، لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها على سبيل العادة ولايستحضرها، ولكن إذا كان يعودّ نفسه أن يقول هذا مرة وهذا مرة صار متنبهاً للسنة.
8- يرفع رأسه من الركوع رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلا : سمع الله لمن حمده إن كان إماما أو منفردا ، ويقول حال قيامه :ربنا لك الحمد رواه البخاري ومسلم أو ربناولك الحمد رواه البخاري ومسلم.أو اللهم ربنا لك الحمد رواه البخاري ومسلم أو اللهم ربنا ولك الحمد رواه مسلم.وعن رفاعة بن رافع قال : كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: " سمع الله لمن حمده " . فقال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال : " من المتكلم آنفا ؟ " قال : أنا . قال : " رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول " . رواه البخاري و جاء ايضا عن النبى صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد رواه مسلم
أما إن كان مأموما فإنه يقول عند الرفع :ربنا لك الحمدأو ربنا ولك الحمد أو اللهم ربنا لك الحمد أو اللهم ربنا ولك الحمدوله ان يقول ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وله ان يقول اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ومعنى لا ينفع ذا الجد يعني : ولا ينفع ذا الغنى منك غناه فالجميع فقراء إلى الله سبحانه وتعالى والجد هو الحظ والغنى
فإذا رفع واعتدل واطمأن قائما وضع يديه على صدره هذا هو الأفضل ، وقال بعض أهل العلم يرسلهما ولكن الصواب أن يضعهما على صدره فيضع كف اليمنى على كف اليسرى على صدره كما فعل قبل الركوع وهو قائم هذه هي السنة لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه إذا كان قائما في الصلاة وضع كفه اليمنى على كفه اليسرى في الصلاة على صدره ثبت هذا من حديث وائل بن حجر وثبت هذا أيضا من حديث قبيصة الطائي عن أبيه وثبت مرسلا من حديث طاووس عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو الأفضل وهذه هي السنة ، فإن أرسل يديه في صلاته فلا حرج وصلاته صحيحة لكنه ترك السنة ولا ينبغي لمؤمن أو مؤمنة المشاقة في هذا أو المنازعة ، بل ينبغي لطالب العلم أن يعلم السنة لإخوانه من دون أن يشنع على من أرسل ولا يكون بينه وبين غيره ممن أرسل العداوة والشحناء لأنها سنة نافلة فلا ينبغي النزاع في هذا والشحناء بل يكون التعليم بالرفق والحكمة والمحبة لأخيه كما يحب لنفسه فهذا هو الذي ينبغي في هذه الأمور ، وجاء في صحيح البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : كان الرجل يؤمر أن يجعل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة . قال أبو حازم الراوي عن سهل : لا أعلمه إلا يروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فدل ذلك على أن المصلي إذا كان قائما يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى ، والمعنى على كفه والرسغ والساعد لأن هذا هو الجمع بينه وبين رواية وائل بن حجر وهذا يشمل القيام قبل الركوع والقيام بعد الركوع.
