مشاهدة النسخة كاملة : نقاط على الحروف !!!


صمت الحزن
23-01-2008, 10:51 AM
نقاط على الحروف..

مرحبا أعزائي رواد منتديات حصن عمان ، أعتذر لغيابي الطويل فثمة مشاغل أنهكت قوانا ، وعامة ها أنذا اليوم أعود بمقال كنت قد نشرته بأحد الجرائد قريبا ، فوددت مشاركتكم به ، كونه نال صدى ، أضف إلى أنه يلامس شرائح في مجتمعنا..

هي في منتصف الثلاثينات .. تعمل بأحد المؤسسات الحكومية .. مضى بها القطار سريعاً ..ولم تشعر بإنقضاء العمر إلا متأخراً .. فأهلها ومجتمعها وبيئتها ساهموا جميعاً في دق ناقوس الخطر .حتى يخيل للمرء أنها أضحت هماً وجب التخلص منه حتى وإن إتبعوا طرقا ملتوية ..ووسط هذا الضجيج وقفت تك المسكينة تترقب مصيرها ..وتنظر تارة للمرآة تقيس خيوط التجاعيد ..وتارة تحصي عدد الشعيرات التي غزاها الشيب .. فيعتصر قبلها ألما ويبكي بحرقة متسائلا ..لماذا ؟إلى أن جاء ذات يوم زائر في مجلسهم لا يعرف أصله ولا حسبه ولا نسبه .. فاجأ الجميع بطلبه ..إذ تقدم لخطبتها وبالإسم ؟؟ وهنا بدأت التساؤلات كيف ومتى .. فأما كيف فلا أحد يعلم ..واما متى في ذاك اليوم الذي أتى خاطبا ..أجابتهم .. وهنا أخذ الأب يفكر بين أن يرحم ضعف إبنته ويفرح لنصيبها ، وبين أن يرمي بها بعيدا مع شخص مجهول أمره .. ولم يرد الأب صراحة له .. وتم تأجيل الموضوع .. ولكن المسكينة بدأت نوبات القلق تعتريها ..ونوبات الفرح تساندها إذا ما رجحت كفة التوتر .. لا يهم من هو ..المهم أنها ستسافر بعيدا عن نظرات الشفقة والعتاب والتساؤلات .. وبينما كانت تعيش المسكينة لحظات أوجدتها لنفسها لتنسى بكاء قلبها كل ليلة ..ولتنطلق كفراشة تعيش لحظات الحرية بعد حبس سنين .. جاءها إتصال غريب على تلفونها .. إنه صوت ا إمرأة .. وفي ثوان أخذت تعلو لهجتها بين تهديد ووعيد .. والمسكينة لا تدري ماذا هناك وأعطت التلفون لوالدتها ..لتفاجأ هي الأخرى بأن المتصل ماهو الا زوجة ذاك الرجل ..ولتكشف لهم حقيقته .. وقفل الستار على قصة لم يكتب لها أن تعيش طويلا بل وأدت منذ أول تكوين لها .. وإنكسر شعور المسكينة ..ووسط صمت قررت أن تكمله وتساؤل يكاد يفتك بها ..كانت عينيها تسأل .. لماذا أنا ؟

وهنا نقول ..هل كان المبرر مادي لتسمح كل نفس ضعيفة لكرامتها أن تمتهن آلام الآخرين دونما إحترام لآدميتهم ..دونما تقدير لبيوت أكرمت زائريها .. دونما مراعاة لأب وأخ ..فسولت لكم أن تدنسوا حرمة البيت .. هل لأنكم من بلاد تفصلها ساعات عن ديارهم ..تجرأتم بدون ضمير في أن تخفوا حقيقتكم بمجرد أن هؤلاء البسطاء لن يسألوا عنكم لثقتهم في أصالتكم وعروبتكم .. كثيرة هي التساؤلات ..لكن ستظل بلا إجابة .. لذا فلتتذكروا يامن تسول لكم أنفسكم فعل هذه الأمور ..بأنكم عمانيون .. وأن من إمتهنتم كرامتهم هم أهل بلدكم ..تجمعكم أواصر الدم والأرض الواحدة .. ولا تعليق أكثر من هذا لدي..!!


