د .عدنان الطعمة
25-05-2008, 11:44 AM
رحلتي الشعرية الرائعة مع شعر الأمير خالد الفيصل
( 2 )
د . عدنان جواد الطعمة
بعد جهد طويل و متابعة الترجمة و تنضيد الكتاب و الإشراف على الطباعة تم في مطلع عام 1997 و لله الحمد صدور كتاب الأمير خالد الفيصل باللغتين العربية و الألمانية مزينا بلوحات الأمير الرائعة بالألوان الزيتية و بعض الرسوم باللون الأسود التي اخترتها ، بعنوان : قصائد حب
أخبرت سمو الأمير خالد الفيصل بصدور الكتاب فوجه لي دعوة للإشتراك في إحتفالات إفتتاح المشاريع السياحية في منطقة عسير و مدينة أبها البهية في الشهر الرابع عام 1997 .
و في اليوم الرابع أو الخامس عشر من شهر آذار سافرت إلى أبها و وصلت مطار أبها في منتصف الليل تقريبا و كان سمو الأمير ينتظر وصولي . فلم أجد أحدا في المطار ، ثم اتصلت بالأمير خالد الفيصل حيث بارك وصولي بالسلامة و أرسل لي أحد الإخوان فريد ليوصلني إلى الفندق .
و في اليوم الثاني ذهبت إلى مكتب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل و رحب بي ترحابا عظيما و سلمته نسخا من الكتاب . كان برنامج إفتتاح المشاريع السياحية في منطقة عسير منظما خير تنظيم . و قد تم افتتاحها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ، و لأول مرة شاهدت رقصات العرضة البديعة و استمعت الى الأشعار الجميلة المرحبة بمقدم الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي غادر منطقة عسير بعد افتتاحه للمشاريع السياحية .
كان الأخ عبد الله الشهري مرافق الأمير ، يرافقني طيلة الوقت في أبها و باقي منطقة عسير الجميلة بجبالها الشامخة و وديانها الغناء . طلبت من الأخ عبد الله الشهري زيارة كافة المدن و القرى في منطقة عسير للإطلاع على رونق جمالها و التمتع بمناظرها الخلابة و التعرف على عيشة أهالي المدن و القرى . فقمنا بزيارة الحبلة و بن خميس و رجال ألمع و غيرها ، فلم أجد من أهالي منطقة عسير و أبها إلا الطيبة و المودة و الكرم و أكرر لهم مرة أخرى بالغ الشكر و الإمتنان .
وقبل عودتي إلى ألمانيا بليلة واحدة كان لي الشرف أن ألقي محاضرة حول شاعرية الأمير خالد الفيصل و إلقاء القصائد المختارة من قبلي في نادي أبها الأدبي في مساء 29 / 4 / 1997 . وقد تفضل الإخوة الكرام السادة رئيس النادي الأستاذ محمد الحميد و أعضاء النادي الأدبي بتوجيه الأسئلة حول مشاكل الترجمة و قبول الألمان للشعر العربي و غير ذلك .
إقترحت على سيادة السفير السعودي السيد عباس غزوان آنذاك في بون قبيل توجهي إلى أبها ، بأن يدعو سمو الأمير خالد الفيصل لإحياء أمسية شعرية له في بون فقال لي إطرح الفكرة على سمو الأمير .
ولدى زيارتي الأولى لسمو الأمير خالد الفيصل إقترحت عليه هذه الفكرة و رحب سموه بها و قال : "لدينا أعمال كثيرة إن شاء الله فيها الخير " .
وبعد عودتي إلى ألمانيا بأشهر تفضل سمو الأمير خالد الفيصل إلى بون لإحياء أمسيته الشعرية ، و ألقى قصائده الرائعة الغناء و كنت جالسا بقرب سيادة السفير الكويتي الأستاذ الأخ عبد العزيز الشارخ في الصف الأمامي . دار الحديث بيني و بين الشارخ حول أمهات القصائد في كتاب الأمير و قد وقع خيارنا على قصيدة " لا هنت " المحببة لنفسي أيضا لما فيها من مشاعر كريمة و أحاسيس الشاعر و هو يخاطب والده المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز ، حيث طلب الشارخ من الأمير أن يلقي على أسماعنا هذه الرثائية :
لا هـــنــت
لا هـنـت يا راس الـرّجـاجـيـل لا هـنـت
لا هـــان راسٍ فـي ثـرى الــعـــود مــدفــون
والـلّـه مـا حـطـّـك بالـقـبـر لـكــن آمـنـت
بـالـلـي جـعـل دفـن الـمـســلـمـيـن مـسـنون
مـنـزلـك يـا عـــز الـشـّـــرف لــو تـمـكّـنـت
فوق الـنـجـوم الـلـّي تـعـلّـت عـلـى الــكـون
ســكـنت دار الـمجد ياشـيخ واسـكـنـت
شـــــعــبـك مـعـك فـي مـنـزل الــعـز مـمـنـون
صنت الـعـهـد يا وافي الــعـهد ما خـنت
عــلــمــتـهـم وشــــلـون الاشـــــراف يـوفـــون
كـم ظـالـمٍ عـاداك واعـفـيـت واحـسـنـت
واخـــلــفــت ظــن جــــمــوع ناسٍ يـظــنــون
شــــلـتْ الأمـانــه حــافــظٍ مــا تــهــاونـت
شــــفـنـا بـك رجــالٍ عـلى الــنـفــس يـقــوون
يـالـّلـي طـلـبـه الـمــلـك بـالـحـب زيّــنـت
عـرشـك بـتـاج قـلـوب شــعـبٍ يـحـبــون
لــوّنـت تـاج الــمــلـك مــا قــد تــلـــوّنـت
مــاغــرتـك دنـيـاك مــا صــرت مــفــتــون
بـالـزّهـــد والـمـعـروف والـصّـــبـر كـــوّنـت
مـنـهاج فـيـصـل مـنـهـج الـلي يـعـدلـون
تـلـفــتـت روس الـمـخــالــيـق ويـن انـت
ويـن الـعـظـيـم و عوّد الـشـوف مطـعـون
كــم خـافـقٍ وقّــف عــقــب مـا تـكـفّــنـت
وكــم نــاظــرٍ ذوّب ســــواداه مــحـــزون
لـو شــفـت حـال الـنّـاس عـقـبـك تـبـيّـنـتمــقــدار حــب الــنّــاس لـلّـــي يــــودّون
مـمّـا بـقـلـبـي قــلــت يـابــوي لا هـــــنــت
والاّ انـت فـوق الـقـول مـهمـا يـقـولـون
و بعد هذه الرثائية استمعنا إلى إلقاء الأمير خالد الفيصل لبقية القصائد التي نالت إستحسان الحاضرين و المستمعين . و كان بعض الوزراء الألمان و الديبلوماسيين العرب و الجالية العربية مدعوين إلى هذه الحفلة . و من حسن الصدف شاهدت أحد الوزراء الألمان السيد ميشنك و هو يحمل كتاب الأمير ، فدار الحديث بيني و بينه حول القصائد و الترجمة ، فأجابني بأنه معجب بها جدا .
أعود بكم إلى أمسيتي في نادي أبها الأدبي ، حيث انطلقت بإلقاء المحاضرة و القصائد التي استمرت ساعتين و أربعين دقيقة .
و من القصائد الرائعة التي ألقيتها كانت قصيدة " لا تسألوني " التي اعتبرتها لوحة فنية من لوحات الفنان الأمير خالد الفيصل ، وقد أعجب بها الألمان عندما ألقيتها على أسماعهم في أمسياتي الأدبية في ألمانيا:
لا تَـسْـأَلُـونِـي
لا تَـسْــأَلُـونِـي لَـــيْــــهْ أَنـَـا عَـاشِـقْ خُـزَامَـى مُـسْـتَـهَـامْ
إِذا عَـــــرَفـــْــــتـــُــونِـي أَنــَا تَـدْرُونْ وِشْ سِــرِّ الـْغَــرَامْ
* * * *
أَصْـلِــي أنَـا بـَـيـْـتِــي شَــعَـرْ وَ الْـبَـرْ هُـوْ دِيْـرَةْ هَـلِــيْ
فَرْشِيْ ثَرَى وْ سَقْفِي سِـمَـا وِ تْـرَابـَـهَــا غَــالِــي عَـــلَــيّْ
* * * *
أَشْـفَـقْ عَـلَـى خَـزَّةْ ظَـبِي فِي طِعِسْ مِنْ فَوْقَ الْغَدِيرْوِمْـشَــاهَـدَةْ سِـرْبِ الْـقِـطَـا مِـنْ رَوْضْ لِـلـثَّـانِـي يِـطِــيـرْ
* * * *
اللّه عَلَى شَمْسَ الْمَغِـيبْ وَاللَّـيْلْ إِلـَى نَـسْـنَسْ هَوَاهْالــضَّـوْ تـقْـدَحْ بَـالْـجَـمُـــرْ وَالـنَّـجْـمْ يَـقْـدَحْ فِي سَمَاهْ
* * * *
قال الأمير خالد الفيصل في إحدى أمسياته الشعرية أن الإنسان يعيش و إلى أن يموت لم و لن يقابل روحه ، و هذا سر من أسرار الخالق عز وجل ، فلنقرأ معا هذه القصيدة :
يـا روحــي
يـا روحــي أحـيَــا بـك وحـنّـا غـريــبــيــنْ
مـاني بـشـوفك وانت يا روح ذاتـي
في داخِلي واشـكي معك لوعة الـبـيـنْ
بـعــيـد عـنّـي وانت نـبـضـــةْ حـيَـاتـي
يـا لـحـظـتـي لـو الـزّمن بـيـنـنـا ســـنــيــنْ
ويـا مـنـوتـي لـو مَـا حصَـل لي منَاتي
صــوتي تـقـطـع فـي فــلاة الـمـحـبّــــيـنْ
وشــوقـي تـبـدّد مـع ســراب الــفــلاةِ
لا واهنيْ من هُمْ عـلـى الـما مـقـيمـيـنْ
وانـا يـبـس صـوت الـرّجـا في لـهـاتي
أهــيـم فـي صَــحْــرا عــديـمــةْ عــنـاويـنْ
مــتــاهــةٍ خـلــو الـشـّــجـر وَ الـحـصَــاةِ
اللّـيـل يوحش والضحَى يـجـرح الـعـينْ
والـحزنْ يكـتب من عـذابي غـنـاتـي
أمــنّـي عــيـوني مـن الـحــيـن لـلــحـيـنْ
عَـسَى الـفَـرَجْ مع طلـعة الصّـبـح ياتِ
يـا طـاغـي الـفـتـنـه مـن الـراس لـلـقـيـنْ
يـا لـيـتـي اسْـتـر لـوعـتي فـي عـبـاتـي
و من القصائد الغراء التي تحمل في طيات معانيها التجارب و النصائح و الفلسفة هي قصيدة " من بادي الوقت " :
مِـنْ بَـادِيَ الْـوَقْـتْ
مِـنْ بَـادِيَ الْـوَقْـتْ هـَذا طَـبْـعَ الايَّـامِـي
عَـذْبَـاتْ الايَّـامْ مَـا تِـمْـدِي لـِـيَـالِــيــهَــا
حِـلْـوَ الـلـيَـالِـي تُـوَارَى مِـثْـلَ الاحْـلامِـي
