الأمير
03-02-2009, 01:26 PM
الثروة السمكية» تؤكد أن الأسماك لا تؤثر على صحة الإنسان وتحذر من أكل المحاريات
ظاهرة المد الأحمر تبدأ في التلاشي دون أن تؤثر على المخزون السمكي
الصيادون يروون معاناتهم في البحث عن الأسماك في المناطق البعيدة
كتب: صالح بن محمد العزري
بدأت موجة المد الأحمر بالتلاشي في خليج عمان بعد ان سببت روائح كريهة في المناطق الساحلية واصابت قطاع الصيد الحرفي بشلل شبه تام.
وقال الدكتور حمد بن محمد الغيلاني الخبير بمركز العلوم البحرية والسمكية التابع لوزارة الثروة السمكية ان المد الاحمر انحسر في خليج عمان الا ان هناك نسبة قليلة في المنطقة الوسطى والشويمية وولاية مصيرة. مؤكدا ان المخازين السمكية لم تتأثر وذلك بسبب قلة الاسماك النافقة اثناء فترة المد التي بدأت في شهر سبتمبر من العام الماضي.
وأضاف في تصريح لـ(عمان الاقتصادي): انه تم تسجيل نوع جديد من المد الاحمر لأول مرة في المياه العمانية ولكن ليس له تأثير على صحة الانسان من حيث أكل الاسماك ولكنه تسبب في الروائح الكريهة القوية. مشيرا الى انه من خلال البحث والمتابعة وجدت كميات من الاسماك النافقة في اقفاص الصيادين وكذلك في بعض الموانئ في منطقة الباطنة والمنطقة الشرقية.
وأكد ان أكل الاسماك خلال فترة المد لا يؤثر على صحة الانسان لانها لا تتغذى على العوالق النباتية المسببة للمد الاحمر في حين ينصح بعدم أكل المحاريات في المناطق المتأثرة بالمد لانها تتغذى بالترشيح على العوالق المسببة للمد.
وأكدت مصادر بعدد من مستشفيات السلطنة انها لم تتلق أي حالات تشكو من امراض بسبب المد الأحمر.
وقال الغيلاني ان هناك عددا من الأسباب تزيد من ظاهرة المد الاحمر من بينها التلوث الذي يسببه الانسان مثل المشاريع والمدن السياحية وفضلات المصانع ومياه الصرف الصحي وناقلات النفط ومحطات تحلية المياه والاستزراع السمكي عن طريق الغذاء الصناعي اذ يؤثر على البيئة القريبة من منطقة الاستزراع. ومن الاسباب على المستوى العالمي ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع منسوب مياه البحر والتغيرات في التيارات المائية واتجاهات الرياح في البحار.
وأوضح د. حمد الغيلاني: انه منذ الثلاثين سنة الاخيرة وجد ان المساحات التي يغطيها المد الاحمر زادت وعدد المرات التي تتكرر فيها ظاهرة المد زادت ايضا مشير الى انه تم اكتشاف انواع جديدة من حيث زيادة العوالق النباتية المسببة للمد. موضحا ان فترة المد عادة ما تكون في شهر سبتمبر واكتوبر واحتمال استمراره الى نوفمبر في بعض الاحيان.
الصيادون متأثرون
وأبدى عدد من الصيادين الحرفيين تاثرهم من ظاهرة المد الأحمر التي اثرت على موسم الصيد من جهة وجعلت المستهلكين يبتعدون عن أكل الأسماك ظنا منهم أنها تؤثر على صحة الانسان.
وقال أمير بن سعيد بن ناصر اولاد ثاني (صياد)، أثناء فترة المد الاحمر تختفى الأسماك في المناطق التي اعتدنا الصيد فيها، لان الاسماك تهاجر خوفا على حياتها وتبحث عن أماكن خالية من تأثير العوالق. وبسبب ذلك يقتصر الصيد على أسماك السردين (العومة) لهجرة الانواع الاخرى من الاسماك.
أما سالم بن خلفان أولا ثاني فقد سألناه عن خبرته بالبحر ومعايشته لظاهرة المد الاحمر فقال: هناك ثلاثة أنواع من المد الاحمر هي المد الشمالي ومد الكوس والمد البري، فالشمالي يحدث عندما تكون هناك رياح أو أمطار، أما مد الكوس فيحدث عندما تكون هناك سحب كثيفة وليس بها أمطار وتكون الرياح من جهة الجنوب ولا تصحبه روائح كريهة. أما المد البري فيأتي من جهة الشمال مما يؤثر على البحر ويميزه الصيادون بوجود زبد البحر او بالمحلي (رغاو) ولكن لا توجد به روائح كريهة أيضا ولا يتسبب في هجرة الأسماك.
