مشاهدة النسخة كاملة : التَّوحيدُ أوَّلاً : لِمَاذَا ؟


جامعي متميز
09-01-2009, 06:53 PM
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه .

وبعد :

فقد طَلَبَ منِّي متَّصلٌ عبر الهاتف كلمة بعنوان : ( لماذا التوحيد أولا ؟ )

وهذا يدل ُّ على أن المتصل عرف أنَّ التوحيد هو أصل العقيدة الإسلامية وأساسها ، وشرط صحتها ، وقَبولها .

وقد اقترح هذا الاقتراح ليفهم من لم يفهم ؛ أنَّ هذه منزلة التوحيد في الدين الاسلامي ؛ ذلك بأن توحيد الألوهية هو الذي أمرت

به الرسل جميعاً ؛ من أوَّلهم نوح - عليه الصلاة والسلام - إلى آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم .

قال تعالى : " وَلَقد بَعَثنَا فِى كُلِ أُمَّةٍ رَّسُولاً أنِ اعبُدُوا اللهَ وَاجتَنِبُوا الطَّغُوتَ " النحل 36

وقال سبحانه : " وَمَآ أَرسَلنَا مِن قَبلِكَ مَن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِى إِلَيهِ أَنَّهُ لَآ إِلَهَ إِلَّآ أَنَا فَاعبُدُونِ " الأنبياء 25

وما من نبيِّ يبعث إلى قومه إلا وهو يقول : " يَقَومِ اعبُدُوا اللهَ مَالَكُم مِن إِلَهٍ غَيرُهُ " الأعراف 59

ولما بعث الله نبيَّنا محمداً صلى الله عليه وسلم إلى قومه مكث عشر سنوات لا يدعو إلى شيءٍ غير

التوحيد ، ثم بعد العشر ؛

شرعت الصلاة ، وبقي ثلاث سنوات بمكة ، ثم هاجر إلى المدينة .

وفي السنة الثانية من الهجرة ؛ شرعت الزكاة ، والصوم ؛ لذلك فإنَّ التوحيد هو أصل الِّين وأساسه ، وقاعدته التي عليها يبنى

؛ لذلك فإن َّ من أفسد التوحيد ؛ بأن دعا مع الله إلهاً آخر ؛ فقد أفسد الدين كله ، وخرج من الإسلام ، وصار مرتدا ، وحبط

عمله ، قال تعالى : " وَلَقَد أُحِىَ إِلَيكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَسِرِينَ " الزمر 65

وقال عيسى - عليه الصلاة والسلام - : " يَبَنِى إِسرَءِيلَ اعبُدُا اللهَ رَبّىِ وَرَبَّكُم إِنَّهُ مَن يُشرِك بِاللهِ
فَقَد حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الجَنَّةَ وَمَأوَـهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّلمِينَ مِن أَنصَارٍ " المائدة 72

وقد حوت هذا الأصل العظيم ؛ شهادة أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ؛

وهي تتكون من جزءين : ( لا إله / إلا الله )
الجزء الأول : نفي الألوهية عمَّا سوى الله عزوجل في قوله : " أشهد أن لا إله " أي : لا معبود بحقٍّ في الوجود إلا الله .

والجزء الثاني : في قوله : " إلا الله " إثبات الألوهية لله وحدهُ دون سواه ، لأنه هو خلق هذا الكون ،

قال تعالى : " قُل أَئِنَّكُم لَتَكفُرُون بِالَّذِى خَلَقَ الأَرضَ فى يَومَينِ وَتَجعَلُونَ لَهُ أَنداداً ذَلِكَ رَبُّ العَلَمِينَ " فصلت 9 والآيات بعدها .

وقال تعالى : " اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا
يَشْكُرُونَ (61) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (62) كَذَلِكَ يُؤْفَكُ الَّذِينَ كَانُوا بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ
(63) اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ
اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " غافر 64-67


منقول للإفادة

orient
13-01-2009, 06:06 PM
لذلك فإن َّ من أفسد التوحيد ؛ بأن دعا مع الله إلهاً آخر ؛ فقد أفسد الدين كله ، وخرج من الإسلام ، وصار مرتدا ، وحبط

عمله ، قال تعالى : " وَلَقَد أُحِىَ إِلَيكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبلِكَ لَئِن أَشرَكتَ لَيَحبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَسِرِينَ " الزمر 65




جزاك الله والخير وبارك فيك ع هذه الافادة الطيبة ..

ضياء الوجود
13-01-2009, 06:30 PM
شكرا اخوي ..
موضوع جميل ..!!

جامعي متميز
24-01-2009, 09:13 PM
أسعدني تواجدكم orient و ضياء الوجود

وأشكركم على مروركم العطر ...