درة الإيمان
04-01-2010, 09:30 PM
إن المتتبع لأخبار العلم والتكنولوجيا السريعة يجد أنها قد تجاوزت بكثير حدود العلم والأخلاق والخيال العلمي !
كـمثال عليه أن نقرأ " العلماء يقرأون أفكار الإنسان ونياته قبل أن ينوي القيام بها " و " أجهزة أشعة بالمطارات تكشف ما تحت ملابس المسافرين " وغيرها من التطورات والتقدم الذي وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة .
في موضوعي هذا سأركز على التكنولوجيا التي أستطيع القول بأنها في متناول كل شخص ألا وهي الحاسب الشخصي كونه أبسط مثال نعايشه .
بداية نعرف التكنولوجيا الرقمية وهي تعني الإستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته .
نستيطع القول أن التكنولوجيا ذو شقين إيجابي وسلبي
فالإيجابي يكون علم ومعرفة وثقافة وتقدم وإرتقاء في الأجيال بينما السلبي يكون عري وخلاعة وعنف وإرهاب ، فـ بعد أن كنا نتابع العنف والإرهاب في شاشة التلفاز أصبحنا نمارسه من خلال أجهزة الحاسوب والألعاب الإلكترونية سواء كان الصغار أو الكبار ، والذي بدوره قد يزرع في النفوس العنف والشر والقتال وينزع من فلوبنا الرحمة والسلام ..!
نعود لما نود التركيز عليه وهو أجهزة الحاسوب ، أمن التكنولوجيا وهو ما يتطلبه كل مسخدم حين يستخدم حاسوبه الشخصي ونلخصها في النقاط التالية :
1-الخصوصية عند الإستخدام : وهو ما يطلبه كل مستخدم يود أن يحتفظ بقاعدة بيانات خاصة به قد تحوي أرقامه الشخصية وعناوينه وأرقامه السرية وبيانات لا يرغب بأن يحصل عليها أحد
2-دقة المعلومات : هل كل ما نجده في شبكة المعلومات ( الإنترنت ) نثق به ؟ هل نستطيع أن نقول بأن لها مرجعية ومصادر موثوقة ؟ أم أنها مجرد معلومات وضعت هناك ..! ماذا إن كانت تحوي على أخطاء هل هي أخطاء مقصدة أم غير مقصودة ؟
3-من يمتلك تلك المعلومات؟ : المعلومات التي نحصل عليها هل تعود لجهات نستطيع الوثوق بها أم هي ملك جهات مجهولة ؟ كمثال عليه الشركات الإلكترونية التي تتاجر في بيع منتجاتها ..!
4-من يستخدم تلك المعلومات ؟ : إن قمت بشراء منتج من خلال الشبكة المعلومات التي تقوم بإدخالها كرقم حسابك ورقم بطاقتك من سيستخدم هذه المعلومات ؟
مثال على تلك النقاط : الحكومة الإلكترونية وهو ما تقوم به السلطنة حاليا من خلال توحيد جميع المعلومات عن طريق شبكة المعلومات كتسهيل وحفاظا للوقت والجهد للمواطن والحكومة ، إلا أن كثير من الناس ما زال غير متقبل تلك الفكرة كونهم يفضلون أن يروا أن تتم الأعمال أمام أعينهم وبأيديهم وليس من خلف شاشة.
نظرا لتشعب الموضوع اخترت ثلاثة قضايا أثارت الجدل ولأهميتها سأناقشها :
القضية الأولى :
خدمة جوجل ( Google earth ) : هو برنامج يتيح للمستخدم تصفح الكرة الأرضية واختيار أي موقع يرغب بالإطلاع عليه عن قرب عن طريق الصور والخرائط وكأنه قد وصل إليه من خلف شاشته بضغطة زر !
قامت قناة الجزيرة في برنامج (ما وراء الخبر ) مناقشة هذه التقنية وكان رأي وين ماديسون ( خبير في شؤون الرقابة الإلكترونية ) : " الأمر يشبه أي تكنولوجيا جديدة وحديثة ستواجه الإنتقادات والهجوم من قبل الآخرين وكل تكنولوجيا لها الجانب الحسن والسيء"
وكانت هناك معارضات حول هذه الخدمة بين مؤيد ومعارض ومنهم المدافعين عن الحياة الخاصة يجدون أن ما قامت به جوجل غير مشروع وغير مسؤول .
سنذكر بعض النقاط حول الخدمة :
-الاستكشاف والبحث : إن نظرنا لهذه الخدمة من خدمة البحث والاستكشاف نجد أنها خدمة ذا فائدة عظيمة ، فهي تتيح للمستخدم التعرف على أي مكان في العالم وتزويده بكل المعلومات التي يرغب في الحصول عليها وقد تخدمه في جانب السفر والسياحة
-Street view (عرض الشارع): تطورت خدمة جوجل بعد ذلك وأصبح بإمكان المستخدم مشاهدة صور مقربة للشوارع والأبنية والمارة وعامة الناس الذين لا يدركون أنهم مراقبون. ممن أستاذنت شركة جوجل ؟ ولمَِ يقوم المتصفح بمتابعة الناس ؟ وهل يعتبر ذلك تدخلا في الخصوصيات ؟ وكيف سيتم استخدام هذه التقنية ؟ كثيرة هي التساؤلات التي نطرحها ؟ هل ترغب بأن يقوم شخص مجهول من خلف شاشة بمراقبتك أين تسير ؟وإلى أين ستذهب؟ ومتى ستعود ؟!
-الأمن القومي : هذه الخدمة تطورت كثيرا ووصلت للأمن القومي للدول ! ، فقد ظهر هناك خلاف بين وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وشركة جوجل وذلك من حيث نشر صور ومعلومات عن القواعد العسكرية الأمريكية وأماكن التدريب وأماكن أسلحتهم وجنودهم والتي قد تستغل من قبل الأعداء أو الإرهابيين.، واعتبرت أمريكا أن ذلك يهدد الأمن القومي لبلادها ، وتوصلت إلى اتفاق بحجب مقر الرئيس الأمريكي وموقع البنتاجون وحذف أي صور أو معلومات تشير إليه..! الأمر الذي أدى إلى اعتراض الدول الأخرى ولِمَ تم حذف بيانات أمريكا فقط دون البقية ؟!
القضية الثانية :
حقوق الملكية الفكرية : حماية فكرية أم احتكار للمعلومات ؟!
سرقة البحوث والدراسات والنصوص الأدبية والأعمال الفنية كل ذلك يدخل ضمن حقوق الملكية الفكرية، كل ذلك يحدث بمجرد خيارين : قص ولصق! أين الضمير الأخلاقي في ذلك؟ ومن سمح للمستخدم باستخدام تلك المعلومات ؟ وفيما سيتخدمها ؟
فقد ذكرت جريدة أسواق العرب بتاريخ 6\5\2009 : 250 مليار دولار حجم خسائر القرصنة في العالم بسبب حقوق الملكية الفكرية في عصر التكنولوجيا !
هل تراعي حقوق الملكية الفكرية ؟ بمعنى هل تشاهد فيلما إذا علمت بأنه منسوخ بطريقة غير قانونية ؟وهل تشغل على جهاز الحاسب الآلي الخاص بك برنامجا أصليا اشتريته أم نسخة مشبوهه ؟!
وذكر في موقع euro news : أن محكمة جزائية في السويد تدين 4 أشخاص بتهمة انتهاك حقوق الملكية الفكرية ! فقد قام هؤلاء الأربعة بنسخ وتوزيع أفلام واغاني لم تنزل في الأسواق بعد مما سبب في خسارة الشركات الأصلية المنتجة لها .
القضية الثالثة :
قراصنة الشبكة المعلوماتية ( ******* )
قامت مجلة جهينة الأردنية بعمل دراسة ووجدت ارتفاع في نسبة الهاكرز الذي يخترقون الأجهزة ويسرقون ملفات ومعلومات شخصية .
وأيضا ذكر في صحيفة الوسط البحرينية عنوان : " فورمات " هتك الأعراض بخاصية "التكنولوجيا المتقدمة" ، فقد أدانت المحكمة البحرينية لشاب بحريني يقوم بتصليح الأجهزة بتهمة سرق معلومات شخصية وسرق صور فتيات وتهديدهن بهتك أعراضهن إن لم يقمن معه بعلاقة غير شرعية ..!
فكل ما يقوم به المخترق هو إرسال ملف صغير عبارة عن برنامج تجسس على بريد الشخص المقصود عن طريقه بريده الإلكتروني ليقوم بتنزيله في جهازه دون أن يعلم المستخدم بذلك وبعدها يقوم بسرقة أي بيانات يرغب بالحصول عليها ، وكثيرة هي البرامج التي تساعد على الاختراق وفي كل يوم يظهر برنامج جديد!
المخترقون من يعاقبهم ؟ وهل هناك قانون يقوم بإعادة حقوق الأشخاص ؟ وما السبب أن يقوم المخترق بسرقة بيانات شخصية واستغلالها استغلال سيء ؟ هل هو الوازع الديني ؟ الضمير الأخلاقي ؟ البيئة ؟
كل تلك التساؤلات نطرحها في هذه النقطة !
ختاما : تكنولوجيا بلا أخلاق .. كـ شيطان تخفى في صورة إنسان ..!
بقلمي ..
كـمثال عليه أن نقرأ " العلماء يقرأون أفكار الإنسان ونياته قبل أن ينوي القيام بها " و " أجهزة أشعة بالمطارات تكشف ما تحت ملابس المسافرين " وغيرها من التطورات والتقدم الذي وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة .
في موضوعي هذا سأركز على التكنولوجيا التي أستطيع القول بأنها في متناول كل شخص ألا وهي الحاسب الشخصي كونه أبسط مثال نعايشه .
بداية نعرف التكنولوجيا الرقمية وهي تعني الإستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته .
نستيطع القول أن التكنولوجيا ذو شقين إيجابي وسلبي
فالإيجابي يكون علم ومعرفة وثقافة وتقدم وإرتقاء في الأجيال بينما السلبي يكون عري وخلاعة وعنف وإرهاب ، فـ بعد أن كنا نتابع العنف والإرهاب في شاشة التلفاز أصبحنا نمارسه من خلال أجهزة الحاسوب والألعاب الإلكترونية سواء كان الصغار أو الكبار ، والذي بدوره قد يزرع في النفوس العنف والشر والقتال وينزع من فلوبنا الرحمة والسلام ..!
نعود لما نود التركيز عليه وهو أجهزة الحاسوب ، أمن التكنولوجيا وهو ما يتطلبه كل مسخدم حين يستخدم حاسوبه الشخصي ونلخصها في النقاط التالية :
1-الخصوصية عند الإستخدام : وهو ما يطلبه كل مستخدم يود أن يحتفظ بقاعدة بيانات خاصة به قد تحوي أرقامه الشخصية وعناوينه وأرقامه السرية وبيانات لا يرغب بأن يحصل عليها أحد
2-دقة المعلومات : هل كل ما نجده في شبكة المعلومات ( الإنترنت ) نثق به ؟ هل نستطيع أن نقول بأن لها مرجعية ومصادر موثوقة ؟ أم أنها مجرد معلومات وضعت هناك ..! ماذا إن كانت تحوي على أخطاء هل هي أخطاء مقصدة أم غير مقصودة ؟
3-من يمتلك تلك المعلومات؟ : المعلومات التي نحصل عليها هل تعود لجهات نستطيع الوثوق بها أم هي ملك جهات مجهولة ؟ كمثال عليه الشركات الإلكترونية التي تتاجر في بيع منتجاتها ..!
4-من يستخدم تلك المعلومات ؟ : إن قمت بشراء منتج من خلال الشبكة المعلومات التي تقوم بإدخالها كرقم حسابك ورقم بطاقتك من سيستخدم هذه المعلومات ؟
مثال على تلك النقاط : الحكومة الإلكترونية وهو ما تقوم به السلطنة حاليا من خلال توحيد جميع المعلومات عن طريق شبكة المعلومات كتسهيل وحفاظا للوقت والجهد للمواطن والحكومة ، إلا أن كثير من الناس ما زال غير متقبل تلك الفكرة كونهم يفضلون أن يروا أن تتم الأعمال أمام أعينهم وبأيديهم وليس من خلف شاشة.
نظرا لتشعب الموضوع اخترت ثلاثة قضايا أثارت الجدل ولأهميتها سأناقشها :
القضية الأولى :
خدمة جوجل ( Google earth ) : هو برنامج يتيح للمستخدم تصفح الكرة الأرضية واختيار أي موقع يرغب بالإطلاع عليه عن قرب عن طريق الصور والخرائط وكأنه قد وصل إليه من خلف شاشته بضغطة زر !
قامت قناة الجزيرة في برنامج (ما وراء الخبر ) مناقشة هذه التقنية وكان رأي وين ماديسون ( خبير في شؤون الرقابة الإلكترونية ) : " الأمر يشبه أي تكنولوجيا جديدة وحديثة ستواجه الإنتقادات والهجوم من قبل الآخرين وكل تكنولوجيا لها الجانب الحسن والسيء"
وكانت هناك معارضات حول هذه الخدمة بين مؤيد ومعارض ومنهم المدافعين عن الحياة الخاصة يجدون أن ما قامت به جوجل غير مشروع وغير مسؤول .
