جامعي متميز
28-02-2009, 01:26 PM
من فقهائنا
نور الدين السالمي ..إمام ومرجع عمان في عصره
ـ تخرج على يديه أغلب علماء عُمان في ذلك الوقت
ـ كان خطيبا منطيقا يرتجل الخطب الطوال حسب ما يقتضيه الحال للسعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل
ـ المتأمل في مؤلفاته يجد أنه دائما يربط فيها القضية بالدليل
إعداد ـ فهد بن علي السعدي
العمانيون منذ فجر الإسلام وهم يخطون بمآثرهم شتى العلوم فأعطوا الإنسانية ثروة علمية كبيرة فحري بكل إنسان أن يستغل هذه الثروة وينشرها عبر الوسائل المتاحة لتعطي دورها في الحياة ..
واليوم وعبر هذه الأسطر نتكلم عن عالم من علماء الأمة المشهور بنور الدين السالمي ....
نسبة
هوعبدالله بن حميد بن سلوم السالمي الشهير بـنور الدين فقيه مدقق، وإمام محقق ، ومرجع عمان في عصره، وناظم للشعر، عاش في آخر القرن الثالث عشر، والنصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري .
ولد ببلدة الحوقين من أعمال الرستاق ، ونشأ فيها نشأة طيبة ، فتعلم القرآن على يد والده ، واستفاد ممن حول بلدته من أهل العلم ، وقد فقد بصره في الثانية عشرة من عمره .
بعد ذلك انتقل إلى الرستاق ، فتلقى العلم على يد علمائها ؛ من أمثال الشيخ راشد بن سيف اللمكي والشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي والشيخ ماجد بن خميس العبري . وفي سنة 1308هـ/ 1891م انتقل إلى الشرقية لما سمع عن الشيخ صالح بن علي الحارثي ، واستوطن القابل ، وتعلم على يديه مختلف العلوم من تفسير وأصول ..الخ. ولما ذاع صيت الإمام السالمي في الآفاق ؛ صارت وفود الطلبة تأتي إليه من كل حدب وصوب، فتخرج على يديه أغلب علماء عمان في ذلك الوقت ؛ كالإمامين سالم بن راشد الخروصي، ومحمد بن عبدالله الخليلي، والشيخ أبي مالك عامر بن خميس المالكي ، والشيخ سعيد بن حمد الراشدي ، وغيرهم كثير. كان ضرير البصر ، ولكنه كان ـ مع ذلك ـ نير البصيرة ، جاهد في سبيل صلاح الأمة ، وكان يرثي لحالة المسلمين في عصره ، وتمكن بإيمانه وإخلاصه من إقامة الإمامة قبل موته بسنة ، فنصب الإمام سالم بن راشد الخروصي إماما للمسلمين .
كان خطيبا منطقيا ، يرتجل الخطب الطوال حسب ما يقتضيه الحال للسعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل ، وكان جوادا سخيا ، زاهدا في الدنيا ، عظيم الهيبة ، لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلما أو ذا حاجة جدية.
كان ـ رحمه الله ـ أحد أقطاب الأمة المجتهدين، محققا جليلا، جامعا للمنقول والمعقول، معروفا بغزارة العلم والاجتهاد، واسع الاطلاع ، وإليه انتهت رئاسة العلم في عمان.
وإن المتأمل في مؤلفاته يجد أنه دائما يربط فيها القضية بالدليل؛ سواء كانت هذه القضية قضية فكرية أم كانت قضية فقهية، وكان يرفض كل الرفض الاعتماد على أقوال العلماء، وإنما هو الدليل فحسب، ولذا فهو يورد في تآليفه أقوال علماء المذاهب الثانية في مختلف الفنون، فالمحكّم عنده هو الدليل دون الرجال، وتبدو في مؤلفاته ـ رحمه الله ـ النزعة الإصلاحية الداعية إلى وحدة الأمة وجمع الشمل .
الآثار العلمية في مختلف الفنون
أولا : الكتب والرسائل المفردة :
1. تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ( مط ): تناول فيه تأريخ عمان منذ انتقال العرب إليه إلى قبيل وقت إمامة سالم بن راشد الخروصي ، ويقع الكتاب في جزئين ، طبعا في مجلد واحد .
2. تتمة تحفة الأعيان: حررها قبيل جمادى الآخرة سنة 1331هـ .
3. إيضاح البيان في نكاح الصبيان (مط): رسالة عالج فيها حكم صحة تزويج الصبية، وقد جعلها في مقدمة وخمسة فصول ، فالمقدمة: في بيان سبب تأليف الرسالة ، والفصل الأول : في أقوال العلماء في المسألة ، والثاني : في تزوج الصبي بصبية أو بالغ ، والثالث : في فروع القول بالصحة ، والرابع : في فروع القول بوقوف تزويج الصبيان إلى البلوغ ، والخامس : في غِيَر الصبية بعد بلوغها. أورد الإمام السالمي ما قيل من أقوال في كل فرع من فروع المسألة ، مناقشا ذلك ومرجحا بالدليل الأقوى ، معتمدا على القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وقد كان في مؤلفه قوي العبارة ، واضح الألفاظ ، ليس بها غموض ولا تكلف . وانتهى من تأليفه في 6 من ذي الحجة 1319هـ/ 16 مارس 1902م ، وقد حققه حمزة بن سليمان السالمي في بحث قدمه للتخرج من معهد العلوم الشرعية .
4. تلقين الصبيان فيما يلزم الإنسان: رسالة مفيدة فيما يجب على الإنسان من الاعتقاد بالجنان والعمل بالأركان ، ألفها الإمام السالمي بطلب من الشيخ سالم بن محمد الرواحي ، وقد جعلها في مقدمة ومقصدين وخاتمة ، فالمقدمة : في بيان ما يؤمر به وليّ الصبي ، والمقصد الأول : في بيان أول ما يجب من الاعتقاد بالجنان ، والمقصد الثاني : في بيان أول ما يجب على الإنسان من العمل بالأركان ، وأورد هنا الطهارات والصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد والحقوق ، وخاتمة : في بيان أول ما يجب اجتنابه من فعل بدني أو خلق نفساني ، وقد انتهى من تأليفها في يوم الجمعة غرة ربيع الأول سنة 1318هـ/ 29 يوليو 1900م .