هجرة الاسماك
وعلى شاطئ العذيبة لم تكن هناك أسماك نافقة بشكل يذكر جراء المد الاحمر ولكن الروائح الكريهة كانت شديدة للغاية. وهناك التقينا مع سعيد بن سليمان الكليبي الذى كان مسترخيا ومتكئا على كومة من شباك الصيد وعندما سألته عن ظاهرة المد الأحمر وتأثيراتها قال: المد هذا العام أكثر شدة من السنوات السابقة كانت له روائح كريهة تسبب ضيقا في التنفس فخلال فترة المد هاجرت الاسماك الى مناطق اخرى مؤكدا ان قليلا من الاسماك وجدت ميتة على الشاطئ وهذه ليست في فترة المد وانما على مدى العام واشار الى انه لم يعلم أن أحدا قد اصيب بسبب تناول الاسماك. والمعروف ان الاسماك تهاجر من المناطق التي تشعر فيها بالخطر ولهذا فالصيادون يتعمقون في مناطق بعيدة في البحر والتي تسمى بلغة الصيادين (الغبة) بحثا عن الاسماك في مناطق اخرى مشيرا الى ان الاسماك تعتبر كائنا حيا يتوفر فيه خاصية تمييز التأثيرات البيئية ولهذا تبتعد عن المناطق المتأثرة بالمد الاحمر.
أما ثاني بن سعيد الجابري الذى وجدناه متوشحا بلباس القماطين (مهنة تقطيع الأسماك) في سوق الاسماك بالغبرة فيقول، كنت في السابق صيادا الا ان عامل السن جعلني أعمل في مهنة ليست بعيدة عن مهنتي السابقة.
أسماك السوق سليمة
وعن ظاهرة المد أوضح الجابري أن الله تعالى جعل لكل كائن حي حاسة فالأسماك عندما تحس بالمد الاحمر او بأي ظاهرة طبيعية تهاجر من المنطقة الى مكان آمن أو ما يسمى بالغبة. وخلال فترة المد اشار الى انه لم يلاحظ أية أسماك ميتة تذكر على الشاطئ ولكن كانت الروائح قوية ومزعجة ولم تكن هناك أي تأثيرات من الناحية الصحية سوى الروائح الكريهة وأكد انه لم ترد الى السوق أية أسماك متأثرة من المد الأحمر موضحا ان الأسماك خلال فترة المد هاجرت الى أماكن آمنة ولهذا فالصيادون يتعمقون داخل البحر أو ما يسمى (الغبة) للبحث عن الأسماك. مشيرا الى ان كمية الاسماك خلال فترة المد كانت قليلة بسبب هجرة الاسماك وكان الناس او الزبائن يبحثون عن الاسماك فلا يجدونها متوفرة كما كان الحال في الايام العادية.
واضاف الجابري انه لخبرته الطويلة في البحر فإنه يتوقع ان يكون هناك مد آحمر آخر بعد حوالي شهر الى شهرين ولكنه يكون ضعيفا حيث ان بداية فترة الصيف والتي تجعل برودة البحر تخرج من قاع البحر وهذه أيضا تجلب معها العوامل المسببة للمد الاحمر وبفعل الامواج تصل الى الشواطئ ولكنها ضعيفة.
جدير بالذكر انه تم تشكيل فريق عمل مختص من عدد من الجهات الحكومية منها وزارة الصحة ووزارة الثروة السمكية ووزارة البيئة والشؤون المناخية وجامعة السلطان قابوس لزيارة المناطق التي تتأثر بهذه الظاهرة للتعرف عن قرب على ابعادها وكذلك اخذ عينات من مياه البحر ورصد اي تغييرات لمعرفة أسباب حدوث هذه الظاهرة وايجاد الحلول المناسبة لتفادي هذه الظاهرة.
كما تم اكتشاف نوع آخر من المد الأحمر لا يوجد إلا في مياه شرق آسيا وأمريكا وهذا يدل على تفريغ ناقلات النفط لمياه التوازن فيها.
وفي الفترة الماضية قامت وزارة الثروة السمكية بتنظيم حملات توعوية للصيادين في المناطق الساحلية لتعريفهم بالمد الأحمر علميا وما هي الآثار المترتبة في فترة المد وما هي الخطوات التي يجب أن يتخذوها في المناطق التي تزدهر فيها عمليات المد.
