رمال عُمان
06-06-2006, 05:18 PM
القراءة المثمرة والهادفة هي التي توصل الإنسان إلى المعرفة والرقي المستمر والمضي قدما نحو الأمام وتعتبر مفتاح التقدم والازدهار على مر العصور الغابرة والحاضرة ولقد كان لها الدور الحقيقي في نهوض الإنسان ومحاكاته لواقعه فبدونها لا يستطيع المرء أن يتفاهم ويتحدث إلى الآخرين بغض النظر عن اللغة التي يتحدث بها فلكل قوم لغتهم فلألسن مختلفة واللغات كذلك فهي حكمة ربانية في الخلق وأية عظيمة للبشر {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لأيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ} {الروم/22}
إن الدستور الخالد للتشريع الرباني الذي انزل على سيد البشر أجمعين محمدا صلى الله عليه وسلم يحث الناس على القراءة فكان القرآن الكريم هو المنهج القويم للبشرية جمعاء جاء بهذا النهج فمحتواه ( مشتق من القراءة وأعظم اختراع اخترعته البشرية كان الكتابة؛ والكتابة غير ذات قيمة إذا لم تعقبها القراءة؛ فقد تكثفت خبرة الأجيال على اتساع أمداء الزمان والمكان، في الكتابة؛ فهي الجسر الذي يؤمن التواصل بين الأجيال؛ فإذا لم يتهيأ لنا أن نقرأ ما كُتِبَ حرمنا من نعمة تراكم المعرفة الذي يمكننا تجاوز كينوناتنا الثقافية. إن القراءة تمكننا من توسيع مساحات الرؤية؛ حيث نرى كل نتاج الأعمال السابقة الايجابية والسلبية؛ وذلك يمكننا من امتلاك ( البصيرة ) التي من لوازمها القدرة على خطو الخطوة المناسبة، والتي تمنحنا الحصانة من أن نلدغ من جحر واحد مرتين ومرات...) لكن السؤال المطروح لهؤلاء القراء الذين يعكفون على القراءة هل يقرأ الواحد منهم سواء أكان هذا القارئ مسلما أو غير مسلم من أصحاب الملل والنحل ليتعلم أو يتعلم ليقرأ هذا هو محور الحديث عن القراءة الجادة والناجحة وثمرتها اليانعة فلا ريب أن الإنسان الذي يريد الفائدة الكثيرة من القراءة يقرأ ليتعلم ويجني ثمرة علمه له ولامته سواء أكان ذلك عن طريق الابتكار أو الإبداع في مختلف صنوف العلم الروحية أو الأدبية أو الفكرية أو المادية كالاختراعات العلمية خصوصا الصناعات الحديثة إن كان القارىء بطبيعة الحال من الموهوبين في هذا المجال ويميل ميلا كليا إليه آو المفكرين..ولا يكون هدف الإنسان من العلم القراءة وتسلية الوقت دون الاستفادة منها فهذا المسلك لا يجنى لصاحبه ولا لأمته أي فائدة تذكر ولا يكون له إسهام فعلي يقدمه للمجتمع والبشرية جمعاء. فكم من أناس سلكوا طريق العلم والمعرفة ولكن دون فائدة تذكر فلم يكن لعلمهم هذا الأثر العميق في نفوسهم ونفوس أفراد المجتمع ولربما كان هذا العلم وبالا عليهم وخسارة على مجتمعهم ففقدوا لذة ما جنوه من العلم بسبب مخالفتهم لما تعلموه.( وإذا كانت القراءة أهم وسيلة لاكتساب المعرفة الشاملة، وهي أحد أهم شروط التقدم الحضاري؛ فإن علينا إلا نبخل بأي جهد يتطلبه توطين القراءة في حياتنا الشخصية، وفي حياة الأمة عامة؛ فالمسألة ليست كمالية ولا ترفيهية، وإنما هي مسألة مصير. فلا ريب أن يجعل المرء القراءة إحدى مفردات أعماله اليومية ) ولن يكون ذلك يسيرا بطبيعة الحال على بعض فئات المجتمع لأسباب كثيرة منها ظروف الأعمال اليومية المتراكمة عند البعض وتقدم وسائل الاتصال المختلفة ولكن على الإنسان تدارك البعض من الوقت فما لا يدرك كله لا يترك كله أيضا. أما العنصر الثاني من الناس فعندهم الوقت الكافي والوافي للقراءة كبعض الأساتذة وأئمة وخطباء المساجد... ولكن مرض الكسل والركون إلى الراحة حال بينهم وبين التمتع بلذة القراءة والاستفادة منها والأمر الآخر هو عدم الرغبة الأكيدة من هؤلاء في حب الإطلاع المستمر بما يحدث في العالم من أحداث سارة أو مؤلمة التي تصيب البشرية في كل بقاع الأرض وكذلك العزوف عن التعرف على ما عند الآخرين من أفكار ورؤى سواء أكانت سلبية أو ايجابية.
الكاتب (( ابراهيم بن حبيب الكروان
إن الدستور الخالد للتشريع الرباني الذي انزل على سيد البشر أجمعين محمدا صلى الله عليه وسلم يحث الناس على القراءة فكان القرآن الكريم هو المنهج القويم للبشرية جمعاء جاء بهذا النهج فمحتواه ( مشتق من القراءة وأعظم اختراع اخترعته البشرية كان الكتابة؛ والكتابة غير ذات قيمة إذا لم تعقبها القراءة؛ فقد تكثفت خبرة الأجيال على اتساع أمداء الزمان والمكان، في الكتابة؛ فهي الجسر الذي يؤمن التواصل بين الأجيال؛ فإذا لم يتهيأ لنا أن نقرأ ما كُتِبَ حرمنا من نعمة تراكم المعرفة الذي يمكننا تجاوز كينوناتنا الثقافية. إن القراءة تمكننا من توسيع مساحات الرؤية؛ حيث نرى كل نتاج الأعمال السابقة الايجابية والسلبية؛ وذلك يمكننا من امتلاك ( البصيرة ) التي من لوازمها القدرة على خطو الخطوة المناسبة، والتي تمنحنا الحصانة من أن نلدغ من جحر واحد مرتين ومرات...) لكن السؤال المطروح لهؤلاء القراء الذين يعكفون على القراءة هل يقرأ الواحد منهم سواء أكان هذا القارئ مسلما أو غير مسلم من أصحاب الملل والنحل ليتعلم أو يتعلم ليقرأ هذا هو محور الحديث عن القراءة الجادة والناجحة وثمرتها اليانعة فلا ريب أن الإنسان الذي يريد الفائدة الكثيرة من القراءة يقرأ ليتعلم ويجني ثمرة علمه له ولامته سواء أكان ذلك عن طريق الابتكار أو الإبداع في مختلف صنوف العلم الروحية أو الأدبية أو الفكرية أو المادية كالاختراعات العلمية خصوصا الصناعات الحديثة إن كان القارىء بطبيعة الحال من الموهوبين في هذا المجال ويميل ميلا كليا إليه آو المفكرين..ولا يكون هدف الإنسان من العلم القراءة وتسلية الوقت دون الاستفادة منها فهذا المسلك لا يجنى لصاحبه ولا لأمته أي فائدة تذكر ولا يكون له إسهام فعلي يقدمه للمجتمع والبشرية جمعاء. فكم من أناس سلكوا طريق العلم والمعرفة ولكن دون فائدة تذكر فلم يكن لعلمهم هذا الأثر العميق في نفوسهم ونفوس أفراد المجتمع ولربما كان هذا العلم وبالا عليهم وخسارة على مجتمعهم ففقدوا لذة ما جنوه من العلم بسبب مخالفتهم لما تعلموه.( وإذا كانت القراءة أهم وسيلة لاكتساب المعرفة الشاملة، وهي أحد أهم شروط التقدم الحضاري؛ فإن علينا إلا نبخل بأي جهد يتطلبه توطين القراءة في حياتنا الشخصية، وفي حياة الأمة عامة؛ فالمسألة ليست كمالية ولا ترفيهية، وإنما هي مسألة مصير. فلا ريب أن يجعل المرء القراءة إحدى مفردات أعماله اليومية ) ولن يكون ذلك يسيرا بطبيعة الحال على بعض فئات المجتمع لأسباب كثيرة منها ظروف الأعمال اليومية المتراكمة عند البعض وتقدم وسائل الاتصال المختلفة ولكن على الإنسان تدارك البعض من الوقت فما لا يدرك كله لا يترك كله أيضا. أما العنصر الثاني من الناس فعندهم الوقت الكافي والوافي للقراءة كبعض الأساتذة وأئمة وخطباء المساجد... ولكن مرض الكسل والركون إلى الراحة حال بينهم وبين التمتع بلذة القراءة والاستفادة منها والأمر الآخر هو عدم الرغبة الأكيدة من هؤلاء في حب الإطلاع المستمر بما يحدث في العالم من أحداث سارة أو مؤلمة التي تصيب البشرية في كل بقاع الأرض وكذلك العزوف عن التعرف على ما عند الآخرين من أفكار ورؤى سواء أكانت سلبية أو ايجابية.
الكاتب (( ابراهيم بن حبيب الكروان