مشاهدة النسخة كاملة : الإسلام والتخلف: الاتهام.. الحقيقة.. والواقع.. "


** طموحة **
29-04-2008, 05:04 PM
المتسابـق الأول

( منابر الدعوة )


الإسلام والتخلف: الاتهام.. الحقيقة.. والواقع.. "

من الاتهامات التي حاول كثير من المغرضين في الداخل والخارج إلصاقها بالإسلام، تهمة التخلف العلمي والركود الحضاري والخلط المشبوه بين الإسلام كعقيدة ومنهج حياة وبين ما تعانيه الشعوب الإسلامية من فقر وتخلف وانحطاط.

فما هي أبعاد وأهداف هذا الخلط المتعمد بين الإسلام وواقع الشعوب الإسلامية ؟

هذه التهمة تتردد في منابر خصوم الإسلام في كل مكان، باحثين عن ثغرات لتشويه صورتة، دون محاولة الوقوف على حقيقة موقف الإسلام من العلم والفكر والحضارة.. ودون الإطلاع والبحث في تاريخه وحضارته.

حقائق التاريخ تبين أن الإسلام استطاع بعد فترة وجيزة من ظهوره أن يقيم حضارة تعد من أطول الحضارات عمرا عبر التاريخ، ولا تزال الشواهد على ذلك ماثلة للعيان فيما خلّفته من علم غزير في شتى مجالات العلوم والفنون، والمخطوطات والآثار المنتشرة عبر أنحاء العالم تشهد على عظمة الحضارة الإسلامية. هذه الأخيرة كانت الأساس الحقيقي لكل حضارات العالم الحديثة.

الإسلام دين العلم والعمل يقدر الفكر ويحث على التأمل في الكون ودراسته وعمارة الأرض والآيات الخمس الأولى التي نزلت من الوحي الإلهي تنبه إلى أهمية العلم والبحث، وهذا أمر انتبه إليه السلف الصالح منذ البداية.. وهكذا فإن انفتاح الإسلام على التطور الحضاري بمفهومه الشامل للناحيتين المادية والمعنوية لا يحتاج إلى برهان.

فلا مجال إذن للخلط بين الإسلام كدين ومنهج حياة وبين ما تعاني منه بعض الشعوب الإسلامية الآن من انحطاط وتخلف، فالإسلام لا يتحمل وزر تخلف بعض المسلمين، لأن منهج الإسلام ضد كل أشكال التخلف، والمسلمون لم يتخلفوا لأنهم يتمسكون بدينهم، ولكنهم تخلفوا في ميادين الحياة عندما تخلفوا عن إدراك المعاني الحقيقية للإسلام، وقد عبر عن ذلك المفكر والفيلسوف "مالك بن نبي" بقوله: “إن التخلف الذي يعاني منه المسلمون اليوم ليس سببه الإسلام، وإنما هو عقوبة مستحقة من الإسلام على المسلمين لتخليهم عنه لا لتمسكهم به كما يظن بعض الجاهلين”.

ولذلك لا بد من تغيير المفاهيم الخاطئة المتوارثة والأحكام المسبقة وعدم الخلط بين الإسلام والواقع المتدني للعالم الإسلامي المعاصر، لأن هذا التخلف يعد مرحلة في تاريخهم ولا يعني ذلك بأي حال من الأحوال أنهم سيظلون كذلك إلى نهاية التاريخ، ولا يجوز اتهام الإسلام بأنه وراء هذا التخلف.

من جهة أخرى، على المسلمين إبراز الصورة الحقيقية للإسلام من خلال تقويم سلوكهم وفق رسالة الإسلام الحضارية ومن خلال إدراكهم أن الكون يسير وفق نواميس وقوانين ثابتة لا تحابي أحدا، حتى ولو كان القرآن الذي وضع معالم تلك القوانين وهذه النواميس قد نزل على المسلمين !!!

