زنوبيا الجزائري
27-12-2007, 09:45 PM
أشكو أبي الذي يسمح لإخواني بالذهاب إلي السينما والمسرح والتمشي في الأسواق ولا يتدخل في شكل لباسهن ولا يحرص علي الحجاب، وإذا حاولت نصح أخواتي سفهني وضربني أمامهم !!
ويشكو آخر من منع أبيه له من الذهاب إلي النادي الرياضي واللعب بالسيكل (الدراجة النارية) والذهاب إلي السينما والمسرح بدعوي أنها مضيعة للوقت.
هل الأب الأول علي صواب ؟ أم الأب الثاني علي صواب ؟ لعله من الصعب علي البعض في وقتنا الحاضر شغل وقت فراغ الأبناء بما هو مفيد ومسل في وقت واحد والموقفان هنا يعكسان تناقضاً واضحاً بين أب حريص علي أبنائه إلي درجة التدخل في خصوصياتهم وهذا خطأ ، وبين أب متساهل خلط بين المبادئ والأعراف والحرية عند الأبناء وهذا كذلك خطأ .
لا ننتقد السينما والمسرح أو النادي والسوق أو الدراجة النارية والشاليه وحالات التسلية إلي غير ذلك من أماكن الترفيه، ولكننا نقول : يجب أن يوجه الأبناء إلي شغل وقت الفراغ بصورة تعود عليهم بالنفع والفائدة مع مراعاة الجانب الشرعي ، وهو عبادة الله عز وجل واتباع الرسول صلي الله عليه وسلم ، والجانب العرفي ، وكذلك العقل والمنطق ، ويطفو هنا سؤال مهم : هل هذه الوسائل ممنوعة أم مقبولة ؟ وهنا لنا وقفة ، لا أقول شخصية ، بل تربوية من منطلق حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ، يتضح دور ولي الأمر في حسن التربية والبناء واختيار ما هو الأنسب والأفضل لتنمية فكر الأبناء وشغل وقت الفراغ من خلال الضوابط التالية :
1- توافق النشاط مع شرع الله عز وجل :
مثل عدم تعارض وقت النشاط مع الصلاة ، وعدم الاختلاط وتعريض الفتيات والفتيان للفتنة ، والإسراف في المال .. الخ .
2- الصحبة الصالحة :
أثناء المشاركة في برنامج أو نشاط نؤكد هنا علي الأخلاق الحميدة والأداب العامة مثل :
احترام الطريق ، غض البصر ، عدم إيذاء الآخرين الالتزام بالزي المحترم ، والشكل المناسب وعدم القزع والتشبه بالجنس الآخر .. الخ .
3- الأمن والسلامة للأبناء :
حيث علي ولي الأمر أن يضمن سلامة الأبناء ، وعدم تعريضهم إلي المخاطرة أو الإصابة والحوادث ، والتي غالباً ما تحدث من الجهل في استخدام الأدوات والأجهزة الترفيهية ، أو التهور والطيش الناتج عن الجهل والاستعجال .
4- الفائدة الفكرية المتوقعة من المشاركة في هذا البرنامج :
إذا لابد من النظر في كونها تصل إلي طموح الأب المسؤول والابن المبدع ، أم إنها مجرد إضاعة للوقت وشغل الوقت في تفاهات وصغائر من الأمور لا تعود بالفائدة .
5- توافق البرامج مع أهداف الأسرة :
وهذا يأتي من خلال الاجتماع الأسري الذي من خلاله تحدد الأهداف لهذا الأسبوع ، الشهر ، السنة ، ثم تعرض الوسائل الجادة والترفيهية التي تحقق هذه الأهداف ، دون التعدي علي الجانب الشرعي أو العرفي ( التقاليد والعادات ) ، ولا تجافي العقل أو المنطق ، وفي حالة التعارض يأتي دور ولي الأمر المستفهم في إيضاح الصورة للأبناء وطرح البدائل المفيدة والمسلية في الوقت نفسه ، وعند إصرار الأبناء علي ممارسة النشاطات المؤذية ، فلابد أن يمنعوا بطريقة هادئة وجادة من دون عصبية ، ومع توضيح سبب المنع .
وختاماً نقول للأب المتساهل اتق الله في نفسك وأهلك لأنك مسؤول ، ونقول للأبن الحريص لا تيأس وتقنط ، فطريقك سليم اصبر علي الحق حتي يهدي الله أباك ، ونقول للابن الذي يشكو رفض والده ما اختار من وسائل للترفيه ، اسمع كلام والدك ، فإنه يحبك يا ابني .