عمان / http://www.omandaily.com/business/business5.htm
ظاهرة المد الأحمر تبدأ في التلاشي دون أن تؤثر على المخزون السمكي
الصيادون يروون معاناتهم في البحث عن الأسماك في المناطق البعيدة
كتب: صالح بن محمد العزري
بدأت موجة المد الأحمر بالتلاشي في خليج عمان بعد ان سببت روائح كريهة في المناطق الساحلية واصابت قطاع الصيد الحرفي بشلل شبه تام.
وقال الدكتور حمد بن محمد الغيلاني الخبير بمركز العلوم البحرية والسمكية التابع لوزارة الثروة السمكية ان المد الاحمر انحسر في خليج عمان الا ان هناك نسبة قليلة في المنطقة الوسطى والشويمية وولاية مصيرة. مؤكدا ان المخازين السمكية لم تتأثر وذلك بسبب قلة الاسماك النافقة اثناء فترة المد التي بدأت في شهر سبتمبر من العام الماضي.
وأضاف في تصريح لـ(عمان الاقتصادي): انه تم تسجيل نوع جديد من المد الاحمر لأول مرة في المياه العمانية ولكن ليس له تأثير على صحة الانسان من حيث أكل الاسماك ولكنه تسبب في الروائح الكريهة القوية. مشيرا الى انه من خلال البحث والمتابعة وجدت كميات من الاسماك النافقة في اقفاص الصيادين وكذلك في بعض الموانئ في منطقة الباطنة والمنطقة الشرقية.
وأكد ان أكل الاسماك خلال فترة المد لا يؤثر على صحة الانسان لانها لا تتغذى على العوالق النباتية المسببة للمد الاحمر في حين ينصح بعدم أكل المحاريات في المناطق المتأثرة بالمد لانها تتغذى بالترشيح على العوالق المسببة للمد.
وأكدت مصادر بعدد من مستشفيات السلطنة انها لم تتلق أي حالات تشكو من امراض بسبب المد الأحمر.
وقال الغيلاني ان هناك عددا من الأسباب تزيد من ظاهرة المد الاحمر من بينها التلوث الذي يسببه الانسان مثل المشاريع والمدن السياحية وفضلات المصانع ومياه الصرف الصحي وناقلات النفط ومحطات تحلية المياه والاستزراع السمكي عن طريق الغذاء الصناعي اذ يؤثر على البيئة القريبة من منطقة الاستزراع. ومن الاسباب على المستوى العالمي ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع منسوب مياه البحر والتغيرات في التيارات المائية واتجاهات الرياح في البحار.
وأوضح د. حمد الغيلاني: انه منذ الثلاثين سنة الاخيرة وجد ان المساحات التي يغطيها المد الاحمر زادت وعدد المرات التي تتكرر فيها ظاهرة المد زادت ايضا مشير الى انه تم اكتشاف انواع جديدة من حيث زيادة العوالق النباتية المسببة للمد. موضحا ان فترة المد عادة ما تكون في شهر سبتمبر واكتوبر واحتمال استمراره الى نوفمبر في بعض الاحيان.
الصيادون متأثرون
وأبدى عدد من الصيادين الحرفيين تاثرهم من ظاهرة المد الأحمر التي اثرت على موسم الصيد من جهة وجعلت المستهلكين يبتعدون عن أكل الأسماك ظنا منهم أنها تؤثر على صحة الانسان.
وقال أمير بن سعيد بن ناصر اولاد ثاني (صياد)، أثناء فترة المد الاحمر تختفى الأسماك في المناطق التي اعتدنا الصيد فيها، لان الاسماك تهاجر خوفا على حياتها وتبحث عن أماكن خالية من تأثير العوالق. وبسبب ذلك يقتصر الصيد على أسماك السردين (العومة) لهجرة الانواع الاخرى من الاسماك.
أما سالم بن خلفان أولا ثاني فقد سألناه عن خبرته بالبحر ومعايشته لظاهرة المد الاحمر فقال: هناك ثلاثة أنواع من المد الاحمر هي المد الشمالي ومد الكوس والمد البري، فالشمالي يحدث عندما تكون هناك رياح أو أمطار، أما مد الكوس فيحدث عندما تكون هناك سحب كثيفة وليس بها أمطار وتكون الرياح من جهة الجنوب ولا تصحبه روائح كريهة. أما المد البري فيأتي من جهة الشمال مما يؤثر على البحر ويميزه الصيادون بوجود زبد البحر او بالمحلي (رغاو) ولكن لا توجد به روائح كريهة أيضا ولا يتسبب في هجرة الأسماك.
