بيسان
05-12-2008, 05:35 PM
.
.
يُقالُ في اللّغة : ( نَقْدُ الكَلامِ ) إخراجُ جَيّدهُ ورَدِيْئهُ
والنّاقِدُ لا بُدّ أنْ يَكونَ نَزيْهَاً مُنْصِفاً لِنَفْسِهِ أَوّلاً وللآخَرين
لا يَرى بَعينِ تَعَصّبٍ أو عَينَ مًجَامَلةٍ لِـ هَذا أو ذاك
ولَكنْ يَبْدو أنّ كُلّ هَذا كَلامٌ على الوَرق وإنّ السّائِدَ الآن هو مَا يُجَسّدهُ
المَثَلُ القَائِلُ : " مَنْ يُفَتِّشُ عَنْ ذُنُوبِ النَّاس لا يَرى غَيْرَها .. "
يَقولُ أَحَدهُم أنّ مُحَاضِراً أَحْضَرَ وَرَقَةً بيضاء ووضَع في مُنْتَصِفها
نُقْطَةً سَوداء فَعَرَضها عَلى الطُلابِ قَائِلاً مَا تَرونَ هُنَا ؟؟
فَسَارت الإِجَاباتُ عَلى مَسَارٍ واحد حَول ( النُقْطَةُ السَوْداء )
فَردّ عَليهم : أَجْمَعْتم عَلى نُقْطَةٍ صَغيرة وتَركْتم بَياضَ الصّفحةِ بأَكْمَله !!
الشّاهِدُ مِنْ هَذا كُلّه
أنّ هُناكَ مَن يَتَصيّدُ في مَاءٍ عَكِر ولا يَكَادُ يُفَرّقُ بينَ النّقدِ والإِسَاءة
أو قَدْ يَخْلِطُ بينَ المَفْهومَين رُغْمَ الفَرق الشّاسِعُ بَيْنَهما
فالنّقدُ هوَ إظْهَارُ القُصورِ بِقَصدِ الإصْلاحِ والتّصْحيح
أمّا الإِساءة إظْهَارُ العَيب بِقصدِ الانْتِقاص والسّخرية وبُلوغ غَايةٍ في النَّفس
ومُحاولة للصّعودِ على أكْتَافِ الآخرين بَعيْدَاً عَنْ المَوْضوعيّة والإنْصَاف
ورُؤيَةِ الآخرين بَعيْنَينٍ جَاحِظَتين بِقَصد الإسَاءةِ والانْتِقاص
فَإنْ حَقّقت نَجَاحَاً قِيلَ مَا نَالَ هَذا عَنْ جهد إنّما المَحْسوبيّةُ لِعِبَت دَورا !!
وإنْ أَبْدَيتَ رأْيَاً وأَصَبْت قِيلَ جَاهِلٌ لا يَفْقَهُ حَديْثا !!
وهَكَذا لا تَبْلغُ مَعَهمْ مَبْلَغاً كَافياً إِساءَةٌ دَائِمةٌ تَحْتَ مِظلّة النّقد !!
والنّقّدُ بَريْءٌ مِنَ هَذا كُلّه فَهوَ عِلْمٌ وفَنٌّ قَلّ مَنْ يُتْقِنُهُ ويُدْرِكُ أُصوله
سَأختِمُ بَقولٍ للنّاقِد الفَرنْسي ( رولان بَارت ) وهوَ مِن أَشْهَرِ النّاقِدين
حيِنَما سُئِلَ مَا هوَ النّقد ؟؟ فأَجاب ببَسَاطةٍ :
" هوَ خِطابٌ حَولَ خِطاب أو هوَ لُغَةٌ واصِفَة "
إلى هُنا سَأقِف ويَبْقى التّساؤل مُنْطَرِحٌ يَبْحَثُ عَن إِجابَة
كَيفَ يُمْكِننا أنْ نُصَحّح المَفاهِيمَ لَدى هَؤلاء ليدْرِكوا الفَرقَ بينَ الأَمْرين ؟؟
دُمْتم بخير
اعجبني طرح الموضوع فنقلته من اجل ان ارى آرائكم
.
يُقالُ في اللّغة : ( نَقْدُ الكَلامِ ) إخراجُ جَيّدهُ ورَدِيْئهُ
والنّاقِدُ لا بُدّ أنْ يَكونَ نَزيْهَاً مُنْصِفاً لِنَفْسِهِ أَوّلاً وللآخَرين
لا يَرى بَعينِ تَعَصّبٍ أو عَينَ مًجَامَلةٍ لِـ هَذا أو ذاك
ولَكنْ يَبْدو أنّ كُلّ هَذا كَلامٌ على الوَرق وإنّ السّائِدَ الآن هو مَا يُجَسّدهُ
المَثَلُ القَائِلُ : " مَنْ يُفَتِّشُ عَنْ ذُنُوبِ النَّاس لا يَرى غَيْرَها .. "
يَقولُ أَحَدهُم أنّ مُحَاضِراً أَحْضَرَ وَرَقَةً بيضاء ووضَع في مُنْتَصِفها
نُقْطَةً سَوداء فَعَرَضها عَلى الطُلابِ قَائِلاً مَا تَرونَ هُنَا ؟؟
فَسَارت الإِجَاباتُ عَلى مَسَارٍ واحد حَول ( النُقْطَةُ السَوْداء )
فَردّ عَليهم : أَجْمَعْتم عَلى نُقْطَةٍ صَغيرة وتَركْتم بَياضَ الصّفحةِ بأَكْمَله !!
الشّاهِدُ مِنْ هَذا كُلّه
أنّ هُناكَ مَن يَتَصيّدُ في مَاءٍ عَكِر ولا يَكَادُ يُفَرّقُ بينَ النّقدِ والإِسَاءة
أو قَدْ يَخْلِطُ بينَ المَفْهومَين رُغْمَ الفَرق الشّاسِعُ بَيْنَهما
فالنّقدُ هوَ إظْهَارُ القُصورِ بِقَصدِ الإصْلاحِ والتّصْحيح
أمّا الإِساءة إظْهَارُ العَيب بِقصدِ الانْتِقاص والسّخرية وبُلوغ غَايةٍ في النَّفس
ومُحاولة للصّعودِ على أكْتَافِ الآخرين بَعيْدَاً عَنْ المَوْضوعيّة والإنْصَاف
ورُؤيَةِ الآخرين بَعيْنَينٍ جَاحِظَتين بِقَصد الإسَاءةِ والانْتِقاص
فَإنْ حَقّقت نَجَاحَاً قِيلَ مَا نَالَ هَذا عَنْ جهد إنّما المَحْسوبيّةُ لِعِبَت دَورا !!
وإنْ أَبْدَيتَ رأْيَاً وأَصَبْت قِيلَ جَاهِلٌ لا يَفْقَهُ حَديْثا !!
وهَكَذا لا تَبْلغُ مَعَهمْ مَبْلَغاً كَافياً إِساءَةٌ دَائِمةٌ تَحْتَ مِظلّة النّقد !!
والنّقّدُ بَريْءٌ مِنَ هَذا كُلّه فَهوَ عِلْمٌ وفَنٌّ قَلّ مَنْ يُتْقِنُهُ ويُدْرِكُ أُصوله
سَأختِمُ بَقولٍ للنّاقِد الفَرنْسي ( رولان بَارت ) وهوَ مِن أَشْهَرِ النّاقِدين
حيِنَما سُئِلَ مَا هوَ النّقد ؟؟ فأَجاب ببَسَاطةٍ :
" هوَ خِطابٌ حَولَ خِطاب أو هوَ لُغَةٌ واصِفَة "
إلى هُنا سَأقِف ويَبْقى التّساؤل مُنْطَرِحٌ يَبْحَثُ عَن إِجابَة
كَيفَ يُمْكِننا أنْ نُصَحّح المَفاهِيمَ لَدى هَؤلاء ليدْرِكوا الفَرقَ بينَ الأَمْرين ؟؟
دُمْتم بخير
اعجبني طرح الموضوع فنقلته من اجل ان ارى آرائكم