مشاهدة النسخة كاملة : مكانة الأقصى في الإسلام وعند المسلمين


بن مضر
16-05-2009, 07:18 AM
مكانة الأقصى في الإسلام وعند المسلمين

قضية فلسطين والمسجد الأقصى والمحاولات الدائبة والمستمرة من اليهود لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم مكانه هي قضية كل مسلم أمن بألإسلام ووحد ربه.
وبداية أقول: إن هذه القضية لو كانت مؤصلة تأصيلاً إسلامياً لما قال قائد فلسطينى: إنه حين ينتصر ويقيم الدولة الفلسطينية سوف يحرص على أن تكون دولة علمانية، وفي المقابل نجد أن اليهود حين أقاموا دولتهم اللقيطة أقاموها على أساس الدين وأطلقوا عليها اسم نبي كريم من الأنبياء وهو يعقوب (إسرائيل) عليه السلام، هذا هو الفرق في التعامل مع القضية الفلسطينية عند اليهود والعرب.
المسجد الأقصى المبارك هو أولى القبلتين، وثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام بمكة، وثالث مسجد تشد إليه الرحال بعد المسجدين الحرام والنبوي.
إليه أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم، ومنه بدأ معراجه إلى السماء، وفيه أم الأنبياء.
وهو الذي قال فيه رب العزة "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصا الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير".سورة الإسراء - الآية (1)
وللمسجد الأقصى قدسية كبيرة عند المسلمين ارتبطت بعقيدتهم منذ بداية الدعوة فهو يعتبر قبلة الانبياء جميعاً قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو القبلة الاولى التي صلى اليها النبي محمد (صلى) قبل أن يتم تغير القبلة الى مكة.
وقد توثقت علاقة الإسلام بالمسجد الأقصى (http://www.masrawy.com/News/2007/MidEast/Politics/February/9/alaqsa_history.aspx)ليلة الاسراء والمعراج حيث اسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى وفيه صلى النبي اماماً بالانبياء ومنه عرج النبي صلى الله عليه وسلم الى السماء وهناك في السماوات العليا فرضت عليه الصلاة.
ولو كانت القضية مؤصلة تأصيلا إسلامياً لما فرط الحكام العرب في شبر من الأرض الفلسطينية المباركة وهذا يعيدنا إلى أصل القضية.
(1) سجل القرآن الكريم أقدم وثيقة ملكية لفلسطين حين قال تعالى: «سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير« (الإسراء) هذه الآية المباركة التي نتلوها في الصلاة وعند قراءة القرآن الكريم تؤكد بما لا يدع مجالا لأدنى شك أن الله تعالى بهذه الآية الجليلة استأمن المسلمين على بيته المقدس لأنهم يعترفون بجميع أنبياء الله ورسله على رسولنا وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم، كما أنهم - أي المسلمين - يؤمنون بجميع الكتب المنزلة قبل أن ينالها التحريف والتزييف. لقد وضع الحق تبارك وتعالى بهذه الوثيقة الربانية مسئولية رعاية هذا البيت وحمايته من عبث العابثين، وانحراف المنحرفين، وصارت هذه الوثيقة آية تتلى في اليوم والليلة مذكرة المسلمين بمسئوليتهم تجاه الأقصى وما حوله.
(2) الأقصى هو القبلة الأولى للمسلمين قبل أن يأمرهم عز وجل بالتوجه إلى البيت الحرام، وكان وجود الأصنام في البيت الحرام سبباً قوياً لانصراف المسلمين في صلاتهم تجاه بيت المقدس حتى أذن لهم سبحانه بالتوجه إلى المسجد الحرام، روى الطبري في تاريخه عن قتادة قال: «كانوا يصلون نحو بيت المقدس ورسول الله، صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وبعدما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً ثم وُجه بعد ذلك نحو الكعبة (البيت الحرام)«.
(3) المسجد الأقصى أحد المساجد الثلاثة التي لا تشد الرحال إلا إليها للحديث الذي رواه البخاري ومسلم وابن ماجة وأبو داود، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى». وهذا الحديث فوق أنه يؤكد مكانة المسجد الأقصى في الإسلام، فإنه يؤكد أيضاً أهميته للمسلمين ومدى مسئوليتهم عنه حماية ورعاية وصيانة، وإنه لا يجوز لهم شرعاً التفريط فيه، أو التهاون في حمايته واسترجاعه ممن سلبه منهم.
(4) أن الصلاة في المسجد الأقصى تعد 500 صلاة فيما سواه، قال صلى الله عليه وسلم: «الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجدي بألف صلاة، والصلاة في بيت المقدس بخمسمائة صلاة» (حديث حسن رواه الطبراني).
(5) وفي مجال التأصيل قام الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالسفر إلى فلسطين عندما اشترط أهلها أن يتسلم مفاتيحها أمير المؤمنين بنفسه وكان لهم ما أرادوا، وهذه هي المدينة الوحيدة في عهد الراشدين التي تولى خليفة بنفسه تسلم مفاتيحها. (فلسطين دراسات منهجية في القضية الفلسطينية/ د.محسن محمد صالح/ ص22). وقام أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بكتابة العهدة العمرية التي أمن فيها النصارى على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها (نفس المرجع السابق/ ص22).
(6) أما القائد المسلم الملهم صلاح الدين الأيوبي فقد آل على نفسه ألا يبتسم حتى يحرر بيت المقدس من سيطرة الصليبيين وكان له ما أراد في عام 583هـ (4 يوليو 1187م) وتم فتح بيت المقدس في 27 رجب من عام 573هـ (2 أكتوبر 1187م) بعد استعمار صليبي دام 88 عاماً. ولقد استمر الحكم الإسلامي لفلسطين نحو من 1200 سنة حتى عام 1917م وهو أطول فترة تاريخية مقارنة بأي حكم آخر (المرجع السابق/ ص25).
(7) أما من نزل من الصحابة والتابعين والفقهاء فهم كثير نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: عبادة بن الصامت، وشداد بن أوس، وأسامة بن زيد بن حارثة، ودحية الكلبي، وأوس بن الصامات، هذا من الصحابة، أما التابعون فمنهم: رجاء بن حيوة الكندي وهو من مواليد بيسان (وهو الذي أشار على سليمان بن عبدالملك تولية عمر بن عبدالعزيز الخلافة) ومنهم أيضاً عبادة بن نسي الكندي، ومالك بن دينار والأوزاعي، أما من الفقهاء والأئمة من الذين عاشوا فيه أو زاروه، فمنهم: إبراهيم بن أدهم والليث بن سعد (فقيه مصر) وأبوبكر الطرطوشي، وأبوبكر الجرجاني، وابن قدامة المقدسي. وممن ينتسبون إلى فلسطين: فاتح الأندلس موسى بن نصير اللخمي، وأول علماء الكيمياء في التاريخ الإسلامي خالد بن يزيد الأموي. (المرجع السابق/ ص 25،26).
هذا بإيجاز شديد مكانة الأقصى في الإسلام ومسئولية المسلمين عنه في القديم والحديث.
المراجع :-
1 – الصحيحان.
2 – تفسير الظلال .
3 - فلسطين دراسات منهجية في القضية الفلسطينية/ د.محسن محمد صالح.
4 – شبكة ألأنترنت .

حوراء الحصن
17-05-2009, 09:15 AM
««لك الشكر أخي..
عطاء متجدد ف البرج..بوركت وبروكت جهودكــ

oonإيميmoo
20-05-2009, 10:29 PM
جزاك الله خيرا...................

القلم الحزين
25-05-2009, 05:23 PM
أخي العزيز بن مضر ..
إن موضوعك يحمل من الشجون ما تدمع منه عيني ، فوا أسفاه على حالنا عبر الوطن العربي ، إن العلمانية بكل أسف جعلت مفاصل أمتنا ملتهبة مما أصابها بشلل لا دائم لا أخال بأنها في يوما ستشفى .
شكراً لإنتقائك هذا الموضوع ..
دمت في حفظ لله ..