بن مضر
22-08-2008, 10:20 AM
سعد بن أبي وقاص رضي الله
الأسد في براثنه ( 1 )
نسبه
سعد بن مالك بن أهيب، أحدالعشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتاً.
أمه حمزة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبيسفيان بن حرب، بن أمية.
جده أهيب بن مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله صلى اللهعليه وسلم..
ولد في مكة سنة 23 قبل الهجرة..
نشأ سعد في قريش، سادة العربوأعزهم، واشتغل في بري السهام وصناعة القس، وهذا عمل يؤهل صاحبه للائتلاف مع الرمي،وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم ويتعرف علىالدنيا من خلال معرفة على الحجيج الوافد إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها،المتباينة الأهداف والمتنوعة الغايات..
إسلامه
كان ممن دعاهم أبو بكر للإسلام، فأسلم رضي اللهعنه مبكر، وهو ابن سبع عشرة سنة. وبعد إسلامه تركت أمه الطعام ليعود إلى الكفر فقالله: تعلمن والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذالشئ، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي.
فحلفت ألا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه،ولا تأكل ولا تشرب، وقالت: زعمت أن الله وصاك بوالديه، وأنا أمك وأنا آمرك بهذا،فمكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجهد فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلتتدعو على سعد رضي الله عنه فأنزل الله عز وحل: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَبِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِعِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْتَعْمَلُونَ"..
وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: سمعت سعد بن أبي وقاص رضيالله عنه يقول: "ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام،وإني لثلث الإسلام "
وكان أحد الفرسان وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهوأحد الستة أصحاب الشورى..
وعندما شرع الجهاد في الإسلام قال سعد رضي الله عنه " إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومالنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير، أو الشاة ما له خلط ثمأصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقبضت إذن وضل عملي.
وكانوا وشوا به إلى عمر،قالو: لا يحسن يصلي.
قال سعد:
ألا أبلغ رسول الله أني حميت صحابتي بصدورنبلي
أذود بها عدوهم ذياداً بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام من سعد بهم يارسول الله قبلي
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا خالي ويشير إلىسعد.
روى الترمذي
من حديث جابر، قال: أقبل سعدفقال النبي صلى الله عليه وسلم "هذا خالي فليرني امرؤخاله".
عن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع لهأبويه يوم أحد قال: كان رجل من المشركين قد أحرق فقال له النبي صلى الله عليه وسلمارم فداك أبي وأمي قال: فنزعت له بسهم ليس فيه نصل، فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته،فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه.
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهِرَ فَلَمَّا قَدِمَالْمَدِينَةَ قَالَ لَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِياللَّيْلَةَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلَاحٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَاسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ وَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في السنة الثانيةللهجرة مائتين من أصحابه حتى بلغ، بواط »» في شهر ربيع الأول، يعرض لعيرات قريشوفيها أمية بن خلف ومائة رجل من قريش وألفان وخمسمائة بعير، ثم رجع ولم يلق كيداًوكان يحمل لواءه سعد ابن أبي وقاص، ثم ان سعداً اشترك في سرية عبد الله بن جحش ( فيالسنة الثانية للهجرة ). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمده في بعض الأعمالالخاصة، مثل ارساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام بمهمة استطلاعية عند ماءبدر. وفي غزوة أحد ( في السنة الثالثة للهجرة ) وقف سعد دون رسول الله صلى اللهعليه وسلم، وقال سعد:
" لقد رأيته يناولي السهم ويقول: ارم فداك أبي وأمي! حتىإنه ليناولي السهم ما فيه نصل فيقول: ارم به» وكان سعد من القلة الذين صمدوا فىالدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحمايته حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سعمت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يفادي آحد بآبويه الا سعداً وفي موقعة أحد،وصل المشركون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجمه عتبة بن أبي وقاص، وكسر رباعيةرسول الله وشجه، فجعل الدم سال على وجهه، وجعل الرسول يمسح الدم عن وجهه، حى اذا مابلغ ذلك سعد، غضب الرسول الله، ونقل عنه قوله: والله ما حرصت على قتل رجل قط ماحرصت على قتل عتبة بن أبي وقاص؟ وإن كان ما علمت لسي ء الخلق، مبغضاً في قومه، ولقدكفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتد غضب الله على من دمى وجه رسولالله » وعندما عقد صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة كان سعد بن أبي وقاص أحدشهود الصلح.
وكان مجابالدعاء:
دعا له الرسول فقال: اللهم سددرميته، وأجب دعوته....
عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُالكُوْفَةِ سَعْداً إِلَى عُمَرَـ لما كان واليا عليها ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَيُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّي.
فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي كُنْتُأُصَلِّي بِهِم صَلاَةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلاَتَي العَشِيِّ، لاَ أَخْرِمُ مِنْهَا،أَرْكُدُ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ.
فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.
فَبَعَثَ رِجَالاً يَسْأَلُوْنَعَنْهُ بِالكُوْفَةِ، فَكَانُوا لاَ يَأْتُوْنَ مَسْجِداً مِنْ مَسَاجِدِالكُوْفَةِ إِلاَّ قَالُوا خَيْراً، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِداً لِبَنِي عَبْسٍ.
فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سعدَةَ: أَمَا إِذْ نَشَدْتُمُوْنَابِاللهِ، فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُبِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَسِيْرُ بِالسَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّإِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُلِلْفِتَنِ.
قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُلِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَنْتَ؟
يَقُوْلُ: كَبِيْرٌمَفْتُوْنٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
و يروى أَنَّ سَعْداً خَطَبَهُمْبِالكُوْفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! أَيُّ أَمِيْرٍ كُنْتُ لَكُم؟
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُكَ لاَ تَعْدِلُفِي الرَّعِيَّةِ، وَلاَ تَقْسِمُ بِالسَّوِيِّةِ، وَلاَ تَغْزُو فِي السَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَعَجِّلْفَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ: فَمَا مَاتَحَتَّى عَمِيَ، فَكَانَ يَلْتَمِسُ الجُدُرَاتِ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ،وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ المُخْتَارِ، فَقُتِلَ فِيْهَا.
الأسد في براثنه ( 1 )
نسبه
سعد بن مالك بن أهيب، أحدالعشرة المبشرين بالجنة، وآخرهم موتاً.
أمه حمزة بنت سفيان بن أمية بنت عم أبيسفيان بن حرب، بن أمية.
جده أهيب بن مناف، عم السيدة آمنة أم رسول الله صلى اللهعليه وسلم..
ولد في مكة سنة 23 قبل الهجرة..
نشأ سعد في قريش، سادة العربوأعزهم، واشتغل في بري السهام وصناعة القس، وهذا عمل يؤهل صاحبه للائتلاف مع الرمي،وحياة الصيد والغزو، وكان يمضي وقته وهو يخالط شباب قريش وساداتهم ويتعرف علىالدنيا من خلال معرفة على الحجيج الوافد إلى مكة المكرمة في أيام الحج ومواسمها،المتباينة الأهداف والمتنوعة الغايات..
إسلامه
كان ممن دعاهم أبو بكر للإسلام، فأسلم رضي اللهعنه مبكر، وهو ابن سبع عشرة سنة. وبعد إسلامه تركت أمه الطعام ليعود إلى الكفر فقالله: تعلمن والله يا أماه، لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذالشئ، فإن شئت فكلي، وإن شئت لا تأكلي.
فحلفت ألا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه،ولا تأكل ولا تشرب، وقالت: زعمت أن الله وصاك بوالديه، وأنا أمك وأنا آمرك بهذا،فمكثت ثلاثاً حتى غشي عليها من الجهد فقام ابن لها يقال له عمارة فسقاها، فجعلتتدعو على سعد رضي الله عنه فأنزل الله عز وحل: "وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَبِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِعِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْتَعْمَلُونَ"..
وعن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: سمعت سعد بن أبي وقاص رضيالله عنه يقول: "ما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام،وإني لثلث الإسلام "
وكان أحد الفرسان وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله، وهوأحد الستة أصحاب الشورى..
وعندما شرع الجهاد في الإسلام قال سعد رضي الله عنه " إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنا نغزو مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومالنا طعام إلا ورق الشجر، حتى إن أحدنا ليضع كما يضع البعير، أو الشاة ما له خلط ثمأصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقبضت إذن وضل عملي.
وكانوا وشوا به إلى عمر،قالو: لا يحسن يصلي.
قال سعد:
ألا أبلغ رسول الله أني حميت صحابتي بصدورنبلي
أذود بها عدوهم ذياداً بكل حزونة وبكل سهل
فما يعتد رام من سعد بهم يارسول الله قبلي
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا خالي ويشير إلىسعد.
روى الترمذي
من حديث جابر، قال: أقبل سعدفقال النبي صلى الله عليه وسلم "هذا خالي فليرني امرؤخاله".
عن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع لهأبويه يوم أحد قال: كان رجل من المشركين قد أحرق فقال له النبي صلى الله عليه وسلمارم فداك أبي وأمي قال: فنزعت له بسهم ليس فيه نصل، فأصبت جنبه فسقط فانكشفت عورته،فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظرت إلى نواجذه.
عن عَبْدُ اللَّهِ بْنُعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَهِرَ فَلَمَّا قَدِمَالْمَدِينَةَ قَالَ لَيْتَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِي صَالِحًا يَحْرُسُنِياللَّيْلَةَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ سِلَاحٍ فَقَالَ مَنْ هَذَا فَقَالَ أَنَاسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ جِئْتُ لِأَحْرُسَكَ وَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم في السنة الثانيةللهجرة مائتين من أصحابه حتى بلغ، بواط »» في شهر ربيع الأول، يعرض لعيرات قريشوفيها أمية بن خلف ومائة رجل من قريش وألفان وخمسمائة بعير، ثم رجع ولم يلق كيداًوكان يحمل لواءه سعد ابن أبي وقاص، ثم ان سعداً اشترك في سرية عبد الله بن جحش ( فيالسنة الثانية للهجرة ). وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمده في بعض الأعمالالخاصة، مثل ارساله مع علي بن أبي طالب والزبير بن العوام بمهمة استطلاعية عند ماءبدر. وفي غزوة أحد ( في السنة الثالثة للهجرة ) وقف سعد دون رسول الله صلى اللهعليه وسلم، وقال سعد:
" لقد رأيته يناولي السهم ويقول: ارم فداك أبي وأمي! حتىإنه ليناولي السهم ما فيه نصل فيقول: ارم به» وكان سعد من القلة الذين صمدوا فىالدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم وحمايته حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سعمت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يفادي آحد بآبويه الا سعداً وفي موقعة أحد،وصل المشركون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجمه عتبة بن أبي وقاص، وكسر رباعيةرسول الله وشجه، فجعل الدم سال على وجهه، وجعل الرسول يمسح الدم عن وجهه، حى اذا مابلغ ذلك سعد، غضب الرسول الله، ونقل عنه قوله: والله ما حرصت على قتل رجل قط ماحرصت على قتل عتبة بن أبي وقاص؟ وإن كان ما علمت لسي ء الخلق، مبغضاً في قومه، ولقدكفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتد غضب الله على من دمى وجه رسولالله » وعندما عقد صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة كان سعد بن أبي وقاص أحدشهود الصلح.
وكان مجابالدعاء:
دعا له الرسول فقال: اللهم سددرميته، وأجب دعوته....
عَنْ جَابِرِ بنِ سَمُرَةَ، قَالَ: شَكَا أَهْلُالكُوْفَةِ سَعْداً إِلَى عُمَرَـ لما كان واليا عليها ، فَقَالُوا: إِنَّهُ لاَيُحْسِنُ أَنْ يُصَلِّي.
فَقَالَ سَعْدٌ: أَمَّا أَنَا، فَإِنِّي كُنْتُأُصَلِّي بِهِم صَلاَةَ رَسُوْلِ اللهِ صَلاَتَي العَشِيِّ، لاَ أَخْرِمُ مِنْهَا،أَرْكُدُ فِي الأُوْلَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ فِي الأُخْرَيَيْنِ.
فَقَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ.
فَبَعَثَ رِجَالاً يَسْأَلُوْنَعَنْهُ بِالكُوْفَةِ، فَكَانُوا لاَ يَأْتُوْنَ مَسْجِداً مِنْ مَسَاجِدِالكُوْفَةِ إِلاَّ قَالُوا خَيْراً، حَتَّى أَتَوْا مَسْجِداً لِبَنِي عَبْسٍ.
فَقَالَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سعدَةَ: أَمَا إِذْ نَشَدْتُمُوْنَابِاللهِ، فَإِنَّهُ كَانَ لاَ يَعْدِلُ فِي القَضِيَّةِ، وَلاَ يَقْسِمُبِالسَّوِيَّةِ، وَلاَ يَسِيْرُ بِالسَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّإِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُلِلْفِتَنِ.
قَالَ عَبْدُ المَلِكِ: فَأَنَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ يَتَعَرَّضُلِلإِمَاءِ فِي السِّكَكِ، فَإِذَا سُئِلَ كَيْفَ أَنْتَ؟
يَقُوْلُ: كَبِيْرٌمَفْتُوْنٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ.
و يروى أَنَّ سَعْداً خَطَبَهُمْبِالكُوْفَةِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ الكُوْفَةِ! أَيُّ أَمِيْرٍ كُنْتُ لَكُم؟
فَقَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُكَ لاَ تَعْدِلُفِي الرَّعِيَّةِ، وَلاَ تَقْسِمُ بِالسَّوِيِّةِ، وَلاَ تَغْزُو فِي السَّرِيَّةِ.
فَقَالَ سَعْدٌ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِباً فَأَعْمِ بَصَرَهُ، وَعَجِّلْفَقْرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ.
قَالَ: فَمَا مَاتَحَتَّى عَمِيَ، فَكَانَ يَلْتَمِسُ الجُدُرَاتِ، وَافْتَقَرَ حَتَّى سَأَلَ،وَأَدْرَكَ فِتْنَةَ المُخْتَارِ، فَقُتِلَ فِيْهَا.