همس القلم
08-02-2009, 08:22 AM
خرج من مكتبه ..ينظر حوله فقد حاسة السمع ... الكل يحدثه ولكنه لا يسمع ... صوت صراخ مازال بأذنه ...
وهذا يمد يده يصرخ باسمه ولكنه فقد حتى أسمه لا يسمع ولا يرى .. ولكنه يمضي ... وقعت الاقلام ... التفت إليها ونظر نظرة استغراب كيف تسقط ..
الكل يفسح المجال له ... فاقد للوعي حالته يمضي وكأنه ريشة لا أقدام له على الأرض ... صراخ وصوت يتعالى
وضربات قلبه تتسارع ... ولا يملك الا كلمة واحدة ...أيعقل .. ولكن كيف ... كيف ذاكـ
وقد تركها صباحا ضاحكة .. تداعب لحيته .. وصوتها أبي أحبك .. عد الي بهدية ... وتحضر له حقيبة عمله ..
. وبفرح تخبره اليوم سيأخذها الى مكان لم ترى مثله من قبل لانه عيد ميلادها ...
عاد الى واقعه ...ركبت سيارته ... المذيع يتحدث ... وبرنامجه المفضل المضحك ... ينظر الى المذياع باستغراب ...
يتنفس ولكن أنفاسه تخنقه ... يود ان يصرخ ولكن عبراته تخونه ... يهتز جسده ... شيء ثقيل مزقه
يمضي ...
يحرك سيارته لا يسمع صوت الا ضربات قلبه القوية وأنفاسه المتصاعدة وكأن روحه تخرج من عنق الزجاجة
ينزل الشارع يقود سيارته وسط زحام ..
فينظر اليهم ذاك يتحدث وهذا يضحك ذاك أخذه الطرب فاهتزت سيارته
صوت الإسعاف ايقظ سكونه ... السيارات أخذت مكانها وأوسعت الطريق للإسعاف الا هو ... صاحب الإسعاف يأشر له
فتركها وقد أخذت أنفاسه معها ...
أخيرا سقطت دمعة شقت طريقها واستقرت بلحيته الخفيفة التي كانت تداعبها طفلته الصغيرة ... ينظر الى سرعة سيارته وصوتها
فيزداد بكاءا ...
ووصل للبيت أخيرا بعد ان أخذ العالم الخارجي أنفاسه ... يخترق الزحام ... والناس تتحدث والصوت يتعالى ولكن محال ان يرى او يسمع شيئا ...
يندهش لحالها ... يكاد لا يصدق ما رأت عيناه ... يمسكها بيديه يرفعها عن الأرض .. وضع أخاه يده في كتفه ... وهز برأسه ... فأنزل رأسه يمسح خدها
ايا زهرتي انتِ التي رحلت ِ ... كيف ... ولماذا ... أواه يا قلب ما أقصى ما أصابك ... ينظر الى زوجته كانت صابرة محتسبة ... ولكن الى متى ما أن رأت دمعته يخاطبها بعينه أهذه حقيقة ام تراه حلم ...
انهارت هي الاخرى ... يضم طفلته بقوة ... ينزع أخاه من طفلته ... كفى اكرام الميت دفنه ...
ماذا يقولون ماذا يتمتمون ... لا أفهم ..لااسمع الا يدركون ... أشعر بدفئها الاحمر ... ودمها غطى ملابسه
ابتسامة غطت وجهها الناعم ... طفلة في السادسة من عمرها ... وكانت تفتخر قبلا ان اليوم ميلادها ... وتنتظر هدية والداها
عائدة من المدرسة فيأخذ أحدهم روحها بسيارته المجنونة ... من ذا يحرك طفلته من صدره ... من ذا يقوى ان يفهمه انها رحلت
من ذا القوي الذي يدرك ما به من ألم ... حاول اخاه ولم يفلح حاول من معه ولكن لم يفلح ... وطفله الآخر ذو الأربع سنوات يبكي ... ابتاه .. ابتاه
وطفله الرضيع الذي وقع بين قدميه يتمتم بخبره انه قوي ليمشى اليه ... كل ذاك ما جعله يدرك انها حقيقة لا حلم .. وما أصعبها حين يصحو الفرد على ذاك
أخذوها منه بقوة كما انتزعت منه من قبل مجيئه ... فأخرجوها جسدا يصلى عليه ... وبقي ذاك التاريخ تلك الساعة تلك اللحظات في ذاكرته .
وهذا يمد يده يصرخ باسمه ولكنه فقد حتى أسمه لا يسمع ولا يرى .. ولكنه يمضي ... وقعت الاقلام ... التفت إليها ونظر نظرة استغراب كيف تسقط ..
الكل يفسح المجال له ... فاقد للوعي حالته يمضي وكأنه ريشة لا أقدام له على الأرض ... صراخ وصوت يتعالى
وضربات قلبه تتسارع ... ولا يملك الا كلمة واحدة ...أيعقل .. ولكن كيف ... كيف ذاكـ
وقد تركها صباحا ضاحكة .. تداعب لحيته .. وصوتها أبي أحبك .. عد الي بهدية ... وتحضر له حقيبة عمله ..
. وبفرح تخبره اليوم سيأخذها الى مكان لم ترى مثله من قبل لانه عيد ميلادها ...
عاد الى واقعه ...ركبت سيارته ... المذيع يتحدث ... وبرنامجه المفضل المضحك ... ينظر الى المذياع باستغراب ...
يتنفس ولكن أنفاسه تخنقه ... يود ان يصرخ ولكن عبراته تخونه ... يهتز جسده ... شيء ثقيل مزقه
يمضي ...
يحرك سيارته لا يسمع صوت الا ضربات قلبه القوية وأنفاسه المتصاعدة وكأن روحه تخرج من عنق الزجاجة
ينزل الشارع يقود سيارته وسط زحام ..
فينظر اليهم ذاك يتحدث وهذا يضحك ذاك أخذه الطرب فاهتزت سيارته
صوت الإسعاف ايقظ سكونه ... السيارات أخذت مكانها وأوسعت الطريق للإسعاف الا هو ... صاحب الإسعاف يأشر له
فتركها وقد أخذت أنفاسه معها ...
أخيرا سقطت دمعة شقت طريقها واستقرت بلحيته الخفيفة التي كانت تداعبها طفلته الصغيرة ... ينظر الى سرعة سيارته وصوتها
فيزداد بكاءا ...
ووصل للبيت أخيرا بعد ان أخذ العالم الخارجي أنفاسه ... يخترق الزحام ... والناس تتحدث والصوت يتعالى ولكن محال ان يرى او يسمع شيئا ...
يندهش لحالها ... يكاد لا يصدق ما رأت عيناه ... يمسكها بيديه يرفعها عن الأرض .. وضع أخاه يده في كتفه ... وهز برأسه ... فأنزل رأسه يمسح خدها
ايا زهرتي انتِ التي رحلت ِ ... كيف ... ولماذا ... أواه يا قلب ما أقصى ما أصابك ... ينظر الى زوجته كانت صابرة محتسبة ... ولكن الى متى ما أن رأت دمعته يخاطبها بعينه أهذه حقيقة ام تراه حلم ...
انهارت هي الاخرى ... يضم طفلته بقوة ... ينزع أخاه من طفلته ... كفى اكرام الميت دفنه ...
ماذا يقولون ماذا يتمتمون ... لا أفهم ..لااسمع الا يدركون ... أشعر بدفئها الاحمر ... ودمها غطى ملابسه
ابتسامة غطت وجهها الناعم ... طفلة في السادسة من عمرها ... وكانت تفتخر قبلا ان اليوم ميلادها ... وتنتظر هدية والداها
عائدة من المدرسة فيأخذ أحدهم روحها بسيارته المجنونة ... من ذا يحرك طفلته من صدره ... من ذا يقوى ان يفهمه انها رحلت
من ذا القوي الذي يدرك ما به من ألم ... حاول اخاه ولم يفلح حاول من معه ولكن لم يفلح ... وطفله الآخر ذو الأربع سنوات يبكي ... ابتاه .. ابتاه
وطفله الرضيع الذي وقع بين قدميه يتمتم بخبره انه قوي ليمشى اليه ... كل ذاك ما جعله يدرك انها حقيقة لا حلم .. وما أصعبها حين يصحو الفرد على ذاك
أخذوها منه بقوة كما انتزعت منه من قبل مجيئه ... فأخرجوها جسدا يصلى عليه ... وبقي ذاك التاريخ تلك الساعة تلك اللحظات في ذاكرته .