بن مضر
15-04-2008, 12:46 PM
ظلام الظلم
لله تعالى في كونه سننٌ ماضيةٌ، لا تتخلَّف ولا تحابي أحدًا، وسننُه في قيام الأمم ونهضتها، أو انهيارها وكبوتها، يراها كلُّ ذي عقل في تاريخ البشرية وحاضرها، وقد جعل الله تعالى العدلَ أساسَ الملك ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ (النساء: من الآية 58)، وأمر الله تبارك وتعالى الأمةَ المسلمةَ المستخلَفةَ في الأرض بإقامة العدل وتحقيق القسط بين الناس، مهما اختلفت أجناسُهم وألوانُهم بل وعقائدُهم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)﴾ (المائدة).
وحذَّر الله سبحانه من الظلم بكافة أنواعه؛ ظلم المرء لنفسه، أو لأهله وعشيرته، وظلم الأغنياء للفقراء، والأقوياء للضعفاء، وظلم الحكامِ للمحكومين، بل وظلمِ الأمم بعضها لبعض، وبيَّن أن عاقبة هذا كله الهلاكُ في الدنيا والعذابُ الأليم في الآخرة.. ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)﴾ (الكهف)، ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ يونس: من الآية 13)، ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45﴾ الانعام.
ولقد ضرب الله تعالى المثل بنفسه عز وجل، وهو القادرُ المقتدرُ، القويُّ العزيزُ الجبارُ؛ فقال للبشر جميعًا "يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي، وجعلته مُحرَّمًا بينكم فلا تظالموا" ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)﴾ (النساء.
والناظر في أحوال العالم اليوم يرى ألوانًا من الظلم، تشقَى بها البشرية جمعاء؛ ظلم الدول الكبرى للدول الصغرى، والدول الغنية للدول النامية أو الفقيرة، وظلم الحكام للمحكومين، وظلم طبقات من المجتمع لطبقات أخرى، وقد رأينا في السابق والحاضر عاقبةَ الظلمِ، كيف هلك الفرس والروم، وكيف تفتَّت الاتحاد السوفيتي، حينما حَكمَ الناس بالحديد والنار، وجارَ على دولة ضعيفة كأفغانستان!.
أن عاقبة الظلم تنالُ الجميع؛ الظالم بجبروته وطغيانه، والساكت عن الحق "شيطان أخرس"، وجموع الأمة إن توانت عن استخلاص حقوقها من أيدي الظالمين.. ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)﴾ (الأنفال).
نحن الآن في عقاب الدنيا، ذلٌّ وهوانٌ، وتخلُّفٌ وهزيمةٌ، وجوعٌ وفقرٌ، واحتلالٌ وسفكُ دماء، لكنَّ هناك عذابًا أشدَّ وأبقى، ينال كل ظالم مهما علا وتجبَّر، لا يستطيع له دفعًا ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)﴾ (غافر) ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)﴾ (غافر) ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)﴾ (الفجر
إننا نهيب بكل ظالم أن يفيء إلى أمر الله فيكفَّ عن ظلمه لنفسه أولاً، ثم لكلِّ مظلوم ناله بأذى في نفسه أو ماله أو عرضه 0
الي كل ظالم نقول :-
* أطلقوا الحريات.. احترموا كرامة الإنسان.. أشيعوا الأمن والأمان.. ساووا بين الناس في الحقوق والواجبات
*اعدلوا في توزيع الثروات (فما جاع فقير إلا بتخمة غنى).. ادفعوا الشباب إلى العمل النافع بدلاً من اللهو الضائع
* أجمِعوا الصفوف، ووحِّدوا الأمة، واجعلوا سلاحكم في وجه أعدائكم، واعرفوا عدوَّكم
* عودوا إلى الله واحكموا بشريعة ربكم، واهتدوا بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 24.
