مشاهدة النسخة كاملة : حيث يسكن الحب..مسلسل.. [6+7+8+9+10]


رائد
17-01-2010, 08:08 PM
هي سفرة جمعتهم في مكان

ربما هي لن تبوح

ربما تبوح

فالفتى كله نار لمعرفة ما يجري حوله

تتوقف الفتاة

تحمد الله بصوتها الابدي

يهتز كيان الفتى للمرة الثانية لعذوبة صوتها

ربما يخفي الكثير مما يلتهب في فؤاده

لكنه ابدا لن يستطيع الفرار بعيدا بتلك المشاعر كي يخفيها عن عمي العربي

ابدا

هو ابنه

هو تلميذه

هو بذرة طالما تعاهدها يوما بعد اخر

يتمتم الفتى بصوت خفي

لكنه لا يعرف ان كل من حوله يسمعه

ارتجاف شفتيه لا ينبئ بخير

لانه لم يعد بخير

يخرج عمي العربي ليتركه مع الفتاة الى حين عودته من عند والد الفتى يطمئنه عليه

لانه يريده ان يبيت عنده الليلة متسترا عن كل ما حدث

ربما حين وجد الفتى نفسه وحيدا هناك معها احس بخوف

او ربما احس بامن

هو لا يدري بعد لانه مغمور باحساس جديد لم يعهده ابدا

قد يكون الخوف هو عين الامن لانه طريقه طبعا

او ربما نحن البشر مهما عشنا في امن الا ان الخوف يلاحقنا

يعيش بين ثنايا الامن ولو كان خوفا من ذهاب الامن

هو وحده يعرف ما الامن؟

يعرف ما الخوف

كما يعرف ماذا يعني ان تعيش بلا امن

او بلا خوف

هي مشاعر كل من عاش فترة نصبح فيها على اعداد من القتلى

او المذبوحين

لكنه ابدا ما كان ليعرف ماذا يعني ان تعيش بلاحب

لانه ما عرف بعد ذلك الشعور الاسمى

ولا احس به

لكنه بدا يعانيه ويتعذب به من اول لحظات نموه بين جنباته

لعلها دائما هي هكذا تلك اللحظات

لحظات البدايات تشبه جدا غرز شئ بجسدك

مؤلم الى حد الصداع

محزن كذلك

مع غمرة اخرة من فرح

لم يعد يدري ذاك الفتى أي شئ يعيشه بالضبط

فيستلقي نائما للحظات

حين يفتح عينه يبصرها تنظر اليه

هي تبتسم

هو يبتسم

هي تخجل فتطرق براسها

هو يموت ذهولا فيغمض عينيه مرة اخرى

لكنه لن يتجرا ابدا على محو صورة ترتسم في الواقع امامه

يفتح عينيه

يعتدل

ويستجمع قواه سائلا

الا تقصين علي قصتك؟؟؟؟

تسكت وكانها تبحث مثله عن جواب

لكنها لم تعد تحتمل

انا؟؟؟

ماذا جرى لي؟

صرت اخشى على نفسي من نفسي