ويتميز تلقين الصبيان بالعديد من المزايا والخصائص ، فهو جامع لما لا بدّ من معرفته من أحكام الدين ، وهو حاو لكثير من الآداب ، التي تهذب نفس قارئه ومتلقيه ، وكان كل ذلك بعبارة ظاهرة يفهمها الذكي والضعيف ، وقد قدّم فيه تعاليم الدين في جرعات مبسطة ؛ من دون أن يكثر من ذكر الأدلة أو ذكر الخلافات؛ فضلا عن مناقشات الفقهاء الطويلة ، وهو وإن كان في أصله موضوعا للمبتدئين إلا إن فضله ليس ممنوعا عن المتقدمين .
ونظرا لهذه المزايا العديدة ، وإخلاص مؤلفها ؛ نجد أنها أول ما يقرئه أهلُ عمان أولادهم ، ولها شهرة عظيمة بينهم ، وقد لاقت القبول بين الناس ، فأقبلوا على اقتنائها وقراءتها بين ألوف من الكتب المطولة والمختصرة ؛ حتى تجاوزت طبعاتها الشرعية إلى الآن العشرين طبعة.
ومن الجدير بالذكر أنه علّق عليها تعليقات مفيدة كل من الشيخين/ أبي إسحاق إبراهيم أطفيش، وأحمد بن سليمان بن علي الكندي ، الذي قدم وأخر لبعض الأبواب ، فجعل موضوعات الصلاة وأحكامها بعد موضوعات الطهارة والصلاة مع أنها في الأصل جاءت متقدمة عليهما ، كما أخّر الحقوق على الحج بعد أن كان متقدما عليه .
5. الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة ( مط ) : رسالة في صلاة الجمعة وحجج الإباضية فيها ، ألفها بطلب من الشيخ حمد بن سيف بن سعيد البوسعيدي ، وقد جعلها في مقدمة ومقصدين وخاتمة ، فالمقدمة : في صفة صلاة الجمعة وفي حكمها والأدلة على وجوبها ، والمقصد الأول : في شروط وجوب صلاة الجمعة ، والمقصد الثاني : في شروط صحة صلاة الجمعة ، والخاتمة : سنن الجمعة وآدابها وفضلها .
وقد انتهى من تسويدها في يوم الجمعة 15 صفر 1315هـ/ 16 يونيو 1897م ، وطبعت مرة على هامش الجزء الثاني من طلعة الشمس ، ومرة أخرى مفردة في كتاب .
6. الحجة الواضحة في الردّ على التلفيقات الفاضحة (مط) : ردّ فيها على من ادعى العلم ، وتعاطى منزلة الاجتهاد من أهل زمانه دون أهليّة له ، وقد فرغ منها سنة 1317هـ .
7. سواطع البرهان (مخ) : رسالة صغيرة في بعض تطورات العصر في اللباس ونحوه ، كتبها جوابا على سؤال من زنجبار .
8. بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود (مط) : جواب إلى قوم من زنجبار كان أشار إليهم بالنصيحة عن تقليد النصارى في ملبسهم ولغتهم ومظهرهم ونحو ذلك ، فأبوا إلا تقليدهم ، ولم يكفهم ذلك ، بل أرسلوا إلى الإمام السالمي احتجاجا لما ذهبوا إليه ، فكان جواب الإمام عليهم هذه الرسالة ، وقد جعل الرسالة في فصول ، فالأول في التحذير من مدارس النصارى ، والثاني في لباسهم ، والثالث في تعليم اللغة الأجنبية ، والرابع في حلق اللحى ، والخامس في سبب دخول النصارى إلى بلاد الإسلام ، والسادس في الحث على التناص والاستعداد للعدو ، وخاتمة فيها تنبيهات ، وقد انتهى منه في 24 محرم 1328هـ .
ومنهج السالمي أنه يورد أول كل فصل نصّ كلامهم واحتاجهم ، ثم يتعقب ذلك بالنقد والتحليل ، مدعما رأيه بالدليل والبرهان ، وقد اعتمد كثيرا على النقل عن نصوص بعض معاصريه من العلماء والمفكرين .
9. اللمعة المرضية من أشعة الإباضية (مط) : رسالة ردّ فيها على من قال : إن الإباضية حدثت بعد المذاهب الأربعة ، وأنهم لا تأليف لهم ، فتحدث أولا عن نشأة المذهب الإباضي وانتشاره ، ثم سرد قائمة طويلة من تآليف المذهب الإباضي سواء كانوا من المشارقة أم المغاربة ، وذلك حتى القرن العاشر الهجري ، وختم رسالته بذكر المراحل التي مرّ بها التأليف في صدر الإسلام .
وتكمن أهمية هذه الرسالة أنها ذكرت جملة من الكتب والمؤلفات التي ما كان يُعرَف شيء عنها ، كما أعطت توصيفا لبعض الكتب التي لا نجد لها أثرا الآن ، وأكدت قدم المذهب الإباضي نشأة ، وعراقته في التأليف .
وقد انتهى من تأليفها في سنة 1323هـ ، وحققها حسين بن أحمد بن محمد المسروري .
10. الحقّ الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي : رسالة دافع فيها عن شيخه صالح بن علي ، وبيّن منزلته بين أهل الإسلام ، وردّ على من اتهمه في جهاده ودعوته ، وقد جعلها في ثلاثة فصول ، الأول : في بيان منزلته في الإسلام ، والثاني : في صفة المحتسب ، والثالث : في الأشياء التي نقمت عليه وسيرته ؛ حيث فنّد فيه انتقاداتهم الواحد تلو الآخر .
انتهى من كتابة السيرة في 6 ربيع الثاني 1314هـ ، وقد طبعت في أول كتاب عين المصالح ، وتقع في أربعين صفحة .