والحمد لله علي فضله .
مجلة ولدي ـ العدد (5) إبريل 1999 ـ ص : 3
ويشكو آخر من منع أبيه له من الذهاب إلي النادي الرياضي واللعب بالسيكل (الدراجة النارية) والذهاب إلي السينما والمسرح بدعوي أنها مضيعة للوقت.
هل الأب الأول علي صواب ؟ أم الأب الثاني علي صواب ؟ لعله من الصعب علي البعض في وقتنا الحاضر شغل وقت فراغ الأبناء بما هو مفيد ومسل في وقت واحد والموقفان هنا يعكسان تناقضاً واضحاً بين أب حريص علي أبنائه إلي درجة التدخل في خصوصياتهم وهذا خطأ ، وبين أب متساهل خلط بين المبادئ والأعراف والحرية عند الأبناء وهذا كذلك خطأ .
لا ننتقد السينما والمسرح أو النادي والسوق أو الدراجة النارية والشاليه وحالات التسلية إلي غير ذلك من أماكن الترفيه، ولكننا نقول : يجب أن يوجه الأبناء إلي شغل وقت الفراغ بصورة تعود عليهم بالنفع والفائدة مع مراعاة الجانب الشرعي ، وهو عبادة الله عز وجل واتباع الرسول صلي الله عليه وسلم ، والجانب العرفي ، وكذلك العقل والمنطق ، ويطفو هنا سؤال مهم : هل هذه الوسائل ممنوعة أم مقبولة ؟ وهنا لنا وقفة ، لا أقول شخصية ، بل تربوية من منطلق حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ، يتضح دور ولي الأمر في حسن التربية والبناء واختيار ما هو الأنسب والأفضل لتنمية فكر الأبناء وشغل وقت الفراغ من خلال الضوابط التالية :
1- توافق النشاط مع شرع الله عز وجل :
مثل عدم تعارض وقت النشاط مع الصلاة ، وعدم الاختلاط وتعريض الفتيات والفتيان للفتنة ، والإسراف في المال .. الخ .
2- الصحبة الصالحة :
أثناء المشاركة في برنامج أو نشاط نؤكد هنا علي الأخلاق الحميدة والأداب العامة مثل :
احترام الطريق ، غض البصر ، عدم إيذاء الآخرين الالتزام بالزي المحترم ، والشكل المناسب وعدم القزع والتشبه بالجنس الآخر .. الخ .
3- الأمن والسلامة للأبناء :
حيث علي ولي الأمر أن يضمن سلامة الأبناء ، وعدم تعريضهم إلي المخاطرة أو الإصابة والحوادث ، والتي غالباً ما تحدث من الجهل في استخدام الأدوات والأجهزة الترفيهية ، أو التهور والطيش الناتج عن الجهل والاستعجال .
4- الفائدة الفكرية المتوقعة من المشاركة في هذا البرنامج :
إذا لابد من النظر في كونها تصل إلي طموح الأب المسؤول والابن المبدع ، أم إنها مجرد إضاعة للوقت وشغل الوقت في تفاهات وصغائر من الأمور لا تعود بالفائدة .
5- توافق البرامج مع أهداف الأسرة :
وهذا يأتي من خلال الاجتماع الأسري الذي من خلاله تحدد الأهداف لهذا الأسبوع ، الشهر ، السنة ، ثم تعرض الوسائل الجادة والترفيهية التي تحقق هذه الأهداف ، دون التعدي علي الجانب الشرعي أو العرفي ( التقاليد والعادات ) ، ولا تجافي العقل أو المنطق ، وفي حالة التعارض يأتي دور ولي الأمر المستفهم في إيضاح الصورة للأبناء وطرح البدائل المفيدة والمسلية في الوقت نفسه ، وعند إصرار الأبناء علي ممارسة النشاطات المؤذية ، فلابد أن يمنعوا بطريقة هادئة وجادة من دون عصبية ، ومع توضيح سبب المنع .
وختاماً نقول للأب المتساهل اتق الله في نفسك وأهلك لأنك مسؤول ، ونقول للأبن الحريص لا تيأس وتقنط ، فطريقك سليم اصبر علي الحق حتي يهدي الله أباك ، ونقول للابن الذي يشكو رفض والده ما اختار من وسائل للترفيه ، اسمع كلام والدك ، فإنه يحبك يا ابني .
والحمد لله علي فضله .
مجلة ولدي ـ العدد (5) إبريل 1999 ـ ص : 3