ب)
ذات ثمانية عشر ربيعا لا تتقن العربية كثيرا ..نحيلة الجسد أضفت عليها عمراً أصغر من سنها ..حتى أن من يعرفها يعطيها سن الطفولة .. ساقها قدرها أن تعمل خادمة في أحد البيوت البسيطة في المعيشة .. لكن البطر والكبر قد عماهم فأخذوا يكيلون لها الضرب بأغلظ العصي .. وأحيانا الحرق بأعواد الكبريت التي شوهت جسدها النحيل فغدت كمن يعاني الصفرة وتم وسمه .. ووسط هذه الآلام تكابد المسكينة وتمضي في سبيل أن تنقضي مدتها سريعاً لترجع إلى حضن والديها .. ولسان حالها يقول لماذا .. ألأنني لم أنجز العمل كما يجب .أم لأنني كبش الفدا وضحية جرائم أخريات سبقنني في هذا البيت الموحش.. أيضا نضيف تساؤلنا لماذا؟
ونعلق بكلمات بسيطة إنتبهوا يامن عرف عنكم الطيبة والكرم والرحمة ..والأهم التواضع .. فنحن شعب لا تأخذه المظاهر ..ونكرم ضيوفنا بمختلف أطيافهم ..ولا نعاملهم بأنفة .. ويكفي أن نأخذ من رسولنا العبر في ذلك .. ولتتذكروا بأنكم عمانيون ..وأنتم السفراء لبلدكم .. فلتدعوا التقليد والتصنع جانباً..


ج)كم آلمني موقفها حين إلتقطتها كاميرا أخبار أحد الدول التي حضرت تجربة بلدنا الرائعة في الإنتخابات .. وراحت تقول بأن هنالك تلاعب وهي أكيدة من ذلك .. في الإنتخابات ..فكيف أن معظم مرشحي قريبها لم يجدوا أسماؤهم بالقائمة .. وهنا الإجابة واضحة .. أنكم لم تتأكدوا من تواجد أسماء ناخبيكم لدى الجهات الرسمية ..وعامة ماكان يجدر بها أن تصرح دونما تأكيد .. فالمعلومة وإن كانت تافهة تظل سلاحاً ذا حدين .. فلننتبه ولنتذكر بأننا عمانيون .. لا نرضى إلا بالكمال ..والكمال لله وحده جل علاه .. وننزه أنفسنا عن شوائب قد تضر بمصالحنا ..ولنعي دوماً بأن النجاح ليس له ضامن ولا بد أن يجد بعض المعوقات التي لا تحول دون إتمامه بل تعطيه دافعاً للإستمرار..

د)طفلة صغيرة لم تتجاوز التسع سنوات ..جميلة ..هادئة ..مجتهدة .. فكان لابد لزعيمة العصابة أن تلتف حولها وتلثمها بوعود مزيفة ..فإستدرجتها بحكم الصداقة .. إلى أن تأكدت من إرتباطها بها .. فقامت بإطلاعها على أمور لا يعيها عقلها الصغير لكنها إنساقت كالشاة المساقة إلى مصيرها .. إلى أن سقطت في براثين الخطيئة .. وهي لا تدري حتى بأن ثمارها تسبح في أحشائها الصغيرة ..ولاحظ أهلها مرضها المستمر ..قاموا بفحصها لدى الطبيب ليتفاجأ الأب المسكين بحمل هذه الطفلة . وتم منعها من الذهابللمدرسة خشية الفضيحة .. وقاموا بإنزال الجنين .. وهي لا تدري ولا تستوعب مايحدث .. وكالعادة لابد من التستر والتكتم ..فقاموا بتزويجها لقريبها ..
لكن أين المعنيين بالحدث قبل وقوعه .. ألا يوجد من يراقب سلوكيات هؤلاء المنحطين الخارجين من بيئات متفككة .. فيصبوا إنتقامهم على الأبرياء.. أين وجود الأسرة ومتابعتها لأبنائها .,,أين الإخصائي والمرشد النفسي.. أين نحن جميعاً من هذه القضايا.. أونكتفي بطرد المتسبب.. وبمعاقبة الضحية.. وننزل الرأس خجلاً من الفضيحة .. أين مناهجنا التي منها تخرج الفذ والعالم ...أين وأين كثيره هذه التساؤلات .. لكن في النهاية لا بد أن نتذكر .. أننا عمانيون .. وعروبتنا ووطننا لا نربطه بتصرفات شرذمة من الجهلة ..و أرضنا كانت ومازالت مصنع الرجال ..فلن يوقفنا ولن يحبطنا تصرف هؤلاء الأشخاص الذين إتبعوا التقليد .. بدعوى الإنفتاح .. ونسوا أن من حق الوطن عليهم أن يحسنوا التصرف والسلوك .. ويحترموا إنتماؤهم له .. وعظيمة يابلدنا .. ووستظل رايتك عظيمة بأبنائك المخلصين ..ودمتم برعاية الله .