البريء
29-04-2008, 05:57 PM
موضوع مهم يا ** طموحة ** يطرح إشكالية تخلف المسلمين وعلاقة ذلك بالدين الإسلامي ضمن ثلاثية (الاتهام.. الحقيقة .. والواقع ).

شكرا للمتسابق الأول في " منابر الدعوة " على هذا الموضوع الطيب والواقعي !

درة الإيمان
29-04-2008, 10:32 PM
هذه التهمة تتردد في منابر خصوم الإسلام في كل مكان، باحثين عن ثغرات لتشويه صورتة، دون محاولة الوقوف على حقيقة موقف الإسلام من العلم والفكر والحضارة.. ودون الإطلاع والبحث في تاريخه وحضارته.

لن يستطيعوا تشويه الدين ..!
ولكنهم يستطيعون محو فكر اصحابه ..!!
فضعف الوازع الديني ..
جعل اصحابه يعكسون صورة مخالفة لما فيه ..

فهناك فرق شاسع بين القول والفعل ..
وبين الواقع والحقيقة الشاسعة ..!!

وفقكم الخالق ..

جامعي متميز
30-04-2008, 08:40 PM
مشكورين على الموضوع الرائع ...

الإسلام في قلبنا مهما فعل الصهاينه ...

جزاك الله خيرا على الموضوع ورفع قدرك ..

** طموحة **
01-05-2008, 10:46 AM
لم أجد تعليقاً لموضوعكمـ :) ..

سوى وفقكمـ اللــه دوماً للخير ..

البريء
01-05-2008, 01:59 PM
فعلا الإسلام في قلوبنا وعقولنا وسلوكياتنا، نقتخر به ونعتز بالانتماء إليه رغم مكائد الحاقدين !

أعزنا الله - سبحانا وتعالى - به وجعلنا بفضله خير أمة أخرجت للناس، فإن ابتغينا العزه في غيره أذلنا الله !

معادلة ينبغي تطبيقها في كل مستويات حياتنا..

أراد أعداء الإسلام إتهام ديننا الحنيف بالرجعية والظلامية وسعوا إلى الخلط بين انحطاط المسلمين وبين تمسكهم بدينهم الذي هو عصمتهم..

يحاولون بشتى الوسائل إرجاع سبب تخلف العالم الاسلامي إلى الإسلام رغم إعتقادهم واقتناعهم الداخلي بأنه هو السبب الرئيس في قيام كل حضارات العالم الحديثة والفضل يعود إليه أصلا.

حضارتهم المادية المهووولة التي وصلوا إليها لم تجلب لهم في المقابل سوى الانحلال والتفكك الاجتماعي وزوال العامل الروحي وهي آيلة للسقوط !

يريدون أن نكون مثلهم (صورة طبق الأصل ) نتخلى عن أصولنا وثقافاتنا وقيم ديننا حتى لا نتهم بالأصولية والإرهاب والتخلف وأننا سبب كل بؤر التوتر في العالم ونصنف في " محور الشر " والشعوب " المارقة " التي ينبغي تجفيف منابعها الأصيلة بكل الطرق ولم لا بمساعدة أبناء جلدتنا الذين يمكن استيلابهم حضاريا وفكريا، وأصبحوا ورقة رابحة في الحرب على الاسلام..

لكن هيهات !

مادام هناك شريان أصيل ينبض بروح الاسلام الحقيقية، فلن يضرنا كيد الأعداء مهما بلغوا من درجة التفنن في محاربة الاسلام حتى ولو بأبنائه !!!

قضيتنا عادلة تحتاج إلى محام ماهر وسفير ناجح، ولن يكون هذا المحام وهذا السفير سوى "نحن" أبناء الاسلام، من خلال سلوكياتنا والمساهمة بإيجابية في النهوض بشعوبنا الاسلامية والاتكال على أنفسنا والاقتداء بالسلف الصالح الذين فهموا مقاصد ديننا الحنيف ورسالة الاسلام في هذا العالم الذي ينبغي أن نكون السباقين لقيادته نحو الخير وفق سنن الله في الكون ووفق الرسالة التي كلفنا بتأديتها على مستوى هذا الكوكب.

طالب الحور
01-05-2008, 08:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الكريمة اسمحيلي لم ارى رسالتكِ عن المسابقة الا في هذا اليوم لرتباطي بالدراسة لكن

هل يمكن ان ارسل موضوع في هذه الايام ام ان الموضوع اُغلق ....

مع تحياتي واسفي ....

الفتاة الغامضة
01-05-2008, 10:29 PM
“إن التخلف الذي يعاني منه المسلمون اليوم ليس سببه الإسلام، وإنما هو عقوبة مستحقة من الإسلام على المسلمين لتخليهم عنه لا لتمسكهم به كما يظن بعض الجاهلين”.

حقيقة وواقع مهمـ

اتهامات
مهما بلغت حدتها سيظل
الإسلامـ راسخا بقلوبنا

موضوع رائع وفي
غاية الأهميهـ،،///

جزيل الشكر للمتسابق الأول..

ولجهودكِ أختي الغاليهـ،،

وفقكمـ الله

** طموحة **
01-05-2008, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي الكريمة اسمحيلي لم ارى رسالتكِ عن المسابقة الا في هذا اليوم لرتباطي بالدراسة لكن

هل يمكن ان ارسل موضوع في هذه الايام ام ان الموضوع اُغلق ....

مع تحياتي واسفي ....

لا بأس أخــي ..

قدم ما لديكـ ..

:):) ربي يوفقكمـ

البريء
06-05-2008, 09:05 PM
يؤكد علماء الإسلام وعلماء الغرب (المنصفون) أن الإسلام يتخذ موقفا حضاريا من كل العلوم التي تحقق الخير والسعادة والاستقرار للإنسان، فهو لا يتخذ مواقف عدائية من حضارات الآخرين بل موقفه غاية في التسامح والتحضر والرقي والمدنية، وكل من يدرك حقائق الإسلام العلمية والحضارية بعناية يكتشف أن الإسلام كان ولا يزال وسيظل منفتحا على كل تطور حضاري يشتمل على خير الإنسان،

ولذلك لا صحة إطلاقا لما يردده خصوم الإسلام من أن حضارتنا الإسلامية تتصادم أو تتصارع مع حضارة الغرب، فهذه أوهام تسيطر على عقولهم لكي يجدوا مبررا للمواقف العدائية من الإسلام والحضارة الإسلامية، فالغرب لا بد أن يعيش في مناخ من الصراع والمواجهة مع الآخرين وقد عاش حقبة من الزمن في صراع مع الشيوعية، وعندما انهارت ولم تعد تمثل قلقا وخوفا للغرب بحثوا عن عدو بديل، وقد ساقتهم كراهيتهم المتوارثة للإسلام إلى اعتباره العدو الجديد، وهذا خطأ كبير لأن الإسلام لا يمثل خطراً على أحد.

ولذا لا بد من تغير المفاهيم الخاطئة المتوارثة والأحكام المسبقة وعدم الخلط بين الإسلام والواقع المتدني للعالم الإسلامي المعاصر، فالتخلف الذي يعاني منه المسلمون يعد مرحلة عابرة – كما جاء في الموضوع - ولا يجوز اتهام الإسلام بأنه وراء هذا التخلف، كما لا يجوز اتهام المسيحية بأنها وراء تخلف دول أمريكا اللاتينية.. فالأمانة العلمية تقتضي أن يكون الحكم على موقف الإسلام من الحضارة مبنيا على دراسة موضوعية منصفة لأصول الإسلام وليس على أساس شائعات واتهامات وإحكام مسبقة لا صلة لها بالحقيقة من قريب أو بعيد، والإسلام بريء من تخلف المسلمين..

