مشاهدة النسخة كاملة : الممارسة و الألات ..


COMANDER
24-02-2009, 02:28 PM
سبق في عرض الفكرة أن عرضنا لجانب من الخبرة السابقة على محاولة تطوير منظور حضاري معرفي في دراسات المرأة, تلك الخبرة التي تمثلت في خبرة عامة لمسيرة الوعي المعرفي الحضاري ونموه وتواسعه, ثم تمثلت في تطبيقات وتفعيلات للمنظور العام في قضايا كانت منها قضية المرأة –وفي ذلك أشير إلى أن الفكرة (تطوير منظور حضاري معرفي يعنى بدراسات المرأة) أخذت بعدها التنفيذي منذ عام 1998 من تحول أصدقاء كرسي زهيرة عابدين لدراسات المرأة والحضارة. واستكمالاً لما تسعى إليه الورقة نقف لنتساءل عن ملامح الخبرة الواقعية لهذا التطوير!

ولكن يلاحظ أن تطوير المنظور وتوجيه تطبيقاته لم يمض في صورة خطية, ولا مجرد مجهود فردي, أو أساليب استكتابية من المعهود في المؤتمرات والندوات والكثير من أشكال البحث الجماعي, إنما شهدت هذه الخبرة نوعًا من الإدارة الجماعية, وعمل الفريق. كما عملت المشروعات المختلفة في إطار التوجه الفكري العام للمنظور، حيث أعدت الخطط لتقديم مراجعات شاملة لتراث المرأة الإسلامي، في إطار إعادة قراءة الأصول. في نفس الوقت الذي تسعى فيه لقراءة ونقد الأدبيات المعاصرة، وذلك تمهيدًا لطرح خطاب جديد حول المرأة وقضاياها يستوعب البعدين التراثي والمعاصر انطلاقًا من المنظور الحضاري.

كذلك عنيت جمعية دراسات المرأة والحضارة منذ البداية بجانب التأصيل للمنظور جنبا إلى جنب مع التطبيقات. فتم الاهتمام البحثي بموضوعات حضارية كبرى. هذه الموضوعات –بالإضافة إلى كونها غير مطروقة عادة- كانت تقع في صلب التطوير للمنظور الحضاري أو التأسيس له في دراسات المرأة، كالبحث في "الإنسان" و"الطبيعة الإنسانية"، والبحث في "الحضارات المقارنة" وجذورها، والبحث في "الغرب" وخصائصه الحضارية، والبحث في الإسلام – حضاريًا، والبحث في "التاريخ" ماهيته ومفاهيمه، ودوره في تكوين مفهوم "الحضارة"... وغير ذلك من القضايا التي كان يتم توجيهها بحيث تصب في تحسين الفهم والرؤية لمسائل الأمة والأسرة والنوع (الجندر) وطبيعة المرأة، وبيان أثر الاختلافات الثقافية على بلورة منظورات مختلفة حول المرأة، وخصوصية الحضارة الإسلامية أصولاً وتراثًا فيما يتعلق بها.

ويمكن تلخيص هذه الملامح من خلال محاور عدة للعمل، ومن خلال هذه المحاور كان السعي لإنقاذ المشروعات البحثية الآتية:


أولها- محور مراجعة الخطاب العربي الحديث والمعاصر:

(أ‌) ببليوغرافيا المرأة المسلمة –مشروع مسح الخطاب العربي الحديث والمعاصر حول المرأة:

هذا المشروع هو باكورة المشروعات البحثية لجمعية دراسات المرأة والحضارة، وقد تم من خلاله مسح الخطاب العربي حول المرأة منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى اليوم. وبناءً على ذلك شملت عملية المسح الببليوغرافي ثلاث مراحل للخطاب العربي حول المرأة امتدت من منتصف القرن التاسع عشر حتى نهاية القرن العشرين. وقد قام المسح على أساس تعريف "الخطاب العربي حول المرأة" على اعتبار أنه ذلك الخطاب الذي يعالج قضايا المرأة سواءً كتب بأيدي نساء-فيما يعد خطابًا نسويًا- أو بأيدي رجال. وتضمن المسح توثيق حوالي 2000 مفردة اشتملت على عناوين كتب ومقالات ودراسات ووسائل جامعية وندوات ومؤتمرات ومحافل ووثائق. وصاحب المسحَ مشروعُُ آخر لرصد أهم التوجهات المختلفة للخطاب في كل حقبة، فقد تم انتقاء عينات من نتائج المسح في كل مرحلة أو حقبة مسحية لعرض محتوياتها في شكل استمارات.

