COMANDER
07-02-2008, 08:20 PM
إن الفنون التقليدية فنون لا تنبع من فراغ, بل هي نتيجة التفاعل بين الأفراد والجماعات والبيئة المحيطة خلال الزمان والأحقاب الماضية, فلا نعرف من هو المبدع الحقيقي لها. وبحكم عوامل الارتباط الحسي والوجداني والمعنوي بين أبناء المنطقة الواحدة المشتركة في عادات وتقاليد ولغة وعقيدة وآمال واحدة, وأيضا بحكم أن الفنون تمارس بشكل دائم وبتكرار تلقائي خلال أجيال متعاقبة تبعا للمناسبات الخاصة بكل فصيلة من فصائل الفنون التقليدية, كل ذلك يكون ما يسمى "بالتقليدية". فالفنان التقليدي شخص مبدع لكل ما نراه ونسمعه من موروثات تقليدية لكنه يبقى مجهولا وغير معروف ولا يذكر حتى من قبل معاصريه ذلك لأن كل راو يحذف من النص ويضيف إليه لتشويق جمهور مستمعيه, وبذلك يشارك المجموع في تطور الموروث الشعبي.
من هذه الموروثات الموسيقى التقليدية وما يصاحبها من غناء أو رقص. ومنها أيضا تنبع موروثات ومفاهيم أخرى مثل القصص والحكايات التقليدية والأزياء والألغاز والأشعار..الخ, والموسيقى التقليدية, والتي اصطلح العديد من المهتمين بتسميتها الموسيقى الشعبية- وإن كان الاتجاه العلمي الحديث للاصطلاح هو الموسيقى التقليدية- تنتشر في كل بقاع الأرض لتشكل مع مظاهر أخرى عديدة ما يسمى بالحضارة أو التراث. وهذه المظاهر الحضارية هي التي تبين وبشكل واضح جلي عراقة الأمم واصالتها. وتسرع الحكومات على المستوى الدولي لجمع وتوثيق وتصنيف مكونات الحضارة للحفاظ على التراث التقليدي من عوامل الزمن, وذلك تمهيدا لدراستها وتطويرها بشكل يواكب العصر الحديث مع الاحتفاظ بنكهة الماضي الأصيل, ولهذا أنشئت الفرق القومية للفنون التقليدية بالإضافة إلى المتاحف والمعاهد والكليات العلمية.
والموسيقى التقليدية تمثل جزءا من التراث العماني, فهذه الرقصات والإيقاعات والأشعار والأغاني الشجية لا تمارس هكذا بدون دوافع أو حافز بل ترتكز على الأصالة العمانية العريقة, فكل شلة غنائية تمثل قصة الإنسان العماني واعتزازه بأرضه مدفوعا بعاداته وتقاليده العريقة, فهي توضح التفاعل المستمر بين الإنسان وبيئته, وتوضح ارتباطه الوثيق بتاريخه وعروبته, كما توضح صلته بالعالم الخارجي المحيط به وذلك خلال امتزاج الفنون العمانية بفنون الأرض الخليجية وبفنون البيات الأفريقية والآسيوية, وكذلك من خلال التجارة عبر البحار منذ آلاف السنين بالإضافة إلى هجرات أبناء عمان إلى سواحل إفريقيا منذ عشرات السنين, فعلى أرض عمان تفاعلت عناصر بشرية مختلفة منذ القدم, ولكن هذا لا يمنع أن فنون عمان التقليدية احتفظت بخصوصيتها ومذاقها وطبيعتها العربية الإسلامية.
عمان دولة ذات حضارة عريقة وتاريخ ضارب في عمق الزمان, والموسيقى التقليدية ظهرت ونبتت مع بدء النشاط الاجتماعي على أرض عمان, ولذا فهي تستمد جذورها من الحياة على أرض عمان ولقد عاشت الفنون التقليدية محمولة في صدور أبنائها وعقولهم ينقلها كل جيل إلى لآخر كأمانة حتمية بطريقة عفوية في حركة دائبة مستمرة.
وفنوننا التقليدية عديدة ومتداخلة, بحيث يصعب الفصل بينها بشكل كامل, وهي فنون تؤدى بشكل جماعي وفي مناسبات عديدة مواكبة للعادات والتقاليد والمناسبات الاجتماعية الكثيرة وأهمها الأعياد الإسلامية الكبرى كعيد الفطر وعيد الأضحى والمولد النبوي الشريف وأيضا المناسبات الخاصة كالأعراس والختان والحصاد..الخ.
وفي عصر النهضة المباركة التي قادها ابن عمان البار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أصبح الاحتفال بالعيد الوطني من أكبر الاحتفالات التي تشترك فيها كل فرق الفنون التقليدية بالسلطنة, ويتسابق الشعراء العمانيون في إعداد أبيات الشعر تمجيدا لهذه المناسبة العزيزة إلى نفس كل عماني. كما أن فترات السمر والترويح لا تخلو وبشكل أسبوعي من ممارسة الفنون التقليدية خاصة في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع.
ومن هنا يتضح للمتعمق والمهتم بفنون عمان التقليدية أنه أمام كم هائل من المواد الموسيقية في حاجة إلى دراسة وتحليل ومناقشة ومتابعة, وذلك للوصول إلى حقائقها وخصوصياتها الكامنة في نفوس أبناء عمان من الرواة والعارفين بها, وهذا دون شك واجب العلماء والباحثين والدارسين والمهتمين بالموسيقى والفن التقليدي, سواء داخل عمان أو على المحيطين العربي والدولي.
في 23 يوليو سنة 1970م أشرق على عمان فجر جديد من الازدهار, عندما جاء حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ليزيل كل غبار الماضي وسلبياته, وليقود بلاده إلى نهضة حديثة تستعيد بها كل أمجاد الماضي, وتهيئ للمواطن العماني كل السبل التي تمكنه من المشاركة في بناء مستقبل سعيد لوطنه الغالي.
ودون شك فإن الحركة الاجتماعية أخذت تتطور وتأخذ شكلا جديدا مواكبة التطور في معالم الحياة العصرية, وأخذت الموسيقى التقليدية بدورها تعبر عن هذا التغيير, ممثلا في مشاعر وانفعالات الشعراء التقليديين العمانيين الذين بدأوا في العطاء منفعلين بالتغيرات الحادثة في بلادهم, وهذا واضح في أبيات الشعر الارتجالية التي تؤلف على الفور تبعا للمناسبة.
وقد أدرك فكر القائد جلالة السلطان المعظم منذ البداية أنه من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل, فأشار إلى ضرورة المحافظة على فنون عمان التقليدية (الشعبية) على اعتبار أنها سجل حي لتاريخ أبناء عمان يصل الماضي بالحاضر ويكون ركيزة لشروق شمس جديدة لمستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة بإذن الله.
ومن هذا المنطلق قامت وزارة الإعلام بالسلطنة بتحقيق وترجمة الرغبة السامية لجلالة لسلطان المفدى, وعملت على جمع وتوثيق الموسيقى والغناء والرقص العماني التقليدي بالتصوير التلفزيوني والتسجيل الصوتي والتوثيق الفوتوغرافي وصحائف البيانات وأنشئ لهذا الغرض مركز عمان للموسيقى التقليدية.
----------------------------------------------------------------
الآلات الإيقاعية:من خلال مقارنة الكم الهائل للآلات الإيقاعية المستخدمة في الموسيقى العمانية التقليدية بالنسبة للآلات اللحنية نرى وجود سبع آلات لحنية مقابل سبع وعشرين آلة ايقاعية وهذا يثبت أولوية اهتمام الموسيقى العمانية بالإيقاع عامة. ومن ناحية أخرى يلعب تعدد الفنون العمانية دورا هاما في تنوع الآلات الإيقاعية.
تختلف نوعية الأخشاب المستخدمة في صناعة الطبول حسب الشكل والمصدر فمنها ما هو محلي ومنها ما هو وارد من غرب آسيا وشرق أفريقيا, وأكثر أنواع الأخشاب استخداما في صناعة الطبول العمانية هي:
) خشب بيذام.
2) خشب سدر.
3) خشب السوقم (من الهند).
4) خشب مانتيه (من الهند).
5) خشب جز.
6) خشب شريش.
7) خشب ساج (من الهند).
8) خشب منتيح.
9) خشب انبا.
10) خشب النارجيل.
11) خشب الغاف.
12) خشب القرم.
13) النخيل.
14) خشب الفنس (من الهند).
15) خشب سيسم.
16) خشب الحبن.
إلى جانب الخشب نجد أحيانا آلات إيقاعية مثل الرحماني يستخدم فيها اسطوانات معدنية من صفائح قديمة.
والجلود المستخدمة في صناعة الطبول هي من الغنم والثور وأحيانا جلد الجمل. وآلات إيقاع الموسيقى العمانية التقليدية يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجاميع:
المجموعة الأولى: طبول برقمتين
فصيلة الرحماني
تنسب هذه المجموعة إلى فصيلة الرحماني ويطلق عليها كذلك لان الآلة الأساسية لهذه المجموعة هي آلة الرحماني. ومن خصائص هذه المجموعة احتواء جميع آلاتها على رقمتين من الجلد في نهاية فتحتي الجسم الاسطواني لهذه الآلة. ويميزها أيضا أن العازف له إمكانية التحكم في شدة أو لين الجلد أو الرقمة من خلال شد الحبال التي تربط الرقمتين على اسطوانة جسم الآلة.
وتتنوع أساليب ضرب الرقمة في هذه المجموعة فمنها ما يضرب بالعصا على الرقمتين ومنها ما يضرب بالعصا على رقمة والأخرى باليد. ومنها ما يضرب بالعصا على جانب واحد فقط ومنها ما يضرب باليدين على الرقمتين دون استخدام العصا.
وتتنوع الأحجام في هذه الفصيلة مرتبط بوظيفة الآلة في الفن ومن خلال ذلك تحدد تسمية الآلة أيضا.
وتتكون المجموعة الأولى ذات الرقمتين والتي تتبع فصيلة الرحماني من الآلات التالية:
1) الرحماني.
2) الرحماني الطويل.
3) الرنة.
4) الكاسر.
5) الكاسر القصير.
6) الكاسر المفلطح.
7) المرواس.
1- الرحماني
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group106.jpgيعتبر الرحماني أهم آلات الإيقاع في موسيقى عمان التقليدية ونجده موزعا ومنتشرا في جميع محافظات ومناطق السلطنة ويكون جزء هاما في معظم الفنون العمانية. لذلك يمكن اعتباره رمزا للموسيقى العمانية. وموسيقيا يعطي الرحماني دور القاعدة الإيقاعية التي هي أساس الإيقاع لذلك يجب أن يكون صوته عميقا وممتلئا بمقارنته مع الآلات الإيقاعية المصاحبة الأخرى فهو يتولى تأكيد أساس الإيقاع لكل فن.
2- الرحماني الطويل
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group104.jpgيستخدم الرحماني الطويل ليس بكثرة الرحماني وهو غير منتشر في أنحاء السلطنة ككل. ومن خلال طوله نحصل على صوت أغلظ من صوت الرحماني وفي استخدامه هذا يضيف عمقا للإيقاع. والرحماني الطويل يضرب على رقمة واحدة بسبب طوله ويحمل غالبا في الوضع الراسي.
3- الرنة
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group107.jpgهي وسط في الحجم والصوت بين الكاسر والرحماني وعموما يستخدم مصطلح الرنة مع الآلات التي يكون قطرها أوسع من الرحماني وبذلك تعطي صوتا أغلظ من الرحماني. وهي هنا تؤكد أضلاع الإيقاع الأساسي بصورة أغلظ وذلك من خلال الرنين القوي للآلة. وتستخدم الرنة في فنون الزار والعيالة على وجه المثال أما في فن الوهابية مثلا فنجد أن الرنة فعلا تكون متوسطة الحجم بين الرحماني والكاسر. وتتنوع الرنة بتنوع الفن والمنطقة المستخدمة له.
4- الكاسر
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group103.jpgحجم الكاسر يكون اصغر من حجم الرحماني ولذلك يصدر صوتا حادا بالمقارنة مع الرحماني. والعلاقة بين الرحماني والكاسر هي علاقة وطيدة وغالبا ما نراهما سويا لان كل منهما يكمل دور الآخر فإذا كان الإيقاع ثلاثيا مثلا يتولى الرحماني الضلع القوي والكاسر الضلعين الباقيين بصورة حادة.
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group102.jpg5- الكاسر القصير
يمثل الكاسر القصير تقريبا نصف الكاسر ويعزف عليه غالبا بالعصا ولكن أحيانا باليدين أيضا مع الغناء. ويستخدم الكاسر القصير مثلا في فن العيالة في منطقة الظاهرة.
6- الكاسر المفلطح
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group101.jpgبالرغم من أن قطر الكاسر المفلطح يمثل تقريبا قطر الكاسر الصغير وكذلك الكاسر فهو يصدر أحد الأصوات، وذلك يرجع الى قصر حجمه، والذي يمثل تقريبا نصف طول الكاسر القصير ، أي ربع طول الكاسر . ويستخدم الكاسر المفلطح في أغلب الأحيان لزخرفة الإيقاع. ونرى ذلك على سبيل المثال في فن العيالة في الظاهرة، حيث يتبارى العازفون عند العزف على الكاسر المفلطح برفعه بإحدى الدين الى أعلى والضرب عليه بالعصا باليد الأخرى، وكأنهم يرغبون في تأكيد هذه الزخرفة وتوضيحها للعين أيضا.
7- المرواس
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group105.jpgيستعمل المرواس في محافظة ظفار. وهو بالمقارنة بطبل المهجر ( وظيفة الرحماني) وطبل الكاسر، يعتبر المرواس أصغر طبول محافظة ظفار في الحجم ، ولذلك فهو أحدها صوتا .
وأهم الفنون التي يستخدم فيها المرواس هو فن البرعة وفن الشرح ويكون ضارب المرواس عنصرا أساسيا في الفرق المؤدية لهذه الفنون، مثل فرقة بن توفيق في صلاله، وفرقة بن شمسه في مرباط. ويمسك العازف المرواس بيد ويعزف عليه باليد الأخرى. ويمكن لليد الماسكة للمرواس المشاركة الخفيفة بالعزف بواسطة إصبع السبابة، وذلك لملئ الإيقاع أو زخرفته. وهنا نرى ارتباط أسلوب عزف المرواس مع بعض البلدان العربية الأخرى لدول الخليج العربية واليمن.
=======================================
تتبع الناحية العملية في تصنيف الآلات الموسيقية العمانية من حيث وظيفة الآلة تجاه الأداء الموسيقي:-
وبمراعاة الجانب العملي نرى أن الموسيقى تتكون من عنصرين:
1. اللحن.
2. الإيقاع.
ولتوفير كل عنصر من هذين العنصرين تستخدم آلات يكون لها القدرة على إصدار لحن وإيقاع خاصين. وبالتدقيق في الموسيقى التقليدية العمانية نجد أن الآلات المستخدمة لإصدار الألحان قليلة جدا بالنسبة لآلات الإيقاع وذلك يرجع إلى الأسباب التالية:-
1. مازال العماني يستخدم صوته في كثير من الفنون دون الاستعانة بآلة لحنية.
2. يلعب الإيقاع دورا هاما في بناء الفنون الموسيقية العمانية.
3. تشمل معظم الفنون العمانية رقصات تدعمها الآلة الإيقاعية أكثر من اللحنية.
وتقسم الآلات الموسيقية العمانية على الوجه التالي:
1. آلات لحنية:
a. وتريات.
b. نفخ.
2. آلات إيقاعية:
a. رقمتين.
b. رقمة واحدة.
c. بدون رقمة:
أ- ذاتية الصوت (بالاهتزاز).
ب- بالطرق.
ت- بالنفخ.
الآلات اللحنية
ترتبط أغلبية آلات الموسيقى التقليدية بفنون معينة، وهنا نجد أن التحام بناء الآلة يتوالف مع أفكار الفن، أو القالب الموسيقي 0 فهذه الآلات لم تصنع لتمارس جميع الآلة جزء مكملا لأفكار المؤلف0
ومن خلال الآلة وإمكانياتها يمكننا أيضا التعرف على منابعها، أو أماكن انصهارها مع الفنون العمانية0
أ-الوتريات
تشتمل الفنون العمانية التقليدية على ثلاث آلات وترية هي:
1- الطنبورة
2- الربابة
3- العود
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/string02.jpg1- الطنبورة
تعتبر الطنبورة أهم الآلات الوترية المستخدمة حاليا في السلطنة والتكوين الحالي للطنبورة نجده امتدادا لحضارات أخرى لم يحدث به تغييرات كثيرة، كما يمكننا متابعة الآثار الدالة على ذلك 0 فهذه الآلة ظهرت لأول مرة عند الحضارة السومرية في عام 2700 ق0م، وانتقلت بعد ذلك عبر شبه الجزيرة العربية إلى الفراعنة0 وحيث أن عدد أوتار الطنبورة 5+1 فلا يمكن لعازف الطنبورة إعطاء أكثر من هذه النغمات الخمس وقرار الوتر الأول، أي الغليظ منه 0
2- الربابة
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/string01.jpgتعتبر الربابة من الآلات التي من النادر استعمالها في السلطنة حاليا، وهي وإن لم تنقرض، فهي للأسف في طريق الزوال 0 ورغم أن " مشروع جمع وتوثيق فنون عمان التقليدية " الذي تم عام 83 /1984 قد تم توثيق وجود هذه الآلة، فإن ذلك لا يؤكد عكس هذه الحقيقة 0 وعند الحديث عن ألآت موسيقى عمان التقليدية، يجب أن لا نترك هذه الآلة، حيث أنها على الأقل كانت لفترة وجيزة إحدى الآلات القديمة الهامة لموسيقى عمان التقليدية
والربابة المستخدمة في سلطنة عمان تحتوي على وتر واحد وتسمى " ربابة الشاعر " ليس في عمان فقط، ولكن في معظم البلاد المستخدمة لهذه الآلة، مثل دول الخليج العربي، الأردن ولبنان 0 ويمكن في هذه التسمية وظيفة الآلة، ألا وهي خدمة الشاعر في إلقاء شعره، لذلك نجد أنها تحتوي على وتر واحد، لأن الشاعر لا يحتاج إلى مساحة لحنية عريضة كالمغني مثلا، لذلك يكتفي بأربع أو خمس نغمات وهي التي يمكن أن يصدرها وتر واحد بمساعدة العفق على عنق الربابة، وذلك دون تغيير مكان اليد اليسرى0
3- العود
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/string03.jpgيعتبر العود أهم آلة موسيقية عربية، لذلك سمي " بأمير الآلات " وذلك لسهولة استخدامه - وذلك ليس يعني سهولة إتقانه 0 فالاستخدام يعني الاستعمال البسيط، ولكن الإتقان هو الفن نفسه وذلك يحتاج إلى مجهود وموهبة خاصة، والعود يعتبر رمز الموسيقى العربية العامة، لأنه يصاحب التاريخ الموسيقي العربي منذ بدايته 0 وكان من الضروري لكل باحث وفيلسوف يرغب في الاقتراب من الموسيقى العربية أن يذكره إلى جانب الناحية العملية فهو هام للملحن والمغني في آن واحد0
واستخدام العود في الموسيقى التقليدية العمانية يعتبر قليلا، ونجده في القوالب الغنائية مثل " الصوت " بنوعيه الشامي والعربي، كذلك نجده أحيانا في فنون مثل " البرعة " في محافظة ظفار، ولو أنه هنا لا يمثل القاعدة الأساسية لهذا القالب، كما سنرى بعد ذلك 0 وجدير بالذكر أن العود بدأ يأخذ مكانة أوسع في السلطنة0
=======================================
الرقص الحركي:
إن أول ما يلفت نظر غير العماني, الذي يشاهد الفنون العمانية التقليدية, هو احتوائها على عنصر الحركة في أشكال عديدة. وتتنوع مظاهر الحركة بارتباطها بالقالب الموسيقي وبدوره ووظيفته في المجتمع. فنجد الحركة في فن المالد من الفنون الدينية على سبيل المثال ملائمة للموقف الديني الرزين, فنجد المشاركون في فصل التوحيد يتحركون ويتمايلون بوقار يؤكد الانطباع الديني. ولتأكيد عنصر الفرحة في فنون السمر نجد الراقصون في فن الربوبة مثلا يخطون برشاقة تامة مع سرعة الإيقاع الفرح, الذي تؤكده ضربات الطبول النشطة السريعة ولتأكيد جو الحزن تتحرك الراقصة في فن الميدان من محافظة ظفار بخطوات ثقيلة على الإيقاع السباعي لتعبر عن مشاعرها الحزينة. ويعتبر الرقص الحركي عنصرا هاما في تكوين الفن العماني التقليدي.
واستمرار اشتراك عنصر الرقص الحركي في الفنون العمانية يؤكد استمرار توارثها الحضاري القديم. وذلك لان معظم الحضارات القديمة كانت تربط العناصر الموسيقية كلها ببعضها وجدير بالذكر إن الفلاسفة اليونانيون قد ذكروا مصطلح ( موزيكيه ) وكانوا يعنون العناصر الثلاثة كوحدة متكاملة, هي:
1. الشعر.
2. الرقص.
3. اللحن.
وعنصر الارتباط بينها هو الإيقاع. وأول من استخدم اصطلاح موزيكيه هو الفيلسوف اليوناني بندار (Pindar) في القرن الخامس قبل الميلاد.
وإذا نظرنا إلى الفنون العمانية التقليدية نجد أنها ما زالت تحتفظ بهذه العناصر كوحدة متكاملة, لم تنفصل عن بعضها, وما زال الإيقاع يضم ويؤكد وحدة هذه العناصر بقوة.
والمدهش في ذلك أيضا إن اشتراك الرقص الحركي بأنواعه المختلفة, كما سنرى بعد ذلك لا يقتصر على منطقة أو محافظة معينة من السلطنة, بل نجد اشتراك الرقص في أقصى شمال السلطنة بنفس قوة اشتراكه في فنون أقصى جنوب السلطنة, كذلك الحال في شرقها وغربها. وكما لا يخلو جزء جغرافيا من اشتراك الحركة في فنونه, فلا يخلو تصنيفا من الفنون العمانية التقليدية من الاشتراك الراقص. فنحن لم نرى اتجاها كاملا يستغني عن الحركة, بمعنى إننا لم نستطيع إن نلغي مجموعة معينة من الفنون, لا يشرك الرقص الحركي بها, فعلى سبيل المثال لا الحصر, نجد إن الحركة مشتركة في كل من التصنيفات التالية:
فنون السيف:
مثل فن الرزحة, العيالة, الهبوت.
الفنون الدينية:
مثل فن احمد الكبير, التوحدي ( المالد ).
فنون البحر:
مثل فن المديمة, الشوبانية.
فنون البادية:
مثل فن المزيفينة, الرزفة البدوية.
فنون المناسبات الاجتماعية:
مثل فن زفة المختون.
فنون التطبيب الشعبي:
مثل فن المكوارة, الليوا, الطنبورة, الزار, الشرح.
فنون السمر والترويح:
مثل فن الربوبة, صوت سيلام, البرعة, الشرح, الحمبورة, سيروان النساء.
وبالطبع توجد بعض الفنون العمانية التقليدية التي تخلو من الحركة تماما, مثل فن الونة أو الطارق والذي كان يتغنى به فرد بمفرده, وهو على ظهر هجينه لتسلية نفسه في الأسفار الطويلة ولذلك لا مكان للحركة فيه.
=======================================
النظام اللحني:
إن ثقافة الموسيقى العمانية التقليدية واسعة الحدود, وبالتدقيق في فنون عمان التقليدية نجد نتيجة هذه التفاعلات في الأساليب المختلفة للتكوينات اللحنية في تلك الفنون. فإلى جانب الحضارة العربية الإسلامية التي هي عماد الحضارة العمانية, نجد الانصهار الثقافي مع ساحل شرق أفريقيا وأجزاء من آسيا, مثل البلوش, العجم (الفرس) واللواتيا. وكل هذه العناصر ساهمت في ثراء الفنون العمانية التقليدية, ليس فقط من ناحية الكم, بل من ناحية الكيف أيضا.
ولدراسة هذه الفنون يجب أن نتعرف على أسلوب صياغتها. يلعب الغناء دورا هاما في الموسيقى العمانية وذلك في جميع المجالات سواء كان مجالا دينيا أو خاصا بفنون السيف أو الاحتفالات الاجتماعية أو السمر... الخ. فهذه الميادين لا تخلو من التعبير الصوتي للإنسان من خلال الكلمة المغناة.
وعند الرغبة في التدقيق في نوعية اللحن المستخدم لابد من معرفة الأساليب المختلفة للنظم اللحنية في كافة مساحة السلطنة. وعند حصر هذه الاتجاهات نجد أن علينا مراعاة الأنظمة اللحنية التالية:
1. نظام المقام العربي, وذلك لتغطية الفنون العربية الإسلامية.
2. نظام السلم الخماسي, وذلك لتغطية الفنون الأفريقية المنشأ.
