مشاهدة النسخة كاملة : الارتقاء بالمتفوقين


البراء
25-06-2008, 12:10 PM
الارتقاء بالمتفوقين

في ضوء آيات القرآن الكريم وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
3ـ3

ـ المكافآت بأنواعها تأسر القلوب، وتجدد النشاط، وتبعث على الاستزادة من العلم
ـ استثمار الإجازات الطويلة وتنظيم الوقت وبرمجته لتوسيع مدارك المتفوقين
ـ العناية النبوية تدلنا على استقطاب العناصر التي لديها استعدادات متفوقة وملكات مبدعة للاهتمام بالمجالات المعرفية

إعداد: حمد بن سليمان المعولي
فمن حكمة الله سبحانه وتعالى، أنه جعل الناس متفاوتين في ألوانهم وأحجامهم وأطوالهم وكذلك قدراتهم، وهنا يأتي ما يسمى بالفروق الفردية، فالناس كما لا يخفى ليسوا على مستوى واحد من الذكاء والقدرات العقلية، ففيهم أشخاص أذكياء جدا، وهناك أشخاص متوسطو الذكاء، وهناك أشخاص أقل من المتوسط، كما نجد أن هناك أشخاصا عباقرة وموهوبين...
تَأَمَّل تَجِد في كُل شَيء تَفاوُتاً
وَأَعظَمُها فَرقُ التَفاوُت في الهمم
ولهذا نواصل اليوم ما تبقى من هذا الموضوع...

الارتقاء بالمتفوق في هدي الرسول صلى الله عليه وسلم:
رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو المربي العظيم والمعلم الكبير الذي لم تعرف البشرية مثله عليه أفضل الصلاة والسلام، كيف لا وربه تعالى قال عنه في كتابه الكريم: (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)آل عمران164
وقال أيضا: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ) البقرة151

وإليك بعض أساليبه عليه الصلاة والسلام والتي تزيد المتفوق ارتقاء:

1. المكافآت:
المكافآت بأنواعها تأسر القلوب، وتجدد النشاط، وتبعث على الاستزادة من العلم، وغير ذلك من الآثار التي تحدثها المكافآت
ولقد استخدم هذا الأسلوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد روى الإمام أحمد عن عبدالله بن الحارث قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصفُّ عبدالله وعبيدالله وكثيراً من بني العباس ثم يقول: "من سبق إليَّ فله كذا وكذا" قال: فيستبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبلهم ويلزمهم".
وإليك مكافأة من نوع آخر على عمل قد يصعب ويشق إلا على أصحاب الهمم الرفيعة:
فقد جاء في البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الصَّفِّ الْمُقَدَّمِ لَاسْتَهَمُوا)

2.التفوق مهر العروس:
نعم هذا ما نقتبسه من موقف نبوي شريف أورده البخاري حول مسألة الزواج حينما لم يكن أحدهم يملك شيئا من المال والمتاع ليكون مهرا فماذا قال له رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَاذَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ؟ قَالَ: مَعِي سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا . عَدَّهَا. قَالَ: أَتَقْرَؤُهُنَّ عَنْ ظَهْرِ قَلْبِكَ؟
قَالَ نَعَمْ. قَالَ: اذْهَبْ فَقَدْ مَلَّكْتُكَهَا بِمَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ.

3.الملاحظة والتوجيه:
وهذا ما تؤكده مواقف نبوية كثيرة منها ما جاء في سنن أبي داود عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ لَيْلَةً فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يُصَلِّي يَخْفِضُ مِنْ صَوْتِهِ قَالَ وَمَرَّ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَهُوَ يُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَهُ قَالَ فَلَمَّا اجْتَمَعَا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا أَبَا بَكْرٍ مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي تَخْفِضُ صَوْتَكَ قَالَ قَدْ أَسْمَعْتُ مَنْ نَاجَيْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ وَقَالَ لِعُمَرَ مَرَرْتُ بِكَ وَأَنْتَ تُصَلِّي رَافِعًا صَوْتَكَ قَالَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُوقِظُ الْوَسْنَانَ وَأَطْرُدُ الشَّيْطَانَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بَكْرٍ ارْفَعْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا وَقَالَ لِعُمَرَ اخْفِضْ مِنْ صَوْتِكَ شَيْئًا .