إن أكبر فئة تتهم الإسلام بالتخلف هي رجال الدين المتعصبين أو أشباه الباحثين المغرضين الذين يزعمون أنهم حينما يحللون، يسقطون المناهج العلمية والموضوعية في تحليلهم للعالم الإسلامي ويقولون أنه عندما نقوم بدراسات في الحضارة الإسلامية لا نقوم بها كي نبرهن على ضعف العالم العربي الإسلامي، بل على العكس، نحن نبرهن على تقديرنا الخاص للعالم الذي يمثله الإسلام ومظاهره المختلفة ونحن بطبيعة الحال لا نأخذ كل شيء ترويه المصادر على عواهنه دون أن نعمل فيه النظر، بل نقيم وزناً لما يثبت أمام النقد التاريخي، ونحن في هذا نطبق على الإسلام وتاريخه المعيار النقدي نفسه الذي نطبقه على تاريخ الفكر عندنا وعلى المصادر المدونة لعالمنا نحن !

إن النقد العلمي النزيه لا صلة له إطلاقاً بالرغبة في الطعن والتجريح، والبحث عن نقاط الضعف والتشوية، وترصد الأخطاء. والأسلوب العلمي يحتم ضرورة التأكد من صحة النصوص والأسانيد التي نستنبط منها الأحكام.

لكن الرغبة في التجريح والتشويه كثيراً ما حملت أعداْ الإسلام على الارتكاز على أسانيد واهية مرفوضة يؤيدون بها ما يقررونه من أحكام . ( فهم لا يترددون في الاعتماد على الأحاديث الضعيفة وهم ينقبون في طيات كتب التاريخ والسير عن أخبار ضعيفة غير ثابتة يدعمون بها مواقفهم. ولهم صبر لا ينفد في استكشاف هذه الخبايا واستغلال الدلالات الضعيفة وكثيراً ما يتحاشون النصوص والأخبار التي تناقض ما يقررون.

وإذا عبر المسلمون عن استيائهم إزاء التحامل الظالم على الإسلام من جانب أعدائه فإن هذا يعني في نظر بعض الباحثين الغربيين عدم قدرة المسلمين على فهم الأمور فهماً علمياً، وكل " الحقائق " التي يتوصلون إليها تتسم بالحياد والموضوعية !؟؟؟

موج البحر
06-05-2008, 09:49 PM
شكرا اختى على الموضوع الرائع
عنكد كل الحق الاسلام ليس دين تخلف بل نحن السبب فى كل ما نعانيه اليوم

جعله اللة فى ميزان حسناتك


m


o


g البحر

البريء
08-05-2008, 02:31 PM
يشرّح الباحثون المتخصصون، التاريخ والواقع الإسلامي من خلال طرح أسئلة تجيب عنها تحليلاتهم الدقيقة:

لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم ؟

لم وصلنا إلى ما وصلنا إليه من التخلف والتأخر والانحطاط ؟

لم نحن في آخر الركب وقد كنا قادته فيما مضى ؟

هل وصلنا إلى المكان الذي لا رجعة منه ولا تراجع فيه ؟

ما هي الأسباب التي جعلتنا " أضحوكة " و" سخرية " للعالم المتحضر ! ؟

وهل هناك حل وعلاج ؟

لنبحث عن الأسباب علنا نشخص الداء ونجد الدواء، بإذن الله تعالى..

حينما ننظر لواقعنا ونتذكر ماضينا يعتصرنا الألم والحسرة ولا نملك سوى القول أننا أصبحنا غثاء كغثاء السيل !.

صرنا أتباعاً، وأصبح المسلمون لا قيمة ولا وزن لهم، دماء الحيوانات أغلى من دمائهم.

نجد الحيوانات من يناصرها ويؤيدها وينشئ لها الجمعيات التي ترفق بها والمسلمون لا يجدون من يعزيهم في شهدائهم لا لشيء إلا لأنهم ليسوا بفنانين ولا أصحاب قوميات ولا وطنيات !

يجب أن نعي منذ البداية أن المسلمين ليسوا في مرحلة تدبير المؤامرات، إنما هم الآن في حرب ضروس لا ترحم من يهزم فيها.

