البراء
14-09-2008, 10:30 PM
جامعة السلطان قابوس تنجح فـي متابعة تجربة «مصادم الهدرونات الكبير» عن بعد
قامت جامعة السلطان قابوس عن بعد بمتابعة تجربة التحكم الأولى بالبروتونات المسرعة في مصادم الهدرونات الكبير بمختبر المنظمة الاوروبية لأبحاث الجسيمات. وهو مشروع يشرف عليه مجمع سيرن في مدينة جنيف السويسرية حيث تابع هذه التجربة مجموعة فيزياء الطاقات العالية وعلوم الكون البحثية وهي مجموعة من قسم الفيزياء بكلية العلوم في الجامعة وتضم كلا من الأستاذ الدكتور مهمت كوجا، والدكتور صالح بن سعيد الشيذاني، والدكتور مظاهر بن ميرزا محمد العجمي والدكتورة نظيفة كوجا.
وحول هذه التجربة التحضيرية ذكر الدكتور صالح الشيذاني بأنه تم فيها تسريع حزمتين من البروتونات بشكل معاكس وبسرعة عالية تصل إلى 450 بليون إلكترون فولت داخل أنبوبين مفرغين متوازيين - وهما أشبه بحلقتي المفاتيح - لكن يتقاطعان في 4 مواضع تمثل نقاط الاصطدام حيث وضعت أربعة منظومات من كاشفات الجسيمات الدقيقة منها أطلس وأليس لإجراء التجارب المخطط لها.
تم في البداية إرسال البروتونات بعد تسريعها تدريجيا على شكل حزم بزمن مؤقت وذلك حتى يسهل التحكم فيها وتوقيت زمان ومكان التصادم. ثم بدأ التحكم في أجهزة توجيه البروتونات وهي عبارة عن ألفي مغناطيس فائق التوصيل يعمل بدرجة حرارة 270 تحت الصفر. وتم بنجاح تدوير البروتونات بإتجاه عقارب الساعة في المسار الذي يصل طوله 27 كم في الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت السلطنة وفي الساعة الخامسة وخمس دقائق عصرا تم اكتمال تدوير البروتونات المعاكسة باتجاه عكس عقارب الساعة وذلك بعد تمكن المهندسين من معالجة مشكلة تبريد المغناطيس الفائق التوصيل في القسم الثامن من المسار.
وأضاف الدكتور الشيذاني ان هذه التجربة التحضيرية أثبتت نجاح جهود مضنية ودولية متعددة لتصميم أكبر آلة بحثية بالعالم ستستخدم بعد افتتاحها رسميا في 21 أكتوبر القادم في سلسلة تجارب سابقة لمعايرة الأجهزة ومن ثم التجربة المنتظرة لدراسة مخرجات تصادم «الكواركات» المكونة للبروتونات عند طاقة 14 تيرا أو مليون مليون إلكترون فولت والكشف عن جسيم القوة بوزون هيجس الذي يعزى إليه إكساب الكتلة للجسيمات الدقيقة. لذا فالتجربة عالمية وكل المتخصصين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم يتابعون سير التحضيرات لها أولا بأول لأهميتها في تمحيص فرضيات ونظريات الانفجار العظيم. فنتائج التجربة ستمهد لصقل النموذج القياسي للكون وتمحيص صيغ النظرية الموحدة الكبرى التي تصف اتحاد القوى الثلاث الرئيسة وهي القوة النووية القوية والنووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية وذلك عندما كان عمر الكون لا يتجاوز جزء من مليون جزء من الثانية بعد انفصال قوة الجاذبية. فالتجربة تهدف لتوفير الظروف القريبة بعض الشيء من تلك التي تجتمع فيها كل القوى باستثناء الجاذبية وتدرس هذه التجربة الأحداث التي جرت بعد الانفجار العظيم واختبار وجود أبعاد دقيقة مضغوطة للكون وماهية المادة المعتمة وربما تقود للكشف عن جسيمات افتراضية أخرى.
كذلك أشار الدكتور الشيذاني الى أن مجموعة فيزياء الطاقات العالية وعلم الكون البحثية في قسم الفيزياء قد إلتقت في الماضي بثلاثة وفود من مجمع سيرن العالمي ضمن مشاورات أولية وتمهيدا لتوقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة ومجمع سيرن في الأشهر القادمة بعد توفير التمويل اللازم.
وعن الانفجار نفسه ذكر الدكتور مظاهر العجمي أن الكون قبل 13,7 مليار سنة كان عبارة عن كتلة كثافتها عالية وتشير هذه النظرية الى أن المادة كانت في مكان واحد والآن المادة معظمها فراغ كما أن مكونات الكتلة غير معروفة وقد انفجرت بطاقة عالية جدا ومرت بسبع مراحل مختلفة ونحن الآن في المرحلة الأخيرة وقد انخفضت الحرارة بالتدريج عبر تلك المراحل، كما ذكر الدكتور العجمي انه من الصعب محاكاة نشأة أو أصل الكون لأننا بحاجة إلى طاقة عالية فوق مستوى التخيل والتفكير وتجربة مثل هذه تساعدنا في فهم أصل المادة واثبات بعض النظريات وتفنيد غيرها.
الجدير بالذكر أن الآلة الضخمة التي أجريت فيها التجربة الأولية تعرف باسم مصادم الهدرون الكبير أو (lhc) اختصارا وقد استغرق المشروع حتى الآن قرابة العشرين عاما في محاولة لمحاكاة نظرية «الانفجار العظيم» والوقوف على الكيفية التي تشكل وابتدأ بها الكون، وكيف تكونت الحياة فيه بناء على النظرية التي يعتقد معظم علماء الفيزياء في العالم أنها الأقرب، افتراضيا، إلى ما حدث بالفعل.
جريدة عمان 14 / 9 / 2008
قامت جامعة السلطان قابوس عن بعد بمتابعة تجربة التحكم الأولى بالبروتونات المسرعة في مصادم الهدرونات الكبير بمختبر المنظمة الاوروبية لأبحاث الجسيمات. وهو مشروع يشرف عليه مجمع سيرن في مدينة جنيف السويسرية حيث تابع هذه التجربة مجموعة فيزياء الطاقات العالية وعلوم الكون البحثية وهي مجموعة من قسم الفيزياء بكلية العلوم في الجامعة وتضم كلا من الأستاذ الدكتور مهمت كوجا، والدكتور صالح بن سعيد الشيذاني، والدكتور مظاهر بن ميرزا محمد العجمي والدكتورة نظيفة كوجا.
وحول هذه التجربة التحضيرية ذكر الدكتور صالح الشيذاني بأنه تم فيها تسريع حزمتين من البروتونات بشكل معاكس وبسرعة عالية تصل إلى 450 بليون إلكترون فولت داخل أنبوبين مفرغين متوازيين - وهما أشبه بحلقتي المفاتيح - لكن يتقاطعان في 4 مواضع تمثل نقاط الاصطدام حيث وضعت أربعة منظومات من كاشفات الجسيمات الدقيقة منها أطلس وأليس لإجراء التجارب المخطط لها.
تم في البداية إرسال البروتونات بعد تسريعها تدريجيا على شكل حزم بزمن مؤقت وذلك حتى يسهل التحكم فيها وتوقيت زمان ومكان التصادم. ثم بدأ التحكم في أجهزة توجيه البروتونات وهي عبارة عن ألفي مغناطيس فائق التوصيل يعمل بدرجة حرارة 270 تحت الصفر. وتم بنجاح تدوير البروتونات بإتجاه عقارب الساعة في المسار الذي يصل طوله 27 كم في الساعة الحادية عشرة والنصف بتوقيت السلطنة وفي الساعة الخامسة وخمس دقائق عصرا تم اكتمال تدوير البروتونات المعاكسة باتجاه عكس عقارب الساعة وذلك بعد تمكن المهندسين من معالجة مشكلة تبريد المغناطيس الفائق التوصيل في القسم الثامن من المسار.
وأضاف الدكتور الشيذاني ان هذه التجربة التحضيرية أثبتت نجاح جهود مضنية ودولية متعددة لتصميم أكبر آلة بحثية بالعالم ستستخدم بعد افتتاحها رسميا في 21 أكتوبر القادم في سلسلة تجارب سابقة لمعايرة الأجهزة ومن ثم التجربة المنتظرة لدراسة مخرجات تصادم «الكواركات» المكونة للبروتونات عند طاقة 14 تيرا أو مليون مليون إلكترون فولت والكشف عن جسيم القوة بوزون هيجس الذي يعزى إليه إكساب الكتلة للجسيمات الدقيقة. لذا فالتجربة عالمية وكل المتخصصين والمهتمين من مختلف أنحاء العالم يتابعون سير التحضيرات لها أولا بأول لأهميتها في تمحيص فرضيات ونظريات الانفجار العظيم. فنتائج التجربة ستمهد لصقل النموذج القياسي للكون وتمحيص صيغ النظرية الموحدة الكبرى التي تصف اتحاد القوى الثلاث الرئيسة وهي القوة النووية القوية والنووية الضعيفة والقوة الكهرومغناطيسية وذلك عندما كان عمر الكون لا يتجاوز جزء من مليون جزء من الثانية بعد انفصال قوة الجاذبية. فالتجربة تهدف لتوفير الظروف القريبة بعض الشيء من تلك التي تجتمع فيها كل القوى باستثناء الجاذبية وتدرس هذه التجربة الأحداث التي جرت بعد الانفجار العظيم واختبار وجود أبعاد دقيقة مضغوطة للكون وماهية المادة المعتمة وربما تقود للكشف عن جسيمات افتراضية أخرى.
كذلك أشار الدكتور الشيذاني الى أن مجموعة فيزياء الطاقات العالية وعلم الكون البحثية في قسم الفيزياء قد إلتقت في الماضي بثلاثة وفود من مجمع سيرن العالمي ضمن مشاورات أولية وتمهيدا لتوقيع مذكرة تفاهم بين الجامعة ومجمع سيرن في الأشهر القادمة بعد توفير التمويل اللازم.
وعن الانفجار نفسه ذكر الدكتور مظاهر العجمي أن الكون قبل 13,7 مليار سنة كان عبارة عن كتلة كثافتها عالية وتشير هذه النظرية الى أن المادة كانت في مكان واحد والآن المادة معظمها فراغ كما أن مكونات الكتلة غير معروفة وقد انفجرت بطاقة عالية جدا ومرت بسبع مراحل مختلفة ونحن الآن في المرحلة الأخيرة وقد انخفضت الحرارة بالتدريج عبر تلك المراحل، كما ذكر الدكتور العجمي انه من الصعب محاكاة نشأة أو أصل الكون لأننا بحاجة إلى طاقة عالية فوق مستوى التخيل والتفكير وتجربة مثل هذه تساعدنا في فهم أصل المادة واثبات بعض النظريات وتفنيد غيرها.
الجدير بالذكر أن الآلة الضخمة التي أجريت فيها التجربة الأولية تعرف باسم مصادم الهدرون الكبير أو (lhc) اختصارا وقد استغرق المشروع حتى الآن قرابة العشرين عاما في محاولة لمحاكاة نظرية «الانفجار العظيم» والوقوف على الكيفية التي تشكل وابتدأ بها الكون، وكيف تكونت الحياة فيه بناء على النظرية التي يعتقد معظم علماء الفيزياء في العالم أنها الأقرب، افتراضيا، إلى ما حدث بالفعل.
جريدة عمان 14 / 9 / 2008