بن مضر
07-07-2008, 12:33 AM
:S_022: عولمة الاستعباد*** وعز الإسلام للعباد:thumbup1:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه إلىيوم الدين، وبعد..
أيتها الإنسانية:icon9: ..
نعلم أنكِ تواجهين محنةً شديدةً، وأن خطرًا يحدق بكِ من كلجانب؛ عبْر فلسفة صياغة العالم الجديد تحت راية العولمة العسكرية والسياسيةوالاقتصادية والثقافية والإعلامية؛ ليستحيل العالم قريةً صغيرةً؛ عمدتُها سيدُالبيت الأبيض، وقبلتُها مصالحُ الساسة الأمريكان، ودينُها مسيحيةٌ صهيونيةٌ لاتنتمي لشرائع السماء، وإنما لأفكار عنصرية، وأهواء بشرية موغِلة في السادية، وعندماتسير الإنسانية في فلَك هذه العولمة الباطشة فإنها- ولا ريب- تسير صوبَ سرابِالأماني﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍبِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًاوَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ﴾النور: من الآية 39فضلاً عن ضياع الأمن والأمان وفقدان العدل والسلام.
إن المسلمين حين يخاطبون الإنسانية على اختلافمشاربها وأعراقها؛ يدقُّون في ضمائرها الحية نواقيس الخطر، من عدوٍّ يتربص بإرادتهاليسخِّرَها له، ويكيد لعقولها ليفرغَها من كل توجُّه إلا نحوَه، ويستغلُّ كلَّمقدَّراتها لتصبَّ في خزائنه، لتصبحَ المسيحية الصهيونية هي الحاكمة والمتحكمة،والسيدة المسيطرة، لا يروي ظمأها نفطٌ ولا دمٌ، ولا يُشبع نهمَها سلبُ وطنٍ وإبادةُشعبٍ، بل تمتد أذرعُ عولمتِها الأخطبوطيةُ لترفع نجومها السداسية في سماء العالموالإنسانية، وهو ما لن يحدث طالما بقي في الإنسانية ضمير تحمله أرواح بني الإنسان،وعقول تعي استحالة الحياة في عالم الطغيان.
وبعيدًا عن ساحة التعصب لعرقٍ أو جنس، يفرض الوقت على إنسانالقرن الحادي والعشرين أسئلة عدة:
* فأين من واقع الإنسانية مبادئ العدالة الاجتماعية التيتنادي بها سيدة العالم؟
* وأي مواثيق لمنظمات دولية أو أممية يتم إعمالها دون أنيكون لـ(الفيتو) الأمريكي حقُّ ليِّ عنقِ إرادة العالم؟
* وكم من مليارات دفعتها العولمة لتحارب الإرهاب المزعوم،مبيدةً في وجهها شعوبًا وحضاراتٍ، وسافكةً دماءً، ومنتهكةً أعراضًا!!
* وكم من هذه المليارات القاتلة كان من الممكن أن تقتات بهالإنسانية وتبني حضارتها دون أن تحكم عليها العولمة بالعودة لعصورالغاب!!
* وهل حرية الإنسان في الاعتقاد التي تدَّعيها العولمة هيالتي تفرض على بوش أن يعلن حربه على أفغانستان والعراق حربًا صليبيةً جديدةً باسمالرب؟!
* وما علاقة الحرية الشخصية بفوضى الأخلاق التي تبثُّهاالعولمة عبْر إعلامها الذي يتاجر بالغرائز عبر نخاسة بعض الفضائيات ومواقع الشبكةالعنكبوتية؟
أسئلة حائرة غير أنها تنكأ جروحًا غائرةً في قلب الإنسانية؛بفعل خناجر الصهيوأمريكية الغادرة، وما نكأ هذه الجراح بجريمة؛ لأن ألمه يوقظ باقيأعضاء البدن الإنساني ليداوي جراحه، ويستعد لمواجهة مغول جُدُد تضرب أحذيتهمالثقيلة كل معلم للإنسانية.
ويا أنظمة العالم:nono: ..
حكَّامَ الأقطار في المشرق والمغرب.. إن المسلمينيذكِّرونكم بأن فلسفة الاستعباد ودَّعتها الإنسانية يوم دفنْتها في صحف التاريخ؛الذي أثبتت صفحاتُه أن الاحتلال بكل أشكاله وألوانه لم يكن في يومٍ من الأيام هووسيلة البقاء.. لا لشيء إلا لأن إرادة الشعوب غالبة، وحرية الإنسان قاهرة، وما عادتتجدي قوانين الحديد والنار في التعاطي مع قضايا الإنسان المعاصر، ولن يولِّد القهروالذل إلا أممًا منتفضةً وشعوبًا ثائرةً وأجيالاً ساعيةً للثأر منالظالمين.