- أن الأعداء كثر ومتعددو التوجهات والمشارب.

- أن نؤمن أن ما وصلنا إليه الآن أساسه الفرقة والتشرذم.

- أن ما وصلت إليه الأمة له حلول.

نرى بعد ذلك الأسباب التي أدت بالأمة إلى تلك الحال، وما أوصلتها إلى هذه المرحلة من الذلة والمهانة.

- التخلي عن الأسس والمبادئ التي كانت سببا في التفوق الحضاري، هذه الأسس هي بمثابة القواعد التي يرتفع عليها البناء، فإذا اختلت هذه القواعد فيكون الانهيار الحتمي، وهذا ما حصل بالضبط مع الحضارة الإسلامية، فقد تخلت عن دستورها ومنهجها التي صارت عليه في بادئ الأمر، وهو شرع الله عز وجل، بما يتبع ذلك من تخلف في كل المجالات التي كان القرآن يأمرنا بها و يحضنا عليها. لقد جعل الدين في المسجد لا صلة له بالدولة ولا الحياة، والتزام قاعدة " دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله !!". في الوقت الذي يرفع فيه رؤساء الدول الغربية الانجيل قائلين " آن الأوان لعودة حكم الدولة بالدين" وفي الوقت الذي لا تفارق الدبلوماسيون اليهود "طاقيتهم" في المحافل الدولية ! في حين يخجل المسلون أن يقولوا " بسم الله الرحمن الرحيم " في بداية خطبهم !

- التخلي عن المنهج النبوي السليم المؤسس لنظام ناجح والذي هو أولى بالإتباع طالما أثبت نجاحه بل وتفوقه على كل ما سبقه من نظم، فذاك أكبر دليل لإتباع صاحب هذا النظام، ومؤسسه والمخطط له، وهو رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولذا فقد كان في التخلي عن طريقه ومنهجه، تخل عن النجاح والازدهار الذي حققه هذا النظام، ومن مظاهر ذلك ما يقع فيه المسلمون الآن من التخلي عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعمل بما تميليه الأهواء.

- الفهم الخاطئ للمنهج والدستور الإسلامي، كالاعتقاد الخاطئ لمفهوم القضاء والقدر والتوكل الذي فهمه كثير من الناس على أنه لا داعي للعمل ما دام الله قد وعد بالرزق والنصر !!!، وما دمنا نحن نتوكل على الله، مما ساد بين الناس أن الله قادر على أن يأخذ عدونا، وعلى هذا الأساس يرون أننا لا نملك من أمرنا شيئا، وأن الله لن يترك دينه، وغير ذلك من العبارات والأقاويل !!!.

- عمل الأعداء على النيل من المسلمين وإبعادهم عن النهج الذي هو كان سببا في تفوقهم عليهم بأكبر قدر ممكن وبأقصى ما يملكون من إمكانات، وهو ما يظهر للجميع فيما أطلقوا عليه الحرب على الإسلام. وطالما أن العدو قد تمكن من الأمة وتأكد من ضعفها فلا بد أن يعمل على أن يزيلها من طريقه كلية، وهو ما يتم الآن مع المسلمين في كل مكان، وها نحن نرى ما يقع للمسلمين في كل مكان.

* الهزيمة النفسية،

وسبب آخر وهو هزيمتنا النفسية، هزيمتنا أمام عدونا سببٌ لتخلفنا وانحطاطنا، لأن هذا الداء ما تسلط على أمةٍ إلا ساقها إلى الفناء والزوال والسقوط، سُئل علي رضي الله عنه ذلك الشجاع المقدام: يا أمير المؤمنين! إذا هجمت على عدوك نجد أنك تكبر تكبيرةً تنخلع لها القلوب، فلم؟ قال: " إني أفعل ذلك لأني أقدم على عدوي وأنا موقنٌ بأني سأقتله، عندي من الثقة بالله ثم بنفسي ما يجعلني أثق بقتله، وهو لديه ثقةٌ بأني سأقتله، فأكون أنا ونفسه عليه، فكيف ينتصر؟ ".