مَخْطُـورْ عَنّـِـي عَجَاجَ الْوَقْتْ يَخْفِــيـهـَا
أَسْـرِي مَـعَ الْـهَـاجِـسَ الـلِـي مَـا بَـعَدْ نَامِي
وَاصَـوِّرِ الْـمَـاضِـي لْـنَـفْـسِـي وَاسَـلِّــيـهَــا
أَخَـالْـفَ الْـعُـمْـرْ أَرَاجِـعْ سَـالْـفَ اعْـوَامِـي
وَانَـوِّخْ رْكَـابْ فِـكْـري عِـنْـدْ دَاعِـيـهَــا
تَـدْفَـى عَـلَـى جَـالْ ضَـوَّهْ بَـارِدْ اعْـظَـامِـي
وَالْـمـَا يـسُـوقْ بْـمَـعَـالِـيـقِـي وْ يِـرْوِيـهَــا
إِلَـى صَـفَـالَـكْ زَمَـانَـكْ عَـلْ يَـا ظَـامِـي
إِشْـرَبْ قَـبُلْ لا يَحُوس الطِّينْ صَافِـيهـَا
الْـوَقْـتْ لَـوْ زَانْ لَـكْ يَـا صَـاحْ مَـا دَامِـي
يـاسَــرِعْ مَا تِـعْـتِـرِضْ دَرْبَـكْ بَـلاوِيـهَــا
حَـتَّـى وِلِـيْـفـكْ وْ لَـوْ هَـيَّـمْ بِـكَ هْـيَـامِـي
سَـــيُّــوُرَ الايَّـامْ تَـجْـنَحْ بَــهْ عَــوَادِيــهَــا
و في الحلقة الثالثة سأوافيكم إخواني و أخواتي بمزيد من القصائد التي سعدت بترجمتها ، و إن كل حرف من هذه القصائد الغناء ينسجم مع مشاعري . فبارك الله جهود الأمير خالد الفيصل لإثراء المكتبة العربية و الألمانية .
ألمانيا في 25 / 5 / 2008
( 2 )
د . عدنان جواد الطعمة
بعد جهد طويل و متابعة الترجمة و تنضيد الكتاب و الإشراف على الطباعة تم في مطلع عام 1997 و لله الحمد صدور كتاب الأمير خالد الفيصل باللغتين العربية و الألمانية مزينا بلوحات الأمير الرائعة بالألوان الزيتية و بعض الرسوم باللون الأسود التي اخترتها ، بعنوان : قصائد حب
أخبرت سمو الأمير خالد الفيصل بصدور الكتاب فوجه لي دعوة للإشتراك في إحتفالات إفتتاح المشاريع السياحية في منطقة عسير و مدينة أبها البهية في الشهر الرابع عام 1997 .
و في اليوم الرابع أو الخامس عشر من شهر آذار سافرت إلى أبها و وصلت مطار أبها في منتصف الليل تقريبا و كان سمو الأمير ينتظر وصولي . فلم أجد أحدا في المطار ، ثم اتصلت بالأمير خالد الفيصل حيث بارك وصولي بالسلامة و أرسل لي أحد الإخوان فريد ليوصلني إلى الفندق .
و في اليوم الثاني ذهبت إلى مكتب صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل و رحب بي ترحابا عظيما و سلمته نسخا من الكتاب . كان برنامج إفتتاح المشاريع السياحية في منطقة عسير منظما خير تنظيم . و قد تم افتتاحها من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ، و لأول مرة شاهدت رقصات العرضة البديعة و استمعت الى الأشعار الجميلة المرحبة بمقدم الأمير سلطان بن عبد العزيز الذي غادر منطقة عسير بعد افتتاحه للمشاريع السياحية .
كان الأخ عبد الله الشهري مرافق الأمير ، يرافقني طيلة الوقت في أبها و باقي منطقة عسير الجميلة بجبالها الشامخة و وديانها الغناء . طلبت من الأخ عبد الله الشهري زيارة كافة المدن و القرى في منطقة عسير للإطلاع على رونق جمالها و التمتع بمناظرها الخلابة و التعرف على عيشة أهالي المدن و القرى . فقمنا بزيارة الحبلة و بن خميس و رجال ألمع و غيرها ، فلم أجد من أهالي منطقة عسير و أبها إلا الطيبة و المودة و الكرم و أكرر لهم مرة أخرى بالغ الشكر و الإمتنان .
وقبل عودتي إلى ألمانيا بليلة واحدة كان لي الشرف أن ألقي محاضرة حول شاعرية الأمير خالد الفيصل و إلقاء القصائد المختارة من قبلي في نادي أبها الأدبي في مساء 29 / 4 / 1997 . وقد تفضل الإخوة الكرام السادة رئيس النادي الأستاذ محمد الحميد و أعضاء النادي الأدبي بتوجيه الأسئلة حول مشاكل الترجمة و قبول الألمان للشعر العربي و غير ذلك .
إقترحت على سيادة السفير السعودي السيد عباس غزوان آنذاك في بون قبيل توجهي إلى أبها ، بأن يدعو سمو الأمير خالد الفيصل لإحياء أمسية شعرية له في بون فقال لي إطرح الفكرة على سمو الأمير .
ولدى زيارتي الأولى لسمو الأمير خالد الفيصل إقترحت عليه هذه الفكرة و رحب سموه بها و قال : "لدينا أعمال كثيرة إن شاء الله فيها الخير " .
وبعد عودتي إلى ألمانيا بأشهر تفضل سمو الأمير خالد الفيصل إلى بون لإحياء أمسيته الشعرية ، و ألقى قصائده الرائعة الغناء و كنت جالسا بقرب سيادة السفير الكويتي الأستاذ الأخ عبد العزيز الشارخ في الصف الأمامي . دار الحديث بيني و بين الشارخ حول أمهات القصائد في كتاب الأمير و قد وقع خيارنا على قصيدة " لا هنت " المحببة لنفسي أيضا لما فيها من مشاعر كريمة و أحاسيس الشاعر و هو يخاطب والده المرحوم الملك فيصل بن عبد العزيز ، حيث طلب الشارخ من الأمير أن يلقي على أسماعنا هذه الرثائية :
لا هـــنــت
لا هـنـت يا راس الـرّجـاجـيـل لا هـنـت
لا هـــان راسٍ فـي ثـرى الــعـــود مــدفــون
والـلّـه مـا حـطـّـك بالـقـبـر لـكــن آمـنـت
بـالـلـي جـعـل دفـن الـمـســلـمـيـن مـسـنون
مـنـزلـك يـا عـــز الـشـّـــرف لــو تـمـكّـنـت
فوق الـنـجـوم الـلـّي تـعـلّـت عـلـى الــكـون
ســكـنت دار الـمجد ياشـيخ واسـكـنـت
شـــــعــبـك مـعـك فـي مـنـزل الــعـز مـمـنـون
صنت الـعـهـد يا وافي الــعـهد ما خـنت
عــلــمــتـهـم وشــــلـون الاشـــــراف يـوفـــون
كـم ظـالـمٍ عـاداك واعـفـيـت واحـسـنـت
واخـــلــفــت ظــن جــــمــوع ناسٍ يـظــنــون