سنذكر بعض النقاط حول الخدمة :
-الاستكشاف والبحث : إن نظرنا لهذه الخدمة من خدمة البحث والاستكشاف نجد أنها خدمة ذا فائدة عظيمة ، فهي تتيح للمستخدم التعرف على أي مكان في العالم وتزويده بكل المعلومات التي يرغب في الحصول عليها وقد تخدمه في جانب السفر والسياحة
-Street view (عرض الشارع): تطورت خدمة جوجل بعد ذلك وأصبح بإمكان المستخدم مشاهدة صور مقربة للشوارع والأبنية والمارة وعامة الناس الذين لا يدركون أنهم مراقبون. ممن أستاذنت شركة جوجل ؟ ولمَِ يقوم المتصفح بمتابعة الناس ؟ وهل يعتبر ذلك تدخلا في الخصوصيات ؟ وكيف سيتم استخدام هذه التقنية ؟ كثيرة هي التساؤلات التي نطرحها ؟ هل ترغب بأن يقوم شخص مجهول من خلف شاشة بمراقبتك أين تسير ؟وإلى أين ستذهب؟ ومتى ستعود ؟!
-الأمن القومي : هذه الخدمة تطورت كثيرا ووصلت للأمن القومي للدول ! ، فقد ظهر هناك خلاف بين وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وشركة جوجل وذلك من حيث نشر صور ومعلومات عن القواعد العسكرية الأمريكية وأماكن التدريب وأماكن أسلحتهم وجنودهم والتي قد تستغل من قبل الأعداء أو الإرهابيين.، واعتبرت أمريكا أن ذلك يهدد الأمن القومي لبلادها ، وتوصلت إلى اتفاق بحجب مقر الرئيس الأمريكي وموقع البنتاجون وحذف أي صور أو معلومات تشير إليه..! الأمر الذي أدى إلى اعتراض الدول الأخرى ولِمَ تم حذف بيانات أمريكا فقط دون البقية ؟!
القضية الثانية :
حقوق الملكية الفكرية : حماية فكرية أم احتكار للمعلومات ؟!
سرقة البحوث والدراسات والنصوص الأدبية والأعمال الفنية كل ذلك يدخل ضمن حقوق الملكية الفكرية، كل ذلك يحدث بمجرد خيارين : قص ولصق! أين الضمير الأخلاقي في ذلك؟ ومن سمح للمستخدم باستخدام تلك المعلومات ؟ وفيما سيتخدمها ؟
فقد ذكرت جريدة أسواق العرب بتاريخ 6\5\2009 : 250 مليار دولار حجم خسائر القرصنة في العالم بسبب حقوق الملكية الفكرية في عصر التكنولوجيا !
هل تراعي حقوق الملكية الفكرية ؟ بمعنى هل تشاهد فيلما إذا علمت بأنه منسوخ بطريقة غير قانونية ؟وهل تشغل على جهاز الحاسب الآلي الخاص بك برنامجا أصليا اشتريته أم نسخة مشبوهه ؟!
وذكر في موقع euro news : أن محكمة جزائية في السويد تدين 4 أشخاص بتهمة انتهاك حقوق الملكية الفكرية ! فقد قام هؤلاء الأربعة بنسخ وتوزيع أفلام واغاني لم تنزل في الأسواق بعد مما سبب في خسارة الشركات الأصلية المنتجة لها .
القضية الثالثة :
قراصنة الشبكة المعلوماتية ( ******* )
قامت مجلة جهينة الأردنية بعمل دراسة ووجدت ارتفاع في نسبة الهاكرز الذي يخترقون الأجهزة ويسرقون ملفات ومعلومات شخصية .
وأيضا ذكر في صحيفة الوسط البحرينية عنوان : " فورمات " هتك الأعراض بخاصية "التكنولوجيا المتقدمة" ، فقد أدانت المحكمة البحرينية لشاب بحريني يقوم بتصليح الأجهزة بتهمة سرق معلومات شخصية وسرق صور فتيات وتهديدهن بهتك أعراضهن إن لم يقمن معه بعلاقة غير شرعية ..!
فكل ما يقوم به المخترق هو إرسال ملف صغير عبارة عن برنامج تجسس على بريد الشخص المقصود عن طريقه بريده الإلكتروني ليقوم بتنزيله في جهازه دون أن يعلم المستخدم بذلك وبعدها يقوم بسرقة أي بيانات يرغب بالحصول عليها ، وكثيرة هي البرامج التي تساعد على الاختراق وفي كل يوم يظهر برنامج جديد!
المخترقون من يعاقبهم ؟ وهل هناك قانون يقوم بإعادة حقوق الأشخاص ؟ وما السبب أن يقوم المخترق بسرقة بيانات شخصية واستغلالها استغلال سيء ؟ هل هو الوازع الديني ؟ الضمير الأخلاقي ؟ البيئة ؟
كل تلك التساؤلات نطرحها في هذه النقطة !
ختاما : تكنولوجيا بلا أخلاق .. كـ شيطان تخفى في صورة إنسان ..!
بقلمي ..