لم اعد يا سيدي افهم ما جرى

بل كيف جرى

كنت ضحية

وكنت موضوع قصة اخرى تبكيك لانها لم تعد تبكيني

تزهق روحك لانها فعلت اكثر من ذلك بي

قصتي يا سيدي مثل حلم كابوس يجعلنا ننتفض هلعا من فراش

لست مثلك يا سيدي

كل ما حولك جميل

لكنني اعيش هناك حيث لا جمال

حيث نقتات على جثث تموت تسمما بالدينار

هناك اعيش انا عند رجل كان ابي

يكاد يملك كل شئ

مال وجاه وقوة وحقائق هي لكم مجرد احلام

هناك يا سيدي اعيش مثل الاميرات

لا يمسني ريح

ولا اشم الا انسم عطر وريح

هناك يا سيدي كنت اعيش مع رجل كان ابي

كان منصبه يفرض عليه ان يكون بعيدا عني

لكن ماله زادني بعدا منه

هو لا يفكر كيف يقبلني

كيف يجعلني ارتمي بين احضانه ابا ووالدا

هو يفكر كيف يجعلني اسعد بالمال

كيف افرح بوجاهته

لم اكن ادري انني قد اتعس بسبب هذا الترف

لانه كان مستهدفا من طرف من كنت عندهم قبلك

اختطفوني

وساوموه بمال هو لا يعني له شيئا لانه يملك اضعافه

ليته خلصني من بين ايديهم

لكنه ابى

لانه يعبد الدرهم

يعشق الدينار

هو لا يعشق روحه التي خلقت منه

هو لا يعيرني ذلك الاهتمام الذي يعيره لتلك الصرة من الدنانير

هو لا يعيرني اهتماما لانهم قابلوني بالمال الذي يحب

كلمته بنفسي بجوالهم

ترجيته ان ينقذني

لكنه ابى لانهم طلبوا الكثير

تسكت

وتجهش بالبكاء

ليس بالكثير لانه بعض من ثروته

تنوح باعلى صوتها على رجل كان اباها

ماله الذي اراد ان يسعد به هو اشقاني

هو اتعسني

هو من رمى بي بين احضان وحوش

هي لا تزال تبكي

لكنه يقاطعها

اتشربين ماء؟؟؟؟

**

**

*

يتبع

همس القلم
17-01-2010, 09:51 PM
هناك بين الظلام بعثرت أحرفها

وبين الوجوش زرعت انفاسها

ومحال ان يترك الاب لذاته

معلنا لابنته حبها

ايا من كنت ِ تملكين الهوى عطرا

رفقا بأب مزقه البرد لانت ِ

ايها الرائد سألزم صمتا هذه المرة

بوركت روحك

رائد
18-01-2010, 12:32 AM
هي تشكو ابا ما وقف جنبها حين احتاجته
فجتاحتها مشاعر مظلوم
هو كذلك كله شكوى
لكن من بعيد ياتي من ينطق على لسانك سيدتي
رفقا
انه ابوك
ابي
وابوها
هم اباؤنا