شــــلـتْ الأمـانــه حــافــظٍ مــا تــهــاونـت
شــــفـنـا بـك رجــالٍ عـلى الــنـفــس يـقــوون
يـالـّلـي طـلـبـه الـمــلـك بـالـحـب زيّــنـت
عـرشـك بـتـاج قـلـوب شــعـبٍ يـحـبــون
لــوّنـت تـاج الــمــلـك مــا قــد تــلـــوّنـت
مــاغــرتـك دنـيـاك مــا صــرت مــفــتــون
بـالـزّهـــد والـمـعـروف والـصّـــبـر كـــوّنـت
مـنـهاج فـيـصـل مـنـهـج الـلي يـعـدلـون
تـلـفــتـت روس الـمـخــالــيـق ويـن انـت
ويـن الـعـظـيـم و عوّد الـشـوف مطـعـون
كــم خـافـقٍ وقّــف عــقــب مـا تـكـفّــنـت
وكــم نــاظــرٍ ذوّب ســــواداه مــحـــزون
لـو شــفـت حـال الـنّـاس عـقـبـك تـبـيّـنـتمــقــدار حــب الــنّــاس لـلّـــي يــــودّون
مـمّـا بـقـلـبـي قــلــت يـابــوي لا هـــــنــت
والاّ انـت فـوق الـقـول مـهمـا يـقـولـون
و بعد هذه الرثائية استمعنا إلى إلقاء الأمير خالد الفيصل لبقية القصائد التي نالت إستحسان الحاضرين و المستمعين . و كان بعض الوزراء الألمان و الديبلوماسيين العرب و الجالية العربية مدعوين إلى هذه الحفلة . و من حسن الصدف شاهدت أحد الوزراء الألمان السيد ميشنك و هو يحمل كتاب الأمير ، فدار الحديث بيني و بينه حول القصائد و الترجمة ، فأجابني بأنه معجب بها جدا .
أعود بكم إلى أمسيتي في نادي أبها الأدبي ، حيث انطلقت بإلقاء المحاضرة و القصائد التي استمرت ساعتين و أربعين دقيقة .
و من القصائد الرائعة التي ألقيتها كانت قصيدة " لا تسألوني " التي اعتبرتها لوحة فنية من لوحات الفنان الأمير خالد الفيصل ، وقد أعجب بها الألمان عندما ألقيتها على أسماعهم في أمسياتي الأدبية في ألمانيا:
لا تَـسْـأَلُـونِـي
لا تَـسْــأَلُـونِـي لَـــيْــــهْ أَنـَـا عَـاشِـقْ خُـزَامَـى مُـسْـتَـهَـامْ
إِذا عَـــــرَفـــْــــتـــُــونِـي أَنــَا تَـدْرُونْ وِشْ سِــرِّ الـْغَــرَامْ
* * * *
أَصْـلِــي أنَـا بـَـيـْـتِــي شَــعَـرْ وَ الْـبَـرْ هُـوْ دِيْـرَةْ هَـلِــيْ
فَرْشِيْ ثَرَى وْ سَقْفِي سِـمَـا وِ تْـرَابـَـهَــا غَــالِــي عَـــلَــيّْ
* * * *
أَشْـفَـقْ عَـلَـى خَـزَّةْ ظَـبِي فِي طِعِسْ مِنْ فَوْقَ الْغَدِيرْوِمْـشَــاهَـدَةْ سِـرْبِ الْـقِـطَـا مِـنْ رَوْضْ لِـلـثَّـانِـي يِـطِــيـرْ
* * * *
اللّه عَلَى شَمْسَ الْمَغِـيبْ وَاللَّـيْلْ إِلـَى نَـسْـنَسْ هَوَاهْالــضَّـوْ تـقْـدَحْ بَـالْـجَـمُـــرْ وَالـنَّـجْـمْ يَـقْـدَحْ فِي سَمَاهْ
* * * *
