قذفت بها الأنواء المناخية منذ عام
ناقلة بضائع كورية عملاقة تثير مخاوف صحية وبيئية على سواحل منطقة الدقم
براميل الزيوت والمحروقات وأسطوانات الغاز والأدوية والعقاقير تتناثر على الشاطئ
بعد مرور عام كامل على الأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة ، ما زالت الكثير من المخلفات باقية في الأماكن والمواقع البرية والبحرية ، فالأجواء المناخية كانت مرتكزة على بحر العرب بشكل كبير ، حيث تعرضت للأنواء عدة مناطق مثل رأس الحد بولاية صور وولاية قريات بمحافظة مسقط وساحل الباطنة ، وفي المقابل هناك مناطق لم تصلها هذه الأنواء ولكن أصبحت تعاني من آثار تلك الأنواء على السلطنة ، ففي ولاية الدقم بالمنطقة الوسطى وبالتحديد في منطقة ثلين ـــ 91 كيلومترا جنوب ولاية الدقم ـــ وبالقرب من وادي درف تقبع ناقلة بضائع عملاقة تابعة لإحدى الشركات الكورية حيث توجد هذه الناقلة بعد تعرض السلطنة للأنواء المناخية أي قبل عام كامل ، وتحتوي هذه الناقلة على مجموعة كبيرة من البضائع مثل السيارات وبراميل الزيوت والأدوية وأسطوانات الغاز وغيرها من البضائع الكبيرة ، عُمان زارت المكان خلال الأيام الماضية والتقطت عدستها مجموعة من الصور ، حيث وجدت الناقلة راسية على شاطئ البحر وبها مجموعة من السيارات التي ما زالت على متنها وكذلك بعض البضائع الثقيلة التي تحتاج لناقلات عملاقة لنقلها ، كذلك افترش الشاطئ بمجموعة كبيرة من أسطوانات الغاز وبراميل الزيت والمحروقات الفارغة وبعض الأدوية والعقاقير .
وقال شاهد عيان من أبناء المنطقة التي ترسو بها الناقلة قائلا : بعد حوالي أسبوعين من الأنواء المناخية التي تعرضت لها السلطنة في يونيو من العام الماضي ، فوجئنا في أحد الأيام وفي الصباح الباكر بوجود هذه الناقلة العملاقة على شاطئ البحر وبها الكثير من البضائع ولكن بدون وجود طاقم لها أو عمال على متنها ، فتجمهر المواطنون وحاولت مجموعة منهم الصعود اليها لمعرفة ما سبب وجودها بهذه المنطقة وبعد وصول الجهات المعنية من شرطة عُمان السلطانية ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه لمعاينة الناقلة ، اتضح بأن هذه الناقلة كانت قد تعطلت في عرض البحر بسبب الأجواء المناخية وهي تابعة لإحدى الشركات الكورية ، فتم إجلاء طاقمها وإنقاذه وبقيت الناقلة في عرض البحر حتى يتم نقلها لأنها بحاجة إلى ناقلات عملاقة لتحريكها ، ولتأخر نقلها من عرض البحر تناقلتها الأمواج حتى أوصلتها للشاطئ في ذلك اليوم من العام الماضي، ويضيف : وبعد عدة أيام من رسو الناقلة على شاطئ ثلين وبسبب الضغط ودرجات الحرارة المرتفعة ، تفاجأنا بانفجار كبير بالناقلة مما سبب خروج البضائع وانتشارها في المياه ووصولها إلى الشاطئ ، حيث كانت المواد المنتشرة على الشاطئ مجموعة كبيرة من براميل الزيوت وبراميل المحروقات وكذلك أسطوانات الغاز الكبيرة وكذلك الأدوية والعقاقير ، حيث تسببت تلك الزيوت في مشاكل كبيرة في تلوث مياه البحر وظهرت بقع كبيرة من الزيوت على البحر ، كذلك لعدم إدراك المواطنين بالخطر من هذه الزيوت فقد قام المواطنون بنقل هذه البراميل والزيوت واستخدامها للأسف الشديد رغم تقديم النصائح وتوضيح المخاطر لهم من نقل تلك البراميل ولكن لا حياة لمن تنادي ، فهذه المشكلة ظلت لعام كامل وبدون أي تحرك من الجهات المعنية بعد المعاينة الأولى في أول يوم من وصول الناقلة للشاطئ ، وعند مراجعة الجهات المعنية اتضح لنا بأن مهمة تنظيف الشاطئ من مهام وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه وحاليا وزارة البيئة والشؤون المناخية ، أما نقل الناقلة من هذا المكان فذلك من مهام وزارة النقل والاتصالات حسب ما تم ذكره لنا .
الحادثة غريبة على شواطئنا ومياه السلطنة الإقليمية ، كما ان حادثة كهذه تضع كثيرا من علامات الاستفهام للجهات المعنية بالدولة ، وذلك من خلال التنسيق مع الدولة التي تتبعها الشركة صاحبة بدورها الناقلة نقلها من مياه السلطنة ، كذلك على الجهات المعنية أن تدرك بأن هناك خطرا من وجود الناقلة بالمنطقة بسبب المخلفات المتراكمة على الشاطئ ، فعليها أن تقوم بدورها في تنظيف الشاطئ من جميع تلك المخاطر من براميل زيوت وأسطوانات غاز ، كذلك على الجهات المعنية من شرطة عُمان السلطانية ووزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه ووزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة النقل والاتصالات التعاون لإيجاد حلول جذرية للحادثة ، خاصة أن الحادثة وقعت منذ عام كامل ، هذا ما يدل بأن المواطنين والمياه الإقليمية للدولة يهددها خطر بسبب رسو الناقلة الكورية العملاقة بشاطئ ثلين بولاية الدقم .