4.العلاقة الدافعة إلى حرية التعبير:
وهذا كذلك يتجلى في مواقف نبوية ليست بالقليلة منها ما جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي إِذَا رَأَيْتُكَ طَابَتْ نَفْسِي وَقَرَّتْ عَيْنِي فَأَنْبِئْنِي عَنْ كُلِّ شَيْءٍ . فَقَالَ : كُلُّ شَيْءٍ خُلِقَ مِنْ مَاءٍ . قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْبِئْنِي عَنْ أَمْرٍ إِذَا أَخَذْتُ بِهِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ . قَالَ : أَفْشِ السَّلَامَ وَأَطْعِمْ الطَّعَامَ وَصِلْ الْأَرْحَامَ وَقُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ ثُمَّ ادْخُلْ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ .

5.انتهاز الفرص لدفع الصغار إلى الارتقاء بالذات بجمال الأسلوب:
ومثال ذلك ما رواه البخاري عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ (عبدالله بن عمر) قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَى رُؤْيَا قَصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَمَنَّيْتُ أَنْ أَرَى رُؤْيَا فَأَقُصَّهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكُنْتُ غُلَامًا شَابًّا وَكُنْتُ أَنَامُ فِي الْمَسْجِدِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ فِي النَّوْمِ كَأَنَّ مَلَكَيْنِ أَخَذَانِي فَذَهَبَا بِي إِلَى النَّارِ فَإِذَا هِيَ مَطْوِيَّةٌ كَطَيِّ الْبِئْرِ وَإِذَا لَهَا قَرْنَانِ وَإِذَا فِيهَا أُنَاسٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَجَعَلْتُ أَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ النَّارِ . قَالَ : فَلَقِيَنَا مَلَكٌ آخَرُ فَقَالَ : لِي لَمْ تُرَعْ . فَقَصَصْتُهَا عَلَى حَفْصَةَ فَقَصَّتْهَا حَفْصَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُاللَّهِ لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ فَكَانَ بَعْدُ لَا يَنَامُ مِنْ اللَّيْلِ إِلَّا قَلِيلًا.

6.إعطاء المتفوق الثقة واستثمار مهاراته:
وهذا ما نقتبسه مما رواه البخاري عن ابن مسعود قال:
قَالَ لِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَأْ عَلَيَّ . قُلْتُ : آقْرَأُ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ . قَالَ : فَإِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي . فَقَرَأْتُ عَلَيْهِ سُورَةَ النِّسَاءِ حَتَّى بَلَغْتُ( فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا )
قَالَ أَمْسِكْ فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.

7.إشعار المتفوق بمدى تميزه:
وهذا ما نستقيه مما رواه مسلم عَنْ أَبِي مُوسَى الأشعري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا أَسْتَمِعُ لِقِرَاءَتِكَ الْبَارِحَةَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ .

8.دفع المتفوق إلى الإتقان وتنمية المعارف (التمكن):
ويؤكده الحديث المشهور الذي أورده البيهقي في شعب الإيمان عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
كما يؤكده أيضا الحديث المشهور الذي رواه الطبراني في المعجم الأوسط عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "من قال أنا عالم، فهو جاهل".

9.الدعوة إلى التمكن ثم نشر المعرفة وتثقيف الآخرين:
وهذا يدلنا على العناية النبوية باستقطاب العناصر التي لديها استعدادات متفوقة وملكات مبدعة للاهتمام بالمجالات المعرفية مما يسهم في النبوغ العلمي والمعرفي فيتحقق بذلك الارتقاء المعرفي للمجتمع ككل. ومن أمثلة ذلك ما جاء في سنن ابن ماجه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ أَنْ يَتَعَلَّمَ الْمَرْءُ الْمُسْلِمُ عِلْمًا ثُمَّ يُعَلِّمَهُ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ.

10.دعوة المتفوق إلى الانفتاح المعرفي وتوظيف قدراته:
ومن أمثلته ما جاء في سنن أبي داود عن زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَعَلَّمْتُ لَهُ كِتَابَ يَهُودَ وَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي. فَتَعَلَّمْتُهُ فَلَمْ يَمُرَّ بِي إِلَّا نِصْفُ شَهْرٍ حَتَّى حَذَقْتُهُ فَكُنْتُ أَكْتُبُ لَهُ إِذَا كَتَبَ وَأَقْرَأُ لَهُ إِذَا كُتِبَ إِلَيْهِ.

11.فسح المجال للمتفوق لإبراز موهبته في مواقف عملية:
ومن أمثلته ما أورده البخاري أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانَ يُحَدِّثُ أَنَّ رَجُلًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ ظُلَّةً تَنْطُفُ السَّمْنَ وَالْعَسَلَ فَأَرَى النَّاسَ يَتَكَفَّفُونَ مِنْهَا فَالْمُسْتَكْثِرُ وَالْمُسْتَقِلُّ وَإِذَا سَبَبٌ وَاصِلٌ مِنْ الْأَرْضِ إِلَى السَّمَاءِ فَأَرَاكَ أَخَذْتَ بِهِ فَعَلَوْتَ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَعَلَا بِهِ ثُمَّ أَخَذَ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَانْقَطَعَ ثُمَّ وُصِلَ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَاللَّهِ لَتَدَعَنِّي فَأَعْبُرَهَا.

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اعْبُرْهَا. قَالَ: أَمَّا الظُّلَّةُ فَالْإِسْلَامُ وَأَمَّا الَّذِي يَنْطُفُ مِنْ الْعَسَلِ وَالسَّمْنِ فَالْقُرْآنُ حَلَاوَتُهُ تَنْطُفُ فَالْمُسْتَكْثِرُ مِنْ الْقُرْآنِ وَالْمُسْتَقِلُّ وَأَمَّا السَّبَبُ الْوَاصِلُ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ فَالْحَقُّ الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ تَأْخُذُ بِهِ فَيُعْلِيكَ اللَّهُ ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ مِنْ بَعْدِكَ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِهِ رَجُلٌ آخَرُ فَيَعْلُو بِهِ ثُمَّ يَأْخُذُهُ رَجُلٌ آخَرُ فَيَنْقَطِعُ بِهِ ثُمَّ يُوَصَّلُ لَهُ فَيَعْلُو بِهِ ، فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَصَبْتَ بَعْضًا وَأَخْطَأْتَ بَعْضًا. قَالَ: فَوَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَتُحَدِّثَنِّي بِالَّذِي أَخْطَأْتُ. قَالَ: لَا تُقْسِمْ.

12.فسح المجال أمام المتفوق للتطبيق العملي والثقة بقدراته:
ومن أمثلته ما رواه الدارقطني عَنْ عُقْبَةَ بن عَامِرٍ - قَالَ جَاءَ خَصْمَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم- يَخْتَصِمَانِ فَقَالَ لِي: قُمْ يَا عُقْبَةُ اقْضِ بَيْنَهُمَا. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْتَ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنِّي. قَالَ: وَإِنْ كَانَ اقْضِ بَيْنَهُمَا فَإِنِ اجْتَهَدْتَ فَأَصَبْتَ فَلَكَ عَشْرَةُ أُجُورٍ وَإِنِ اجْتَهَدْتَ فَأَخْطَأْتَ فَلَكَ أَجْرٌ وَاحِدٌ.