قال الأمير خالد الفيصل في إحدى أمسياته الشعرية أن الإنسان يعيش و إلى أن يموت لم و لن يقابل روحه ، و هذا سر من أسرار الخالق عز وجل ، فلنقرأ معا هذه القصيدة :
يـا روحــي
يـا روحــي أحـيَــا بـك وحـنّـا غـريــبــيــنْ
مـاني بـشـوفك وانت يا روح ذاتـي
في داخِلي واشـكي معك لوعة الـبـيـنْ
بـعــيـد عـنّـي وانت نـبـضـــةْ حـيَـاتـي
يـا لـحـظـتـي لـو الـزّمن بـيـنـنـا ســـنــيــنْ
ويـا مـنـوتـي لـو مَـا حصَـل لي منَاتي
صــوتي تـقـطـع فـي فــلاة الـمـحـبّــــيـنْ
وشــوقـي تـبـدّد مـع ســراب الــفــلاةِ
لا واهنيْ من هُمْ عـلـى الـما مـقـيمـيـنْ
وانـا يـبـس صـوت الـرّجـا في لـهـاتي
أهــيـم فـي صَــحْــرا عــديـمــةْ عــنـاويـنْ
مــتــاهــةٍ خـلــو الـشـّــجـر وَ الـحـصَــاةِ
اللّـيـل يوحش والضحَى يـجـرح الـعـينْ
والـحزنْ يكـتب من عـذابي غـنـاتـي
أمــنّـي عــيـوني مـن الـحــيـن لـلــحـيـنْ
عَـسَى الـفَـرَجْ مع طلـعة الصّـبـح ياتِ
يـا طـاغـي الـفـتـنـه مـن الـراس لـلـقـيـنْ
يـا لـيـتـي اسْـتـر لـوعـتي فـي عـبـاتـي
و من القصائد الغراء التي تحمل في طيات معانيها التجارب و النصائح و الفلسفة هي قصيدة " من بادي الوقت " :
مِـنْ بَـادِيَ الْـوَقْـتْ
مِـنْ بَـادِيَ الْـوَقْـتْ هـَذا طَـبْـعَ الايَّـامِـي
عَـذْبَـاتْ الايَّـامْ مَـا تِـمْـدِي لـِـيَـالِــيــهَــا
حِـلْـوَ الـلـيَـالِـي تُـوَارَى مِـثْـلَ الاحْـلامِـي
مَخْطُـورْ عَنّـِـي عَجَاجَ الْوَقْتْ يَخْفِــيـهـَا
أَسْـرِي مَـعَ الْـهَـاجِـسَ الـلِـي مَـا بَـعَدْ نَامِي
وَاصَـوِّرِ الْـمَـاضِـي لْـنَـفْـسِـي وَاسَـلِّــيـهَــا
أَخَـالْـفَ الْـعُـمْـرْ أَرَاجِـعْ سَـالْـفَ اعْـوَامِـي
وَانَـوِّخْ رْكَـابْ فِـكْـري عِـنْـدْ دَاعِـيـهَــا
تَـدْفَـى عَـلَـى جَـالْ ضَـوَّهْ بَـارِدْ اعْـظَـامِـي
وَالْـمـَا يـسُـوقْ بْـمَـعَـالِـيـقِـي وْ يِـرْوِيـهَــا
إِلَـى صَـفَـالَـكْ زَمَـانَـكْ عَـلْ يَـا ظَـامِـي
إِشْـرَبْ قَـبُلْ لا يَحُوس الطِّينْ صَافِـيهـَا
الْـوَقْـتْ لَـوْ زَانْ لَـكْ يَـا صَـاحْ مَـا دَامِـي
يـاسَــرِعْ مَا تِـعْـتِـرِضْ دَرْبَـكْ بَـلاوِيـهَــا
حَـتَّـى وِلِـيْـفـكْ وْ لَـوْ هَـيَّـمْ بِـكَ هْـيَـامِـي
سَـــيُّــوُرَ الايَّـامْ تَـجْـنَحْ بَــهْ عَــوَادِيــهَــا
و في الحلقة الثالثة سأوافيكم إخواني و أخواتي بمزيد من القصائد التي سعدت بترجمتها ، و إن كل حرف من هذه القصائد الغناء ينسجم مع مشاعري . فبارك الله جهود الأمير خالد الفيصل لإثراء المكتبة العربية و الألمانية .
ألمانيا في 25 / 5 / 2008