11. رسالة في نجاسة الدم المسفوح (أو القول المفتوح في نجاسة الدم المسفوح ) ـ مط : وهي مناظرة فقهية علمية بين الإمام نور الدين السالمي وحمد بن راشد بن سالم الراسبي ( أحد أتباع المذهب السلفي ) ، وبيان ذلك أن الإمام السالمي كتب جوابا لمن سأله عن أدلة نجاسة الدم المسفوح بعد ما طالبهم بعض مخالفيهم بذلك ، وبيّن الإمام الأدلة على ذلك من القرآن والسنة والإجماع والقياس ، كما بيّن وجه الاستدلال منها بقوة حجة وسطوع برهان .
ثم إنه بعد هذا الجواب كتب حمد المذكور اعتراضا عليه ، فما كان من الإمام السالمي إلا أن حرّر ردّا طويلا عليه سنة 1310هـ ، أورد فيه كلامه ، ونقده عبارة عبارة ، من ركاكة في تعبيره ، وفساد في لغته ، وضعف في حججه ، ولم يبق له شيئا من قبيل أو دبير ، وقد توعده بردّ أعظم مما كتبه إن عاد إلى باطله مرة أخرى ، وختم رده بأبيات في بيان حسن رده ، وقوة حججه .
ويظهر الإمام السالمي من خلال رده الفقيه المدقق ، البصير بأصول المناظرة ، العارف بطرقها وأساليبها ، وقد طبع الجواب والردّ في كتيّب صغير يتألف من 87 صفحة .
12. مناظرة بين الإمام السالمي والوهابي (مخ) : كتبها الإمام السالمي لشيخه صالح بن علي الحارثي، يخبره فيها بوقائع المناظرة بينه وبين أحد الوهابية من أهل جعلان يسمى حمد بن راشد بن سالم الهاشمي في عام 1311هـ/ 1894م ، ويقع نصّ المناظرة في خمس عشرة صفحة .
13. رسالة في التوحيد ( أو صواب العقيدة ) ـ مخ : وهي في بيان العقيدة باختصار ، كتبها بناء على طلب أخيه الشيخ سعيد بن حمد الراشدي .
14. رسالة في الردّ على نونية ابن النضر : في عدم خلق القرآن ، نفى فيها نسبة النونية لابن النضر اعتمادا على ما جاء في قصيدته هذه ، وقصيدته الرائية في القضاء والقدر ، وتقع في خمس صفحات ، طبعت ضمن ملاحق كتاب روض البيان للإمام السالمي .
15. رسالة أخرى في الردّ على نونية ابن النضر : تقع في ثماني صفحات ، وطبعت ضمن ملاحق كتاب روض البيان للإمام السالمي .
16. رسائل تاريخية : ألفها في بعض الأحداث التاريخية ، ولا تزال مخطوطة بمكتبة السالمي في بدية .
17. رسالة إلى عبدالله بن سعيد الجعلاني في أمر أهل جعلان : فرغ منها سنة 1322هـ .
ثانيا : المتون والأراجيز والقصائد :
1. أنوار العقول (مط) : أرجوزة في أصول الدين، تقع في ثلاثمائة وسبعة عشر بيتا ، وقد جعلها الناظم في مقدمة وأربعة أركان وخاتمة ، والأركان الأربعة هي : العلم وما يشتمل عليه ، والجملة وتفسيرها وما تشتمل عليه ، والولاية والبراءة ، والتوبة ، وقد ذكر بأنه سماها ب" أنوار العقول " ؛ لأن موضوعها علم الاعتقادات ، ومحله العقل ، فالمتمسك بها إنما هو متمسك بنور العقل، ومما يميز هذه المنظومة أنها جمعت المهم من أصول الديانات ، وسلكت الطريقة التامة من التحقيق والتدقيق ، ونظرا لهذه المزايا وغيرها فقد قرظها غير واحد من العلماء، وأقبل على تدريسها ودراستها مشايخ العلم وطلبته .
2. غاية المراد في نظم الاعتقاد (مط) : قصيدة لامية في الاعتقاد ، وهي نظم لمقدمة التوحيد ، التي ترجمها عمرو بن جميع من البربرية إلى العربية ، وقد جمع فيها قواعد التوحيد وما لا بدّ منه للمكلف بعد قيام الحجة عليه به .
3. مدارج الكمال بنظم مختصر الخصال (مط) : أرجوزة تزيد على ألفي بيت ، وهي نظم لكتاب " مختصر الخصال " للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن قيس الحضرمي . ولم ينظم الإمام السالمي كتاب مختصر الخصال فحسب ، وإنما زادها من غيره مسائل كثيرة ، وجعل ترتيب أبوابها ووضع كتبها مخالفا لما جاء في المختصر ، وخلط الكثير من فوائده ضمن فائدة واحدة ، وترك من خصاله أشياء كثيرة ضاق عنها النظم ، وحذف منه ما تكرر ذكره فيه ، وحرر مسائله ووضحها للأفهام ، واختصر ألفاظه ومعانيه ، ولم يذكر الأدلة ؛ لأنه قصده الاختصار ، وذكرها يطيل النظم ، مما ينفّر الناس منها ، وقد يرجح خلاف ما صححه صاحب المختصر ، وجعل كتابه في مقدمة وتسعة عشر كتابا وخاتمة ، فالمقدمة : في أشياء لا بدّ للطالب من معرفتها ، والكتب المذكورة : هي نظم المختصر ، ويندرج تحتها العديد من الأبواب ، والخاتمة : في الأخلاق .
ومن الجدير بالذكر أن السالمي ترك نظم أبواب الكتاب الأول من مختصر الخصال ، وهو باب ما لا يسع جهله ، وهو ـ كما هو ظاهر ـ في أصول الدين ، وإنما تركها للاستغناء عنه بما نظمه في أصول الدين ، فله في ذلك أرجوزة أنوار العقول ، وله عليها شرحان ، مختصر سماه بهجة الأنوار ، ومطول سماه مشارق أنوار العقول ، وله ـ أيضا ـ قصيدة أخرى في العقيدة ، سماها " غاية المراد " .
هذا .. ولما كان المدارج على هذه الدرجة العالية من المزايا الفريدة ، والخصائص الجليلة ؛ فقد أقبل على حفظه وشرحه الكثير من مشايخ العلم وطلبته ، وقرظه العديد من الشعراء ، منهم أبو مسلم البهلاني ، الذي قرظه نثرا ونظما في سنة 1316هـ/ 1898م ، وذلك عندما قدم للطباعة في زنجبار على يد السلطان حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان ( 1314 ـ 1320هـ ) .
4. جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام ( مط ) : أرجوزة في الأديان والأحكام ، تقع في أربعة عشر ألف بيت ؛ موزعة على أربعة أجزاء ، وأصل الجوهر تنقيح لأرجوزة الشيخ سالم بن سعيد الصائغي " دلالة الحيران " ، فقد عمد إلى إصلاح بعض عيوبها كتطويل بغير طائل ، وتكرار بغير موجب ، وما إلى ذلك . كما إنه أضاف إليها شيئا مهما ، وهو اجتهاداته وتحقيقاته ، وزاد الكثير من الأبواب والفصول ، وحذف من أبيات الأرجوزة ما يحسن حذفه ، وأما ما كان قوي الأساس لفظا ومعنى فقد تركه كما هو ، ومما تجدر الإشارة إليه أن الجزء الرابع من الكتاب أصله حكم وآداب وسنن كانت متفرقة في الأصل ، فجعلها الإمام السالمي مرتبة في أبواب ؛ حتى تستميل نحوها الألباب ، ويسهل مطالعتها مجموعة .
شرع في نظمها بمكة المكرمة ، وانتهى منها في 11 من ربيع الآخر 1329هـ / 11 إبريل 1911م ، وقد لاقت قبولا بين أوساط العمانيين ، فأقبلوا على حفظها ودراستها ، وقرظوها نثرا ونظما ، ومما جاء في تقريظه عن أبي إسحاق : " وجوهر النظام كتاب لا يملك المرء أن يعبر عن كنوزه ، وما احتوى عليه من غوالي المسائل ، وذخائر العلم ، إنك لترى جاذبية عند مطالعته ، وروعة تمتلك النفس بتحقيقه ، وسهولة نظمه ، وحسن تأليفه ...الخ " اهـ ، وقد أشار بعد ذلك إلى الكثير من مزايا الجوهر ؛ كحسن تبويبه وترتيبه ، وشموله لكثير من المصطلحات الفقهية ، وجمعه العديد من الآداب الإسلامية .
طبع الكتاب عدة مرات ، وعلق عليه كل من الشيخين الجليلين/ أبي إسحاق إبراهيم أطفيش ، وإبراهيم بن سعيد العبري .
5. شمس الأصول ( مط ) : ألفية في أصول الفقه ، وهي من أجلّ المتون وأكثرها نفعا ، تميزت باختصارها المفيد ، ووضوح معاني أبياتها ، وجمعها المهم من قواعد الأصول ، وقد جعلها الناظم على قواعد مذهب الإباضية .
ويذكر الإمام السالمي بأنه سماها ب" شمس الأصول " ؛ لتوضيحها قواعد الأصول ، فكما أن الشمس تنكشف بها كل ظلمة ؛ كذلك هذه المنظومة ينكشف بها للعقول كل ما كان مختفيا ، وقد جعلها على قسمين : القسم الأول : في الأدلة الشرعية ، والقسم الثاني : في الأحكام ، فأما القسم الأول ففيه خمسة أركان : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والقياس ، والاستدلال ، وخاتمة في الترجيحات ، وأما القسم الثاني ففيه أربعة أركان : الحكم ، الحاكم ، والمحكوم به ، والمحكوم عليه ، وختم أرجوزته بخاتمة في الاجتهاد .
ونظرا لما اشتملت عليه الأرجوزة من فوائد عظيمة ، ومزايا جليلة ؛ فقد لاقت قبولا في أوساط المتعلمين ، فأقبلوا على حفظها ودراستها .
6. فاتح العروض والقوافي ( مط ) : أرجوزة في علم العروض والقوافي ، وتقع في أكثر من ثلاثمائة بيت .
7. بلوغ الأمل في المفردات والجمل ( مط ) : أرجوزة في أحكام الجمل ، نظم فيها كتاب " قواعد الإعراب " لابن هشام الأنصاري ، وتعد هذه الأرجوزة أول تآليفه كلها .
8. كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة ( مط ) : أرجوزة في بيان أصول المذهب الإباضي ونشأته التاريخية ، ألفها بعد عودته من الحج سنة 1323هـ/ 1905م بناء على طلب أحد علماء المذاهب الإسلامية الذي التقى به في مكة المكرمة ، وهو الشيخ الزبير بن علي الأصغر .
9. ديوان يشتمل على قصائده الشعرية : وهو في غاية البلاغة والفصاحة ، كله حماس وتحريض على القيام بما يعزّ الإسلام ، وقد قام بتحقيقه : عيسى بن محمد بن عبدالله السليماني .
10. مجموع المناظيم على قاعدة المتون : جمع فيه أراجيز في فنون العلم انتخبها ، وقصائد من أشعار العرب اختارها ، ومن مختاراته قصيدة أبي الحصين في رثاء طالب الحق وأصحابه ، ورائية سليمان النبهاني ، ورائية ابن الجهم المشهورة ، ومن الجدير بالذكر أن الديوان يضمّ كذلك بعض قصائد الإمام السالمي وأراجيزه ، ومن ضمنها مجموعة أبيات رائية في الردّ على من قال بقدم القرآن .
منقول للفائدة
نور الدين السالمي ..إمام ومرجع عمان في عصره
ـ تخرج على يديه أغلب علماء عُمان في ذلك الوقت
ـ كان خطيبا منطيقا يرتجل الخطب الطوال حسب ما يقتضيه الحال للسعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل
ـ المتأمل في مؤلفاته يجد أنه دائما يربط فيها القضية بالدليل
إعداد ـ فهد بن علي السعدي
العمانيون منذ فجر الإسلام وهم يخطون بمآثرهم شتى العلوم فأعطوا الإنسانية ثروة علمية كبيرة فحري بكل إنسان أن يستغل هذه الثروة وينشرها عبر الوسائل المتاحة لتعطي دورها في الحياة ..
واليوم وعبر هذه الأسطر نتكلم عن عالم من علماء الأمة المشهور بنور الدين السالمي ....
نسبة
هوعبدالله بن حميد بن سلوم السالمي الشهير بـنور الدين فقيه مدقق، وإمام محقق ، ومرجع عمان في عصره، وناظم للشعر، عاش في آخر القرن الثالث عشر، والنصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري .
ولد ببلدة الحوقين من أعمال الرستاق ، ونشأ فيها نشأة طيبة ، فتعلم القرآن على يد والده ، واستفاد ممن حول بلدته من أهل العلم ، وقد فقد بصره في الثانية عشرة من عمره .
بعد ذلك انتقل إلى الرستاق ، فتلقى العلم على يد علمائها ؛ من أمثال الشيخ راشد بن سيف اللمكي والشيخ عبدالله بن محمد الهاشمي والشيخ ماجد بن خميس العبري . وفي سنة 1308هـ/ 1891م انتقل إلى الشرقية لما سمع عن الشيخ صالح بن علي الحارثي ، واستوطن القابل ، وتعلم على يديه مختلف العلوم من تفسير وأصول ..الخ. ولما ذاع صيت الإمام السالمي في الآفاق ؛ صارت وفود الطلبة تأتي إليه من كل حدب وصوب، فتخرج على يديه أغلب علماء عمان في ذلك الوقت ؛ كالإمامين سالم بن راشد الخروصي، ومحمد بن عبدالله الخليلي، والشيخ أبي مالك عامر بن خميس المالكي ، والشيخ سعيد بن حمد الراشدي ، وغيرهم كثير. كان ضرير البصر ، ولكنه كان ـ مع ذلك ـ نير البصيرة ، جاهد في سبيل صلاح الأمة ، وكان يرثي لحالة المسلمين في عصره ، وتمكن بإيمانه وإخلاصه من إقامة الإمامة قبل موته بسنة ، فنصب الإمام سالم بن راشد الخروصي إماما للمسلمين .
كان خطيبا منطقيا ، يرتجل الخطب الطوال حسب ما يقتضيه الحال للسعي في إصلاح الأمة وجمع الشمل ، وكان جوادا سخيا ، زاهدا في الدنيا ، عظيم الهيبة ، لا ينطق أحد في مجلسه إلا أن يكون سائلا أو متعلما أو ذا حاجة جدية.
كان ـ رحمه الله ـ أحد أقطاب الأمة المجتهدين، محققا جليلا، جامعا للمنقول والمعقول، معروفا بغزارة العلم والاجتهاد، واسع الاطلاع ، وإليه انتهت رئاسة العلم في عمان.
وإن المتأمل في مؤلفاته يجد أنه دائما يربط فيها القضية بالدليل؛ سواء كانت هذه القضية قضية فكرية أم كانت قضية فقهية، وكان يرفض كل الرفض الاعتماد على أقوال العلماء، وإنما هو الدليل فحسب، ولذا فهو يورد في تآليفه أقوال علماء المذاهب الثانية في مختلف الفنون، فالمحكّم عنده هو الدليل دون الرجال، وتبدو في مؤلفاته ـ رحمه الله ـ النزعة الإصلاحية الداعية إلى وحدة الأمة وجمع الشمل .
الآثار العلمية في مختلف الفنون
أولا : الكتب والرسائل المفردة :
1. تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان ( مط ): تناول فيه تأريخ عمان منذ انتقال العرب إليه إلى قبيل وقت إمامة سالم بن راشد الخروصي ، ويقع الكتاب في جزئين ، طبعا في مجلد واحد .
2. تتمة تحفة الأعيان: حررها قبيل جمادى الآخرة سنة 1331هـ .
3. إيضاح البيان في نكاح الصبيان (مط): رسالة عالج فيها حكم صحة تزويج الصبية، وقد جعلها في مقدمة وخمسة فصول ، فالمقدمة: في بيان سبب تأليف الرسالة ، والفصل الأول : في أقوال العلماء في المسألة ، والثاني : في تزوج الصبي بصبية أو بالغ ، والثالث : في فروع القول بالصحة ، والرابع : في فروع القول بوقوف تزويج الصبيان إلى البلوغ ، والخامس : في غِيَر الصبية بعد بلوغها. أورد الإمام السالمي ما قيل من أقوال في كل فرع من فروع المسألة ، مناقشا ذلك ومرجحا بالدليل الأقوى ، معتمدا على القرآن الكريم والسنة المطهرة ، وقد كان في مؤلفه قوي العبارة ، واضح الألفاظ ، ليس بها غموض ولا تكلف . وانتهى من تأليفه في 6 من ذي الحجة 1319هـ/ 16 مارس 1902م ، وقد حققه حمزة بن سليمان السالمي في بحث قدمه للتخرج من معهد العلوم الشرعية .
4. تلقين الصبيان فيما يلزم الإنسان: رسالة مفيدة فيما يجب على الإنسان من الاعتقاد بالجنان والعمل بالأركان ، ألفها الإمام السالمي بطلب من الشيخ سالم بن محمد الرواحي ، وقد جعلها في مقدمة ومقصدين وخاتمة ، فالمقدمة : في بيان ما يؤمر به وليّ الصبي ، والمقصد الأول : في بيان أول ما يجب من الاعتقاد بالجنان ، والمقصد الثاني : في بيان أول ما يجب على الإنسان من العمل بالأركان ، وأورد هنا الطهارات والصلاة والصوم والزكاة والحج والجهاد والحقوق ، وخاتمة : في بيان أول ما يجب اجتنابه من فعل بدني أو خلق نفساني ، وقد انتهى من تأليفها في يوم الجمعة غرة ربيع الأول سنة 1318هـ/ 29 يوليو 1900م .
ويتميز تلقين الصبيان بالعديد من المزايا والخصائص ، فهو جامع لما لا بدّ من معرفته من أحكام الدين ، وهو حاو لكثير من الآداب ، التي تهذب نفس قارئه ومتلقيه ، وكان كل ذلك بعبارة ظاهرة يفهمها الذكي والضعيف ، وقد قدّم فيه تعاليم الدين في جرعات مبسطة ؛ من دون أن يكثر من ذكر الأدلة أو ذكر الخلافات؛ فضلا عن مناقشات الفقهاء الطويلة ، وهو وإن كان في أصله موضوعا للمبتدئين إلا إن فضله ليس ممنوعا عن المتقدمين .
ونظرا لهذه المزايا العديدة ، وإخلاص مؤلفها ؛ نجد أنها أول ما يقرئه أهلُ عمان أولادهم ، ولها شهرة عظيمة بينهم ، وقد لاقت القبول بين الناس ، فأقبلوا على اقتنائها وقراءتها بين ألوف من الكتب المطولة والمختصرة ؛ حتى تجاوزت طبعاتها الشرعية إلى الآن العشرين طبعة.
ومن الجدير بالذكر أنه علّق عليها تعليقات مفيدة كل من الشيخين/ أبي إسحاق إبراهيم أطفيش، وأحمد بن سليمان بن علي الكندي ، الذي قدم وأخر لبعض الأبواب ، فجعل موضوعات الصلاة وأحكامها بعد موضوعات الطهارة والصلاة مع أنها في الأصل جاءت متقدمة عليهما ، كما أخّر الحقوق على الحج بعد أن كان متقدما عليه .
5. الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة ( مط ) : رسالة في صلاة الجمعة وحجج الإباضية فيها ، ألفها بطلب من الشيخ حمد بن سيف بن سعيد البوسعيدي ، وقد جعلها في مقدمة ومقصدين وخاتمة ، فالمقدمة : في صفة صلاة الجمعة وفي حكمها والأدلة على وجوبها ، والمقصد الأول : في شروط وجوب صلاة الجمعة ، والمقصد الثاني : في شروط صحة صلاة الجمعة ، والخاتمة : سنن الجمعة وآدابها وفضلها .
وقد انتهى من تسويدها في يوم الجمعة 15 صفر 1315هـ/ 16 يونيو 1897م ، وطبعت مرة على هامش الجزء الثاني من طلعة الشمس ، ومرة أخرى مفردة في كتاب .
6. الحجة الواضحة في الردّ على التلفيقات الفاضحة (مط) : ردّ فيها على من ادعى العلم ، وتعاطى منزلة الاجتهاد من أهل زمانه دون أهليّة له ، وقد فرغ منها سنة 1317هـ .
7. سواطع البرهان (مخ) : رسالة صغيرة في بعض تطورات العصر في اللباس ونحوه ، كتبها جوابا على سؤال من زنجبار .
8. بذل المجهود في مخالفة النصارى واليهود (مط) : جواب إلى قوم من زنجبار كان أشار إليهم بالنصيحة عن تقليد النصارى في ملبسهم ولغتهم ومظهرهم ونحو ذلك ، فأبوا إلا تقليدهم ، ولم يكفهم ذلك ، بل أرسلوا إلى الإمام السالمي احتجاجا لما ذهبوا إليه ، فكان جواب الإمام عليهم هذه الرسالة ، وقد جعل الرسالة في فصول ، فالأول في التحذير من مدارس النصارى ، والثاني في لباسهم ، والثالث في تعليم اللغة الأجنبية ، والرابع في حلق اللحى ، والخامس في سبب دخول النصارى إلى بلاد الإسلام ، والسادس في الحث على التناص والاستعداد للعدو ، وخاتمة فيها تنبيهات ، وقد انتهى منه في 24 محرم 1328هـ .
ومنهج السالمي أنه يورد أول كل فصل نصّ كلامهم واحتاجهم ، ثم يتعقب ذلك بالنقد والتحليل ، مدعما رأيه بالدليل والبرهان ، وقد اعتمد كثيرا على النقل عن نصوص بعض معاصريه من العلماء والمفكرين .
9. اللمعة المرضية من أشعة الإباضية (مط) : رسالة ردّ فيها على من قال : إن الإباضية حدثت بعد المذاهب الأربعة ، وأنهم لا تأليف لهم ، فتحدث أولا عن نشأة المذهب الإباضي وانتشاره ، ثم سرد قائمة طويلة من تآليف المذهب الإباضي سواء كانوا من المشارقة أم المغاربة ، وذلك حتى القرن العاشر الهجري ، وختم رسالته بذكر المراحل التي مرّ بها التأليف في صدر الإسلام .
وتكمن أهمية هذه الرسالة أنها ذكرت جملة من الكتب والمؤلفات التي ما كان يُعرَف شيء عنها ، كما أعطت توصيفا لبعض الكتب التي لا نجد لها أثرا الآن ، وأكدت قدم المذهب الإباضي نشأة ، وعراقته في التأليف .
وقد انتهى من تأليفها في سنة 1323هـ ، وحققها حسين بن أحمد بن محمد المسروري .
10. الحقّ الجلي في سيرة الشيخ صالح بن علي : رسالة دافع فيها عن شيخه صالح بن علي ، وبيّن منزلته بين أهل الإسلام ، وردّ على من اتهمه في جهاده ودعوته ، وقد جعلها في ثلاثة فصول ، الأول : في بيان منزلته في الإسلام ، والثاني : في صفة المحتسب ، والثالث : في الأشياء التي نقمت عليه وسيرته ؛ حيث فنّد فيه انتقاداتهم الواحد تلو الآخر .
انتهى من كتابة السيرة في 6 ربيع الثاني 1314هـ ، وقد طبعت في أول كتاب عين المصالح ، وتقع في أربعين صفحة .
11. رسالة في نجاسة الدم المسفوح (أو القول المفتوح في نجاسة الدم المسفوح ) ـ مط : وهي مناظرة فقهية علمية بين الإمام نور الدين السالمي وحمد بن راشد بن سالم الراسبي ( أحد أتباع المذهب السلفي ) ، وبيان ذلك أن الإمام السالمي كتب جوابا لمن سأله عن أدلة نجاسة الدم المسفوح بعد ما طالبهم بعض مخالفيهم بذلك ، وبيّن الإمام الأدلة على ذلك من القرآن والسنة والإجماع والقياس ، كما بيّن وجه الاستدلال منها بقوة حجة وسطوع برهان .
ثم إنه بعد هذا الجواب كتب حمد المذكور اعتراضا عليه ، فما كان من الإمام السالمي إلا أن حرّر ردّا طويلا عليه سنة 1310هـ ، أورد فيه كلامه ، ونقده عبارة عبارة ، من ركاكة في تعبيره ، وفساد في لغته ، وضعف في حججه ، ولم يبق له شيئا من قبيل أو دبير ، وقد توعده بردّ أعظم مما كتبه إن عاد إلى باطله مرة أخرى ، وختم رده بأبيات في بيان حسن رده ، وقوة حججه .
ويظهر الإمام السالمي من خلال رده الفقيه المدقق ، البصير بأصول المناظرة ، العارف بطرقها وأساليبها ، وقد طبع الجواب والردّ في كتيّب صغير يتألف من 87 صفحة .
12. مناظرة بين الإمام السالمي والوهابي (مخ) : كتبها الإمام السالمي لشيخه صالح بن علي الحارثي، يخبره فيها بوقائع المناظرة بينه وبين أحد الوهابية من أهل جعلان يسمى حمد بن راشد بن سالم الهاشمي في عام 1311هـ/ 1894م ، ويقع نصّ المناظرة في خمس عشرة صفحة .
13. رسالة في التوحيد ( أو صواب العقيدة ) ـ مخ : وهي في بيان العقيدة باختصار ، كتبها بناء على طلب أخيه الشيخ سعيد بن حمد الراشدي .
14. رسالة في الردّ على نونية ابن النضر : في عدم خلق القرآن ، نفى فيها نسبة النونية لابن النضر اعتمادا على ما جاء في قصيدته هذه ، وقصيدته الرائية في القضاء والقدر ، وتقع في خمس صفحات ، طبعت ضمن ملاحق كتاب روض البيان للإمام السالمي .
15. رسالة أخرى في الردّ على نونية ابن النضر : تقع في ثماني صفحات ، وطبعت ضمن ملاحق كتاب روض البيان للإمام السالمي .
16. رسائل تاريخية : ألفها في بعض الأحداث التاريخية ، ولا تزال مخطوطة بمكتبة السالمي في بدية .
17. رسالة إلى عبدالله بن سعيد الجعلاني في أمر أهل جعلان : فرغ منها سنة 1322هـ .
ثانيا : المتون والأراجيز والقصائد :
1. أنوار العقول (مط) : أرجوزة في أصول الدين، تقع في ثلاثمائة وسبعة عشر بيتا ، وقد جعلها الناظم في مقدمة وأربعة أركان وخاتمة ، والأركان الأربعة هي : العلم وما يشتمل عليه ، والجملة وتفسيرها وما تشتمل عليه ، والولاية والبراءة ، والتوبة ، وقد ذكر بأنه سماها ب" أنوار العقول " ؛ لأن موضوعها علم الاعتقادات ، ومحله العقل ، فالمتمسك بها إنما هو متمسك بنور العقل، ومما يميز هذه المنظومة أنها جمعت المهم من أصول الديانات ، وسلكت الطريقة التامة من التحقيق والتدقيق ، ونظرا لهذه المزايا وغيرها فقد قرظها غير واحد من العلماء، وأقبل على تدريسها ودراستها مشايخ العلم وطلبته .
2. غاية المراد في نظم الاعتقاد (مط) : قصيدة لامية في الاعتقاد ، وهي نظم لمقدمة التوحيد ، التي ترجمها عمرو بن جميع من البربرية إلى العربية ، وقد جمع فيها قواعد التوحيد وما لا بدّ منه للمكلف بعد قيام الحجة عليه به .
3. مدارج الكمال بنظم مختصر الخصال (مط) : أرجوزة تزيد على ألفي بيت ، وهي نظم لكتاب " مختصر الخصال " للإمام أبي إسحاق إبراهيم بن قيس الحضرمي . ولم ينظم الإمام السالمي كتاب مختصر الخصال فحسب ، وإنما زادها من غيره مسائل كثيرة ، وجعل ترتيب أبوابها ووضع كتبها مخالفا لما جاء في المختصر ، وخلط الكثير من فوائده ضمن فائدة واحدة ، وترك من خصاله أشياء كثيرة ضاق عنها النظم ، وحذف منه ما تكرر ذكره فيه ، وحرر مسائله ووضحها للأفهام ، واختصر ألفاظه ومعانيه ، ولم يذكر الأدلة ؛ لأنه قصده الاختصار ، وذكرها يطيل النظم ، مما ينفّر الناس منها ، وقد يرجح خلاف ما صححه صاحب المختصر ، وجعل كتابه في مقدمة وتسعة عشر كتابا وخاتمة ، فالمقدمة : في أشياء لا بدّ للطالب من معرفتها ، والكتب المذكورة : هي نظم المختصر ، ويندرج تحتها العديد من الأبواب ، والخاتمة : في الأخلاق .
ومن الجدير بالذكر أن السالمي ترك نظم أبواب الكتاب الأول من مختصر الخصال ، وهو باب ما لا يسع جهله ، وهو ـ كما هو ظاهر ـ في أصول الدين ، وإنما تركها للاستغناء عنه بما نظمه في أصول الدين ، فله في ذلك أرجوزة أنوار العقول ، وله عليها شرحان ، مختصر سماه بهجة الأنوار ، ومطول سماه مشارق أنوار العقول ، وله ـ أيضا ـ قصيدة أخرى في العقيدة ، سماها " غاية المراد " .
هذا .. ولما كان المدارج على هذه الدرجة العالية من المزايا الفريدة ، والخصائص الجليلة ؛ فقد أقبل على حفظه وشرحه الكثير من مشايخ العلم وطلبته ، وقرظه العديد من الشعراء ، منهم أبو مسلم البهلاني ، الذي قرظه نثرا ونظما في سنة 1316هـ/ 1898م ، وذلك عندما قدم للطباعة في زنجبار على يد السلطان حمود بن محمد بن سعيد بن سلطان ( 1314 ـ 1320هـ ) .
4. جوهر النظام في علمي الأديان والأحكام ( مط ) : أرجوزة في الأديان والأحكام ، تقع في أربعة عشر ألف بيت ؛ موزعة على أربعة أجزاء ، وأصل الجوهر تنقيح لأرجوزة الشيخ سالم بن سعيد الصائغي " دلالة الحيران " ، فقد عمد إلى إصلاح بعض عيوبها كتطويل بغير طائل ، وتكرار بغير موجب ، وما إلى ذلك . كما إنه أضاف إليها شيئا مهما ، وهو اجتهاداته وتحقيقاته ، وزاد الكثير من الأبواب والفصول ، وحذف من أبيات الأرجوزة ما يحسن حذفه ، وأما ما كان قوي الأساس لفظا ومعنى فقد تركه كما هو ، ومما تجدر الإشارة إليه أن الجزء الرابع من الكتاب أصله حكم وآداب وسنن كانت متفرقة في الأصل ، فجعلها الإمام السالمي مرتبة في أبواب ؛ حتى تستميل نحوها الألباب ، ويسهل مطالعتها مجموعة .
شرع في نظمها بمكة المكرمة ، وانتهى منها في 11 من ربيع الآخر 1329هـ / 11 إبريل 1911م ، وقد لاقت قبولا بين أوساط العمانيين ، فأقبلوا على حفظها ودراستها ، وقرظوها نثرا ونظما ، ومما جاء في تقريظه عن أبي إسحاق : " وجوهر النظام كتاب لا يملك المرء أن يعبر عن كنوزه ، وما احتوى عليه من غوالي المسائل ، وذخائر العلم ، إنك لترى جاذبية عند مطالعته ، وروعة تمتلك النفس بتحقيقه ، وسهولة نظمه ، وحسن تأليفه ...الخ " اهـ ، وقد أشار بعد ذلك إلى الكثير من مزايا الجوهر ؛ كحسن تبويبه وترتيبه ، وشموله لكثير من المصطلحات الفقهية ، وجمعه العديد من الآداب الإسلامية .
طبع الكتاب عدة مرات ، وعلق عليه كل من الشيخين الجليلين/ أبي إسحاق إبراهيم أطفيش ، وإبراهيم بن سعيد العبري .
5. شمس الأصول ( مط ) : ألفية في أصول الفقه ، وهي من أجلّ المتون وأكثرها نفعا ، تميزت باختصارها المفيد ، ووضوح معاني أبياتها ، وجمعها المهم من قواعد الأصول ، وقد جعلها الناظم على قواعد مذهب الإباضية .
ويذكر الإمام السالمي بأنه سماها ب" شمس الأصول " ؛ لتوضيحها قواعد الأصول ، فكما أن الشمس تنكشف بها كل ظلمة ؛ كذلك هذه المنظومة ينكشف بها للعقول كل ما كان مختفيا ، وقد جعلها على قسمين : القسم الأول : في الأدلة الشرعية ، والقسم الثاني : في الأحكام ، فأما القسم الأول ففيه خمسة أركان : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والقياس ، والاستدلال ، وخاتمة في الترجيحات ، وأما القسم الثاني ففيه أربعة أركان : الحكم ، الحاكم ، والمحكوم به ، والمحكوم عليه ، وختم أرجوزته بخاتمة في الاجتهاد .
ونظرا لما اشتملت عليه الأرجوزة من فوائد عظيمة ، ومزايا جليلة ؛ فقد لاقت قبولا في أوساط المتعلمين ، فأقبلوا على حفظها ودراستها .
6. فاتح العروض والقوافي ( مط ) : أرجوزة في علم العروض والقوافي ، وتقع في أكثر من ثلاثمائة بيت .
7. بلوغ الأمل في المفردات والجمل ( مط ) : أرجوزة في أحكام الجمل ، نظم فيها كتاب " قواعد الإعراب " لابن هشام الأنصاري ، وتعد هذه الأرجوزة أول تآليفه كلها .
8. كشف الحقيقة لمن جهل الطريقة ( مط ) : أرجوزة في بيان أصول المذهب الإباضي ونشأته التاريخية ، ألفها بعد عودته من الحج سنة 1323هـ/ 1905م بناء على طلب أحد علماء المذاهب الإسلامية الذي التقى به في مكة المكرمة ، وهو الشيخ الزبير بن علي الأصغر .
9. ديوان يشتمل على قصائده الشعرية : وهو في غاية البلاغة والفصاحة ، كله حماس وتحريض على القيام بما يعزّ الإسلام ، وقد قام بتحقيقه : عيسى بن محمد بن عبدالله السليماني .
10. مجموع المناظيم على قاعدة المتون : جمع فيه أراجيز في فنون العلم انتخبها ، وقصائد من أشعار العرب اختارها ، ومن مختاراته قصيدة أبي الحصين في رثاء طالب الحق وأصحابه ، ورائية سليمان النبهاني ، ورائية ابن الجهم المشهورة ، ومن الجدير بالذكر أن الديوان يضمّ كذلك بعض قصائد الإمام السالمي وأراجيزه ، ومن ضمنها مجموعة أبيات رائية في الردّ على من قال بقدم القرآن .
منقول للفائدة