رائد
18-01-2010, 05:54 PM
يتركها تشرب بارتجاف كما تتكلم
يقترب منها
هم هكذا اباؤنا سيدتي
نرى مع كل نقطة حنان منهم سوطا معدا للقسوة علينا
هم هكذا لكننا ربما لا نفهمهم
هم كذلك لا يفهموننا
هم اباؤنا
فلذات اكبادهم نحن
لكنهم ابدا لن يكونوا ضعفاء امامنا
ربما يترقبون لحظة خلوة يبكوننا
ربما يخونون انفسهم لاجلنا
لكننا نحن ابدا ما فهمنا بعضنا
هو بالطبع خطؤهم
لانهم ما كاناو لنا ذلك اللباس يغطي عوراتنا
ما اقتربوا منا عسانا نحس بدفئهم
ما لاعبونا في فترات نحتاجهم
هم هكذا يستطيعون فقط اخراج ذلك السوط بكل ارتجال
ربما لم اكن مثلك سيدتي
لكنني احس القهر من ابي
هو رجل يحاول ان يكون في كل مكان بسلطته
ما يعرفون كلمة ال-نعم-
لان لهم سلطة ال-لا-
انا هكذا ارى ابي
يحاول ان يلبس ثوب المقتدر دوما
لكن بسوط قاس جدا
ولو انه اتى مستغشيا ثوب حنان
لكان مقتدرا صاحب سلطة بلا أي تعب
دون ان نسكب دموعنا مهرا لتلك المكانة التي يعشقونها
هم هكذا
يريدوننا ان نحس بامكنتهم بعدما صرنا شبه متمردين
بعدما صارت لنا كياناتنا المنفردة عن غيرها
لا تاسفي
دعيه يكون اباك فلعله يملك الف عذر انت لا تعرفينها
توقفي عن البكاء قد جاء الفرج
يقترب منها ويمسح دمعها
احقا كنت تعيسة يا سيدتي؟؟؟
ترفع نظرها اليه
وكانها لاول مرة تراه
تبصره من جديد وكانه يحاول ان يسرق منها اعترافات في مجلس تحقيق
هي الان في قوة انثى
لانها سمعت صوته الذي لا يدل الا على طيب اصل وحسن في كل شئ
-نعم
كنت تعيسة كما لو انني كنت احتضر
كنت كمثل حبة حلوى يتقاذفها اطفال كل يريدها لنفسه
كنت محل جدل
محل تصادم بين كل احد هناك
انا يا سيدي فتاة معذبة
مقهورة لانني احيى في تعاسة دوما
منذ ذلك اليوم حين استلمت ذلك الطرد والحزن يلاحقني
لم اكن اعرف انه يحمل هدية هي طعم لصيد هو انا
لم اكن اعلم ابدا ان تلك الورود ثمن لعيشي بين اشواك من بشر
ربما لانني ما اخبرت ابي بما يجري حولي
او ربما لانه ما ترك لي مجالا للتحدث معه
منذ ذلك اليوم وانا اعيش اضطرابا حتى وجدت نفسي في مكان ما انتظر شخصا ما يريدني لامر يخصه
بل كما كان يقول
يخصنا نحن الاثنين
لم افق بعدها الا في مكان جبلي
مغارة تجعلني كاصحاب الكهف
بين قوم ليسوا ابدا مثل اصحاب الكهف
كنت في شبه غفوة
او ربما هي الطريق نحو الصحو عن واقع اليم جدا
كنت هناك بينهم
هم
اولئك القوم
لست اعرف من يكونون
لكنهم يجعلونك ترهب منهم
تخافهم
تخشاهم
ولا تفرح ابدا حين ترى منهم تلك الابتسامات المزيفة
ربما لن يعجبوك ابدا حتى وهو مصطفون يؤدون الصلاة
لانهم بعدها ينصرفون كل الى صنم يعبده قد يكون امراة او كما يقولون هم – سبية احلت لهم-
اتدري يا سيدي انني بعدما كنت ابكي على ابي لانه ما دفع لهم
بدؤوا يتناظرون
سبية انا ام اسيرة لديهم
ومن له الحق في جسدي؟
كم كانت تتعالى اصواتهم ليلا
نهارا وفي كل وقت
حتى من يزعم انني اسيرة لا حق لهم في جسدي لم يكن يعبث ابدا
لانه يريدني له وحده
هو اميرهم
اشباه الامراء اولئك
وكانهم ملوك الوطن
او انهم انبياء لا وصاية لاحد عليهم وانهم المعصومون
هناك معهم كنت اعيش كيف يغتالون الحقيقة دائما
ثم كيف يغتالون انفسهم وغيرهم
ليس فيهم شئ جميل ولا حتى ذلك الذكر الذي لا يلج قلبا لانهم لا قلوب لهم
لا ادري لماذا نحن هكذا كاغبياء نصدق بعضهم
او لماذا هناك من يصدقهم
انا لم اترك صلاتي الا منذ رايتهم يصلون
لاادري لماذا
لكنهم جعلوني ابغض كل شئ يفعلون
تبكي من جديد
لم اكن اتصور نفسي شاهدة على مقتل الكثيرين
هم لا يرحمون احدا
والبشر عندهم كنعاج يتسابقون لذبحها تقربا الى الله
الله؟؟؟
وهل يعرفون حقا ان هناك رب هو الله؟

هدى
18-01-2010, 06:09 PM
مرحبا بك أخي على برج المقال والقصة
أتمنى أن تكون بداية موفقة وتجربة مستمرة

صراحة روايتك في بدايتها تضاربت الأحداث فيها
لكن هذا الجزء منها استوقفني كثيرا
وجعلني اصر على اكتشاف ماتخفيه سطورك القادمة
في انتظار البقية لك مني الف تحية

همس القلم
18-01-2010, 06:41 PM
مرتقبون بانفاس

اين البقية نلهث لها

بوركت روحك الطاهرة

رائد
19-01-2010, 12:51 AM
شكرا على المرور احبتي
فقط للتذكير
لستت ممن ينقبضون حين رؤية نقد
بل اعشق ذلك
هنا نتعلم
نرتقي
يا ليتني اجدكم

رائد
19-01-2010, 01:39 AM
حين تراهم تظنون عبادا زهادا خائفين وجلين
لكنك حين تعيش معهم احيانا او تسترق منهم السمع تعلم ما يكنون
اذكر جيدا تلك الليلة
كانا يتحدثان عن والدي
لم اسمع قط سبا ولا شتما ولا قبحا في الكلام كما سمعت ذلك منهم
يتكلمون عن بعض المسؤولين ولا يترددون ابدا ان يلصقوا بهم لفظ الطواغيت
يسبون بلهجة الشارع
ويمقتون كل شئ
حتى اولئك الذين معهم من الشباب الصغار يكرهونهم
لا ادري أي فكر دخيل هذا الذي جاء الى الوطن
احقا هؤلاء بشر لهم عقول؟
ام انها لعبة يلعبونها لا يدرون الى اين تنتهي بيهم؟
كنت استرق السمع اليهم
وكنت موضوعهم
حتى اتفقوا على ان اكون للامير سبية وملك يمين
هي مصطلحات كنا نقرا عنها في عصور ولى زمنها
سبية وملك يمبن واسير وعبد وغنائم استحلت لانها ملك للطاغوت او من والى الطاغوت
اسمع لانني لم اعد اخشى شيئا مادام اقرب الناس الي ما عاد يفكر في
كنت اذن لذلك الامير
ملك يمينه
وسبية احلت له ما احلها له القران الذي يزعم الايمان به
ولكن هواه
وشياطين من الانس والجن يردون به واخوانه الى الخزي والجحيم
كم مرة جاء يراودني لكنني كنت اتذرع بالعذر شرعي
لا ادري من أي لي هذا؟
ولكن هناك في مدارس الطواغيت التي يحلو لهم ان يسمونها كذلك تعلمت الكثير من امر ديني
حتى تلك المصطلحات نعرف الكثير عنها
اطلت عليه كثيرا بذلك العذر وهو الزاهد المسكين يخشى اللعنة
لان رب السموات ينهاه عن تعدي الحدود المشروعة
ونسي المسكين انه بكل ذراته مخالف لشرع الله
كنت ادعو ربي ان ينقدني منهم
لم يعد لي سواه
حتى وانا ادعو الله اجد نفسي في شك؟
احقا انا وهم ندعوا الها واحدا؟؟
هو يطلبون النصر
وانا اطلب النجاة
فمن يا ترى يدعو الله؟
كنت اتضرع واشتغفر من تلك الوسوسات
حتى تلك اليلة التي ما نمناها ابدا
لان جيش الوطن راح يدك عليهم حصونهم بالطائرات
وبدات تلك الفلول منهم تهرب وتندفع كلهم يخشى الموت الا قليلا
انا سبية الامير
لي شاني كما الامير
لذلك حظيت بحماية الامراء
ورحنا نهرب كذلك خوفا من قذيفة نتنهك ذواتنا فتشتتنا كما لم نكن
مشينا الليل كله نقصد مكانا يعرفونه هم الى ان طلع علينا النهار
حتى وصلنا الى هذا الجبل المطل على قريتكم
صدقني لم اكن ارى شيئا
لانني كنت معصوبة العينين لكنني تمنيت ان ارى هذا المكان في ذلك الصباح
نسمته
وصوت الطيور وريح الطبيعة
وكل شئ
حتى تلك الاشجار كنت احس بطولها
كنت احس بتلك الاعشاب والجداول وكل شئ جميل
كنت اسمع ثغاء القطعان ونباح الكلاب من بعيد
لكنني مسكينة لا ارى الا بعين القلب
مشينا طويلا في تلك الاحراش
الى ان وصلنا الى مكان شبيه بالاول
خنادق وتجهيزات واسلحة ليست كما رايت ابدا
لكن في المبيت غرفة واحدة للكل
هي شبه غرفة لكنها احسن مما كنت عليه
هناك حاول ان يختلي بي
ليلا راح يراودني
لكنني كنت امانعه على اشد ما يكون فاستشاط علي غضبا
يهددني بالقتل والتنكيل
لكنني لم اعره أي اهتمام لانني مت منذ زمن
لا ادري كيف نمت تلك اليلة باكرا
لكنه التعب سيدي
نومي كان كنوم عروس
او ربما كنوم من لم يعد يخشى الموت لانه لا يرى اشد عليه مما يعيش
اصبحنا على اذكارهم
وتراتيلهم
اصبحنا واصبح الملك لله والحمد لله
الكل يقولها
والكل خاشع مع ربه صباحا
وكلمة التوحيد لا تفارق شفاههم
يقولون
عليها نحيا وعليها نموت
كنت عندما اسمعهم يقولونها اضحك
لاننا كنا في المدارس نقولها ونزيد عليها شطرا اخر
عليها نحيا وعليها نموت
من فوق سكنة ومن تحت حانوت
استهزاء بهم لانهم لم يحيوا من اجل كلمة التوحيد وانما فقط شعار يوصلهم الى السلطة
يجعلهم اصحاب مساكن وفيلات ومتاجر كبرى
هم كذلك حقا لا كذبا راي العين رايتهم
اصبحنا اذن والملك لله
والامير او سيادة الامير الموقر لا هم له الا انا

هدى
19-01-2010, 01:58 AM
لله في خلقه شؤون
اولئك من يظنون أنفسهم أنهم يحسنون صنعا
يرهبون الناس من دون وجه حق ..
يومنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض ..
والعياذ بالله مما ينتظر أمثالهم

متابعة سيدي
لك مني كل التقدير على تميزك هنا

رائد
19-01-2010, 02:01 AM
شكرا على المتابعة
كوني قريبة

رائد
19-01-2010, 06:18 PM
يريد ان يفعل شيئا ما
عيناه تنبئان بذلك كما حركاته اللاغريبة عني
امر الكل بالانصراف بعد خطة اعدها لهم
هو لا يريد شيئا غير الاختلاء بي
يتنكر بذلك الثوب الوسخ دائما هو ثوب التقى وثوب القيادة لاجل النصرة على الطاغوت
ربما لم يكن ابدا يظن ان سيبقى بعضهم في معسكرهم ذاك بسبب الاصابة من القصف
ففكر ان ياخذني بعيدا
قيدني وراح يسوقني كما تسوقون شويهاتكم رعيا
ونزل بي الى هناك
لكنه في طريقة يصادف احد الشباب ممن كنت معهم في اول الامر
هو جد مندهش لما رانا معا في مكان ليس فيه غيرنا
- هل هذه هي الاسيرة التي لا حل لاحد فيها؟؟؟
هكذا يقابلة بصوت شامت
لانهم كثيرا ما كانوا يتمارون في حقيقة امري
والامير ينكر ان اكون سبية لانه يخفي في نفسه ما الزمن يبديه
انكشف الامير فوجه اليه سلاحه يقوده معي ضحيتان بطعمين مختلفين
وصلنا الى حيث وصلت انت
فقتل رفيقه في --الجهاد-- قتلة وحوش
لم يرمه بالرصاص خوفا من انكشاف امره لكنه ذبحه
كنت كمن اغمي عليها تلك اللحظات
لانني حقا اعيش رعبا ما عاشه احد
ربما لن تصدقني انني كنت شبه متيقنة انني سوف اعيش
انني لن اقع ابدا فريسة لنذل
حتى رايت الامير يسقط ارضا واراك تحاول ان تنقذي بكل هول وتردد
رحت اجري معاك الى الاسفل الى حيث نحن
كنت اجري والدنيا تجري معي
لم اتعثر ابدا لانني ما عدت اعشق الا ذلك الجمال
في لحظة واحدة حييت
قبل هنا حييت وولدت من جديد
لن استنكف ان اقول لك امي
ابي
او اي شئ يوحي الى الكل انك من ولدت من بين احضانه
ربما هي الطبيعة كذلك
في كل جمالها
لعلك تدرك كم توقفت طويلا عند الجدول اسفل الجبل هناك
كنت انظر اليه واليك
كان اخاذا وكنت تلهث تناديني ان اسرع معك
صدقني كنت ارى الحياة بعدما عشت الموت في تلك اللحظات كلها
ها انا الان هنا
اكلت
شربت
وبحت لك بكل شئ
هذي تعاستي التي عشتها فقط اسبوعين من حياتي
كانني ما عشت ابدا ذاك الترف
هو اول يوم
هو اول رجل يا انت يا سيدي التقيه هنا
يسكتان
وعمي العربي واقف عند الباب يستمع اليها
اليهما
وكانهما وجود من نوع اخر
هو يراهما لكنه يرى جمالا تنامى بينهما
يرى زمنا يطول ومكانا يتقلص يريد ان يقربهما اكثر
يجلس عمي العربي
سوف ننام جميعا هنا
-والدار يا عمي؟
فيجيبه ان اباه يعلم انك ستبيت عندي
خيم علي الكل سكوت
الا ان عمي العربي يسالها؟
من ابوك يا بنية؟
تسكت وتتلعثم كثيرا
ابي؟ ام من كان ابي؟
هو هذا ابي يا عمي
هذا الذي تراه بين يديك
انا ابنتكم
وتجهش بالبكاء من جديد
لكن عمي العربي يعيد نفس السؤال لكن كما تريد هي؟
من كان ابوك يا بنية؟
ربما هو يبحث عنك
قد يكون مشتاقا لرؤيتك
لا تحقدي عليه لانك لم تعلمي شيئا عنه
من يكون ولك مني عهد ان لا يكون الا ما تريدين
تطرق راسها كما دائما
ابي؟
هو سي عمار
من سي عار يا بيتي؟
سي عمار يا عمي السي عماااار
تجتاح الكل غيمة عجب
السي عمار؟
انت بنتو بالصح؟
تشير براسها وتؤكد ذلك
من لا يعرف السي عمار
لا ادري لماذا هي اول مرة يسكت فيها عمي العربي يفكر
هل لانه يعرفه
ام لانه يعرف من تكون اسرة الفتاة
هي ابنة ذلك الرجل
ومن لا يعرفه وهو على لسان الرائح والغادي في كل سوق
في كل محل
وفي كل مكان
السي عمار ما يسمحش في بنتو يا بنيتي
يخاطبها بلهجة المتيقن
هو ابن اصل كما اعرفه
جدك صديق القرية كلها
لا ادري اي صدفة جمعتنا نحن الثلاثة هنا
جداكما وانا كنا معا زمنا طويلا
ربما لا تعرفان عنهما الكثير
لكنني لازمتهما فترة ليست بالقليلة
رجلان هما من رجال الوطن
يستاذنهما لانه يريد ان يعد مكان المبيت
سوف ننام وفي الغد يكون لنا كلام وراي نتفق عليه
اليس كذلك يا بنت السي عمار؟؟
هي تسكت
لانها لم تسمع ابدا رجلا يذكر اباها بخير
هي تحس بالفرح ربما لانها عرفت انها بنت اصول
وربما لانها بين ابناء الاصول
وربما لانها نتظر يوما مليئا بالفرح

هدى
19-01-2010, 06:41 PM
نتمنى ذلك
نتمنى أن يكون احساس بطلة مسلسلك صائبا يا رائد
وتنعم بالفرح بعد ترح ألم بحياتها وقلبها رأسا على عقب

شكرا لك

رائد
20-01-2010, 12:47 AM
حياتنا هكذا يا هدى
نتمنى فيها
نرجوا
نامل
لكن كل شئ عنده بمقدار

رائد
20-01-2010, 01:28 AM
قد تهيؤوا للنوم
هي وحدها في الغرفة هناك وعمي العربي وهو في الحوش نائمون صيفا
ليلة لا ككل الليالي
هو
لم ينم اكثرها
يراها بين عينيه تتلألأ كالنجوم يبصرها تحاوره وتشكوه همها
هو لم يعرف انه يعيش بدايات جميلة جدا
يتثاءب لكنه يخشى النوم لانه يريد ان يستمر في الفرح معها
كم هي جميلة تلك البدايات الى حد الوجع
مبهمة
مشرقة لكنها ابدا لن تعطينا تفاصيل نهاياتنا
في كل شئ بدايات
ولكل شئ نهايات
وقليل من يتقن فلسفة البداية والنهاية
هي فلسفة الفجائع ان لم نقل شيئا اكثر الما
يحاول ان لا ينام هو يرى الارق حلما مطلوبا هذه اليلة لكنه يقع صريعا لنغمات حب داعب كثيرا عينيه
فنام
هي
تحاول ان تنام
لانها حقا تريد ان تعيشه في حلم جميل بعد كابوس في اليقظة
كم هي متضاربة اشلاؤنا نحن
متصادمة اشياؤنا كذلك
نعيش احلاما في يقضتنا تقض مضاجعنا
ثم نهرب الى احلى الرؤى او تلك الخربشات في نومنا
ما اجملك ايتها الحياة
ما اتعسك
ما احوجنا ان نفهمك كي نعيش بهدوء وصمت متناثرين الى البعيد
راحت تحرك كل شئ ربما يجلب لها نوما
لكنه ابدا لم يفارق خيالها
نظرته الرحيمة جدا
بعد نظره
ووقوفه على اطلال افهامنا والزمن
فتضل تصارع بقايا تثاؤب تحاول اجتلابها فتنجح اخيرا في غمرة فرح
لكن هناك من لم ينم
انه يخشى شيئا اخر هم لم يفكروا فيه
هل هكذا بكل بساطة قروي سوف يترك هؤلاء المسلحون ما جرى يمر مرور الكرام
ام انهم سوف يبيتون ليلتهم يبحثون عن غنيمة قد تكسبهم الكثير؟
هكذا كانت افكار عمي العربي تتصارع داخله
هو متوجس من كل شئ
من كل حركة حتى هبوب تلك النسمات صار يخيفه
لاناه تحمل معها اصواتا تجعله يخاف على نفسه والفتية
يجلس هناك تحت الشجرة في الحوش
يفكر في السي عمار
في الجماعات المسلحة
اصحاب اللحى
اصحاب الجبل
الخاوا
او كما شئت فسمهم
هي اسماء يطلقها العامة من الناس
اما هناك في هرم السلطة فهلم اسماء شتى
متعطشون الى الدماء
ومتعطشون للسلطة
وقتلة
وارهاب
هي اسامي الساسة طبعا
اكتب عن هنا
واتذكر في زيغ قلم تسميتهم هناك
في جزيرة العرب
الفئة الضالة
هكذا يسمونهم
ليتهم كانو فئة ضالة حقا
هم ليسوا كذلك طبعا
هم فئات ورجل الامن ادرى بكل هذا
فيسمونه باسماء جماعاتهم المتنافرة المتقاتلة فيما بينها كذلك
هكذا يفكر عمي العربي
لانه يعلم ان مسلحي هذه المنطقة ليسوا كغيرهم
انهم من جماعة الجيا
تلك الجماعة التي لا ترقب في مؤمن الا ولا ذمة
تكفر الحاكم والمحكوم
هم كلهم طواغيت تستباح اعراضهم واموالهم ودماؤهم كذلك
ما اكثر منظري هذه الجماعة
لكنهم كلهم من هناك من مدن الجن والملائكة والضباب
يرسلون الى هنا رسائلهم المسمومة
هي حقيقة يعلمها كلنا
كيف تاتيهم تلك الفتاوى
تبيح قتل الرضع واليتامى
ناهيك عن مسلح يحمل سلاحا يدافع به عن نفسه ووطنه
حتى العزل ما سلموا منهم
قطاع طرق هم
كل هذا يؤرق حقا عمي العربي
ويجعله يخشى الوقوع بين ايديهم والفتية عنده
لكن من هناك في الافق
يتراءى لعمي العربي ذيل الفجر منتشرا
والاذان يعلوا على كل افكار البشر
يتهيا للصلاة
ويوقظ الفتى
هي كانها نائمة
لكنها سمعت تمتمتهما وهما خارجان الى المسجد
و الفتى سوف يعو سريعا حيث الفتاة
تستيقظ هي كذلك
وهمها الصباحي لم يعد كما كان

هدى
20-01-2010, 02:30 PM
ابتلاء عظيم هو
الإرهاب كما يقال لادين له
لكن الصبر على البلاء سيد الموقف
حسبنا الله ونعم الوكيل

رائد
20-01-2010, 11:54 PM
شكرا هدى على المرور
شكرا لكل من كان هنا
من عدل ومن قرا
**
رائد