م ع حوحو
08-04-2008, 01:06 AM
وكلّ يدّعي وصلا بليلى ... وليلى لا تقرّ لهم بذاكا
حلّ الموعد - الشّهري - و حضر الجميع حول مائدة الشّاي و كان صاحب المنزل المستقبل للضّيوف هو من اختار الموضوع الذي سيدور حوله الحديث - حسب الاتفاق التّي أبرمناه عند أوّل لقاء - و يا له من موضوع مختار! إنّه الحبّ ... وما أدراك ما الحبّ ! !
لقد تغنّى به الشعراء من قبلُ و لا زالوا يتغنّون به .....
و الكلّ يدّعي الحبّ :
وكلّ يدّعي وصلا بليلى ... وليلى لا تقرّ لهم بذاكا
......
الأوّل ارتشف الشّاي المنعنع و قال: أنا أحبّ والدِي ، لأنّني أنّفذّ كلّ طلباته ، و علامة رضاه على حبّي و خدماتي: أنّه يسلّم لي سيّارته بعد كلّ مأمورية أقوم بها من أجله.
الثّاني : عندما أبحث عن الحبّ فإنّي أجده لدى أخت لي فهي تحبّ زوجها - المقاول - حُبّا كبيرا، (ممّا عوّدته أن يحضر معه هديّة ثمينة - لها - كلّما استلم أيّ دفعة من أموال المشاريع ).
الثّالث : يعجبني أخوان شقيقان ،الأوّل ذو مال و منصب و جاه ،و الثّاني فذو عيال و صاحب يد قصيرة - و قد كانت من قبل عادية و مرضية - فالأخ الموسر لا ينسى أخاه في المواسم و الأعياد فكبش العيد و ملابس الدّخول المدرسيّ و توابعها تأتي في حينها إلى منزل الأخ الثّاني.
الرّابع يقاطع المتحدّث الثالث :
و ماذا عن حبّ صاحب اليد القصيرة لأخيه صاحب اليد الطويلة ؟ - قالها و هو يأكل حلويات قلب اللوز الموضوع على المائدة - .
أجابه : إنّه لا يقطع أمراً - و لو كان خاصًّـا - إلاّ بعلمه و برضاه .
تدخّل أحد الضّيوف الشّرفيين - حضر معنا صدفة و لم يكن مقرّرا أن يحضر- وكان لتدخّله تحوُّلا جذريا في مجرى الحديث :
( إنّني أكبركم سِنـًّـا و أقلُّكم ثقافة و علما ) فأخبروني كيف يكون الحبّ ؟
أو بمعنى آخر ما هي حقيقة الحبّ ؟
كان الاستفسار قاطعا للحديث و عمّ الصّمتُ المكان و راح الكلّ يبحث عن الجواب .
تدخّل صاحب البيت ليحلّل ما قيل في الموضوع علّه يعثر على ما طلبه ليكسبه لينضمّ إلى هذه اللقاءات الأخوية.
- إنّ كلّ ما سمعناه بعيد كلّ البعد عن الحبّ..
قاطعه أحدنا : إذا لم يكن ذاك حُبّا فماذا يكون إذن ؟
- إنّه تبادل مصالح لا غير.
نطقنا جميعا بصوت واحد : تبادل مصالح !!!
.......
كان جوّ النّقاش حارّا كحرارة جوّ مكّة المكرّمة لكنّه حلو المذاق .
و قبل الانصراف بقي على صاحب البيت تقديم حوصلة ما قيل ـ و كان كالآتي :
......
· الحبّ هو أن تحبّ الشخص الآخر دون أن تنتظر منه مقابل.
· و تحبّه دون أن تجبره - بأيّة وسيلة - أن يحدث تغييرات في سلوكاته حسب رغباتك - تحبّه كما هو - .
· و إذا ساعدته ليخرج من أزمته فإنّك تفعل ذلك و كأنّك أنت الساقط في الأزمة و تفعل للخروج منها.
· المحبوب ( - سواء كان أحد الوالدين أو أحد الزّوجين أو أحد الأرحام أو الأقارب أو مسلما حيثما كان - ) فإنّك تراه و كأنّه عضو من أعضاء جسمك إذا تألّم ، تتألّم له كلّ أجهزة جسمك بالسّهر و الحمّى - و لا يخطر ببالك بَترُه لأنّه جزء منك - .
· الحبّ هو العطاء فالمحبّ مِعطاء و ليس أخّاذا .
· الحبّ يجعلك من الذين : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا ) .
· الحبّ يجعلك من فئة : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
· الحبّ منابعه الأساسية الإيمان : عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يُؤمنُ أحدكُم حتّى يكون هواهُ تبعًـا لما جئتُ به ).
..........
عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الحلال بين و الحرام بين ، وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب رواه البخاري ومسلم
حلّ الموعد - الشّهري - و حضر الجميع حول مائدة الشّاي و كان صاحب المنزل المستقبل للضّيوف هو من اختار الموضوع الذي سيدور حوله الحديث - حسب الاتفاق التّي أبرمناه عند أوّل لقاء - و يا له من موضوع مختار! إنّه الحبّ ... وما أدراك ما الحبّ ! !
لقد تغنّى به الشعراء من قبلُ و لا زالوا يتغنّون به .....
و الكلّ يدّعي الحبّ :
وكلّ يدّعي وصلا بليلى ... وليلى لا تقرّ لهم بذاكا
......
الأوّل ارتشف الشّاي المنعنع و قال: أنا أحبّ والدِي ، لأنّني أنّفذّ كلّ طلباته ، و علامة رضاه على حبّي و خدماتي: أنّه يسلّم لي سيّارته بعد كلّ مأمورية أقوم بها من أجله.
الثّاني : عندما أبحث عن الحبّ فإنّي أجده لدى أخت لي فهي تحبّ زوجها - المقاول - حُبّا كبيرا، (ممّا عوّدته أن يحضر معه هديّة ثمينة - لها - كلّما استلم أيّ دفعة من أموال المشاريع ).
الثّالث : يعجبني أخوان شقيقان ،الأوّل ذو مال و منصب و جاه ،و الثّاني فذو عيال و صاحب يد قصيرة - و قد كانت من قبل عادية و مرضية - فالأخ الموسر لا ينسى أخاه في المواسم و الأعياد فكبش العيد و ملابس الدّخول المدرسيّ و توابعها تأتي في حينها إلى منزل الأخ الثّاني.
الرّابع يقاطع المتحدّث الثالث :
و ماذا عن حبّ صاحب اليد القصيرة لأخيه صاحب اليد الطويلة ؟ - قالها و هو يأكل حلويات قلب اللوز الموضوع على المائدة - .
أجابه : إنّه لا يقطع أمراً - و لو كان خاصًّـا - إلاّ بعلمه و برضاه .
تدخّل أحد الضّيوف الشّرفيين - حضر معنا صدفة و لم يكن مقرّرا أن يحضر- وكان لتدخّله تحوُّلا جذريا في مجرى الحديث :
( إنّني أكبركم سِنـًّـا و أقلُّكم ثقافة و علما ) فأخبروني كيف يكون الحبّ ؟
أو بمعنى آخر ما هي حقيقة الحبّ ؟
كان الاستفسار قاطعا للحديث و عمّ الصّمتُ المكان و راح الكلّ يبحث عن الجواب .
تدخّل صاحب البيت ليحلّل ما قيل في الموضوع علّه يعثر على ما طلبه ليكسبه لينضمّ إلى هذه اللقاءات الأخوية.
- إنّ كلّ ما سمعناه بعيد كلّ البعد عن الحبّ..
قاطعه أحدنا : إذا لم يكن ذاك حُبّا فماذا يكون إذن ؟
- إنّه تبادل مصالح لا غير.
نطقنا جميعا بصوت واحد : تبادل مصالح !!!
.......
كان جوّ النّقاش حارّا كحرارة جوّ مكّة المكرّمة لكنّه حلو المذاق .
و قبل الانصراف بقي على صاحب البيت تقديم حوصلة ما قيل ـ و كان كالآتي :
......
· الحبّ هو أن تحبّ الشخص الآخر دون أن تنتظر منه مقابل.
· و تحبّه دون أن تجبره - بأيّة وسيلة - أن يحدث تغييرات في سلوكاته حسب رغباتك - تحبّه كما هو - .
· و إذا ساعدته ليخرج من أزمته فإنّك تفعل ذلك و كأنّك أنت الساقط في الأزمة و تفعل للخروج منها.
· المحبوب ( - سواء كان أحد الوالدين أو أحد الزّوجين أو أحد الأرحام أو الأقارب أو مسلما حيثما كان - ) فإنّك تراه و كأنّه عضو من أعضاء جسمك إذا تألّم ، تتألّم له كلّ أجهزة جسمك بالسّهر و الحمّى - و لا يخطر ببالك بَترُه لأنّه جزء منك - .
· الحبّ هو العطاء فالمحبّ مِعطاء و ليس أخّاذا .
· الحبّ يجعلك من الذين : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا ) .
· الحبّ يجعلك من فئة : ( وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )
· الحبّ منابعه الأساسية الإيمان : عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يُؤمنُ أحدكُم حتّى يكون هواهُ تبعًـا لما جئتُ به ).
..........
عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن الحلال بين و الحرام بين ، وبينهما مشتبهات قد لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب رواه البخاري ومسلم