و الاعتدال بعد الركوع من أركان الصلاة فلا بد منه ، وبعض الناس قد يعجل من حين أن يرفع ينزل ساجدا وهذا لا يجوز ، فالواجب على المصلي أن يعتدل بعد الركوع ويطمئن ولا يعجل قال أنس رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا وقف بعد الركوع يعتدل ويقف طويلا حتى يقول القائل قد نسي وهكذا بين السجدتين ، فالواجب على المصلي في الفريضة والنافلة ألا يعجل بل يطمئن بعد الركوع ويأتي بالذكر المشروع وهكذا بين السجدتين لا يعجل بل يطمئن ويعتدل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
9- ثم بعد هذا الحمد والثناء والاعتدال والطمأنينة بعد الركوع يسجد مكبرا بدون رفع اليدين لقول ابن عمر وكان لا يفعل ذلك فى السجود واضعا ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه مستقبلا بأصابع رجليه ويديه القبلة ضاما أصابع يديه ويسجد على أعضائه السبعة قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهة وأشار بيده على أنفه واليدين والركبتين وأطراف القدمين) متفق عليه هذا هو المشروع وهو الواجب على الرجال والنساء جميعا أن يسجدوا على هذه الأعضاء السبعة الجبهة مع الأنف ، واليدين ، والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين، ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه ويرفع ذراعيه عن الأرض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب) متفق عليه ولا يمد ظهره كما يفعله بعض الناس، تجده يمد ظهره حتى إنك تقول:أمنبطح هو أم ساجد؟ فالسجود ليس فيه مد ظهر، بل يرفع ويعلو حتى يتجاف عن الفخذين،ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : وقال عليه الصلاة والسلام : (إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك) رواه (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=449#_ftn27_ftn27) مسلم وهذا الامتدادالذي يفعله بعض الناس في السجود يظن أنه السنة ، هو مخالف للسنة، وفيه مشقة علىالإنسان شديدة؛ لأنه إذا امتد تحمل نقل البدن على الجبهة، وانخنعت رقبته، وشق عليه ذلك كثيراً، وعلى كل حال لو كان هذا هو السنة لتحمل الإنسان ولكنه ليس هو السنة. ثم يقول : سبحان ربي الأعلى ، ويكرر ذلك ثلاثا أو أكثر رواه احمد وابو داود وابن ماجه، ويستحب أن يقول مع ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي متفق عليه، ويكثر من الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) رواه (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=448#_ftn6_ftn6) مسلم وابو داود واحمد
ويسأل ربه من خير الدنيا والآخرة سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ، وجاء في الحديث الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا) رواه (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=449#_ftn22_ftn22) مسلم فالقرآن لا يقرأ لا في الركوع ولا في السجود ، إنما القراءة في حال القيام في حق من قدر ، وفي حال القعود في حق من عجز عن القيام يقرأ وهو قاعد أما الركوع والسجود فليس فيهما قراءة وإنما فيهما تسبيح للرب وتعظيمه وفي السجود زيادة على ذلك وهو الدعاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في سجوده فيقول : (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره) رواه مسلم،وعن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" . رواه مسلم وثبت في صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) وهذا يدلنا على شرعية كثرة الدعاء في السجود من الإمام والمأموم والمنفرد ويدعو كل منهم في سجوده مع التسبيح أي مع قوله : سبحان ربي الأعلى ومع قوله : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي؛ لما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها عند الشيخين البخاري ومسلم رحمة الله عليهما قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) ، ولا حرج أن يدعو لدنياه كأن يقول : اللهم ارزقني زوجة صالحة أو تقول المرأة اللهم ارزقني زوجا صالحا أو ذرية طيبة أو مالا حلالا أو ما أشبه ذلك من حاجات الدنيا ويدعو بما يتعلق بالآخرة وهو الأكثر والأهم كأن يقول : اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره اللهم أصلح قلبي وعملي وارزقني الفقه في دينك اللهم إني أسألك الهدى والسداد ، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين اللهم أدخلني الجنة وأنجني من النار ، وما أشبه هذا الدعاء ، ويكثر في سجوده من الدعاء ولكن بغير إطالة تشق على المأمومين فيراعيهم إذا كان إماما.
10 - يرفع رأسه مكبرا ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها وينصب رجله اليمنى ويضع يديه علو فخذيه وركبتيه ويقول : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني رواه الترمذى وابو داود ويطمئن في هذا الجلوس .
11- يسجد السجدة الثانية مكبرا ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى .
12- يرفع رأسه مكبرا ويجلس جلسة خفيفة كالجلسة بين السجدتين وتسمى جلسة الاستراحة ، وهي مستحبة وإن تركها فلا حرج وليس فيها ذكر ولا دعاء ثم ينهض قائما إلى الركعة الثانية معتمدا على ركبتيه إن تيسر ذلك وإن شق عليه اعتمد على الأرض ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى .
قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد ( الحمد لله رب العالمين )
قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال ( الرحمن الرحيم )
قال الله تعالى أثنى علي عبدي وإذا قال ( مالك يوم الدين )
قال مجدني عبدي وقال مرة فوض إلي عبدي فإذا قال ( إياك نعبد وإياك نستعين )
قال هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال ( اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
قال هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " . رواه مسلم
ويقول بعدها آمين ومعاناها اللهم استجب جهرا في الصلاة الجهرية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال الإمام : (غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
فقولوا:آمين فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".رواه البخاري
ثم يقرأ ما تيسر من القرآن . والأفضل في الظهر أن يكون من أوساط المفصل مثل : (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) ومثل (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) ومثل (عَبَسَ وَتَوَلَّى) ومثل (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ومثل (إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ) وما أشبه ذلك . وفي العصر مثل ذلك لكن تكون أخف من الظهر قليلا ، وفي المغرب كذلك يقرأ بعد الفاتحة ما تيسر من هذه السور أو أقصر منها ، وإن قرأ في بعض الأحيان بأطول في المغرب فهو أفضل لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قرأ في المغرب في بعض الأحيان (بالطور) وقرأ فيها (بالمرسلات) وقرأ فيها في بعض الأحيان بسورة (الأعراف) قسمها في الركعتين ولكنه في الأغلب يقرأ فيها من قصار المفصل مثل (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) أو (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ) أو (إِذَا زُلْزِلَتِ) أو(القارعة) أو (العاديات) ولا بأس في ذلك ولكن في بعض الأحيان يقرا أطول كما تقدم . وفي العشاء يقرأ مثلما قرأ في الظهر والعصر يقرأ الفاتحة وزيادة معها في الأولى والثانية مثل : (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ) و (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ) و (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) و (عَبَسَ وَتَوَلَّى) و (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) وما أشبه ذلك أو آيات بمقدار ذلك في الأولى والثانية ، وهكذا في الفجر يقرأ بعد الفاتحة زيادة ولكنها أطول من الماضيات ففي الفجر تكون القراءة أطول من الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ويقرأ في الفجر مثل : (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) و (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) أو أقل من ذلك مثل التغابن والصف و (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) و (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) وما أشبه ذلك ففي الفجر تكون القراءة أطول من الظهر والعصر والمغرب والعشاء اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ولو قرأ في بعض الأحيان أقل أو أطول من ذلك فلا حرج عليه ، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ في بعض الأحيان بأقل من ذلك ولكن كونه يقرأ في الفجر في الغالب بالطوال فهذا أفضل تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم . أما في الثالثة والرابعة من الظهر والعصر والثالثة من المغرب والثالثة والرابعة من العشاء فيقرأ فيها بالفاتحة ثم يكبر للركوع .
7- يركع مكبرا رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه جاعلا رأسه حيال ظهره واضعا يديه على ركبتيه مفرقا أصابعه ويطمئن في ركوعه ولا يعجل ويقول : سبحان ربي العظيم رواه أحمد وأبوداود ، والأفضل أن يكررها ثلاثا أو أكثر ويستحب أن يقول مع ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي .رواه البخاري. وجاء أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الركوع: (سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة) رواه احمد والنسائى وكان يقول (سبوح قدوس رب الملائكة والروح) رواه مسلم (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=449#_ftn18_ftn18) واحمد
*** وهنا قاعدة ينبغي لطالب العلم أن يفهمها: أن العبادات إذا وردت على وجوه متنوعة فإنها تفعل على هذه الوجوه، على هذه مرة، وعلى هذه مرة، وفي ذلك ثلاث فوائد:
الفائدة الأولى: الإتيان بالسنة على جميع وجوهها.
الفائدة الثانية: حفظ السنة، لأنك لو أهملت إحدى الصفتين نُسيت ولم تحفظ.
الفائدة الثالثة: ألا يكون فعل الإنسان لهذه السنة على سبيل العادة، لأن كثيراً من الناس إذا أخذ بسنة واحدة صار يفعلها على سبيل العادة ولايستحضرها، ولكن إذا كان يعودّ نفسه أن يقول هذا مرة وهذا مرة صار متنبهاً للسنة.