وتنبع أهمية مشروع مسح الخطاب من كونه يوفر البنية التحتية لعملية البحث العلمي، إضافة إلى ما يتيحه من رصد الأفكار المطروحة في مجاله ومعرفة مصادرها، وتتبع تطوراتها وآثارها.



(ب‌)مشروع مراجعة الأدبيات العربية المعاصرة:

عُني هذا المشروع بتقديم المراجعات والعروض النقدية للأدبيات العربية المعاصرة في قضايا المرأة. واهتمت تلك المراجعات النقدية برصد وتحليل بعض الكتابات التي تمثل التيارات الفكرية المختلفة على الساحة العربية في قضايا المرأة، والتي لها مداخلها المختلفة في العلوم الاجتماعية، وأيضًا عقد المقارنات بين تلك التيارات والمداخل في تناولها لقضايا المرأة، وتحديد علاقاتها بالتيارات الفكرية الأوسع والمتصارعة على الساحة العربية والتعرف على مدى إسهامها في دفع وتطوير الحراك الثقافي.



(ج) مشروع المراجعات باللغة الإنجليزية:

تستلزم مساقات التدريس الأكاديمي إنتاج بعض المواد البحثية باللغة الإنجليزية إلى جانب إنتاجها باللغة العربية، ولذلك أنشأت جمعية دراسات المرأة والحضارة نواة لفريق فرعي يعمل لتحقيق هذا الهدف. وينصب الجهد البحثي في هذا المجال على تقدم المراجعات النقدية للأدبيات المنتجة بالإنجليزية والعربية حول المرأة المسلمة. ويجري من خلال تلك المراجعات انتقاء أهم الكتابات التي تمثل التوجهات الغربية والعربية المختلفة حول قضايا المرأة العربية خاصة والمسلمة بصفة عامة. وتشتمل المراجعات على الكتب أو المقالات، أو فصول بعينها من بعض الكتب المختارة.

بالنسبة للأدبيات الغربية، تم انتقاؤها وفقًا لمحددات موضوعية أو معيارية معينة كالحقبة الزمنية التي تمثلها، كمراجعة بعض النصوص الاستشراقية حول المرأة المسلمة، أو لما تمثله من توجه في التيارات النسوية الغربية الفكرية والحركية، والتي يكون لها امتدادات في المحيط العربي أو الإسلامي، أو الانطلاق من مداخل التناول في الدراسات الاجتماعية والنفسية والتاريخية أو الأدبية والفلسفية التي تنعكس في دراسات المرأة المسلمة في المجالات المقابلة.

وفي إطار مراجعة الأدبيات العربية، اهتم الفريق بتقديم ترجمة لمختارات تراثية ومعاصرة عن المرأة المسلمة. حيث يتم تقديم عروض لأمهات كتب التراث التي تناولت أحكام النساء وأدبهن وتاريخهن وغير ذلك. وكذلك تم تقديم عروض للتوجهات البارزة في الأدبيات الحديثة والمعاصرة التي تتناول قضايا المرأة. ومن ثم يسعى هذا المشروع إلى أن يقدم نماذج منتقاة من التراث والفكر الإسلامي للجمهور غير القارئ بالعربية، وتوفير حصيلة ميسرّة لصقل المادة المتاحة للمساقات التدريسية في مجال المرأة المسلمة.

وتسعى الباحثات لتقديم المراجعات ذات الأسس العلمية في النقد، والتي تستند إلى المعرفة بمناهج نقد الخطاب المختلفة، إضافة لتوخي القراءة الواعية بالمنظور الحضاري المعرفي الذي يطرحه المشروع.



ثانيها- محور المرأة في التراث الإسلامي:

يعالج ذلك المحور المسائل المتعلقة بفعاليات المرأة في التاريخ الإسلامي، في نفس الوقت الذي يبحث فيه عن تناول المرأة في الموروث المعرفي الإسلامي. ويتضمن هذا المحور عدة مشروعات، منها:

(أ) مشروع مسح تراجم وطبقات النساء:

يمثل هذا المشروع أحد القواعد البيانية للمشروعات المتعلقة بالمرأة في التراث الإسلامي، حيث يتم من خلاله مسح وتتبع تراجم وطبقات النساء اللاتي أسهمن بأدوار فاعلة في بناء المعرفة والعمران الحضاري، وذلك من خلال العودة لكتب التراجم والطبقات والأعلام. وقد تم في هذا المشروع:

· مسح أولي للنساء المؤلِّفات المسلمات أو اللاتي تركن تراثًا مكتوبًا في حقول المعرفة الإسلامية المختلفة، حيث تم تتبع تراجم المحدثات والفقيهات والأدبيات وصاحبك المشيخة وطبقاتهن.

مسح النساء الواقفات في الأمصار الإسلامية المختلفة، وتتبع الدور الذي لعبته أوقاف هؤلاء النساء في الفعاليات الاجتماعية للأمة. وتم في ذلك التركيز على الأوقاف في مصر والمغرب العربي والأندلس.

تتبع النساء الراويات للسنن وجرد أسمائهن وإسهاماتهن في مجال علوم الحديث، من خلال مسح كتب طبقات المحدثين ومسح مسانيد النساء. وتم التركيز في ذلك في المرحلة الراهنة من العمل على المحدثات في المغرب العربي.

(ب) مشروع مسح المخطوطات العربية حول المرأة:

تمتد الفترة الزمنية المحددة لهذا المسح من بدايات البعثة النبوية حتى منتصف القرن الثالث عشر الهجري –الثامن عشر الميلادي. وقد اشتمل على عدة فئات رئيسية لتراث المرأة المسلمة وهي كالتالي:

(المخطوطات التي ألفتها نساء - المخطوطات التي تناول مسائل تتعلق بالمرأة المسلمة - وثائق شخصية لنساء مسلمات - التراث المطبوع للمرأة وحول المرأة المسلمة).

وقد تم مسح نصوص ومخطوطات تنتمي لحقول مختلفة من علوم التراث. وتم تصنيفها طبقًا للفئات التالية: التفسير، الحديث، الفقه، التاريخ، الأدب، التصوف والأخلاق الشرعية، اللغة، الطب. كما اشتمل المسح على فهارس المخطوطات الموجودة داخل مصر وفي الدول العربية والإسلامية الأخرى. مثل فهرس مخطوطات دار الكتب المصرية، ومعهد المخطوطات العربية. وقد تم تعيين معظم الأماكن التي توجد بها هذه المخطوطات والتي ذكرت في الفهارس، إضافة لتضمين أرقامها المسلسلة داخل مكتباتها الأصلية.

وقد انتهى الفريق حتى الآن من مسح حوالي 300 مخطوطة عن المرأة، و15 مخطوطة كتبت بأقلام نساء، و12 وثيقة، و50 مخطوطًا مطبوعًا.



(ج) مشروع تدوين تاريخ المرأة المسلمة:

بالرغم من أن المرأة المسلمة قد مرت في تاريخها بفترات حالكة الظلمة، تآمرت فيها المؤسسات السلطوية المختلفة على إزاحتها عن ساحات المعرفة وممارسة العمل العام، إلا أن هذا لم يطمس أثر المبادئ والمنطلقات التي جاء بها الإسلام والتي كرستها الشريعة الغرّاء فشكلّت رصيدًا من المكتسبات التي مكّنت للمرأة المسلمة وحفظت لها مكانة انعكست في تاريخ حفل بالنماذج النسائية المشرقة التي كان لها حضور اجتماعي وثقافي فاعل ومميز في إثراء المعرفة والعمران في حواضر العالم الإسلامي.

ولذلك يقتضي الأمر مراجعة تاريخ المرأة المسلمة، وذلك بغرض تغيير بعض المسلّمات الرائجة والتوصل للحقائق الخاصة بهذا التاريخ، سواءً أكانت لصالح المرأة في فترات ما، أو ضدها في فترات أخرى. والكشف عن مثالب فترة تاريخية ما إنما هو مدعاة للكشف عن الأسباب السياسية والاجتماعية والثقافية الكامنة خلف ذلك، وكذلك سبيلاً لعقد المقارنات بين الفترات المختلفة لتاريخ المرأة وبين العصر الحالي، بما يطرح النماذج التي يمكن عليها التأسيس وإعادة البناء لواقع الأمة ومستقبلها بعد التنقية والتجلية.

كما تهدف المراجعة التاريخية للتوصل إلى تحديد المنعطفات التاريخية الحرجة التي بدأت فيها عمليات تشويه الوعي والنظر لتاريخ المرأة المسلمة على أنه فصول متلاحقة من القهر أو التقهقر، ومعرفة الملابسات المصاحبة.



ثالثها- محور الندوات والمؤتمرات:

يعني بإقامة المؤتمرات والندوات التي يتم من خلالها فتح الملفات الخاصة بالمرأة للنقاش. وذلك في إطار التوجه العام للمنظور ووفقًا لأولوياته ومجالات عمله، في كل من التراث والفكر المعاصر. ومن الندوات التي أُنجزت ما يلي:

(أ‌) ندوة "د. عائشة عبد الرحمن: خطاب المرأة أم خطاب العصر":

نظمت وحدة دراسات المرأة والحضارة في 22-23 مارس 2000 ندوة بمناسبة الذكرى السنوية لرحيل العالمة الجليلة الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) بعنوان: "د. عائشة عبد الرحمن: خطاب المرأة أم خطاب العصر –مدارسة في جينيولوجيا النخب الثقافية". وطرحت البحوث المقدمة في الندوة في إطار محورين: المحور الأول يتعلق بإسهامات بنت الشاطئ المختلفة في مجالات علوم القرآن والحديث والتراجم والأدب والسيرة الذاتية وشهادة العصر، ويخرج المحور الثاني من "الخاص" المتعلق ببنت الشاطئ لفضاء "العام" المتعلق بالنخب الثقافية وخطابها في تلك المجالات سالفة الذكر.

(ب‌) ندوة "مئوية قاسم أمين: بين تحرير المرأة، والمرأة الجديدة –مراجعات"

أخذت جمعية دراسات المرأة والحضارة المبادرة منذ إنشائها في صيف 1998 في الإعداد لملف تقويم ومراجعة يستهدف رصد حصاد قرن من الجدل والمواقف من موقع المرأة من النهضة ودورها في الحياة العامة. وذلك بمناسبة مرور مائة عام على صدور كتاب تحرير المرأة لقاسم أمين. ويعد الملف لاستخدامات متنوعة، منها ندوة تعالج خطاب المرأة بين الأصالة والتبعية.



رابعها- محور النشر:

يتضمن هذا المحور نشر الإنتاج العلمي، ويتم النشر في صورة أبحاث أو تقارير أو نشرات أو دوريات. ومن ذلك:

(أ) بحث الأوقاف الخيرية: نحو توطين نموذج إسلامي معاصر للتنمية البشرية –دراسة في أوقاف الفرد والجمعية الأهلية وأوقاف النساء:

القضية المحورية لتلك الدراسة هي الكيفية التي يمكن من خلالها إحياء نظام الوقف واستعادته لدوره التنموي. وقد بحثت الدراسة عن صيغة لتفعيل نظام الوقف الخيري الإسلامي وتحديثه في أطر وصيغ مستحدثة تسمح لهذا النظام العريق أن يستعيد دوره الجليل في تحقيق التكافل والعدل الاجتماعي ورفع الخصاصة عن فقراء المسلمين، وتفعيل عناصر المدينة الإسلامية... إلخ. وقدمت لذلك من خلال طرح نموذج للتنمية البشرية مستوعبًا أبعاد مؤسسة الوقف، بحيث أمكن من خلال عمليات التوطين هذه التخلص من براثن النماذج التنموية التي يفرضها الغرب، والتي لا تستطيع التفاعل في بيئة لها محددات قيمية وحضارية مختلفة.

واختبرت الدراسة في شقها التطبيقي عددًا من النماذج العملية الحديثة التي تبرز الدور الذي يمكن للوقف أن يقوم به في مجالات التنمية البشرية، وذلك من خلال النظر في ثلاثة نماذج تعبر في مجملها عن عناصر ومكونات المجتمع الأهلي الذي كان نظام الوقف تاريخيًا عماد مؤسساته. والنماذج الثلاثة المختارة هي: نموذج الفرد الواقف، نموذج المنظمة الأهلية غير الحكومية، وأخيرًا نموذج أوقاف النساء.

(ب) التقرير الاستراتيجي السنوي حول المرأة المسلمة في العالم

اضطلعت جمعية دراسات المرأة والحضارة بمهمة إعداد تقرير استراتيجي سنوي للمرأة المسلمة. ويتسم هذا التقرير بالطابع الرصدي الإخباري المقترن بتحليل الاتجاهات العامة لحركة المرأة وأوضاعها والسياسات العامة الخاصة بها، حيث يتتبع أحوال المرأة المسلمة في العالم سنويًا، من خلال ما ينشر حولها في المصادر المختلفة، مثل الصحف والمجلات العربية والأجنبية، وشبكة الإنترنت. ولذلك فهو بمثابة التدوين الأولي لتاريخ المرأة المسلمة في مجرياته وفعالياته الراهنة.

وقد صدر التقرير الأول لعام 1999 متضمنًا في حولية "أمتي في العالم" التي تصدر عن "مركز الحضارة للدراسات السياسية" بالقاهرة، وتمت ترجمة التقرير الأول للغة الإنجليزية تمهيدًا لنشره بالإنجليزية إضافة إلى العربية.



(ج) دراسات في الظواهر والمشاكل الاجتماعية المعاصرة:

ويتم ذلك في إطار أهداف هذا المنظور للربط بين الدراسات النظرية والتطبيقية، حيث يهتم بالتخطيط لدراسات ميدانية تعالج بعض الظواهر الاجتماعية التي تتعلق بقضايا المرأة والأسرة في المجتمع.



(د) إصدار "المرأة والحضارة" –نشرة غير دورية:

تصدر جمعية دراسات المرأة والحضارة نشرة غير دورية تحمل عنوان "المرأة والحضارة". وتتضمن النشرة أبوابًا عدة منها: المقالات، الحلقات النقاشية، المفاهيم والاقترابات، من التراث، عروض الكتب، الخواطر الأدبية. وقد صدر العدد الأول من النشرة في ربيع 1420هـ، 2000م. وتضمن الكثير من الموضوعات والمقالات الهامة والجديدة في بابها.



خامسها- محور إعداد وتدريب الكوادر البحثية.

سعت الجمعية في إطار عملها إلى إعداد وتدريب الكوادر البحثية بها. وتلك الكوادر تمثل نواة لكوادر بحثية من الداخل الإسلامي في حقل دراسات المرأة. ومن ثم كانت خبرة تطوير منظور حضاري معرفي لدراسات المرأة تعتمد بالأساس على هذه الآلية, كنوع من الشورى البحثية, وشكل من أشكال التعلُُّم الجماعي. تم تطبيق هذه الآلية بأشكال مختلفة, كأن يُعرض كتاب ذو اتصال, يُعرض للقراءة, وتطرح تجاهه الأسئلة: ما منهج النقد؟ ما منهج الاستفادة في تطوير المنظور الحضاري؟ ماذا يطرح الكتاب من إشكالات في سبيل هذا التطوير؟ وكانت المدارسة تتطرق أيضًا على عرض قضية ثم استعراض وجهات النظر حولها فيما يشبه عمليات "عصف الذهن"؛ وذلك لاختبار إمكانيات المنظور في معالجة القضايا المختلفة المتفرعة –كل يوم- عن موضوع "المرأة".

كذلك لم يكن تغيب أو سفر أحد الأعضاء يعني عدم المشاركة، فقد كانت المراسلات تكمل المدارسات وتتواص معها التي كنت أحرص على المساهمة المستمرة بها أثناء السفر تحمل العديد من الأفكار والطروحات، فاجتمعت آليتا المدارسة والمراسلة لتحقيق هذه الغايات.

وقد تم في إطار ذلك عقد "مدارسات" غير دورية أو دورات منتظمة، وذلك على النحو التالي:

(أ‌) حلقات البحث والمدارسة غير الدورية:

عقدت العديد من ورش العمل للباحثات، منها:

· حلقة نقاش حول دواعي تأسيس حقل دراسات المرأة المسلمة، وانعقدت في أغسطس1998.

مدارسة لفتح ملف المرأة والخطاب العربي المعاصر، وعقدت في فبراير 1999.

حلقة عمل فصلية للتقويم ومراجعة أعمال بحثية جارية، وقد عقدت في أغسطس 1999.

(ب‌) دورة في قراءة النص وتحليل خطاب المرأة:

أخذت الجمعية بزمام المبادرة في هذا المجال، وذلك من خلال تنظيم سلسلة من الحلقات النقاشية الممتدة حول كيفية التعامل مع النصوص المختلفة تعاملاً نقديًا. وتأتي تلك الدورة في إطار السعي لبلورة منظور جديد للتعامل مع قضايا المرأة، فقد تبنت الجمعية منذ نشأتها ووفقًا لهذا المسعى نهجًا نقديًا في التعامل مع التراث الفكري المطروح حول المرأة، سواءً في قطبه النسوي الغربي أو في قطبه السلفي التراثي، مرورًا بالطروحات الاستشراقية والعلمانية الرسمية، الحكومية وغير الحكومية ..إلخ. وتعنى الدورة بتطوير الحس النقدي، وإرساء تقاليد المدارسة الجماعية، وتأسيس قواعد ومعايير القراءة النقدية في ضوء بعض الأصول التنظيرية، كما تعني بفتح طاقات للمعرفة بالمدارس الأوسع التي تنتمي لها تلك النصوص مجال النقد. وقد انعقدت ضمن هذه الدورة ست جلسات منتظمة منذ افتتاحها في القاهرة في يونيو 1999 وحتى مارس 2000.



سادسها- أعمال تأسيسية: ومنها:

(أ‌) إنشاء موقع على شبكة الإنترنت:

تم إنشاء موقع على شبكة الإنترنت يحمل عنوان muslimwomenstudies.com. وهذا الموقع يؤدي مهاما متعلقة بالنشر والإعلام، في نفس الوقت الذي سوف يتم استخدامه في فتح الباب وإتاحة المشاركة في مناقشات ومنتديات علمية أخرى. لكن الذي حدث اليوم أن عددًا غير قليل من المواقع قد برز يشاكل على المسألة ويستعمل "الحضاري" و"المعرفي" و"المنظور" بدلالات فضفاضة على غير النحو الذي تم التأصيل له.



(ب‌) بناء الأرشيف الصحفي
أنشأت جمعية دراسات المرأة والحضارة أرشيفًا صحفيًا تقوم الباحثات من خلاله بمتابعة يومية لكل ما ينشر في الصحف العربية وعلى مواقع الإنترنت حول المرأة وفعالياتها. وقد بدأ العمل في هذا الأرشيف من يناير 1999، ويتضمن مقالات في مختلف الموضوعات مصنفة تصنيفًا موضوعيًا في ملفات مستقلة، وقد روعي في ذلك استخدامات الأرشيف في خدمة مشروعات ورؤى تطوير المنظور الحضاري للمرأة ودراساتها ووحداته البحثية، كما يتضح من العناوين التالية: المرأة المسلمة في العالم/ المرأة العربية/ المرأة المصرية/ قضايا فقهية وتشريعية/ قضايا نسوية: تاريخية- سياسية- اجتماعية.../ قضايا ومشكلات مجتمعية/ أعلام النساء/ المؤتمرات والندوات والأنشطة حول المرأة/ أدب المرأة/ المرأة في الفنون التشكيلية والمسرح والسينما، ..إلخ/ المرأة غير المسلمة في العالم.

(ج) إنشاء قاعدة بيانات ببلوغرافية موثقة:

وذلك على شكل ملفات مبرمجة، وذلك لتيسير التعامل مع المصادر الأولية والثانوية في المجالات المعنية بدراسات المرأة، والمفردات الأساسية في تلك القاعدة تمثل نتائج المسح الببلوغرافي الذي قامت به الجمعية.

(د) مسح المنظمات والجمعيات والهيئات النسوية:

تم إعداد مسح أولي للمنظمات والجمعيات والهيئات النسوية في الدول العربية والإسلامية، مع تعيين مجالات نشاط تلك المنظمات. وذلك لاستكمال القاعدة البيانية التي تدعم التعامل مع قضايا المرأة وتيسر سبل الاتصال والتواصل عند الحاجة.

الكاتب :د.سارة العوضي