هجرة الاسماك
وعلى شاطئ العذيبة لم تكن هناك أسماك نافقة بشكل يذكر جراء المد الاحمر ولكن الروائح الكريهة كانت شديدة للغاية. وهناك التقينا مع سعيد بن سليمان الكليبي الذى كان مسترخيا ومتكئا على كومة من شباك الصيد وعندما سألته عن ظاهرة المد الأحمر وتأثيراتها قال: المد هذا العام أكثر شدة من السنوات السابقة كانت له روائح كريهة تسبب ضيقا في التنفس فخلال فترة المد هاجرت الاسماك الى مناطق اخرى مؤكدا ان قليلا من الاسماك وجدت ميتة على الشاطئ وهذه ليست في فترة المد وانما على مدى العام واشار الى انه لم يعلم أن أحدا قد اصيب بسبب تناول الاسماك. والمعروف ان الاسماك تهاجر من المناطق التي تشعر فيها بالخطر ولهذا فالصيادون يتعمقون في مناطق بعيدة في البحر والتي تسمى بلغة الصيادين (الغبة) بحثا عن الاسماك في مناطق اخرى مشيرا الى ان الاسماك تعتبر كائنا حيا يتوفر فيه خاصية تمييز التأثيرات البيئية ولهذا تبتعد عن المناطق المتأثرة بالمد الاحمر.
أما ثاني بن سعيد الجابري الذى وجدناه متوشحا بلباس القماطين (مهنة تقطيع الأسماك) في سوق الاسماك بالغبرة فيقول، كنت في السابق صيادا الا ان عامل السن جعلني أعمل في مهنة ليست بعيدة عن مهنتي السابقة.
أسماك السوق سليمة
وعن ظاهرة المد أوضح الجابري أن الله تعالى جعل لكل كائن حي حاسة فالأسماك عندما تحس بالمد الاحمر او بأي ظاهرة طبيعية تهاجر من المنطقة الى مكان آمن أو ما يسمى بالغبة. وخلال فترة المد اشار الى انه لم يلاحظ أية أسماك ميتة تذكر على الشاطئ ولكن كانت الروائح قوية ومزعجة ولم تكن هناك أي تأثيرات من الناحية الصحية سوى الروائح الكريهة وأكد انه لم ترد الى السوق أية أسماك متأثرة من المد الأحمر موضحا ان الأسماك خلال فترة المد هاجرت الى أماكن آمنة ولهذا فالصيادون يتعمقون داخل البحر أو ما يسمى (الغبة) للبحث عن الأسماك. مشيرا الى ان كمية الاسماك خلال فترة المد كانت قليلة بسبب هجرة الاسماك وكان الناس او الزبائن يبحثون عن الاسماك فلا يجدونها متوفرة كما كان الحال في الايام العادية.
واضاف الجابري انه لخبرته الطويلة في البحر فإنه يتوقع ان يكون هناك مد آحمر آخر بعد حوالي شهر الى شهرين ولكنه يكون ضعيفا حيث ان بداية فترة الصيف والتي تجعل برودة البحر تخرج من قاع البحر وهذه أيضا تجلب معها العوامل المسببة للمد الاحمر وبفعل الامواج تصل الى الشواطئ ولكنها ضعيفة.
جدير بالذكر انه تم تشكيل فريق عمل مختص من عدد من الجهات الحكومية منها وزارة الصحة ووزارة الثروة السمكية ووزارة البيئة والشؤون المناخية وجامعة السلطان قابوس لزيارة المناطق التي تتأثر بهذه الظاهرة للتعرف عن قرب على ابعادها وكذلك اخذ عينات من مياه البحر ورصد اي تغييرات لمعرفة أسباب حدوث هذه الظاهرة وايجاد الحلول المناسبة لتفادي هذه الظاهرة.
كما تم اكتشاف نوع آخر من المد الأحمر لا يوجد إلا في مياه شرق آسيا وأمريكا وهذا يدل على تفريغ ناقلات النفط لمياه التوازن فيها.
وفي الفترة الماضية قامت وزارة الثروة السمكية بتنظيم حملات توعوية للصيادين في المناطق الساحلية لتعريفهم بالمد الأحمر علميا وما هي الآثار المترتبة في فترة المد وما هي الخطوات التي يجب أن يتخذوها في المناطق التي تزدهر فيها عمليات المد.
عمان / http://www.omandaily.com/business/business5.htm