حـــــــــوار الـــزهـــور


في يوم جميل مشرق ...
طلعت الشمس من خلف الجبال الشامخة ...
أرسلت أشعتها الذهبية إلى كافة الأرجاء...
معلنتا عن يوم جديد ...

فاستيقظت غابة الربيع البهيجة... وما فيها من أشجار عالية ومياه جارية ... وهاهي العصافير تغادر وكناتها ... والطيور تسابق أقرانها... والزهور تنشر أريجها و عبيرها مع النسيم العليل...

تحتضن الغابة تلة صغيرة ..
تعتليها زهرة البنفسج الطموح ..
الجميلة الثنايا.. طيبة العرف .. تعيش لوحدها على هذه التلة الصغيرة ..تفتحت زهرة البنفسج وكشفت عن غطائها ونظرت إلى ما حولها من جمال الطبيعة الفطري ..
فسبحت الله ودعته ..

رفعت رأسها إلى السماء الزرقاء ؛ على الرغم من اتصالها بأديم الأرض لتنظر إلى إبداع الخالق في هذا الكون العظيم ..

تلك الزهرة التي لم تتغير ولم تتبدل ..
على الرغم من الأهواء و المغريات الهائلة التي أحاطت بها ..
والتي بثتها الرياح من غابة بعيدة مجهولة إلى غابة الربيع البهجة..
و تقطن أسفل هذه التلة جماعة من الورود الحمراء .. لا ليست حمراء بل هي صفراء .. زرقاء !!
وذلك لأن هذه الورود الجميلة ذات الجمال و الأريج الفواح سابقا .. قد باعت هويتها وثقافتها وألوانها.. نظرا لما بثته الرياح من أفكار الغرب .. فتغير سلوكها ولونها وطبعها.. ثم نظرت زهرة البنفسج إلى أسفل التلة ..

فإذا هي ترى الورود الحمراء البرية .. ليست على عادتها ..
فسلمت عليهن .. فردن عليها بكلام لم تسمعه من قبل البتة.. كلام الغرب , فقالن لها هذه تحية جديدة .. فنظرت إلى ألوان أثوابهن فإذا اللون الأحمر الجميل اختفى وحل محله الأصفر و الأزرق .. بل ألوان الطيف السبعة كلها في هذه الجماعة من الورود ..

فقالت لهن : ما بل أثوابكن تبدلت .. وحتى رائحة عطركن الفواحة الزكية ليست كما كنت أعهدها من قبل ..

فأجبنها بتبختر شديد : هذا يسمى التحضر و التكنولوجيا تتطلب منا كل ذلك لنواكب عصر السرعة .. لنصبح من روادها وحاملوا ثقافتها ..

فردت عليهن زهرة البنفسج : أبهذه السرعة بعتن شرفكن وهويتكن الأصلية وثقافتكن الإسلامية المميزة عن باقي ثقافات العالم .. تلك التي تدعوا نحو الخير والسلام . والانفتاح و تحث على الأمل و التفاؤل .. ولكن لماذا كل هذا التغيير الذي طرأ عليكن فجأة.. والذي تخليتن من أجله عن هويتكن الإسلامية الأصيلة ..

فأردفتها الورود قائلات: ما زالت هويتنا في قلوبنا .. فهي باقية معنا عبر السنين ولكن نحن نحب أن نغير من صفاتنا وألواننا .. لأننا مللنا من هذه الصورة التي نحن عليها..

قاطعتهن البنفسج قائلة:

أوتسمين جمالكن الفطري .. وثقافتكن الأصيلة .. شيء خاطئ وممل .. و إن كان كذلك .. فهذا ما أراده الله تعالى أن تكونن عليه .. التفرد التميز الأصل .. نحن لنا هوية و تراث و تاريخ عريق مجيد .. وثقافة أصيلة ووحدة إسلامية متكاثفة .. ولكن الغرب أين هم من كل هذا ..ولله العزة .. وللمسلمين فمن سوف يحيي عزتنا إذا كنا نحن أنفسنا سننساق وراء أطماع الغرب و أفكارهم .. وبالتالي نصبح لقمة سائغة لهم .. وهم يريدون أن يصدونا عن كل ما يربطنا من دين .. ولغة .. وثقافة.. وهوية .. ومن ثم نجمد عقولنا و نتبع أهوائهم الدنية فنصبح ..
بلا عنوان..
فهيا معا ننزع ثوب الغش والخداع .. ونرتدي ثوب العزة و المحبة و الإخلاص .. وبعزتنا وقوتنا نحارب العقول الجامدة .. ونبث في الكون الأمل وعدم القنوط من رحمة الله .. ونزرع الخير و الوفاء في القلوب .. وننشر المحبة والسلام .. لنرجع أمجاد امتنا الإسلامية المتحدة .. ونوثق الصلة بيننا .. بعدها لن يتجرا العدو على أن يمس ديننا وهويتنا و ثقافتنا بشي من أهوائه و رغباته ..

فأنكسن الورود رؤوسهن
قائلات : كم كنا نفكر في أنفسنا و أهوائها .. وفي صورتنا الجديدة.. تبا لهذه الأفكار المشؤمة .. والله لو كنا نعرف من قبل خطر هذه الأفكار والهواجس الشيطانية لما رضينا بها و لحاربناها و قضينا عليها.. قبل أن تتسلل إلى عقولنا و شكرا لكي فلولاك لكنا في ضلال بعيد...



... مـــــــــن وحــــــــي قـــلـــمـــــــي ...

ليتهن يستجبن كما استجابت الزهور
لـ زهرة البنفسج!!

انجرفن وراء تيار العصر والموضه
وهاهي تنكر فعلتهن بل تغيرها

حوار راقــٍ بكل معنى الكلمة
أسلوب شيق..

نورتِ البرج بمشاركتك المتميزة
وبوح قلمك البديع
وفقك الله
دمتِ بود

وقد ينسلخ الجمال ليزين نفسه بجمال واه لا اساس له

سوى جمال يزول بعد فترة

جميلة هي القصة بما تحمله بطياتها

استمري

عندي ملاحظة فقط فكلمة (( معلنتا )) لا تكتب هكذا وانما معلنة ٌ

شكرا لكل من رد على موضوعي و أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت لجميع من يدخل هذا المنتدى الرائع ... ولكم مني جزيل الشكر والتقدير..
شكرا ل( الليل الدفين ) على التصحيح ..
أتمنى مشاركتي في محاربة هذه الظواهر الإجتماعية والنفسية _في الحقيقة _ التي بات
يعاني منها جميع الشباب سوا أكانو نساء أم رجال...
ونسأل الله العون على ذلك
...............