8- يرفع رأسه من الركوع رافعا يديه إلى حذو منكبيه أو أذنيه قائلا : سمع الله لمن حمده إن كان إماما أو منفردا ، ويقول حال قيامه :ربنا لك الحمد رواه البخاري ومسلم أو ربناولك الحمد رواه البخاري ومسلم.أو اللهم ربنا لك الحمد رواه البخاري ومسلم أو اللهم ربنا ولك الحمد رواه مسلم.وعن رفاعة بن رافع قال : كنا نصلي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال: " سمع الله لمن حمده " . فقال رجل وراءه : ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال : " من المتكلم آنفا ؟ " قال : أنا . قال : " رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول " . رواه البخاري و جاء ايضا عن النبى صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد رواه مسلم
أما إن كان مأموما فإنه يقول عند الرفع :ربنا لك الحمدأو ربنا ولك الحمد أو اللهم ربنا لك الحمد أو اللهم ربنا ولك الحمدوله ان يقول ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وله ان يقول اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ومعنى لا ينفع ذا الجد يعني : ولا ينفع ذا الغنى منك غناه فالجميع فقراء إلى الله سبحانه وتعالى والجد هو الحظ والغنى
فإذا رفع واعتدل واطمأن قائما وضع يديه على صدره هذا هو الأفضل ، وقال بعض أهل العلم يرسلهما ولكن الصواب أن يضعهما على صدره فيضع كف اليمنى على كف اليسرى على صدره كما فعل قبل الركوع وهو قائم هذه هي السنة لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه إذا كان قائما في الصلاة وضع كفه اليمنى على كفه اليسرى في الصلاة على صدره ثبت هذا من حديث وائل بن حجر وثبت هذا أيضا من حديث قبيصة الطائي عن أبيه وثبت مرسلا من حديث طاووس عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو الأفضل وهذه هي السنة ، فإن أرسل يديه في صلاته فلا حرج وصلاته صحيحة لكنه ترك السنة ولا ينبغي لمؤمن أو مؤمنة المشاقة في هذا أو المنازعة ، بل ينبغي لطالب العلم أن يعلم السنة لإخوانه من دون أن يشنع على من أرسل ولا يكون بينه وبين غيره ممن أرسل العداوة والشحناء لأنها سنة نافلة فلا ينبغي النزاع في هذا والشحناء بل يكون التعليم بالرفق والحكمة والمحبة لأخيه كما يحب لنفسه فهذا هو الذي ينبغي في هذه الأمور ، وجاء في صحيح البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : كان الرجل يؤمر أن يجعل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة . قال أبو حازم الراوي عن سهل : لا أعلمه إلا يروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فدل ذلك على أن المصلي إذا كان قائما يضع يده اليمنى على ذراعه اليسرى ، والمعنى على كفه والرسغ والساعد لأن هذا هو الجمع بينه وبين رواية وائل بن حجر وهذا يشمل القيام قبل الركوع والقيام بعد الركوع.
و الاعتدال بعد الركوع من أركان الصلاة فلا بد منه ، وبعض الناس قد يعجل من حين أن يرفع ينزل ساجدا وهذا لا يجوز ، فالواجب على المصلي أن يعتدل بعد الركوع ويطمئن ولا يعجل قال أنس رضي الله عنه : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا وقف بعد الركوع يعتدل ويقف طويلا حتى يقول القائل قد نسي وهكذا بين السجدتين ، فالواجب على المصلي في الفريضة والنافلة ألا يعجل بل يطمئن بعد الركوع ويأتي بالذكر المشروع وهكذا بين السجدتين لا يعجل بل يطمئن ويعتدل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
9- ثم بعد هذا الحمد والثناء والاعتدال والطمأنينة بعد الركوع يسجد مكبرا بدون رفع اليدين لقول ابن عمر وكان لا يفعل ذلك فى السجود واضعا ركبتيه قبل يديه إذا تيسر ذلك ، فإن شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه مستقبلا بأصابع رجليه ويديه القبلة ضاما أصابع يديه ويسجد على أعضائه السبعة قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهة وأشار بيده على أنفه واليدين والركبتين وأطراف القدمين) متفق عليه هذا هو المشروع وهو الواجب على الرجال والنساء جميعا أن يسجدوا على هذه الأعضاء السبعة الجبهة مع الأنف ، واليدين ، والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين، ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخذيه وفخذيه عن ساقيه ويرفع ذراعيه عن الأرض؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب) متفق عليه ولا يمد ظهره كما يفعله بعض الناس، تجده يمد ظهره حتى إنك تقول:أمنبطح هو أم ساجد؟ فالسجود ليس فيه مد ظهر، بل يرفع ويعلو حتى يتجاف عن الفخذين،ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : وقال عليه الصلاة والسلام : (إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك) رواه (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=449#_ftn27_ftn27) مسلم وهذا الامتدادالذي يفعله بعض الناس في السجود يظن أنه السنة ، هو مخالف للسنة، وفيه مشقة علىالإنسان شديدة؛ لأنه إذا امتد تحمل نقل البدن على الجبهة، وانخنعت رقبته، وشق عليه ذلك كثيراً، وعلى كل حال لو كان هذا هو السنة لتحمل الإنسان ولكنه ليس هو السنة. ثم يقول : سبحان ربي الأعلى ، ويكرر ذلك ثلاثا أو أكثر رواه احمد وابو داود وابن ماجه، ويستحب أن يقول مع ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ، اللهم اغفر لي متفق عليه، ويكثر من الدعاء لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم) رواه (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=448#_ftn6_ftn6) مسلم وابو داود واحمد
ويسأل ربه من خير الدنيا والآخرة سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ، وجاء في الحديث الآخر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إني نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا) رواه (http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=article&id=449#_ftn22_ftn22) مسلم فالقرآن لا يقرأ لا في الركوع ولا في السجود ، إنما القراءة في حال القيام في حق من قدر ، وفي حال القعود في حق من عجز عن القيام يقرأ وهو قاعد أما الركوع والسجود فليس فيهما قراءة وإنما فيهما تسبيح للرب وتعظيمه وفي السجود زيادة على ذلك وهو الدعاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو في سجوده فيقول : (اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره) رواه مسلم،وعن عائشة رضي الله عنها قالت : فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" . رواه مسلم وثبت في صحيح مسلم أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) وهذا يدلنا على شرعية كثرة الدعاء في السجود من الإمام والمأموم والمنفرد ويدعو كل منهم في سجوده مع التسبيح أي مع قوله : سبحان ربي الأعلى ومع قوله : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي؛ لما سبق في حديث عائشة رضي الله عنها عند الشيخين البخاري ومسلم رحمة الله عليهما قالت : (كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي) ، ولا حرج أن يدعو لدنياه كأن يقول : اللهم ارزقني زوجة صالحة أو تقول المرأة اللهم ارزقني زوجا صالحا أو ذرية طيبة أو مالا حلالا أو ما أشبه ذلك من حاجات الدنيا ويدعو بما يتعلق بالآخرة وهو الأكثر والأهم كأن يقول : اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره اللهم أصلح قلبي وعملي وارزقني الفقه في دينك اللهم إني أسألك الهدى والسداد ، اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم اغفر لي ولوالدي وللمسلمين اللهم أدخلني الجنة وأنجني من النار ، وما أشبه هذا الدعاء ، ويكثر في سجوده من الدعاء ولكن بغير إطالة تشق على المأمومين فيراعيهم إذا كان إماما.
10 - يرفع رأسه مكبرا ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها وينصب رجله اليمنى ويضع يديه علو فخذيه وركبتيه ويقول : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني رواه الترمذى وابو داود ويطمئن في هذا الجلوس .
11- يسجد السجدة الثانية مكبرا ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى .
12- يرفع رأسه مكبرا ويجلس جلسة خفيفة كالجلسة بين السجدتين وتسمى جلسة الاستراحة ، وهي مستحبة وإن تركها فلا حرج وليس فيها ذكر ولا دعاء ثم ينهض قائما إلى الركعة الثانية معتمدا على ركبتيه إن تيسر ذلك وإن شق عليه اعتمد على الأرض ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولى .