بن مضر
15-11-2008, 11:47 PM
أخي الحاج.. احذر هذه الأخطاء الشائعة
يقدمها: الشيخ سعد فضل- من علماء الأزهرالشريف:
أخي الحبيب، يا من اختارك الله ومنَّ عليك واجتباك من بين ملايين البشر لتحجَّ بيته.. هذا تشريف من الله، وتكريمٌ منه عز وجل لك.
هناك أخطاء شائعة يقع فيها الكثير من الحجاج أثناء أدائهم المناسك؛ وهذا لجهلهم بفقه الفريضة وعدم مصاحبة أهل العلم في أفواجهم ورحلتهم.
وإليك بعض هذه الأخطاء؛ أذكرها لك لتتجنَّبها حفاظًا على نُسُكك لتفوز بالأجر كاملاً غير منقوص، والله عز وجل نعم المولى، وهو المُعين والمستعان، وعليه التُكلان:
1 - احذر: أن يكون همك البحث عن الحج السريع الميسَّر المكيَّف المنزَّه، والسؤال عن البطن دون السؤال عن فقه الحج ومحظورات الإحرام والتحري للأداء الصحيح.
أيليق بمن يقف على عرفات.. هذا اليوم الذي يذوب فيه الشيطان كما يذوب الملح في الماء.. في هذا اليوم يتجلَّى فيه الملك عز وجل برحماته وبركاته على أرض الموقف.. أن تري من يجلس في عرفات يلعب "الكتشينة"؟! ومن يجلس يشرب "الشيشة" في عرفات ويلبس الإحرام و"السيجارة" في يده ينفخ في الوجوه؟!
2 - احذر حقوق العباد قبل سفرك:
واعلم أن الحج لا يغفر حقوق العباد، وليكن معلومًا لديك أن التوبة لا تكفِّر الذنوب التي فيها حقوق العباد؛ لأن من شروطها وأركانها أن تبرأ الذمة منها؛ إما بردها لأصحابها وإما بتنازلهم عنها.
وبالتالي فالحج أو غيره من الطاعات لا يكفِّر الذنب الذي فيه حقٌّ للعباد حتى تبرأ الذمة منه، ويؤيد ذلك أن الشهادة في سبيل الله- وهي قمة الأعمال الصالحة- لا تكفِّر حقوق العباد كما ورد في حديث مسلم "يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدَّين".
3 -احذر فوات الإحرام من الميقات:
فلو تجاوزت الميقات دون إحرام عليك دم (فدية)، ويخطئ الكثير حينما يحرِمون ويبدءون بكشف الكتف اليمنى، هذا ليس من السنة واسمه (الاضطباع)، وهو كشف الكتف اليمنى، وهو لا يكون إلا عند طواف القدوم حينما يصل المُحرِم إلى الكعبة، وبعده غَطِّ جسمك كله.
4 - احذر لبس الإحرام على الثوب الداخلي:
تجرَّد يا أخي كما ولدتك أمك؛ فلو لبست الرداء أو الإزار على الثوب الداخلي يصبح عليك فدية (ذبح شاة- أو طعام- أو صوم ثلاثة أيام.
ومن لبس ناسيًا لا شيء عليه، وإن تذكَّر وجب عليه أن يتجرَّد من ثيابه الداخلية.
5 - احذر الأدعية المخترعة في الطواف:
كثيرٌ من الناس يرتبط بأدعية مخصوصة مخترعة لكل شوط من الأشواط؛ فهذه الأدعية لا أصل لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتجد من يمسك كتابًا فيه أدعية بعدد الأشواط، وتجد من يدعو وخلفه حشد يؤمن على دعائه.
أخي الحبيب.. لا تدعُ من الكتب.. اترك الذي يبكي يبكي، لماذا تشوش على عباد الله؟!
والله.. لو قرأت كتابًا كاملاً من كتب الدعاء ولم يخالط هذا الدعاء قلبك ما رُفِع فوق رأسك شبرًا واحدًا.. إن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهٍ غافلٍ.
6 - إيذاء الناس للوصول إلى الحجر:
احذر وانتبه أخي الحبيب، أيها القوي، أيها الفتي.. اللهَ اللهَ في الضعفاء والنساء؛ فإننا نرى العجب العجاب عند الحجر؛ نرى معركةً طاحنةً، والويل للضعفاء، ونعجب أشد العجب من امرأة تزاحم الرجال بمنتهى الجرأة لتقبيل الحجر.. يا أختاه.. لماذا؟!
تقبيل الحجر سنة، وعدم إيذاء الناس في الطواف فرض؛ فإياك أن تضيع الفرض من أجل السنة.. احرص على إخوانك من الضعفاء، وعلى أخواتك من النساء.
وأنت أيتها الأخت المسلمة.. اللهَ اللهَ.. إياكِ أن تزاحمي الرجال لا في الطواف ولا عند الحجر، وإنما خذي أقصى الصحن في وسط مجموعةٍ من الأخوات، وطوفي كما كانت تفعل عائشة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، أما أن تزاحم المرأة الرجال فهذا حرام.. حرام.. حرام، وأن يزاحم الرجال النساء فهذا حرام.
فأنت إن قبَّلته فذاك خير وبركة، وإن وصلت يدك إلى الحجر ولم تستطع تقبيله فاستلمه بيدك وقبِّلها، وإن لم تَطُل الحجر فأشر إليه ولا تقبِّل يدك، والإشارة باليد اليمنى.
7 - احذري أختي المسلمة السفر بدون مَحرَم:
لا يجوز سفر المرأة للحج من غير زوج ولا مَحرَم أو في غير رفقة مأمونة؛ حيث اشترط الفقهاء في وجوب الحج على المرأة زيادةً على الشروط العامة أن يكون معها زوجها أو مَحرَم لها؛ لما رواه الإمام مسلم في صحيحة عن أبي معبد قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: "لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو مَحرَم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي مَحرَم"، فقام رجل فقال: يا رسول الله.. إن امرأتي خرجت حاجَّة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال: "انطلق فحُجَّ مع امرأتك".
وأجاز بعض الفقهاء لها الحج إذا كان معها رفقة مأمونة؛ فإذا فُقِد جميع ذلك لا يجب عليها الحج؛ لأن من شروط الاستطاعة عند المرآة المسلمة وجود المَحرَم.
8 - احذر الهرولة في السعي:
الهرولة أو السعي الشديد في المكان المحدد لذلك، وهو ما بين الميلين الأخضرين، سُنَّة للرجال؛ لأن السيدة هاجر فعلت ذلك أثناء سعيها بحثًا عن الماء أو الزاد لها ولابنها الرضيع إسماعيل عليه السلام، ومشت فيما بعد ذلك، ولا يُسنُّ للنساء هرولة؛ لأن حالهن بُني على السَّتر؛ فالسنة في حقهن المشي فقط، وخصوصًا الآن؛ حيث يطوف الرجال والنساء، أما السيدة هاجر فلم يكن معها رجل أثناء سعيها، وهذه السنن أخذت كلها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ونسائه أمهات المؤمنين.
9 - صيام المتمتع بالعمرة والحج وهو يستطيع ذبح الهدي:
قال الله تعالى ﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾ البقرة:الآية 196.
فإذا عجز المتمتع عن ذبح الهدي فقد بيَّنت هذه الآية أنه يجب عليه صيام عشرة أيام؛ ثلاثة منها في الحج ويصومها بعد الإحرام بالحج، ويُسن له أن يصومها قبل يوم عرفة؛ لأنه يُسن فطر ذلك اليوم؛ فإن أخَّرها عن أيام التشريق أَثِم وكان صومها قضاءً، ولا دم عليه بالتأخير، ثم إذا رجع إلى وطنه صام سبعة أيام، والعجز عن الذبح يتحقَّق بعدم قدرته على ثمن الهدي أو لعدم وجود الهدي أصلاً أو وجوده يباع بأكثر من ثمن المثل، أو كان محتاجًا إلى ثمنه ضرورةً.
10 - الصعود إلى جبل الرحمة والاعتقاد بأن الوقوف به أفضل خطأ، وليس بسنة:
فالوقوف بعرفة يجزئ عنه الوقوف في أي مكان منه؛ لأن عرفة كلها موقف إلا بطن عرفة (وادٍ يقع في الجهة لغربية من عرفة.
ويستحب أن يكون الوقوف عند الصخرات أو قريبًا منها حسب الإمكان؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في هذا المكان وقال: "وقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف" (مسلم أحمد أبو داود من حديث جابر.
11 - جمع الكبير من الحصى بل الطوب والرجم بالأحذية:
والحصى المطلوب أقل من نواة البلح قليلاً قدر حبة الفول أو أكبر قليلاً، وبعض الناس من يقول لك: إذا لم تكن الحصى في عمود المسلة في نصف الدائرة لا تُحسب، لا يا أخي.. المهم أن الحصاة تصل إلى المرمى وتنزل الحوض، إن سقطت في الحوض فالحمد لله، ولقد أقسم أحد العلماء أنه رأى رجلاً قد قفز على العمود نفسه ومعه حذاء وأخذ يضرب بيده ويقول: "أنت الذي طلقت امرأتي"! هل العمود هو الذي طلق امرأته؟!.. يعتقد أن العمود هو الشيطان ويقف أمامه.لا يا أخي.. أنت ترمي امتثالاً لحبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
12- احذر ترك طواف الإفاضة لأنه ركن من أركان الحج:
فهناك من لا يفرِّق بين طواف الإفاضة وطواف الوداع، ويجب على الحاج أن يسأل عن أهم الأحكام التي يجب الحرص على تعلمها؛ فالركن هو لُبُّ الفريضة وجوهرها، وببطلانه تبطل الفريضة، ويطالَب المسلم بإعادتها مرة أخرى؛ لذا فمن ترك هذا الركن وجب عليه العودة لأدائه، وتستمر المطالبة به إلى نهاية العمر عند جمهور العلماء،إلا في حالة واحدة: إذا كان قد أدَّى طواف الوداع قبل خروجه من مكة؛ فالمذهب الشافعي يرى أن من نسي طواف الإفاضة وأتى بطواف الوداع فإنه يجزئ عنه.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وسعيًا مشكورًا، ورزقكم الله السلامة ذهابًا وإيابًا،
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
يقدمها: الشيخ سعد فضل- من علماء الأزهرالشريف:
أخي الحبيب، يا من اختارك الله ومنَّ عليك واجتباك من بين ملايين البشر لتحجَّ بيته.. هذا تشريف من الله، وتكريمٌ منه عز وجل لك.
هناك أخطاء شائعة يقع فيها الكثير من الحجاج أثناء أدائهم المناسك؛ وهذا لجهلهم بفقه الفريضة وعدم مصاحبة أهل العلم في أفواجهم ورحلتهم.
وإليك بعض هذه الأخطاء؛ أذكرها لك لتتجنَّبها حفاظًا على نُسُكك لتفوز بالأجر كاملاً غير منقوص، والله عز وجل نعم المولى، وهو المُعين والمستعان، وعليه التُكلان:
1 - احذر: أن يكون همك البحث عن الحج السريع الميسَّر المكيَّف المنزَّه، والسؤال عن البطن دون السؤال عن فقه الحج ومحظورات الإحرام والتحري للأداء الصحيح.
أيليق بمن يقف على عرفات.. هذا اليوم الذي يذوب فيه الشيطان كما يذوب الملح في الماء.. في هذا اليوم يتجلَّى فيه الملك عز وجل برحماته وبركاته على أرض الموقف.. أن تري من يجلس في عرفات يلعب "الكتشينة"؟! ومن يجلس يشرب "الشيشة" في عرفات ويلبس الإحرام و"السيجارة" في يده ينفخ في الوجوه؟!
2 - احذر حقوق العباد قبل سفرك:
واعلم أن الحج لا يغفر حقوق العباد، وليكن معلومًا لديك أن التوبة لا تكفِّر الذنوب التي فيها حقوق العباد؛ لأن من شروطها وأركانها أن تبرأ الذمة منها؛ إما بردها لأصحابها وإما بتنازلهم عنها.
وبالتالي فالحج أو غيره من الطاعات لا يكفِّر الذنب الذي فيه حقٌّ للعباد حتى تبرأ الذمة منه، ويؤيد ذلك أن الشهادة في سبيل الله- وهي قمة الأعمال الصالحة- لا تكفِّر حقوق العباد كما ورد في حديث مسلم "يغفر الله للشهيد كل شيء إلا الدَّين".
3 -احذر فوات الإحرام من الميقات:
فلو تجاوزت الميقات دون إحرام عليك دم (فدية)، ويخطئ الكثير حينما يحرِمون ويبدءون بكشف الكتف اليمنى، هذا ليس من السنة واسمه (الاضطباع)، وهو كشف الكتف اليمنى، وهو لا يكون إلا عند طواف القدوم حينما يصل المُحرِم إلى الكعبة، وبعده غَطِّ جسمك كله.
4 - احذر لبس الإحرام على الثوب الداخلي:
تجرَّد يا أخي كما ولدتك أمك؛ فلو لبست الرداء أو الإزار على الثوب الداخلي يصبح عليك فدية (ذبح شاة- أو طعام- أو صوم ثلاثة أيام.
ومن لبس ناسيًا لا شيء عليه، وإن تذكَّر وجب عليه أن يتجرَّد من ثيابه الداخلية.
5 - احذر الأدعية المخترعة في الطواف:
كثيرٌ من الناس يرتبط بأدعية مخصوصة مخترعة لكل شوط من الأشواط؛ فهذه الأدعية لا أصل لها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتجد من يمسك كتابًا فيه أدعية بعدد الأشواط، وتجد من يدعو وخلفه حشد يؤمن على دعائه.
أخي الحبيب.. لا تدعُ من الكتب.. اترك الذي يبكي يبكي، لماذا تشوش على عباد الله؟!
والله.. لو قرأت كتابًا كاملاً من كتب الدعاء ولم يخالط هذا الدعاء قلبك ما رُفِع فوق رأسك شبرًا واحدًا.. إن الله لا يقبل الدعاء من قلب لاهٍ غافلٍ.
6 - إيذاء الناس للوصول إلى الحجر:
احذر وانتبه أخي الحبيب، أيها القوي، أيها الفتي.. اللهَ اللهَ في الضعفاء والنساء؛ فإننا نرى العجب العجاب عند الحجر؛ نرى معركةً طاحنةً، والويل للضعفاء، ونعجب أشد العجب من امرأة تزاحم الرجال بمنتهى الجرأة لتقبيل الحجر.. يا أختاه.. لماذا؟!
تقبيل الحجر سنة، وعدم إيذاء الناس في الطواف فرض؛ فإياك أن تضيع الفرض من أجل السنة.. احرص على إخوانك من الضعفاء، وعلى أخواتك من النساء.
وأنت أيتها الأخت المسلمة.. اللهَ اللهَ.. إياكِ أن تزاحمي الرجال لا في الطواف ولا عند الحجر، وإنما خذي أقصى الصحن في وسط مجموعةٍ من الأخوات، وطوفي كما كانت تفعل عائشة وأمهات المؤمنين رضوان الله عليهن، أما أن تزاحم المرأة الرجال فهذا حرام.. حرام.. حرام، وأن يزاحم الرجال النساء فهذا حرام.
فأنت إن قبَّلته فذاك خير وبركة، وإن وصلت يدك إلى الحجر ولم تستطع تقبيله فاستلمه بيدك وقبِّلها، وإن لم تَطُل الحجر فأشر إليه ولا تقبِّل يدك، والإشارة باليد اليمنى.
7 - احذري أختي المسلمة السفر بدون مَحرَم:
لا يجوز سفر المرأة للحج من غير زوج ولا مَحرَم أو في غير رفقة مأمونة؛ حيث اشترط الفقهاء في وجوب الحج على المرأة زيادةً على الشروط العامة أن يكون معها زوجها أو مَحرَم لها؛ لما رواه الإمام مسلم في صحيحة عن أبي معبد قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يقول: "لا يخلونَّ رجل بامرأة إلا ومعها ذو مَحرَم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي مَحرَم"، فقام رجل فقال: يا رسول الله.. إن امرأتي خرجت حاجَّة، وإني اكتتبت في غزوة كذا وكذا، قال: "انطلق فحُجَّ مع امرأتك".
وأجاز بعض الفقهاء لها الحج إذا كان معها رفقة مأمونة؛ فإذا فُقِد جميع ذلك لا يجب عليها الحج؛ لأن من شروط الاستطاعة عند المرآة المسلمة وجود المَحرَم.
8 - احذر الهرولة في السعي:
الهرولة أو السعي الشديد في المكان المحدد لذلك، وهو ما بين الميلين الأخضرين، سُنَّة للرجال؛ لأن السيدة هاجر فعلت ذلك أثناء سعيها بحثًا عن الماء أو الزاد لها ولابنها الرضيع إسماعيل عليه السلام، ومشت فيما بعد ذلك، ولا يُسنُّ للنساء هرولة؛ لأن حالهن بُني على السَّتر؛ فالسنة في حقهن المشي فقط، وخصوصًا الآن؛ حيث يطوف الرجال والنساء، أما السيدة هاجر فلم يكن معها رجل أثناء سعيها، وهذه السنن أخذت كلها من فعل النبي صلى الله عليه وسلم ونسائه أمهات المؤمنين.
9 - صيام المتمتع بالعمرة والحج وهو يستطيع ذبح الهدي:
قال الله تعالى ﴿فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ﴾ البقرة:الآية 196.
فإذا عجز المتمتع عن ذبح الهدي فقد بيَّنت هذه الآية أنه يجب عليه صيام عشرة أيام؛ ثلاثة منها في الحج ويصومها بعد الإحرام بالحج، ويُسن له أن يصومها قبل يوم عرفة؛ لأنه يُسن فطر ذلك اليوم؛ فإن أخَّرها عن أيام التشريق أَثِم وكان صومها قضاءً، ولا دم عليه بالتأخير، ثم إذا رجع إلى وطنه صام سبعة أيام، والعجز عن الذبح يتحقَّق بعدم قدرته على ثمن الهدي أو لعدم وجود الهدي أصلاً أو وجوده يباع بأكثر من ثمن المثل، أو كان محتاجًا إلى ثمنه ضرورةً.
10 - الصعود إلى جبل الرحمة والاعتقاد بأن الوقوف به أفضل خطأ، وليس بسنة:
فالوقوف بعرفة يجزئ عنه الوقوف في أي مكان منه؛ لأن عرفة كلها موقف إلا بطن عرفة (وادٍ يقع في الجهة لغربية من عرفة.
ويستحب أن يكون الوقوف عند الصخرات أو قريبًا منها حسب الإمكان؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في هذا المكان وقال: "وقفت ها هنا، وعرفة كلها موقف" (مسلم أحمد أبو داود من حديث جابر.
11 - جمع الكبير من الحصى بل الطوب والرجم بالأحذية:
والحصى المطلوب أقل من نواة البلح قليلاً قدر حبة الفول أو أكبر قليلاً، وبعض الناس من يقول لك: إذا لم تكن الحصى في عمود المسلة في نصف الدائرة لا تُحسب، لا يا أخي.. المهم أن الحصاة تصل إلى المرمى وتنزل الحوض، إن سقطت في الحوض فالحمد لله، ولقد أقسم أحد العلماء أنه رأى رجلاً قد قفز على العمود نفسه ومعه حذاء وأخذ يضرب بيده ويقول: "أنت الذي طلقت امرأتي"! هل العمود هو الذي طلق امرأته؟!.. يعتقد أن العمود هو الشيطان ويقف أمامه.لا يا أخي.. أنت ترمي امتثالاً لحبيبك المصطفى صلى الله عليه وسلم.
12- احذر ترك طواف الإفاضة لأنه ركن من أركان الحج:
فهناك من لا يفرِّق بين طواف الإفاضة وطواف الوداع، ويجب على الحاج أن يسأل عن أهم الأحكام التي يجب الحرص على تعلمها؛ فالركن هو لُبُّ الفريضة وجوهرها، وببطلانه تبطل الفريضة، ويطالَب المسلم بإعادتها مرة أخرى؛ لذا فمن ترك هذا الركن وجب عليه العودة لأدائه، وتستمر المطالبة به إلى نهاية العمر عند جمهور العلماء،إلا في حالة واحدة: إذا كان قد أدَّى طواف الوداع قبل خروجه من مكة؛ فالمذهب الشافعي يرى أن من نسي طواف الإفاضة وأتى بطواف الوداع فإنه يجزئ عنه.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حجًّا مبرورًا وذنبًا مغفورًا وسعيًا مشكورًا، ورزقكم الله السلامة ذهابًا وإيابًا،
وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.