البريء
23-01-2008, 12:16 PM
أشكر أخي " صمت الحزن" الذي خرج عن "صمته" وحرر مقالا يعكس حقيقة الواقع المر الذي نعيشه والذي لا زلنا أحيانا نتطرق إليه بـ "احتشام" لأنه يعد أحيانا في مجتمعاتنا العربية المحافظة من "الطابوهات"، وأشكرك على جرأتك في كشف المستور الذي نحاول أن نتستر عليه أو نتهرب منه أو نطمسه أو "ندّسه في التراب". جرأتك هذه ليست نابعة من "المزايدة والتهويل"، بل أنت فقط بصدد "تقرير واقع".

ورغم أنهم يقولون أن "الصحافة" تحاول دائما أن تبرز الأشياء السلبية وقليلا ما تتناول الإيجابيات، إلاّ أن "الصحفي" يبقى ذلك "الرسول الصغير" إلى الناس فهو إما مشيدا إما مهدما، ينغمس في أعماق طيات المجتمع ويحتك بكل الشرائح من أبسط مواطن إلى أصحاب "المقام الرفيع"، ويعكس بصدق الهموم والمشاغل التي لا يستطيع المجتمع أن يعبّر عنها، فالصحفي هو أيضا ذلك المحامي وذلك النائب الذي يدافع ويطرح إنشغالات المجتمع ويسطربقلمه الخطوط الحمراء ويدق بكلماته ناقوس الخطر.


أخي "صمت الحزن"، إن النماذج من الحقائق الاجتماعية أو بالأحرى "المآسي الاجتماعية" التي ذكرتها، ليست مقصورة على بلد عربي بعينه، ولكنها ظاهرة عامة على مستوى كل الدول العربية، وكما تعلم أخي أن "المصيبة إذا عمت خفت". ومع ذلك تبقى تلك النماذج المذكورة في موضوعك أخي "صمت الحزن" بمثابة "الشجرة التي تغطي الغابة".

نظرعيني
23-01-2008, 12:55 PM
موضوع رائع طرح جميل من الصمي الى الصميم بصدق معاني التقرير

فعلا الواقع اللي ما نقدر نغير منه اي شيئ
ويظل الخطأ والحقيقه مره غصة في وجودنا

يظل الواقع نقاط بلا حروف



تقبل مروري
دمت بود

درة الإيمان
23-01-2008, 02:19 PM
( أ)

منهم من قرر التفكير بنفسه ..!
ونسى أنه لحظة ذلك القرار قد قرر تهديم بيته الاخر ..!!

( د )

هي ليلة مات فيها القمر ..
وجردت من ابسط معاني الطفولة ..!


تلك مقاطع استوقفتني كثيرا ..
لا حرمنا تألق احرفك ..

orient
23-01-2008, 03:36 PM
يالهـــــــــا من مشاهــــــد ..
تــــتكرر ف عالمنـــــــــــا بلا رحمــــة بلا مسؤوليــــــــه أو حتــــــى خوفـــ من الله ..
كيفــــــ هو الإنســــــــــــان حينـــ يصبحـــ بلا قلبـــــ بلا عقــــــــــــــل ..
أه أه ثم أه ..واقعــــ يأسفـــــــ عليــــــــه الحــــــــــــال ..

....

أهلا بعـــــــــــودتــــك أستــــــــاذي ..
شكــــرا جزيلا لمشـــــــاركتنا ما كتبتــــ ..

صمت الحزن
27-01-2008, 08:02 AM
صباحكم زاخر بالمحبة إخوتي يامن بكلماتكم سطرتم أوسمة على صدري.. وإذ أنتهز فرصة الرد ع ردودكم التي أثلجت صدورنا ، مع التنويه لكم بأني أختكم وزميلة لكم إذ لا حظت من ردود البعض مخاطبتي بلفظ المذكر ..شاكرة ومقدرة اهتمامكم ودمتم

البريء
28-01-2008, 07:37 PM
معذرة أختي "صمت الحزن" على الخطأ غيرالمقصود لأنني شخصيا خاطبتك بصفة المذكر، وفي هذه المواقف المحرجة لا نملك أختي العزيزة سوى "الإعتذار".
فتقبلي إعتذاري.

نبــض
30-01-2008, 03:07 PM
عوداً حَ ـميداً أختَــاه ..،
متألّــقة كـ عَ ـادتكِ ..!
:40: