جامعي متميز
30-01-2009, 04:10 PM
الروح الرياضية ..
مجال ممارسة الألعاب الرياضية يتسع لجميع الأعمار ولكل الفئات ، فهي للكبير والصغير ، وللرجل والمرأة ، وتختلف دوافع أهلها وممارسيها ، وتتفاوت طموحاتهم ، وتتنوع في ذلك طاقاتهم ، وعلى ذلك كله يكون منهم المحسن والمسيء ، والرياضة - في حد ذاتها - سواء كانت بدنية أم ذهنية ، منها النافع المفيد ، ومنها غير ذلك ، ثم إن الرياضة وغير الرياضة من كل شؤون الحياة وأمورها سواء كان قولا ً أم فعلا ً ، دافعًا أم سلوكـًا ، لابد من ضبطه بضوابط وكما يقال : " كل ما زاد عن حده انقلب ضده " ، ولا يصلح في ذلك ما تعارفت عليه الأمم والشعوب ، أو ما صار مألوفـًا شائعًا بين الناس ، فليس الإنسان كالحيوانات يحكم أهواءه ورغباته ، فقد تميز عنها بالعقل والعلم وهما الحاكم على شهوات النفس ورغباتها ، وضابط لمشاعر الإنسان وسلوكه ، ومسيطر على كل حركة من حركاته وكل سكنة من سكناته وكل فعل من أفعاله .
هذا وإن ربطنا أفعالنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا في هذه الألعاب لحققنا فوائدها ولجنينا ثمارها ، فلا بد أن نجعل شخصيتنا ثابتة المبادئ متميزة السلوك وذلك ليكون بيننا وبين الرياضيين الذين لا يعرفون للرياضة قدرها وقيمتها في الحياة الإنسانية بتصرفاتهم الطائشة وألعابهم المنحرفة البون الشاسع والفرق الواضح ، فلابد أن نرتقي برياضتنا عن رياضة غيرينا ونميزها بسلوكياتتنا المحترمة وأفعالنا الحسنة التي تظهر من خلالها أفكارنا الراقية عندها نستطيع أن نمارسها بكل حرية في مسارها الصحيح المتوازن ونربي أجيالنا عليها ، فهنا تظهر الروح الرياضية التي نريد أن نوصلها للآخرين .
ومن الأمور التي يجب أن نرعها نحن كرياضين أثناء ممراستنا للرياضة ما يأتي :
أولا ً : الوقت : جميل أن نمارس الرياضة نقوي بها أجسامنا وننمي بها عقولنا ، ولكن لابد أن يكون ذلك بقدر معين ، فلا ينبغي أن توقف عليها الأعمار وتفرغ لها الأوقات ، والمبالغة فيها وتجاوز الحد المشروع لها شيئ يرفضه العاقل الحكيم ، وكل شيء زاد عن حده انقلب ضده ، فلا بد من إعطاء الوقت قيمته ، فنحن أمة راقية مثقفة متى عرفنا للوقت قيمته وقدره ، وأنه الصفقة الرابحة التي ينبغي أن نكسبها ، وأنه الحياة التي نبنيها ونعمرها ، فلابد أن يصرف في مجالات متعددة مختلفة ننتفع بها كرياضيين ، فنحن الرياضيين لنا ارتباطات أخرى غير الرياضة وواجبات لابد أن نؤديها فللوطننا العزيز الذي نعيش فيه حقه من المساهمة في البناء والتعمير وهذا على الأقل من باب رد الجميل والإحسان إليه ، وللأمة التي ننتمي إليها حق التأييد والنصرة والتمجيد والرقي بها نحو المعالي والبعد بها عن التخلف ، فننهض بأمتنا حتى تكون في مقدمة الأمم ليس بالرياضة وإنما بثقافتنا وأفكارنا التي نترجم جزءًا منها في رياضتنا الجميلة الراقية .
والرياضي محتاج إلى أهله وأولاده كما هم محتاجون إليه فلابد أن يعطيهم حقهم ويرعاهم وألا يفرط في حقوقهم ، حتى يكسب تأييدهم وتكون له الروح المعنوية التي يمارس الرياضة بها فيستطيع أن يحقق ما يريده ، فيبر والديه ، ويرعى أبناءه ، ويصلح مجتمعه ، ويكون عضوًا فعالاً نشيطًا فيها كمثل ما يكون نشيطـًا قويًا في رياضته ، فمن العيب أن نجد الرياضي يصول ويجول في ميادين الرياضة كله نشاط وحيوية ثم نراه قليل الحركة في المجتمع بليد الفكر قليل الثقافة لايقوم بأي شأن من شؤون مجتمعه النافعة والمصلحة ، وهذا ينعكس سلبًا على شعبية الرياضي نفسه وتتولد أفكار سيئة عنه في المجتمع بأنه لا فائدة منه في المجتمع إلا للعب واللهو في الميدان الرياضي فقط ، ولا فائدة من الرياضة التي يمارسها ، وهذا مما لا نريده نحن كرياضيين .
ومن الأوقات الرائعة والمناسبة لممارسة الرياضة ، الساعات الأولى من بعد الصباح الباكر وحتى طلوع الشمس في نسمات الهواء الصافي و النشاط الفعال من بعد ما أخذت النفس قسطـًا جيدًا من الراحة ، وخاصة إذا كان المكان المخصص للعب قرب شاطئ البحر ، وكذلك من الأوقات الرائعة : من بعد العصر وحتى قبيل غروب الشمس ، وذلك بعد أن أخذت النفس حظها من الطعام والراحة فلابد أن تأخذ حظها من النشاط والحركة ، وحتى قبيل غروب الشمس حتى يجد الرياضي متسعًا من الوقت لنظافة بدنه وتغيير ملابسه حتى يهييء نفسه للأعمال الأخرى بعد ذلك ، وكذلك من بعد العشاء بشرط ألا يتعدى وقت الرياضة إلى ساعة متأخرة من الليل .
ثانيًا : المكان : يجب أن يكون المكان وضع خصيصًا لممارسة الرياضة ، ولا يفضل في الأماكن العامة ويجب أن تراعى أملاك الدولة وأملاك الآخرين ، فلا يجوز إتلافها أو التعدي عليها ، والمكان المهيأ لممارسة الرياضة حتى تؤدى به الرياضة بك حرية وبدون عوائق مما يحافظ على سلامة الرياضيين وأرواحهم وعدم تعرضهم للخطر .
ومما يجب تجنبه من الأماكن الصالات المحاطة بالإعلانات التي تشغل الرياضيين عن رياضتهم والتي تشوه الرياضة ولا تعرف قيمتها ، واجتناب أماكن الاختلاط فللرجل رياضاتهم المناسبة لهم وللنساء كذلك حتى يكون هناك التناسق واتفاق الطبيعة بين الرجال وحدهم ، والنساء وحدهن ، فيجب تجنب الاختلاط ،
المصدر / جريدة الوطن
مجال ممارسة الألعاب الرياضية يتسع لجميع الأعمار ولكل الفئات ، فهي للكبير والصغير ، وللرجل والمرأة ، وتختلف دوافع أهلها وممارسيها ، وتتفاوت طموحاتهم ، وتتنوع في ذلك طاقاتهم ، وعلى ذلك كله يكون منهم المحسن والمسيء ، والرياضة - في حد ذاتها - سواء كانت بدنية أم ذهنية ، منها النافع المفيد ، ومنها غير ذلك ، ثم إن الرياضة وغير الرياضة من كل شؤون الحياة وأمورها سواء كان قولا ً أم فعلا ً ، دافعًا أم سلوكـًا ، لابد من ضبطه بضوابط وكما يقال : " كل ما زاد عن حده انقلب ضده " ، ولا يصلح في ذلك ما تعارفت عليه الأمم والشعوب ، أو ما صار مألوفـًا شائعًا بين الناس ، فليس الإنسان كالحيوانات يحكم أهواءه ورغباته ، فقد تميز عنها بالعقل والعلم وهما الحاكم على شهوات النفس ورغباتها ، وضابط لمشاعر الإنسان وسلوكه ، ومسيطر على كل حركة من حركاته وكل سكنة من سكناته وكل فعل من أفعاله .
هذا وإن ربطنا أفعالنا وسلوكياتنا وتصرفاتنا في هذه الألعاب لحققنا فوائدها ولجنينا ثمارها ، فلا بد أن نجعل شخصيتنا ثابتة المبادئ متميزة السلوك وذلك ليكون بيننا وبين الرياضيين الذين لا يعرفون للرياضة قدرها وقيمتها في الحياة الإنسانية بتصرفاتهم الطائشة وألعابهم المنحرفة البون الشاسع والفرق الواضح ، فلابد أن نرتقي برياضتنا عن رياضة غيرينا ونميزها بسلوكياتتنا المحترمة وأفعالنا الحسنة التي تظهر من خلالها أفكارنا الراقية عندها نستطيع أن نمارسها بكل حرية في مسارها الصحيح المتوازن ونربي أجيالنا عليها ، فهنا تظهر الروح الرياضية التي نريد أن نوصلها للآخرين .
ومن الأمور التي يجب أن نرعها نحن كرياضين أثناء ممراستنا للرياضة ما يأتي :
أولا ً : الوقت : جميل أن نمارس الرياضة نقوي بها أجسامنا وننمي بها عقولنا ، ولكن لابد أن يكون ذلك بقدر معين ، فلا ينبغي أن توقف عليها الأعمار وتفرغ لها الأوقات ، والمبالغة فيها وتجاوز الحد المشروع لها شيئ يرفضه العاقل الحكيم ، وكل شيء زاد عن حده انقلب ضده ، فلا بد من إعطاء الوقت قيمته ، فنحن أمة راقية مثقفة متى عرفنا للوقت قيمته وقدره ، وأنه الصفقة الرابحة التي ينبغي أن نكسبها ، وأنه الحياة التي نبنيها ونعمرها ، فلابد أن يصرف في مجالات متعددة مختلفة ننتفع بها كرياضيين ، فنحن الرياضيين لنا ارتباطات أخرى غير الرياضة وواجبات لابد أن نؤديها فللوطننا العزيز الذي نعيش فيه حقه من المساهمة في البناء والتعمير وهذا على الأقل من باب رد الجميل والإحسان إليه ، وللأمة التي ننتمي إليها حق التأييد والنصرة والتمجيد والرقي بها نحو المعالي والبعد بها عن التخلف ، فننهض بأمتنا حتى تكون في مقدمة الأمم ليس بالرياضة وإنما بثقافتنا وأفكارنا التي نترجم جزءًا منها في رياضتنا الجميلة الراقية .
والرياضي محتاج إلى أهله وأولاده كما هم محتاجون إليه فلابد أن يعطيهم حقهم ويرعاهم وألا يفرط في حقوقهم ، حتى يكسب تأييدهم وتكون له الروح المعنوية التي يمارس الرياضة بها فيستطيع أن يحقق ما يريده ، فيبر والديه ، ويرعى أبناءه ، ويصلح مجتمعه ، ويكون عضوًا فعالاً نشيطًا فيها كمثل ما يكون نشيطـًا قويًا في رياضته ، فمن العيب أن نجد الرياضي يصول ويجول في ميادين الرياضة كله نشاط وحيوية ثم نراه قليل الحركة في المجتمع بليد الفكر قليل الثقافة لايقوم بأي شأن من شؤون مجتمعه النافعة والمصلحة ، وهذا ينعكس سلبًا على شعبية الرياضي نفسه وتتولد أفكار سيئة عنه في المجتمع بأنه لا فائدة منه في المجتمع إلا للعب واللهو في الميدان الرياضي فقط ، ولا فائدة من الرياضة التي يمارسها ، وهذا مما لا نريده نحن كرياضيين .
ومن الأوقات الرائعة والمناسبة لممارسة الرياضة ، الساعات الأولى من بعد الصباح الباكر وحتى طلوع الشمس في نسمات الهواء الصافي و النشاط الفعال من بعد ما أخذت النفس قسطـًا جيدًا من الراحة ، وخاصة إذا كان المكان المخصص للعب قرب شاطئ البحر ، وكذلك من الأوقات الرائعة : من بعد العصر وحتى قبيل غروب الشمس ، وذلك بعد أن أخذت النفس حظها من الطعام والراحة فلابد أن تأخذ حظها من النشاط والحركة ، وحتى قبيل غروب الشمس حتى يجد الرياضي متسعًا من الوقت لنظافة بدنه وتغيير ملابسه حتى يهييء نفسه للأعمال الأخرى بعد ذلك ، وكذلك من بعد العشاء بشرط ألا يتعدى وقت الرياضة إلى ساعة متأخرة من الليل .
ثانيًا : المكان : يجب أن يكون المكان وضع خصيصًا لممارسة الرياضة ، ولا يفضل في الأماكن العامة ويجب أن تراعى أملاك الدولة وأملاك الآخرين ، فلا يجوز إتلافها أو التعدي عليها ، والمكان المهيأ لممارسة الرياضة حتى تؤدى به الرياضة بك حرية وبدون عوائق مما يحافظ على سلامة الرياضيين وأرواحهم وعدم تعرضهم للخطر .
ومما يجب تجنبه من الأماكن الصالات المحاطة بالإعلانات التي تشغل الرياضيين عن رياضتهم والتي تشوه الرياضة ولا تعرف قيمتها ، واجتناب أماكن الاختلاط فللرجل رياضاتهم المناسبة لهم وللنساء كذلك حتى يكون هناك التناسق واتفاق الطبيعة بين الرجال وحدهم ، والنساء وحدهن ، فيجب تجنب الاختلاط ،
المصدر / جريدة الوطن