هذا وبالله التوفيق
لله تعالى في كونه سننٌ ماضيةٌ، لا تتخلَّف ولا تحابي أحدًا، وسننُه في قيام الأمم ونهضتها، أو انهيارها وكبوتها، يراها كلُّ ذي عقل في تاريخ البشرية وحاضرها، وقد جعل الله تعالى العدلَ أساسَ الملك ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ﴾ (النساء: من الآية 58)، وأمر الله تبارك وتعالى الأمةَ المسلمةَ المستخلَفةَ في الأرض بإقامة العدل وتحقيق القسط بين الناس، مهما اختلفت أجناسُهم وألوانُهم بل وعقائدُهم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)﴾ (المائدة).
وحذَّر الله سبحانه من الظلم بكافة أنواعه؛ ظلم المرء لنفسه، أو لأهله وعشيرته، وظلم الأغنياء للفقراء، والأقوياء للضعفاء، وظلم الحكامِ للمحكومين، بل وظلمِ الأمم بعضها لبعض، وبيَّن أن عاقبة هذا كله الهلاكُ في الدنيا والعذابُ الأليم في الآخرة.. ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59)﴾ (الكهف)، ﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ يونس: من الآية 13)، ﴿فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45﴾ الانعام.
ولقد ضرب الله تعالى المثل بنفسه عز وجل، وهو القادرُ المقتدرُ، القويُّ العزيزُ الجبارُ؛ فقال للبشر جميعًا "يا عبادي، إني حرَّمت الظلم على نفسي، وجعلته مُحرَّمًا بينكم فلا تظالموا" ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)﴾ (النساء.
والناظر في أحوال العالم اليوم يرى ألوانًا من الظلم، تشقَى بها البشرية جمعاء؛ ظلم الدول الكبرى للدول الصغرى، والدول الغنية للدول النامية أو الفقيرة، وظلم الحكام للمحكومين، وظلم طبقات من المجتمع لطبقات أخرى، وقد رأينا في السابق والحاضر عاقبةَ الظلمِ، كيف هلك الفرس والروم، وكيف تفتَّت الاتحاد السوفيتي، حينما حَكمَ الناس بالحديد والنار، وجارَ على دولة ضعيفة كأفغانستان!.
أن عاقبة الظلم تنالُ الجميع؛ الظالم بجبروته وطغيانه، والساكت عن الحق "شيطان أخرس"، وجموع الأمة إن توانت عن استخلاص حقوقها من أيدي الظالمين.. ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)﴾ (الأنفال).
نحن الآن في عقاب الدنيا، ذلٌّ وهوانٌ، وتخلُّفٌ وهزيمةٌ، وجوعٌ وفقرٌ، واحتلالٌ وسفكُ دماء، لكنَّ هناك عذابًا أشدَّ وأبقى، ينال كل ظالم مهما علا وتجبَّر، لا يستطيع له دفعًا ﴿يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)﴾ (غافر) ﴿النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)﴾ (غافر) ﴿فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ (26)﴾ (الفجر
إننا نهيب بكل ظالم أن يفيء إلى أمر الله فيكفَّ عن ظلمه لنفسه أولاً، ثم لكلِّ مظلوم ناله بأذى في نفسه أو ماله أو عرضه 0
الي كل ظالم نقول :-
* أطلقوا الحريات.. احترموا كرامة الإنسان.. أشيعوا الأمن والأمان.. ساووا بين الناس في الحقوق والواجبات
*اعدلوا في توزيع الثروات (فما جاع فقير إلا بتخمة غنى).. ادفعوا الشباب إلى العمل النافع بدلاً من اللهو الضائع
* أجمِعوا الصفوف، ووحِّدوا الأمة، واجعلوا سلاحكم في وجه أعدائكم، واعرفوا عدوَّكم
* عودوا إلى الله واحكموا بشريعة ربكم، واهتدوا بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾ (الأنفال: من الآية 24.
هذا وبالله التوفيق