========================================
الموسيقى العمانية التقليدية وعلم الموسيقى
تعتمد الموسيقى العمانية التقليدية في انتقالها بين الأجيال أولا وأخيرا على التوارث الشفهي وذلك عن طريق أسلوب الممارسة والتناقل العملي. والموسيقى العمانية شانها شان موسيقى حضارات وشعوب أخرى لم تعتمد في توارثها أو في ممارستها أو في حفظها على أسلوب التدوين سواء كان ذلك تدوينا للموسيقى أو تدوينا للتاريخ العام للموسيقى. وهذه هي أهم الفروق بالمقارنة مع موسيقى البلاد الأوروبية التي اعتمدت في كيانها الموسيقي على استخدام التدوين كعنصر بناء في خلاياها الموسيقية وليس فقط كأسلوب حفظ أو توارث.
=======================================
المصدر : مركز عمان للموسيقى التقليدية.
COMANDER
من هذه الموروثات الموسيقى التقليدية وما يصاحبها من غناء أو رقص. ومنها أيضا تنبع موروثات ومفاهيم أخرى مثل القصص والحكايات التقليدية والأزياء والألغاز والأشعار..الخ, والموسيقى التقليدية, والتي اصطلح العديد من المهتمين بتسميتها الموسيقى الشعبية- وإن كان الاتجاه العلمي الحديث للاصطلاح هو الموسيقى التقليدية- تنتشر في كل بقاع الأرض لتشكل مع مظاهر أخرى عديدة ما يسمى بالحضارة أو التراث. وهذه المظاهر الحضارية هي التي تبين وبشكل واضح جلي عراقة الأمم واصالتها. وتسرع الحكومات على المستوى الدولي لجمع وتوثيق وتصنيف مكونات الحضارة للحفاظ على التراث التقليدي من عوامل الزمن, وذلك تمهيدا لدراستها وتطويرها بشكل يواكب العصر الحديث مع الاحتفاظ بنكهة الماضي الأصيل, ولهذا أنشئت الفرق القومية للفنون التقليدية بالإضافة إلى المتاحف والمعاهد والكليات العلمية.
والموسيقى التقليدية تمثل جزءا من التراث العماني, فهذه الرقصات والإيقاعات والأشعار والأغاني الشجية لا تمارس هكذا بدون دوافع أو حافز بل ترتكز على الأصالة العمانية العريقة, فكل شلة غنائية تمثل قصة الإنسان العماني واعتزازه بأرضه مدفوعا بعاداته وتقاليده العريقة, فهي توضح التفاعل المستمر بين الإنسان وبيئته, وتوضح ارتباطه الوثيق بتاريخه وعروبته, كما توضح صلته بالعالم الخارجي المحيط به وذلك خلال امتزاج الفنون العمانية بفنون الأرض الخليجية وبفنون البيات الأفريقية والآسيوية, وكذلك من خلال التجارة عبر البحار منذ آلاف السنين بالإضافة إلى هجرات أبناء عمان إلى سواحل إفريقيا منذ عشرات السنين, فعلى أرض عمان تفاعلت عناصر بشرية مختلفة منذ القدم, ولكن هذا لا يمنع أن فنون عمان التقليدية احتفظت بخصوصيتها ومذاقها وطبيعتها العربية الإسلامية.
عمان دولة ذات حضارة عريقة وتاريخ ضارب في عمق الزمان, والموسيقى التقليدية ظهرت ونبتت مع بدء النشاط الاجتماعي على أرض عمان, ولذا فهي تستمد جذورها من الحياة على أرض عمان ولقد عاشت الفنون التقليدية محمولة في صدور أبنائها وعقولهم ينقلها كل جيل إلى لآخر كأمانة حتمية بطريقة عفوية في حركة دائبة مستمرة.
وفنوننا التقليدية عديدة ومتداخلة, بحيث يصعب الفصل بينها بشكل كامل, وهي فنون تؤدى بشكل جماعي وفي مناسبات عديدة مواكبة للعادات والتقاليد والمناسبات الاجتماعية الكثيرة وأهمها الأعياد الإسلامية الكبرى كعيد الفطر وعيد الأضحى والمولد النبوي الشريف وأيضا المناسبات الخاصة كالأعراس والختان والحصاد..الخ.
وفي عصر النهضة المباركة التي قادها ابن عمان البار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أصبح الاحتفال بالعيد الوطني من أكبر الاحتفالات التي تشترك فيها كل فرق الفنون التقليدية بالسلطنة, ويتسابق الشعراء العمانيون في إعداد أبيات الشعر تمجيدا لهذه المناسبة العزيزة إلى نفس كل عماني. كما أن فترات السمر والترويح لا تخلو وبشكل أسبوعي من ممارسة الفنون التقليدية خاصة في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع.
ومن هنا يتضح للمتعمق والمهتم بفنون عمان التقليدية أنه أمام كم هائل من المواد الموسيقية في حاجة إلى دراسة وتحليل ومناقشة ومتابعة, وذلك للوصول إلى حقائقها وخصوصياتها الكامنة في نفوس أبناء عمان من الرواة والعارفين بها, وهذا دون شك واجب العلماء والباحثين والدارسين والمهتمين بالموسيقى والفن التقليدي, سواء داخل عمان أو على المحيطين العربي والدولي.
في 23 يوليو سنة 1970م أشرق على عمان فجر جديد من الازدهار, عندما جاء حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ليزيل كل غبار الماضي وسلبياته, وليقود بلاده إلى نهضة حديثة تستعيد بها كل أمجاد الماضي, وتهيئ للمواطن العماني كل السبل التي تمكنه من المشاركة في بناء مستقبل سعيد لوطنه الغالي.
ودون شك فإن الحركة الاجتماعية أخذت تتطور وتأخذ شكلا جديدا مواكبة التطور في معالم الحياة العصرية, وأخذت الموسيقى التقليدية بدورها تعبر عن هذا التغيير, ممثلا في مشاعر وانفعالات الشعراء التقليديين العمانيين الذين بدأوا في العطاء منفعلين بالتغيرات الحادثة في بلادهم, وهذا واضح في أبيات الشعر الارتجالية التي تؤلف على الفور تبعا للمناسبة.
وقد أدرك فكر القائد جلالة السلطان المعظم منذ البداية أنه من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل, فأشار إلى ضرورة المحافظة على فنون عمان التقليدية (الشعبية) على اعتبار أنها سجل حي لتاريخ أبناء عمان يصل الماضي بالحاضر ويكون ركيزة لشروق شمس جديدة لمستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة بإذن الله.
ومن هذا المنطلق قامت وزارة الإعلام بالسلطنة بتحقيق وترجمة الرغبة السامية لجلالة لسلطان المفدى, وعملت على جمع وتوثيق الموسيقى والغناء والرقص العماني التقليدي بالتصوير التلفزيوني والتسجيل الصوتي والتوثيق الفوتوغرافي وصحائف البيانات وأنشئ لهذا الغرض مركز عمان للموسيقى التقليدية.
----------------------------------------------------------------
الآلات الإيقاعية:من خلال مقارنة الكم الهائل للآلات الإيقاعية المستخدمة في الموسيقى العمانية التقليدية بالنسبة للآلات اللحنية نرى وجود سبع آلات لحنية مقابل سبع وعشرين آلة ايقاعية وهذا يثبت أولوية اهتمام الموسيقى العمانية بالإيقاع عامة. ومن ناحية أخرى يلعب تعدد الفنون العمانية دورا هاما في تنوع الآلات الإيقاعية.
تختلف نوعية الأخشاب المستخدمة في صناعة الطبول حسب الشكل والمصدر فمنها ما هو محلي ومنها ما هو وارد من غرب آسيا وشرق أفريقيا, وأكثر أنواع الأخشاب استخداما في صناعة الطبول العمانية هي:
) خشب بيذام.
2) خشب سدر.
3) خشب السوقم (من الهند).
4) خشب مانتيه (من الهند).
5) خشب جز.
6) خشب شريش.
7) خشب ساج (من الهند).
8) خشب منتيح.
9) خشب انبا.
10) خشب النارجيل.
11) خشب الغاف.
12) خشب القرم.
13) النخيل.
14) خشب الفنس (من الهند).
15) خشب سيسم.
16) خشب الحبن.
إلى جانب الخشب نجد أحيانا آلات إيقاعية مثل الرحماني يستخدم فيها اسطوانات معدنية من صفائح قديمة.
والجلود المستخدمة في صناعة الطبول هي من الغنم والثور وأحيانا جلد الجمل. وآلات إيقاع الموسيقى العمانية التقليدية يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجاميع:
المجموعة الأولى: طبول برقمتين
فصيلة الرحماني
تنسب هذه المجموعة إلى فصيلة الرحماني ويطلق عليها كذلك لان الآلة الأساسية لهذه المجموعة هي آلة الرحماني. ومن خصائص هذه المجموعة احتواء جميع آلاتها على رقمتين من الجلد في نهاية فتحتي الجسم الاسطواني لهذه الآلة. ويميزها أيضا أن العازف له إمكانية التحكم في شدة أو لين الجلد أو الرقمة من خلال شد الحبال التي تربط الرقمتين على اسطوانة جسم الآلة.
وتتنوع أساليب ضرب الرقمة في هذه المجموعة فمنها ما يضرب بالعصا على الرقمتين ومنها ما يضرب بالعصا على رقمة والأخرى باليد. ومنها ما يضرب بالعصا على جانب واحد فقط ومنها ما يضرب باليدين على الرقمتين دون استخدام العصا.
وتتنوع الأحجام في هذه الفصيلة مرتبط بوظيفة الآلة في الفن ومن خلال ذلك تحدد تسمية الآلة أيضا.
وتتكون المجموعة الأولى ذات الرقمتين والتي تتبع فصيلة الرحماني من الآلات التالية:
1) الرحماني.
2) الرحماني الطويل.
3) الرنة.
4) الكاسر.
5) الكاسر القصير.
6) الكاسر المفلطح.
7) المرواس.
1- الرحماني
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group106.jpgيعتبر الرحماني أهم آلات الإيقاع في موسيقى عمان التقليدية ونجده موزعا ومنتشرا في جميع محافظات ومناطق السلطنة ويكون جزء هاما في معظم الفنون العمانية. لذلك يمكن اعتباره رمزا للموسيقى العمانية. وموسيقيا يعطي الرحماني دور القاعدة الإيقاعية التي هي أساس الإيقاع لذلك يجب أن يكون صوته عميقا وممتلئا بمقارنته مع الآلات الإيقاعية المصاحبة الأخرى فهو يتولى تأكيد أساس الإيقاع لكل فن.
2- الرحماني الطويل
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group104.jpgيستخدم الرحماني الطويل ليس بكثرة الرحماني وهو غير منتشر في أنحاء السلطنة ككل. ومن خلال طوله نحصل على صوت أغلظ من صوت الرحماني وفي استخدامه هذا يضيف عمقا للإيقاع. والرحماني الطويل يضرب على رقمة واحدة بسبب طوله ويحمل غالبا في الوضع الراسي.
3- الرنة
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group107.jpgهي وسط في الحجم والصوت بين الكاسر والرحماني وعموما يستخدم مصطلح الرنة مع الآلات التي يكون قطرها أوسع من الرحماني وبذلك تعطي صوتا أغلظ من الرحماني. وهي هنا تؤكد أضلاع الإيقاع الأساسي بصورة أغلظ وذلك من خلال الرنين القوي للآلة. وتستخدم الرنة في فنون الزار والعيالة على وجه المثال أما في فن الوهابية مثلا فنجد أن الرنة فعلا تكون متوسطة الحجم بين الرحماني والكاسر. وتتنوع الرنة بتنوع الفن والمنطقة المستخدمة له.
4- الكاسر
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group103.jpgحجم الكاسر يكون اصغر من حجم الرحماني ولذلك يصدر صوتا حادا بالمقارنة مع الرحماني. والعلاقة بين الرحماني والكاسر هي علاقة وطيدة وغالبا ما نراهما سويا لان كل منهما يكمل دور الآخر فإذا كان الإيقاع ثلاثيا مثلا يتولى الرحماني الضلع القوي والكاسر الضلعين الباقيين بصورة حادة.
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group102.jpg5- الكاسر القصير
يمثل الكاسر القصير تقريبا نصف الكاسر ويعزف عليه غالبا بالعصا ولكن أحيانا باليدين أيضا مع الغناء. ويستخدم الكاسر القصير مثلا في فن العيالة في منطقة الظاهرة.
6- الكاسر المفلطح
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group101.jpgبالرغم من أن قطر الكاسر المفلطح يمثل تقريبا قطر الكاسر الصغير وكذلك الكاسر فهو يصدر أحد الأصوات، وذلك يرجع الى قصر حجمه، والذي يمثل تقريبا نصف طول الكاسر القصير ، أي ربع طول الكاسر . ويستخدم الكاسر المفلطح في أغلب الأحيان لزخرفة الإيقاع. ونرى ذلك على سبيل المثال في فن العيالة في الظاهرة، حيث يتبارى العازفون عند العزف على الكاسر المفلطح برفعه بإحدى الدين الى أعلى والضرب عليه بالعصا باليد الأخرى، وكأنهم يرغبون في تأكيد هذه الزخرفة وتوضيحها للعين أيضا.
7- المرواس
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/group105.jpgيستعمل المرواس في محافظة ظفار. وهو بالمقارنة بطبل المهجر ( وظيفة الرحماني) وطبل الكاسر، يعتبر المرواس أصغر طبول محافظة ظفار في الحجم ، ولذلك فهو أحدها صوتا .
وأهم الفنون التي يستخدم فيها المرواس هو فن البرعة وفن الشرح ويكون ضارب المرواس عنصرا أساسيا في الفرق المؤدية لهذه الفنون، مثل فرقة بن توفيق في صلاله، وفرقة بن شمسه في مرباط. ويمسك العازف المرواس بيد ويعزف عليه باليد الأخرى. ويمكن لليد الماسكة للمرواس المشاركة الخفيفة بالعزف بواسطة إصبع السبابة، وذلك لملئ الإيقاع أو زخرفته. وهنا نرى ارتباط أسلوب عزف المرواس مع بعض البلدان العربية الأخرى لدول الخليج العربية واليمن.
=======================================
تتبع الناحية العملية في تصنيف الآلات الموسيقية العمانية من حيث وظيفة الآلة تجاه الأداء الموسيقي:-
وبمراعاة الجانب العملي نرى أن الموسيقى تتكون من عنصرين:
1. اللحن.
2. الإيقاع.
ولتوفير كل عنصر من هذين العنصرين تستخدم آلات يكون لها القدرة على إصدار لحن وإيقاع خاصين. وبالتدقيق في الموسيقى التقليدية العمانية نجد أن الآلات المستخدمة لإصدار الألحان قليلة جدا بالنسبة لآلات الإيقاع وذلك يرجع إلى الأسباب التالية:-
1. مازال العماني يستخدم صوته في كثير من الفنون دون الاستعانة بآلة لحنية.
2. يلعب الإيقاع دورا هاما في بناء الفنون الموسيقية العمانية.
3. تشمل معظم الفنون العمانية رقصات تدعمها الآلة الإيقاعية أكثر من اللحنية.
وتقسم الآلات الموسيقية العمانية على الوجه التالي:
1. آلات لحنية:
a. وتريات.
b. نفخ.
2. آلات إيقاعية:
a. رقمتين.
b. رقمة واحدة.
c. بدون رقمة:
أ- ذاتية الصوت (بالاهتزاز).
ب- بالطرق.
ت- بالنفخ.
الآلات اللحنية
ترتبط أغلبية آلات الموسيقى التقليدية بفنون معينة، وهنا نجد أن التحام بناء الآلة يتوالف مع أفكار الفن، أو القالب الموسيقي 0 فهذه الآلات لم تصنع لتمارس جميع الآلة جزء مكملا لأفكار المؤلف0
ومن خلال الآلة وإمكانياتها يمكننا أيضا التعرف على منابعها، أو أماكن انصهارها مع الفنون العمانية0
أ-الوتريات
تشتمل الفنون العمانية التقليدية على ثلاث آلات وترية هي:
1- الطنبورة
2- الربابة
3- العود
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/string02.jpg1- الطنبورة
تعتبر الطنبورة أهم الآلات الوترية المستخدمة حاليا في السلطنة والتكوين الحالي للطنبورة نجده امتدادا لحضارات أخرى لم يحدث به تغييرات كثيرة، كما يمكننا متابعة الآثار الدالة على ذلك 0 فهذه الآلة ظهرت لأول مرة عند الحضارة السومرية في عام 2700 ق0م، وانتقلت بعد ذلك عبر شبه الجزيرة العربية إلى الفراعنة0 وحيث أن عدد أوتار الطنبورة 5+1 فلا يمكن لعازف الطنبورة إعطاء أكثر من هذه النغمات الخمس وقرار الوتر الأول، أي الغليظ منه 0
2- الربابة
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/string01.jpgتعتبر الربابة من الآلات التي من النادر استعمالها في السلطنة حاليا، وهي وإن لم تنقرض، فهي للأسف في طريق الزوال 0 ورغم أن " مشروع جمع وتوثيق فنون عمان التقليدية " الذي تم عام 83 /1984 قد تم توثيق وجود هذه الآلة، فإن ذلك لا يؤكد عكس هذه الحقيقة 0 وعند الحديث عن ألآت موسيقى عمان التقليدية، يجب أن لا نترك هذه الآلة، حيث أنها على الأقل كانت لفترة وجيزة إحدى الآلات القديمة الهامة لموسيقى عمان التقليدية
والربابة المستخدمة في سلطنة عمان تحتوي على وتر واحد وتسمى " ربابة الشاعر " ليس في عمان فقط، ولكن في معظم البلاد المستخدمة لهذه الآلة، مثل دول الخليج العربي، الأردن ولبنان 0 ويمكن في هذه التسمية وظيفة الآلة، ألا وهي خدمة الشاعر في إلقاء شعره، لذلك نجد أنها تحتوي على وتر واحد، لأن الشاعر لا يحتاج إلى مساحة لحنية عريضة كالمغني مثلا، لذلك يكتفي بأربع أو خمس نغمات وهي التي يمكن أن يصدرها وتر واحد بمساعدة العفق على عنق الربابة، وذلك دون تغيير مكان اليد اليسرى0
3- العود
http://www.octm-folk.gov.om/marab/images/string03.jpgيعتبر العود أهم آلة موسيقية عربية، لذلك سمي " بأمير الآلات " وذلك لسهولة استخدامه - وذلك ليس يعني سهولة إتقانه 0 فالاستخدام يعني الاستعمال البسيط، ولكن الإتقان هو الفن نفسه وذلك يحتاج إلى مجهود وموهبة خاصة، والعود يعتبر رمز الموسيقى العربية العامة، لأنه يصاحب التاريخ الموسيقي العربي منذ بدايته 0 وكان من الضروري لكل باحث وفيلسوف يرغب في الاقتراب من الموسيقى العربية أن يذكره إلى جانب الناحية العملية فهو هام للملحن والمغني في آن واحد0
واستخدام العود في الموسيقى التقليدية العمانية يعتبر قليلا، ونجده في القوالب الغنائية مثل " الصوت " بنوعيه الشامي والعربي، كذلك نجده أحيانا في فنون مثل " البرعة " في محافظة ظفار، ولو أنه هنا لا يمثل القاعدة الأساسية لهذا القالب، كما سنرى بعد ذلك 0 وجدير بالذكر أن العود بدأ يأخذ مكانة أوسع في السلطنة0
=======================================
الرقص الحركي:
إن أول ما يلفت نظر غير العماني, الذي يشاهد الفنون العمانية التقليدية, هو احتوائها على عنصر الحركة في أشكال عديدة. وتتنوع مظاهر الحركة بارتباطها بالقالب الموسيقي وبدوره ووظيفته في المجتمع. فنجد الحركة في فن المالد من الفنون الدينية على سبيل المثال ملائمة للموقف الديني الرزين, فنجد المشاركون في فصل التوحيد يتحركون ويتمايلون بوقار يؤكد الانطباع الديني. ولتأكيد عنصر الفرحة في فنون السمر نجد الراقصون في فن الربوبة مثلا يخطون برشاقة تامة مع سرعة الإيقاع الفرح, الذي تؤكده ضربات الطبول النشطة السريعة ولتأكيد جو الحزن تتحرك الراقصة في فن الميدان من محافظة ظفار بخطوات ثقيلة على الإيقاع السباعي لتعبر عن مشاعرها الحزينة. ويعتبر الرقص الحركي عنصرا هاما في تكوين الفن العماني التقليدي.
واستمرار اشتراك عنصر الرقص الحركي في الفنون العمانية يؤكد استمرار توارثها الحضاري القديم. وذلك لان معظم الحضارات القديمة كانت تربط العناصر الموسيقية كلها ببعضها وجدير بالذكر إن الفلاسفة اليونانيون قد ذكروا مصطلح ( موزيكيه ) وكانوا يعنون العناصر الثلاثة كوحدة متكاملة, هي:
1. الشعر.
2. الرقص.
3. اللحن.
وعنصر الارتباط بينها هو الإيقاع. وأول من استخدم اصطلاح موزيكيه هو الفيلسوف اليوناني بندار (Pindar) في القرن الخامس قبل الميلاد.
وإذا نظرنا إلى الفنون العمانية التقليدية نجد أنها ما زالت تحتفظ بهذه العناصر كوحدة متكاملة, لم تنفصل عن بعضها, وما زال الإيقاع يضم ويؤكد وحدة هذه العناصر بقوة.
والمدهش في ذلك أيضا إن اشتراك الرقص الحركي بأنواعه المختلفة, كما سنرى بعد ذلك لا يقتصر على منطقة أو محافظة معينة من السلطنة, بل نجد اشتراك الرقص في أقصى شمال السلطنة بنفس قوة اشتراكه في فنون أقصى جنوب السلطنة, كذلك الحال في شرقها وغربها. وكما لا يخلو جزء جغرافيا من اشتراك الحركة في فنونه, فلا يخلو تصنيفا من الفنون العمانية التقليدية من الاشتراك الراقص. فنحن لم نرى اتجاها كاملا يستغني عن الحركة, بمعنى إننا لم نستطيع إن نلغي مجموعة معينة من الفنون, لا يشرك الرقص الحركي بها, فعلى سبيل المثال لا الحصر, نجد إن الحركة مشتركة في كل من التصنيفات التالية:
فنون السيف:
مثل فن الرزحة, العيالة, الهبوت.
الفنون الدينية:
مثل فن احمد الكبير, التوحدي ( المالد ).
فنون البحر:
مثل فن المديمة, الشوبانية.
فنون البادية:
مثل فن المزيفينة, الرزفة البدوية.
فنون المناسبات الاجتماعية:
مثل فن زفة المختون.
فنون التطبيب الشعبي:
مثل فن المكوارة, الليوا, الطنبورة, الزار, الشرح.
فنون السمر والترويح:
مثل فن الربوبة, صوت سيلام, البرعة, الشرح, الحمبورة, سيروان النساء.
وبالطبع توجد بعض الفنون العمانية التقليدية التي تخلو من الحركة تماما, مثل فن الونة أو الطارق والذي كان يتغنى به فرد بمفرده, وهو على ظهر هجينه لتسلية نفسه في الأسفار الطويلة ولذلك لا مكان للحركة فيه.
=======================================
النظام اللحني:
إن ثقافة الموسيقى العمانية التقليدية واسعة الحدود, وبالتدقيق في فنون عمان التقليدية نجد نتيجة هذه التفاعلات في الأساليب المختلفة للتكوينات اللحنية في تلك الفنون. فإلى جانب الحضارة العربية الإسلامية التي هي عماد الحضارة العمانية, نجد الانصهار الثقافي مع ساحل شرق أفريقيا وأجزاء من آسيا, مثل البلوش, العجم (الفرس) واللواتيا. وكل هذه العناصر ساهمت في ثراء الفنون العمانية التقليدية, ليس فقط من ناحية الكم, بل من ناحية الكيف أيضا.
ولدراسة هذه الفنون يجب أن نتعرف على أسلوب صياغتها. يلعب الغناء دورا هاما في الموسيقى العمانية وذلك في جميع المجالات سواء كان مجالا دينيا أو خاصا بفنون السيف أو الاحتفالات الاجتماعية أو السمر... الخ. فهذه الميادين لا تخلو من التعبير الصوتي للإنسان من خلال الكلمة المغناة.
وعند الرغبة في التدقيق في نوعية اللحن المستخدم لابد من معرفة الأساليب المختلفة للنظم اللحنية في كافة مساحة السلطنة. وعند حصر هذه الاتجاهات نجد أن علينا مراعاة الأنظمة اللحنية التالية:
1. نظام المقام العربي, وذلك لتغطية الفنون العربية الإسلامية.
2. نظام السلم الخماسي, وذلك لتغطية الفنون الأفريقية المنشأ.
========================================
الموسيقى العمانية التقليدية وعلم الموسيقى
تعتمد الموسيقى العمانية التقليدية في انتقالها بين الأجيال أولا وأخيرا على التوارث الشفهي وذلك عن طريق أسلوب الممارسة والتناقل العملي. والموسيقى العمانية شانها شان موسيقى حضارات وشعوب أخرى لم تعتمد في توارثها أو في ممارستها أو في حفظها على أسلوب التدوين سواء كان ذلك تدوينا للموسيقى أو تدوينا للتاريخ العام للموسيقى. وهذه هي أهم الفروق بالمقارنة مع موسيقى البلاد الأوروبية التي اعتمدت في كيانها الموسيقي على استخدام التدوين كعنصر بناء في خلاياها الموسيقية وليس فقط كأسلوب حفظ أو توارث.
=======================================
المصدر : مركز عمان للموسيقى التقليدية.
COMANDER