مشاهدة النسخة كاملة : مبادئ تربوية


فارس الفرسان
17-03-2008, 10:37 PM
مبادئ تربوية



س: هليمكننا تحديد مبادئ عامة في التربية تسهل على الأهل مهمتهم؟

ج:في الخطوط العامة على الأهل، أن لا يعتبروا الولد جزءاً منأملاكهم، فالإنسان الصالح هو بالنسبة للمجتمع عاملٌ صالح وقائد صالح.. إن المفهومالإسلامي للتربية يستدعي أن يعتبر الأبوان ولدهما أمانة الله بين أيديهم، وهو أمريتحقق من خلال إثارة محبته، والاستماع إليه، واحترام عقله، والإيحاء له بأنباستطاعته الوصول إلى الحقائق بجهده وفكره.. ثم تعليمه كيف ينقد ويناقش ويقبل أويرفض، فإن ذلك يمثل احتراماً للآخر، ولأن من لا يحترم فكر غيره لا يناقشه فيه، لأنفي نفس هذه المناقشة اعترافاً به.
واحترام الطفل وتعليمهاحترام الآخر يأتي ضمن سياسة تربوية متكاملة، حيث يتقبل الأهل ما يطرحه الطفل منأفكار، حتى إذا طرح فكرة سخيفة، لم يبادروا إلى السخرية من هذه الفكرة، بل يحاولونإعطاءه الدليل أو الحجة على خطئها، ويشجعونه على التفكير من جديد، وبطريقة أفضل دونأن يحملوه على اليأس من نفسه، لأن السخرية من قدرات الطفل قد تحمله على الحكم علىنفسه بالغباء والعجز والقصور وما إلى ذلك من أحكام سلبية ومحبطة، كما هي حال كثيرمن الأطفال الذين يحبطون من جراء الحكم القاسي الذي يطلقه عليهم الآباء أو المعلمونعندما يخطئون في التفكير أو في اتخاذ القرارات..
ولتفادي ذلك يجب إحاطةخطأ الطفل في التفكير ببعض الأجواء التي توحي له أن مصدر خطأه لا يكمن في شخصه، بلفي سطحية معالجته أو في الأدوات التي استعملها في الوصول إلى النتائج. فنقول له علىسبيل المثال، إن هذا التفكير سطحي، ولا يقول به أحد، وأنك لم تتبع المنهج الذييوصلك إلى الحقيقة ، طبعاً بلغته الطفولية، فكرّر المحاولة من جديد فلعلّك تنجح فيالمرة الثانية.



*****




مفهومالرحمة



س: ورد فيالحديث: "من لم يرحم صغيرنا ولم يعزّ كبيرنا فليس منّا"، ما المقصود بالرحمةللصغير؟

ج:لعلّ المقصود بالرحمة للصغير هو زرع الإحساس في شخصيتهالطفولية الباحثة لا شعورياً عن الطمأنينة والأمن ج: بأنه موضع المحبة والرعاية منقِبَل أبيه أو أمه بما تمثله القبلة والضمّة واللفتة من معنى الاحتضان الروحي الذييملأه بالدفء والحرارة العاطفية والإحساس بالأمان والفرح، مما يترك تأثيره علىنفسيته في المستقبل، وربما يوحي الحديث المتنوع في ألفاظه، أن مسألة الرحمة هي منالقيم الإسلامية الروحية التي يريد الله لها أن تشيع في المجتمع ليكون طابعه في كلعلاقاته الرحمة في حركة السلوك، فمن يرحم يُرحم، فهذا ينسجم مع الخط العاملأخلاقيات المجتمع الإسلامي، أما من لا يَرْحَم فإنه يفقد رحمة الآخرين له، لأنه لايحمل في شخصيته الإحساس بالآخر في حاجاته النفسية والعملية، لا سيما أن الرحمة منصفات الله التي أراد لعباده أن يذكروه بها ليتأثروا بها عقلياً وروحياًوعملياً.



*****




دورالثواب والعقاب في تربية الطفل



س: تختلفأساليب التربية فيما بينها، ولكن معظمها يقوم على مبدأ الثواب والعقاب، ما أهميةالثواب والعقاب في العملية التربوية؟

ج:إنّ مبدأ الثواب والعقاب يقوم على آليات نفسية تحفِّزالسلوك الإيجابي، وتحبط السلوك السلبي، فعندما يشعر الإنسان بأنه موعود بثوابٍ ماعلى عملٍ ما، فإن ذلك يحمله على المبادرة إلى العمل رغبة في الثواب، تماماً كما هيحال من يقطع المسافات الطويلة ويجهد نفسه بالتدريبات القاسية للحصول على الربحوالفوز، والثواب هنا يلعب دور المحفِّز للسلوك الإيجابي. والعكس صحيح بالنسبة إلىالعقاب، فنحن نتجنب ونحرم أنفسنا من أمور كثيرة نرغبها خوفاً من نتائجها السلبيةعلينا، سواء كانت تلك النتائج جزءاً من العمل الذي نتجنبه أو كان مصدرها عقاباًيوقعه أحد بنا.
مسألة الثواب والعقابتتصل بشعورَيْ الرغبة والرهبة في تكوين الإنسان، وهما شعوران مهمان في ضمان حمايتهلنفسه، وفي تحقيقه لإنسانيته بكل حاجاتها الإيجابية والسلبية. وفي مجال التربية،علينا أن نختار نوعية الثواب والعقاب بعد دراسة قابلية مَنْ نريد إثابته أو عقابه،وعلينا أن لا نستخدم الثواب في ما نريد توجيهه إليه أو نستخدم العقاب في ما نريدإبعاده عنه، إلا بعد دراسة الشخص والظرف والأسلوب بكل جوانبها، لأننا قد نُثقلالإنسان بإعطائه جرعة أكبر أو أقل مما تتحمّله أو تحتاجه شخصيته.
أما بالنسبة للطفل، فإنهدف استخدام الثواب والعقاب ما هو إلا تنمية شخصيته وإنسانيته وعقله، مما يفرضعلينا أن نحاول اكتشاف أقرب الطرق للوصول إلى عقله، بعبارة أخرى إن عملية التربيةبأغلبها تتصل بداخل الإنسان باعتبار أننا نريد من خلالها جعل الطفل يختزن أفكاراًمعينة في عقله، ومشاعر معينة في قلبه، وحمله على التحرك نحو أهداف معينة عبر طرقمحددة، وبما أن التعامل مع الطفل يتطلب النفاذ إلى الداخل، وبما أن هذا الداخل،يحتوي دائماً على مناطق مغلقة أمام الآخر، فإننا بحاجة إلى تجريب الكثير منالأساليب قبل أن نعثر على المفتاح الملائم.
لذا فإن عملية الثوابوالعقاب في التربية هي عملية متحركة دائماً.. على هذا الأساس أقول لا بد من دراسةالثواب والعقاب قبل استخدامه، فلعلّنا إذا ما عوّدنا الطفل على الثواب مكافأة علىالدرس حملناه على أن لا يدرس إلا مقابل عوض مالي يأخذه.. بحيث نبتعد به عن الاهتمامالفعلي بالدرس، أو بأي قضية أو فكرة.
لكن ذلك لا ينفي أننا قدنحتاج إلى الثواب في الحالات التي يعيش فيها الطفل التمرد والتي تنفره من الدرس أوالقراءة أو من أي شيء آخر.. ليلتقي بما نريد أن نوجهه إليه ويعيش في داخله ليختارهبنفسه، وهذا ما نلاحظه عند بعض الأطفال الذين يمتنعون عن الدرس، فإذا ما أعطاهمالأب أو الأم بعض المال أو الألعاب أو حتى وعدوهم بنج:زهة أو بأي شيء يحبونهاجتهدوا طمعاً بالمكافأة واندمجوا في الدرس إلى درجة الإحساس باللذة حتى ينالواعلامات مرتفعة جراء ذلك، فلو فرضنا أن الأب والأم حجبا عنهم الهدية أو منعاهم منالدراسة فإنهم يتمردون عليهما.
إن عملية الثواب والعقابتشبه الدواء، فهي تحتاج إلى التدقيق في كمية الجرعة التي نهبها للطفل في هذا المجالأو ذاك، كما أن الثواب والعقاب مبدأ قرآني ويتناسب مع الطبيعةالإنسانية

حوراء الحصن
18-03-2008, 10:12 AM
,,,,,على الوالدين الاخذ بالتربية الصحيحة للابناء ,حتى يسيروا على الطريق الصحيح وتجعلهم متمسكين بمبادئ ديننا الحنيف..

شكر اخي على الموضوع القيم,,,,,,

فارس الفرسان
18-03-2008, 01:18 PM
أشكرك أختي حوراء الظاهرة على تواجدك هنا ،،

COMANDER
20-03-2008, 06:16 PM
يعطيك العافية الذيب على الموضوع الطيب ربي يحفظك

فارس الفرسان
21-03-2008, 12:26 AM
لك جزيل الشكر أخي COMANDER ع المرور الطيب ،،،

بيسان
21-03-2008, 11:54 PM
مبادئ تربوية مفيدة جدا
اشكرك اخي ذئب الحصن على موضوعك الراقي

دمت بود

فارس الفرسان
23-03-2008, 02:49 PM
تحياتي لك أخـــتي ع المرور الطيب ،،
/
\
/
\
موفقة ،،

الغرام العذب
24-03-2008, 07:39 AM
الطفل أمانة في يد والديه
علينا مراعاة شعور الطفل ورغباته وميوله وشخصيته

لك جزيل الشكر
على ما تقدمه من مواضيع متميزة تربوية هادفة

فارس الفرسان
24-03-2008, 01:19 PM
تسلمين أختـــ الغرم العذب ــــي على مرورك ،،