الهزيمة النفسية أشد من السرطان على الأمة، أصيبت بها أمتنا، وقد تكالب علينا الأعداء حينما أدكوا أن هذا الداء تمكن منا، فأصبح لدى كثيرٍ من المسلمين قناعة أنه لن يُهزم أعداؤنا أبداً !
وهذا السبب نشبت عنه آثار وخيمة كتجرع كئوس الذل والهوان، وعامل نتج عنه عوامل كثيرة..

* إفساد بعض المسلمين،

من أسباب التخلف والانحطاط أيضا إفساد من بعض المسلمين وعدم الأخذ على أيديهم، باسم الإصلاح انتُزعت أهم خصائص مؤسسات الأمة الإسلامية! باسم التطور ضاعت جامعات من أعرق جامعات العالم الإسلامي! باسم التطور تنتهك حرمات الله!

أعداء الإسلام رغم تفرقهم وتشتتهم لكنهم يجتمعون علينا ويتفقون جميعاً على ضربنا، وعلى ما يذلنا، ونحن نختلف في كل شيء إلا في الولاء لهم !

* ضعف القدوة وخيانة بعض المسلمين،

من أسباب تخلف المسلمين الاقتداء بالمنحرفين والجهال من أشباه العلماء في ظل انحصار العلماء الربانيون ..

* تفرق المسلمين،

من أعظم الأسباب التي أدت إلى التأخر والتخلف تفرق المسلمين إلى أحزاب وجماعات ونشوء العصبيات والقوميات والوطنيات، والإقليميات.

** وقد نتج عن تخلف المسلمين آثار يلخصها أهل الاختصاص فيما يلي،

- انحراف في الفكر،

- الإلحاد وانتشار المذاهب الهدامة وفساد بعض المناهج في البلاد الإسلامية،

- ذلة المسلمين في كل مكان،

من آثار تخلفنا أن المسلم لم يصبح كما كان، كان مهاباً عزيزاً كريماً، وأصبح ذليلاً مهاناً، يُتَنَدَّر عليه ويُسْخَر منه، بل أصبح رمز السخرية و الضعف والهزيمة، يقول ولا يفعل، بل يفعل عكس ما يقول.


*** ما الحـــل ؟

إن تميز الدين الإسلامي عن غيره هو عدم الفناء وقدرته على بعث الروح الهامدة وتجديد المفاهيم،

وعلى المسلمين العمل مع اليقين التام أن نصر الله لهم آت لا محالة، ولكن نصر الله مشروط بأنه لا يعطى إلا لمن ينصره {إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، هذا النصر يبنى على الركائز التالية:

- تنفيذ أوامر الله تعالى والسير على نهجه، وربنا يقول: " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ "، ولذا فلا بد أن يكون الانطلاق للعالمية من الناحية الأخلاقية، فقائدنا يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، حتى ننقي أنفسنا مما بثه الأعداء فينا في فترة الحروب الباردة.

- أن يجتمع على السعي نحو الانتصار الحكام والمحكومون، بأن يلتفوا جميعا حول كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فبذلك يمكن أن ينشأ تضامن إسلامي ناجح، به ينتصر المسلمون.

- أن نرتقي إلى مستوى الشمول الذي جاء به القرآن الكريم وأرشدنا إليه، فلا بد من تطوير الحالة السياسية كما نسعى لتطوير الحالة الاقتصادية ومثلهما تماما الحالة العلمية والتكنولوجية، وغيرها من الجوانب التي نستطيع بتكاملها أن ينشأ مجتمع مسلم كامل الأركان.

- أن نتحلى بالإرادة والعزيمة ولا نيئس من روح الله؛ لأنه لا ييئس من روح الله إلا القوم الكافرون ونصبر على ذلك ولا نتعجل النصر، واليقين في " إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ".