فارس الفرسان
29-06-2008, 03:13 PM
الرستاق ـ يحيى بن غريب الناصري: تشهد ولاية الرستاق في هذه الأيام فترة حصاد محصول النخيل حيث تختلف مراحل جني المحصول من نخلة إلى نخلة ، ففي هذه الأيام بدأت مرحلة جني محصول نخلة المبسلي والتي لها طريقة تميزها عن بقية النخيل في السلطنة إذ يعد فصل الصيف فصل جودة هذه النخلة والتي يعول عليها الأهالي لارتفاع العائد المادي بعد تسويق المحصول . الشبيبة تابعة عملية جني محصول نخلة المبسلي في الولاية حيث حدثنا صالح بن سعيّد الهنائي أحد المزارعين والقائمين على جني المحصول فقال: عملية جني المحصول (تبسيل المبسلي) يمر بمراحل عديدة فأول هذه الخطوات نقوم بجز أغصان النخلة أي الأجزاء اليابسة منها وبعد ذلك تجمع على شكل حزم لتحمل إلى مكان الحرق (التركبة) لتستخدم في تبسيل المحصول ، بعدها بأيام بسيطة نقوم بأعداد الجدادين وهم من يقوموا بقص المحصول من النخلة وإنزاله إلى الأرض ، كما نتفق مع الرقطين ومعظمهم من النساء لجمع ما تساقط من النخلة بعد جدادها على أيدي الجدادين ، وأيضا نجهز مكان طبخ البسر وهو ما يعرف معنا (بالتركبة) فيوجد بها مجموعة من الرجال ، البعض ينفض المحصول (البسر) من عذق النخلة والأخر يعد لطبخ البسر ، فالطاهي يجب أن يكون ذات خبرة في عملية القياس حتى لا يتضرر المحصول بالنار كما يوجد بالتركبة أشخاص يعدون النار فيها. ثم تبدأ المرحلة الفعلية لجني المحصول حيث يتجه كل شخص للمهمة التي وكل بها وأنا أتابع العملية وأرشد العمل إلى عملهم ، فيتم الجني أولا في الأرض الزراعية وذلك من قبل الجدادين ثم تقوم النساء بإزالة الرطب والخشاش والأجزاء الخضرة من عذق النخلة بعدها يحمل بالسيارة أو بالحيوانات (الحمير) لمكان الطبخ (التركبة) فأول ما يصل يدخل في مكان بالتركبة يعرف بالسبلة وهذا المكان يختص بتفريد حبة البسر واحده واحده وهو ما يعرف بالنفاض ويوجد بالسبلة مابين خمسه إلى ستة أشخاص ثم يمرر إلى الطباخين ليضعوه في مرجل الطبخ وهنا يلعب الطباخ الدور الكبير في قياس النار واستخراجه من المرجل ليرما في مكان أخر وهو المصب تم بعد ذلك يحمل من المصب إلى المسطاح وهو مكان وضع المحصول ليجف ويستمر في المسطاح لمدة تتراوح مابين خمس إلى سبعة أيام تم نقوم بجمع وتخزينه بعدها نبيعه إلى وزارة التجارة والصناعة . الأسعار وأضاف صالح: بالنسبة لأسعار فالأسعار تختلف من ولاية إلى ولاية فولايات الشرقية أسعارهم أعلا من الولايات الأخرى في السلطنة لجودة المحصول أما ولاية الرستاق فتأتي في المرتبة الثانية فاطن الواحد من المحصول يتراوح بين 300 إلى 450 ريال عماني والحمد لله العائد جيد ونحن متواصلون في هذا العمل . كما التقينا مع عبدالله بن سالم الناصري أحد الجدادين فقال : نبدأ من الصباح الباكر في جد النخيل وإنزال المحصول وتتم العملية بواسطة حبل ويعرف (الموراد) حيث تصاحب هذه العملية دقه في رمي عذق النخلة بالحبل الذي يصل إلى الأرض حتى لا يتضرر المحصول فأشجار النخيل كما تعرف مرتفعة فلو سقط عذق من أعلا إلى الأرض فهذا العذق لا يصلح لتبسيل ، فالجميع يشترك في المسؤولية للخروج بأكبر كمية من المحصول ليكون العائد جيد في النهاية . وقال سعيد بن محمد الشهومي : عملية جني المحصول متعبة وخاصة في هذا الحر الشديد فأنا مهمتي قياس نضج المحصول في مرجل الطهي فبعد وضعه في الماء الساخن وهو يثور ننتظر الثورة الثانية له ، تقريبا عشر دقائق وأكثر ثم يشترك معي صاحبي لإخراجه من المرجل ورميه في المصب والعملية متواصلة إلى الساعة الثالثة بعد الظهر . كما حدثنا حمد بن محمد المعولي : عملي عند مراجل الطبخ أقوم بوضع البسر على المراجل وأقلب البسر على المرجل حتى يتداخل بعضه ببعض ثم يأمرني الوالد سعيد بإخراجه حيث أشترك معه في ذلك . وقال محمد بن عبدالله الشقصي : دوري هو نقل المحصول بعد تنقيته من الأرض الزراعية إلى التركبة ثم نقل المحصول بعد تجهيزه وطبخه (تبسيله) إلى المسطاح لترك هناك أيام من خمسه إلى سبعة أيام بعدها أنقله إلى مكان تخزينه . أما سعود بن سليمان الذهلى : نحن نقوم بتزويد التركبة بسعف النخيل لحرقها بين حين وأخر ونبد من الصباح الباكر حيث نقوم بإزالة رماد النار المتبقي من عملية الطبخ بالأمس لتستمر أمداد التركبة بالنار إلى المساء تقريبا إلى الساعة الثالثة.
المصدر / الشبيبة
المصدر / الشبيبة