فلتعلموا أن سياسات الإقصاء لم تعُد هي السياسات المجدية فيمبدأ التدافع الإنساني، كما أن أساليب المراوغة والمرونة السياسية المصطنعة فيالتواصل بين الشرق والغرب صارت من الأساليب المتحفية في التعاطي مع إنسانية بلغترشدها وصار لزامًا على من يتعامل معها في ظل تطور علمي وتقني أن يحترم آدميتها،جاعلاً وسائله لذلك التواصلَ والتكاملَ والتعاونَ الصادقَ، المبنيَّ على التآخيوالتقدير، وتبادل المنافع والمصالح المادية والأدبية بين أفراد الأسرة الإنسانية فيالشرق والغرب، لا بين دول الغرب فقط، وبهذه السياسة وحدها يستقر النظام الجديدوينتشر في ظله الأمن والأمان والعدل والسلام.
و المسلمون عندما يطالبون أنظمة العالم كله بهذا؛فإنهم لا يقصدون به مصلحة الشرق وحده، وإنما صالح الإنسانية جمعاء؛ لأنهم يؤمنونبأن الأصل في الإنسانية التواصل؛ وفقًا لقول الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾ (الحجرات) فإنشاءت نظم العالم أن تراجع موقفها من هذه السياسة فلتفعل، وإلا فإن النصيحة عليناواجبة، والدفاع عن حريتنا أوجب، والسعي لنيل حقوقنا فرض، لا يضيِّعه إلا مفرِّط،وحياة الذل والتبعية لا تولِّد شعوبًا قادرةً قدر ما تولِّد نفوسًاخائرةً.
فلتراجع نظم العالم نفسها لتعيد تقييم الإسلام بعيدًا عننظرة العولمة المتربصة وساعتها ستجد:
* أن دعم الاستبداد في بلدان العالم الإسلامي لن يفرزاستقرارًا قدر ما يولد نقمةً من الشعوب المقهورة ضد داعمي المستبدين علىأراضيها.
* وأن الانحياز ضد كل مشروع إسلامي أو تجربة نهضوية لها مسحةإسلامية دونما دافع إلا مجاراة العولمة في عدائها للإسلام؛ لن يعود على الإنسانيةإلا بالتخلف، وعلى أنظمة الغرب إلا بالعنصرية، وليسأل العالم شعوب ماليزيا وتركياعن تجربة "أنور إبراهيم" المخنوقة بفعل التخوين، ومشروع العدالة والتنمية المحاصربدعوى معاداة العلمنة، ولن تأتيه إلا إجابة واحدة: ﴿فَأَمَّاالزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِيالأَرْضِ﴾ (الرعد: من الآية 17).
* وأن الوقوف في وجه حق الشعوب في مقاومة محتليها والدفاع عنأراضيها جريمة لا تضاهيها جريمة؛ فأي إنسانيةٍ تلك التي تحاصر غزة لأنها اختارتالمقاومة منهجَ حياة في مواجهة مصاصي دماء لا يرقبون في آدمي إلاًّ ولا ذمةً؟ وأيشرعية تلك التي تقنِّن حصار الإنسان في غزة، ومنعه من أبسط حقوق الحياة إلا شرعيةكفار قريش؛ الذين حاصروا أصحاب الفكر في شعب أبي طالب، فأكلت دابة الأرض شِرعتهم،وما أبقت منها إلا حقيقة الربانية التي تسمو بالإنسانية؟!
ويا أيها المسلمون :thumbsup:
قد يرى الواحد منا الصورة قاتمة، وسماء الغد بالظلمة معتمة،والأخطار بالأمة من كل صوبٍ قائمة، وهو ما يوهنالعزائم، ويُقعد الهمم، ومن ثَمترتفع الأصوات بأن لا أمل، وهذا وربي ما يريده لنا أعداء الإنسانية، وهو ذاته مايريح قصَّابينا، فيسنون لنا ما شاءوا من نصالهم، ويتناوبون نحورنا واحدًا تلو آخر؛هذا بنصلٍ عسكري، وثانٍ بنصلٍ اقتصادي، وثالثٍ بنصل ثقافي، وآخر بنصلٍإباحي.
لكن المسلمون يرون أن أسلحتنا للمقاومة والإنقاذ بين أيدينا،وكل ما علينا هو إعمالها؛ ليس لنفتدي بها أنفسنا، بل ولنفتدي معها كل الإنسانية،ووسائلنا لإيقاظ الإنسانية نوجزها في:
* العزة في مواجهة الاستكبار؛ فالأمة التي يستبد بها الذلويتحكَّم في روحها الانسحاق تبرَّأ منها قائدُ نهضتها محمد صلى الله عليه وسلم يومقال: "مَن أعطى الذلة من نفسه طائعًا غير مكره فليسمني".
* الحق في مواجهة الطغيان؛ فمن يعطِ لله عهده كل صلاةقائلاً: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)﴾الفاتحة)، فإنه يتخلَّص من كل عهد لطاغية أو مستبد أو ديكتاتور، وصار عليهأن ينتقل بعهده من خانة القول إلى الفعل موقنًا بقوة ولائه للحق في المواجهة بينهوبين الطغيان﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِفَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ (الأنبياء: من الآية 18.
* العلم في مواجهة الجهل؛ فلا عماد لنهضة، ولا روح لبدنمقاوم، ولا زاد لساعد بناء بغير علم نتترَّس به النفوس وتعلو به الهمم﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ (الزمر: من الآية 9.
* الأمل في مواجهة اليأس، وإنما ينتصر الظالم والمتجبِّروالمستبد بإشاعة روح اليأس في صفوف الجماهير، مؤكدًا خلوده ومحاصرًا آمال الخلقبقضبان قمعه؛ غير أن المسلم لا يعترف باليأس لأنه قرين الكفر﴿وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِاللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُالكَافِرُونَ﴾يوسف: من الآية 87.
فواجهوا عبودية العولمة بعز الإسلام؛ مرددين مع الفاروق عمر: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، وحررواالأمة من أصفاد الطغيان والاستبداد بسواعد الحق الفتية؛ المستقوية بعلمها،والمستعلية بقيمها، والقادرة بهمتها الربانية﴿وَلِلَّهِالْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لايَعْلَمُونَ﴾ (المنافقون: من الآية 8، وليكن الأمل في الغد القادم والفجر القريب هو البسمةالتي ترسمونها على وجه الإنسانية الذي شوَّهته مادية القرن الحادي والعشرين﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْكُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْالْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110﴾يوسف.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين؛سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين، وعلى آله وصحبه إلىيوم الدين، وبعد..
أيتها الإنسانية:icon9: ..
نعلم أنكِ تواجهين محنةً شديدةً، وأن خطرًا يحدق بكِ من كلجانب؛ عبْر فلسفة صياغة العالم الجديد تحت راية العولمة العسكرية والسياسيةوالاقتصادية والثقافية والإعلامية؛ ليستحيل العالم قريةً صغيرةً؛ عمدتُها سيدُالبيت الأبيض، وقبلتُها مصالحُ الساسة الأمريكان، ودينُها مسيحيةٌ صهيونيةٌ لاتنتمي لشرائع السماء، وإنما لأفكار عنصرية، وأهواء بشرية موغِلة في السادية، وعندماتسير الإنسانية في فلَك هذه العولمة الباطشة فإنها- ولا ريب- تسير صوبَ سرابِالأماني﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍبِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًاوَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ﴾النور: من الآية 39فضلاً عن ضياع الأمن والأمان وفقدان العدل والسلام.
إن المسلمين حين يخاطبون الإنسانية على اختلافمشاربها وأعراقها؛ يدقُّون في ضمائرها الحية نواقيس الخطر، من عدوٍّ يتربص بإرادتهاليسخِّرَها له، ويكيد لعقولها ليفرغَها من كل توجُّه إلا نحوَه، ويستغلُّ كلَّمقدَّراتها لتصبَّ في خزائنه، لتصبحَ المسيحية الصهيونية هي الحاكمة والمتحكمة،والسيدة المسيطرة، لا يروي ظمأها نفطٌ ولا دمٌ، ولا يُشبع نهمَها سلبُ وطنٍ وإبادةُشعبٍ، بل تمتد أذرعُ عولمتِها الأخطبوطيةُ لترفع نجومها السداسية في سماء العالموالإنسانية، وهو ما لن يحدث طالما بقي في الإنسانية ضمير تحمله أرواح بني الإنسان،وعقول تعي استحالة الحياة في عالم الطغيان.
وبعيدًا عن ساحة التعصب لعرقٍ أو جنس، يفرض الوقت على إنسانالقرن الحادي والعشرين أسئلة عدة:
* فأين من واقع الإنسانية مبادئ العدالة الاجتماعية التيتنادي بها سيدة العالم؟
* وأي مواثيق لمنظمات دولية أو أممية يتم إعمالها دون أنيكون لـ(الفيتو) الأمريكي حقُّ ليِّ عنقِ إرادة العالم؟
* وكم من مليارات دفعتها العولمة لتحارب الإرهاب المزعوم،مبيدةً في وجهها شعوبًا وحضاراتٍ، وسافكةً دماءً، ومنتهكةً أعراضًا!!
* وكم من هذه المليارات القاتلة كان من الممكن أن تقتات بهالإنسانية وتبني حضارتها دون أن تحكم عليها العولمة بالعودة لعصورالغاب!!
* وهل حرية الإنسان في الاعتقاد التي تدَّعيها العولمة هيالتي تفرض على بوش أن يعلن حربه على أفغانستان والعراق حربًا صليبيةً جديدةً باسمالرب؟!
* وما علاقة الحرية الشخصية بفوضى الأخلاق التي تبثُّهاالعولمة عبْر إعلامها الذي يتاجر بالغرائز عبر نخاسة بعض الفضائيات ومواقع الشبكةالعنكبوتية؟
أسئلة حائرة غير أنها تنكأ جروحًا غائرةً في قلب الإنسانية؛بفعل خناجر الصهيوأمريكية الغادرة، وما نكأ هذه الجراح بجريمة؛ لأن ألمه يوقظ باقيأعضاء البدن الإنساني ليداوي جراحه، ويستعد لمواجهة مغول جُدُد تضرب أحذيتهمالثقيلة كل معلم للإنسانية.
ويا أنظمة العالم:nono: ..
حكَّامَ الأقطار في المشرق والمغرب.. إن المسلمينيذكِّرونكم بأن فلسفة الاستعباد ودَّعتها الإنسانية يوم دفنْتها في صحف التاريخ؛الذي أثبتت صفحاتُه أن الاحتلال بكل أشكاله وألوانه لم يكن في يومٍ من الأيام هووسيلة البقاء.. لا لشيء إلا لأن إرادة الشعوب غالبة، وحرية الإنسان قاهرة، وما عادتتجدي قوانين الحديد والنار في التعاطي مع قضايا الإنسان المعاصر، ولن يولِّد القهروالذل إلا أممًا منتفضةً وشعوبًا ثائرةً وأجيالاً ساعيةً للثأر منالظالمين.
فلتعلموا أن سياسات الإقصاء لم تعُد هي السياسات المجدية فيمبدأ التدافع الإنساني، كما أن أساليب المراوغة والمرونة السياسية المصطنعة فيالتواصل بين الشرق والغرب صارت من الأساليب المتحفية في التعاطي مع إنسانية بلغترشدها وصار لزامًا على من يتعامل معها في ظل تطور علمي وتقني أن يحترم آدميتها،جاعلاً وسائله لذلك التواصلَ والتكاملَ والتعاونَ الصادقَ، المبنيَّ على التآخيوالتقدير، وتبادل المنافع والمصالح المادية والأدبية بين أفراد الأسرة الإنسانية فيالشرق والغرب، لا بين دول الغرب فقط، وبهذه السياسة وحدها يستقر النظام الجديدوينتشر في ظله الأمن والأمان والعدل والسلام.
و المسلمون عندما يطالبون أنظمة العالم كله بهذا؛فإنهم لا يقصدون به مصلحة الشرق وحده، وإنما صالح الإنسانية جمعاء؛ لأنهم يؤمنونبأن الأصل في الإنسانية التواصل؛ وفقًا لقول الحق تبارك وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)﴾ (الحجرات) فإنشاءت نظم العالم أن تراجع موقفها من هذه السياسة فلتفعل، وإلا فإن النصيحة عليناواجبة، والدفاع عن حريتنا أوجب، والسعي لنيل حقوقنا فرض، لا يضيِّعه إلا مفرِّط،وحياة الذل والتبعية لا تولِّد شعوبًا قادرةً قدر ما تولِّد نفوسًاخائرةً.
فلتراجع نظم العالم نفسها لتعيد تقييم الإسلام بعيدًا عننظرة العولمة المتربصة وساعتها ستجد:
* أن دعم الاستبداد في بلدان العالم الإسلامي لن يفرزاستقرارًا قدر ما يولد نقمةً من الشعوب المقهورة ضد داعمي المستبدين علىأراضيها.
* وأن الانحياز ضد كل مشروع إسلامي أو تجربة نهضوية لها مسحةإسلامية دونما دافع إلا مجاراة العولمة في عدائها للإسلام؛ لن يعود على الإنسانيةإلا بالتخلف، وعلى أنظمة الغرب إلا بالعنصرية، وليسأل العالم شعوب ماليزيا وتركياعن تجربة "أنور إبراهيم" المخنوقة بفعل التخوين، ومشروع العدالة والتنمية المحاصربدعوى معاداة العلمنة، ولن تأتيه إلا إجابة واحدة: ﴿فَأَمَّاالزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِيالأَرْضِ﴾ (الرعد: من الآية 17).
* وأن الوقوف في وجه حق الشعوب في مقاومة محتليها والدفاع عنأراضيها جريمة لا تضاهيها جريمة؛ فأي إنسانيةٍ تلك التي تحاصر غزة لأنها اختارتالمقاومة منهجَ حياة في مواجهة مصاصي دماء لا يرقبون في آدمي إلاًّ ولا ذمةً؟ وأيشرعية تلك التي تقنِّن حصار الإنسان في غزة، ومنعه من أبسط حقوق الحياة إلا شرعيةكفار قريش؛ الذين حاصروا أصحاب الفكر في شعب أبي طالب، فأكلت دابة الأرض شِرعتهم،وما أبقت منها إلا حقيقة الربانية التي تسمو بالإنسانية؟!
ويا أيها المسلمون :thumbsup:
قد يرى الواحد منا الصورة قاتمة، وسماء الغد بالظلمة معتمة،والأخطار بالأمة من كل صوبٍ قائمة، وهو ما يوهنالعزائم، ويُقعد الهمم، ومن ثَمترتفع الأصوات بأن لا أمل، وهذا وربي ما يريده لنا أعداء الإنسانية، وهو ذاته مايريح قصَّابينا، فيسنون لنا ما شاءوا من نصالهم، ويتناوبون نحورنا واحدًا تلو آخر؛هذا بنصلٍ عسكري، وثانٍ بنصلٍ اقتصادي، وثالثٍ بنصل ثقافي، وآخر بنصلٍإباحي.
لكن المسلمون يرون أن أسلحتنا للمقاومة والإنقاذ بين أيدينا،وكل ما علينا هو إعمالها؛ ليس لنفتدي بها أنفسنا، بل ولنفتدي معها كل الإنسانية،ووسائلنا لإيقاظ الإنسانية نوجزها في:
* العزة في مواجهة الاستكبار؛ فالأمة التي يستبد بها الذلويتحكَّم في روحها الانسحاق تبرَّأ منها قائدُ نهضتها محمد صلى الله عليه وسلم يومقال: "مَن أعطى الذلة من نفسه طائعًا غير مكره فليسمني".
* الحق في مواجهة الطغيان؛ فمن يعطِ لله عهده كل صلاةقائلاً: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)﴾الفاتحة)، فإنه يتخلَّص من كل عهد لطاغية أو مستبد أو ديكتاتور، وصار عليهأن ينتقل بعهده من خانة القول إلى الفعل موقنًا بقوة ولائه للحق في المواجهة بينهوبين الطغيان﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِفَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾ (الأنبياء: من الآية 18.
* العلم في مواجهة الجهل؛ فلا عماد لنهضة، ولا روح لبدنمقاوم، ولا زاد لساعد بناء بغير علم نتترَّس به النفوس وتعلو به الهمم﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ﴾ (الزمر: من الآية 9.
* الأمل في مواجهة اليأس، وإنما ينتصر الظالم والمتجبِّروالمستبد بإشاعة روح اليأس في صفوف الجماهير، مؤكدًا خلوده ومحاصرًا آمال الخلقبقضبان قمعه؛ غير أن المسلم لا يعترف باليأس لأنه قرين الكفر﴿وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِاللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُالكَافِرُونَ﴾يوسف: من الآية 87.
فواجهوا عبودية العولمة بعز الإسلام؛ مرددين مع الفاروق عمر: "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام؛ فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله"، وحررواالأمة من أصفاد الطغيان والاستبداد بسواعد الحق الفتية؛ المستقوية بعلمها،والمستعلية بقيمها، والقادرة بهمتها الربانية﴿وَلِلَّهِالْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لايَعْلَمُونَ﴾ (المنافقون: من الآية 8، وليكن الأمل في الغد القادم والفجر القريب هو البسمةالتي ترسمونها على وجه الإنسانية الذي شوَّهته مادية القرن الحادي والعشرين﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْكُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْالْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (110﴾يوسف.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والحمد لله رب العالمين