13.التشجيع على اكتساب أعلى الأمور وأشرفها:
ومن أدلته ما رواه الطبراني في المعجم الكبير عَنْ حُسَيْنِ بن عَلِيٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأُمُورِ وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا.

أهم الوسائل للارتقاء بالمتفوق:

التفوق الدراسي أو النبوغ في موهبة ما ليس وليد الصدفة! إنما يأتي نتيجة جهود ومساعٍ أو مواقف تدفع الطالب لتسلق سلّم التفوق والنبوغ، وهناك من الوسائل ما ثبت دورها الكبير وتأثيرها البالغ في هذا الجانب، وهي في مجملها يسيرة وفي متناول الأيدي بعون الله تعالى، ومن بينها:
* تهيئة الجو المناسب.
* إتاحة الفرصة للتعبير وإطلاق الطاقات.
* تنمية روح الأصالة والابتكار والبحث والاكتشاف لديهم.
* البعد عن النمط التقليدي الجامد المفروض غالبا في المدارس العادية.
* القيام ببرامج متكاملة للنمو الشامل.
* الكادر التدريسي المؤهل ذو القدرة والكفاءة على رعاية المتفوقين.
* الأنشطة التي تتحدى قدرات الطالب وتثير ما لديه من قوى عقلية وإبداعية وتستثمر استعداداته.
* التدريب على التفكير الإبداعي.
* البيئة المدرسية المشجعة على إبراز إبداعات المتفوقين في الجانب التطبيقي العملي.
* استثمار الإجازات الطويلة وتنظيم الوقت وبرمجته لتوسيع مدارك المتفوقين.
* إرشاد الطالب إلى بيئة مكانية عملية أخرى قد يتوافر فيها ما لا يتوافر في البيئة المدرسية مما يشبع حاجاته وينمي مهاراته.

جهات لها دور في الارتقاء بالمتفوق:

* أولا: الأسرة:
المكتشف الأول لتفوق الطفل.
الراعي الأول لتفوق الطفل.
يجب مساعدة الأسرة من ناحيتين:
1. كيفية التعامل مع أفكار الطفل.
2. كيفية المساهمة في تخفيض حدة الانفعالات النفسية للطفل.
يتطلب من الأسرة تجاه المتفوق:
1. الملاحظة المنتظمة لأجل الإلمام بما لديه من قدرات.
2. الاتزان في المعاملة والحذر من:
أولا: المبالغة في تقدير ما لديهم من قدرات لأجل التباهي والتفاخر بهم.
ثانيا: تجاهلهم وعدم الاكتراث بقدراتهم.

* ثانيا: المدرسة:
ـ هي البيئة المناسبة للتزود بالخبرات والتدرب على صقل المهارات.
ـ ضرورة البعد عن النظم التقليدية التي قد تكبت قدرات المتفوقين.
ـ تهيئة جو يتميز بالحرية بعيدا عن التسلط.
ـ التركيز على التعلم الذاتي والأنشطة المستمرة.
ـ تجنب مظاهر التوبيخ والتحقير.
ـ العناية بتنمية قدرات المتفوقين بمختلف البرامج والأساليب.
ـ تنويع التعزيز.
هذا ونسأل الله تعالى أن يسدد الخطى ويلهم الإخلاص لتتألق أيامنا بجيل قوي في كل شيء!

أنتهت السلسة ...

من الصفحة الدينية لجريدة الوطن الأربــعاء 21 من جمادي الثانية 1429 هـ

COMANDER
26-06-2008, 12:51 PM
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الارتقاء بأي أمة من الأمم لا يكون إلا بالارتقاء بعقول أبنائها والاهتمام بها وتشجيعها ومكافأتها لتحقيق الأهداف المنشودة والطيبة .. اشكرك اخوي البراء على الموضوع الطيب واشكرك على جهودك الطيبة بكل الأبراج تحياتي لك بتوفيق وسعادة يارب والى الامام بعون الله وحفظه وفقك الله لما فيه الخير والبركة ربي يحفظكــــــــ