بن مضر
28-08-2008, 05:09 AM
البر****وإن أفتاك الناس
يسأل الكثير من ألأحباب عن معني البر وإليكم المعني كما ورد في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم
عن النّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضيَ اللهُ عَنْهُ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حاكَ فينَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ". رواه مسلم.
وعن وَابصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ رضي اللهُ عَنْهُ قالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "جِئْتَ تَسأَلُ عَنِ الْبِرِّ ؟". قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: "اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّإلَيْهِ الْقَلْب، وَالإِثْمُ مَا حاكَ في النَّفْسِ وَتَردَّدَ في الصَّدْرِ وَإنْأَفْتَاكَ النّاسُ وَأَفْتَوْكَ".
حَدِيثٌ حَسَنٌ رُوِيْنَاهُ في مُسْنَدَيالإِمامَيْنِ: أَحمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَالدَّارِميِّ بإسْنَادٍحَسَنٍ.
مفردات الحديث:
"البر": بكسر الباء، اسم جامع للخيروكل فعل مرضي.
"حسن الخلق": التخلق بالأخلاق الشريفة.
"والإثم": الذنب بسائر أنواعه.
"ما حاك في النفس": ما لم ينشرح له الصدر ولم يطمئنإليه القلب.
المعنى العام:
فسَّر النبي صلى الله عليه وسلم البر فيحديث النواس بن سمعان رضي الله عنه بحسن الخلق،وفسَّره في حديث وابصة بما اطمأنتإليه النفس والقلب، وتعليل هذا الاختلاف الوارد في تفسير البر : أنه يطلق ويراد منه أحد اعتبارين مُعَيَّنَيْن:
أ- أن يراد بالبر معاملة الخَلْق بالإحسانإليهم، وربما خُصَّ بالإحسان إلى الوالدين، فيقال بر الوالدين، ويطلق كثيراً علىالإحسان إلى الخَلْق عموماً.
ب- أن يراد بالبر فعل جميع الطاعات الظاهرةوالباطنة، قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىحُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِوَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَوَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِوَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْالْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].
معرفة الحق من الفطرة: إن قول النبي صلى اللهعليه وسلم: "البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب"، دليل على أن اللهسبحانه وتعالى فطر عباده على معرفة الحق والسكون إليه وقبوله، ورَكَزَ في الطباعمحبته، قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة".
علامتا الإثم: للإثم علامتان: علامة داخلية، وهي ما يتركه في النفس من اضطراب وقلق ونفور وكراهة،لعدم طمأنينتها إليه، قال صلى الله عليه وسلم: "الإثم ما حاك فيالنفس".
وعلامة خارجية، وهي كراهية اطلاع وجوه الناس وأماثلهم الذين يستحيمنهم، بشرط أن تكون هذه الكراهية دينية، لا الكراهية العادية.
الفتوىوالتقوى: يجب على المسلم أن يترك الفتوى إذا كانت بخلاف ما حاك في نفسه وتردد فيصدره، لأن الفتوى غير التقوى والورع، ولأن المفتي ينظر للظاهر، والإنسان يعلم مننفسه ما لا يعلمه المفتي، أو أن المستنكر كان ممن شرح الله صدره، وأفتاه غيره بمجردظن أو ميل إلى هوى من غير دليل شرعي، فإن الفتوى لا تزيل الشبهة.
أما إذاكانت الفتوى مدعمة بالدليل الشرعي، فالواجب على المسلم أن يأخذ بالفتوى وأنيلتزمها، وإن لم ينشرح صدره لها، ومثال ذلك الرخصة الشرعية، مثل الفطر في السفروالمرض، وقصر الصلاة في السفر ..
كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍوَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْالْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]. وينبغي أن يتلقى ذلك بانشراح الصدروالرضا والتسليم.
معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم: في حديث وابصة معجزةكبيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أخبره بما في نفسه قبل أن يتكلم به، فقالله:"جئت تسأل عن البر ؟"
إنزال الناس منازلهم: لقد أحال النبي صلى الله عليهوسلم وابصة على إدراكه القلبي، وعلم أنه يدرك ذلك من نفسه، إذ لا يدرك إلا من كانمتين الفهم قوي الذكاء نيِّر القلب، أما غليظ الطبع الضعيف الإدراك فلا يجاب بذلك،لأنه لا يتحصل منه على شيء، وإنما يجاب بالتفصيل عما يحتاج إليه من الأوامروالنواهي الشرعية.
ما يستفاد من الحديث
يرشد الحديث إلى التخلقبمكارم الأخلاق، لأن حسن الخلق من أعظم خصال البر.
***قيمة القلب في الإسلامواستفتاؤه قبل العمل.
****أن الدين وازع ومراقب داخلي، بخلاف القوانين الوضعية،فإن الوازع فيها خارجي.
*****إن الدين يمنع من اقتراف الإثم، لأنه يجعل النفسرقيبة على كل إنسان معربه.
يسأل الكثير من ألأحباب عن معني البر وإليكم المعني كما ورد في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم
عن النّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضيَ اللهُ عَنْهُ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "الْبِرُّ حُسْنُ الْخُلُقِ، وَالإِثْمُ مَا حاكَ فينَفْسِكَ وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ". رواه مسلم.
وعن وَابصَةَ بْنِ مَعْبَدٍ رضي اللهُ عَنْهُ قالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "جِئْتَ تَسأَلُ عَنِ الْبِرِّ ؟". قُلْتُ: نَعَمْ. فَقَالَ: "اسْتَفْتِ قَلْبَكَ، الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إلَيْهِ النَّفْسُ وَاطْمَأَنَّإلَيْهِ الْقَلْب، وَالإِثْمُ مَا حاكَ في النَّفْسِ وَتَردَّدَ في الصَّدْرِ وَإنْأَفْتَاكَ النّاسُ وَأَفْتَوْكَ".
حَدِيثٌ حَسَنٌ رُوِيْنَاهُ في مُسْنَدَيالإِمامَيْنِ: أَحمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَالدَّارِميِّ بإسْنَادٍحَسَنٍ.
مفردات الحديث:
"البر": بكسر الباء، اسم جامع للخيروكل فعل مرضي.
"حسن الخلق": التخلق بالأخلاق الشريفة.
"والإثم": الذنب بسائر أنواعه.
"ما حاك في النفس": ما لم ينشرح له الصدر ولم يطمئنإليه القلب.
المعنى العام:
فسَّر النبي صلى الله عليه وسلم البر فيحديث النواس بن سمعان رضي الله عنه بحسن الخلق،وفسَّره في حديث وابصة بما اطمأنتإليه النفس والقلب، وتعليل هذا الاختلاف الوارد في تفسير البر : أنه يطلق ويراد منه أحد اعتبارين مُعَيَّنَيْن:
أ- أن يراد بالبر معاملة الخَلْق بالإحسانإليهم، وربما خُصَّ بالإحسان إلى الوالدين، فيقال بر الوالدين، ويطلق كثيراً علىالإحسان إلى الخَلْق عموماً.
ب- أن يراد بالبر فعل جميع الطاعات الظاهرةوالباطنة، قال الله تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِالآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىحُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِوَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَوَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِوَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْالْمُتَّقُونَ} [البقرة: 177].
معرفة الحق من الفطرة: إن قول النبي صلى اللهعليه وسلم: "البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب"، دليل على أن اللهسبحانه وتعالى فطر عباده على معرفة الحق والسكون إليه وقبوله، ورَكَزَ في الطباعمحبته، قال صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة".
علامتا الإثم: للإثم علامتان: علامة داخلية، وهي ما يتركه في النفس من اضطراب وقلق ونفور وكراهة،لعدم طمأنينتها إليه، قال صلى الله عليه وسلم: "الإثم ما حاك فيالنفس".
وعلامة خارجية، وهي كراهية اطلاع وجوه الناس وأماثلهم الذين يستحيمنهم، بشرط أن تكون هذه الكراهية دينية، لا الكراهية العادية.
الفتوىوالتقوى: يجب على المسلم أن يترك الفتوى إذا كانت بخلاف ما حاك في نفسه وتردد فيصدره، لأن الفتوى غير التقوى والورع، ولأن المفتي ينظر للظاهر، والإنسان يعلم مننفسه ما لا يعلمه المفتي، أو أن المستنكر كان ممن شرح الله صدره، وأفتاه غيره بمجردظن أو ميل إلى هوى من غير دليل شرعي، فإن الفتوى لا تزيل الشبهة.
أما إذاكانت الفتوى مدعمة بالدليل الشرعي، فالواجب على المسلم أن يأخذ بالفتوى وأنيلتزمها، وإن لم ينشرح صدره لها، ومثال ذلك الرخصة الشرعية، مثل الفطر في السفروالمرض، وقصر الصلاة في السفر ..
كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍوَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْالْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36]. وينبغي أن يتلقى ذلك بانشراح الصدروالرضا والتسليم.
معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم: في حديث وابصة معجزةكبيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أخبره بما في نفسه قبل أن يتكلم به، فقالله:"جئت تسأل عن البر ؟"
إنزال الناس منازلهم: لقد أحال النبي صلى الله عليهوسلم وابصة على إدراكه القلبي، وعلم أنه يدرك ذلك من نفسه، إذ لا يدرك إلا من كانمتين الفهم قوي الذكاء نيِّر القلب، أما غليظ الطبع الضعيف الإدراك فلا يجاب بذلك،لأنه لا يتحصل منه على شيء، وإنما يجاب بالتفصيل عما يحتاج إليه من الأوامروالنواهي الشرعية.
ما يستفاد من الحديث
يرشد الحديث إلى التخلقبمكارم الأخلاق، لأن حسن الخلق من أعظم خصال البر.
***قيمة القلب في الإسلامواستفتاؤه قبل العمل.
****أن الدين وازع ومراقب داخلي، بخلاف القوانين الوضعية،فإن الوازع فيها خارجي.
*****إن الدين يمنع من اقتراف الإثم، لأنه يجعل النفسرقيبة على كل إنسان معربه.