نجوم
03-02-2010, 04:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
كيف الحال جميعاً ؟
السحب تركض في الفضاء الرّحب ركض الخائفين
و الشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
و البحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين
لكنّما عيناك باهتتان في الأفق البعيد
سلمى ... بماذا تفكّرين ؟
سلمى ... بماذا تحلمين ؟
..................... أرأيت أحلام الطفوله تختفي خلف التّخوم ؟
..................... أم أبصرت عيناك أشباح الكهوله في الغيوم ؟
..................... أم خفت أن يأتي الدّجى الجاني و لا تأتي النجوم ؟
..................... أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنّما
..................... أظلالها في ناظريك
..................... تنمّ ، يا سلمى ، عليك
..................... إنّي أراك كسائح في القفر ضلّ عن الطّريق
..................... يرجو صديقاً في الفـــــــــــلاة ، وأين في القفر الصديق
..................... يهوى البروق وضوءها ، و يخاف تخدعه البروق
..................... بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام
..................... لا يستطيع الانتصار
..................... و لا يطيق الانكسار
..................................... هذي الهواجس لم تكن مرسومه في مقلتيك
..................................... فلقد رأيتك في الضّحى و رأيته في وجنتيك
..................................... لكن وجدتك في المساء وضعت رأسك في يديك
..................................... و جلست في عينيك ألغاز ، و في النّفس اكتئاب
..................................... مثل اكتئاب العاشقين
..................................... سلمى ... بماذا تفكّرين ؟
............................................... بالأرض كيف هوت عروش النّور عن هضباتها ؟
............................................... أم بالمروج الخضر ساد الصّمت في جنباتها ؟
............................................... أم بالعصافير التي تعدو إلى و كناتها ؟
............................................... أم بالمسا ؟ إنّ المسا يخفي المدائن كالقرى
............................................... و الكوخ كالقصر المكين
............................................... و الشّوك مثل الياسمين
.................................................. ....... لا فرق عند اللّيل بين النهر و المستنقع
.................................................. ....... يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجّع
.................................................. ....... إنّ الجمال يغيب مثل القبح تحت البّرقع
.................................................. ....... لكن لماذا تجزعين على النهار و للدّجى
.................................................. ....... أحلامه و رغائبه
.................................................. ....... و سماؤه و كواكبه ؟
............................................... إن كان قد ستر البلاد سهولها ووعورها
............................................... لم يسلب الزهر الأريج و لا المياه خريرها
............................................... كلا ، و لا منع النّسائم في الفضاء مسيرها
............................................... ما زال في الورق الحفيف و في الصّبا أنفاسها
............................................... و العندليب صداحه
............................................... لا ظفره و جناحه
..................................... فاصغي إلى صوت الجداول جاريات في السّفوح
..................................... واستنشقي الأزهار في الجنّات ما دامت تفوح
..................................... و تمتّعي بالشّهب في الأفلاك ما دامت تلوح
..................................... من قبل أن يأتي زمان كالضّباب أو الدّخان
..................................... لا تبصرين به الغدير
..................................... و لا يلذّ لك الخرير
..................... لتكن حياتك كلّها أملا جميلا طيّبا
..................... و لتملإ الأحلام نفسك في الكهولة و الصّبى
..................... مثل الكواكب في السماء و كالأزاهر في الرّبى
..................... ليكن بأمر الحبّ قلبك عالما في ذاته
..................... أزهاره لا تذبل
..................... و نجومه لا تأفل
مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات
إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة
فدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاه
قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا
فيه البشاشة و البهاء
ليكن كذلك في المساء
الشاعر \ إيليا أبو ماضي
http://www.m5zn.com/uploads/2010/2/3/photo/40188pa50.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/2/3/photo/8jthovjsqc.jpg
كيف الحال جميعاً ؟
السحب تركض في الفضاء الرّحب ركض الخائفين
و الشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
و البحر ساج صامت فيه خشوع الزاهدين
لكنّما عيناك باهتتان في الأفق البعيد
سلمى ... بماذا تفكّرين ؟
سلمى ... بماذا تحلمين ؟
..................... أرأيت أحلام الطفوله تختفي خلف التّخوم ؟
..................... أم أبصرت عيناك أشباح الكهوله في الغيوم ؟
..................... أم خفت أن يأتي الدّجى الجاني و لا تأتي النجوم ؟
..................... أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنّما
..................... أظلالها في ناظريك
..................... تنمّ ، يا سلمى ، عليك
..................... إنّي أراك كسائح في القفر ضلّ عن الطّريق
..................... يرجو صديقاً في الفـــــــــــلاة ، وأين في القفر الصديق
..................... يهوى البروق وضوءها ، و يخاف تخدعه البروق
..................... بل أنت أعظم حيرة من فارس تحت القتام
..................... لا يستطيع الانتصار
..................... و لا يطيق الانكسار
..................................... هذي الهواجس لم تكن مرسومه في مقلتيك
..................................... فلقد رأيتك في الضّحى و رأيته في وجنتيك
..................................... لكن وجدتك في المساء وضعت رأسك في يديك
..................................... و جلست في عينيك ألغاز ، و في النّفس اكتئاب
..................................... مثل اكتئاب العاشقين
..................................... سلمى ... بماذا تفكّرين ؟
............................................... بالأرض كيف هوت عروش النّور عن هضباتها ؟
............................................... أم بالمروج الخضر ساد الصّمت في جنباتها ؟
............................................... أم بالعصافير التي تعدو إلى و كناتها ؟
............................................... أم بالمسا ؟ إنّ المسا يخفي المدائن كالقرى
............................................... و الكوخ كالقصر المكين
............................................... و الشّوك مثل الياسمين
.................................................. ....... لا فرق عند اللّيل بين النهر و المستنقع
.................................................. ....... يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجّع
.................................................. ....... إنّ الجمال يغيب مثل القبح تحت البّرقع
.................................................. ....... لكن لماذا تجزعين على النهار و للدّجى
.................................................. ....... أحلامه و رغائبه
.................................................. ....... و سماؤه و كواكبه ؟
............................................... إن كان قد ستر البلاد سهولها ووعورها
............................................... لم يسلب الزهر الأريج و لا المياه خريرها
............................................... كلا ، و لا منع النّسائم في الفضاء مسيرها
............................................... ما زال في الورق الحفيف و في الصّبا أنفاسها
............................................... و العندليب صداحه
............................................... لا ظفره و جناحه
..................................... فاصغي إلى صوت الجداول جاريات في السّفوح
..................................... واستنشقي الأزهار في الجنّات ما دامت تفوح
..................................... و تمتّعي بالشّهب في الأفلاك ما دامت تلوح
..................................... من قبل أن يأتي زمان كالضّباب أو الدّخان
..................................... لا تبصرين به الغدير
..................................... و لا يلذّ لك الخرير
..................... لتكن حياتك كلّها أملا جميلا طيّبا
..................... و لتملإ الأحلام نفسك في الكهولة و الصّبى
..................... مثل الكواكب في السماء و كالأزاهر في الرّبى
..................... ليكن بأمر الحبّ قلبك عالما في ذاته
..................... أزهاره لا تذبل
..................... و نجومه لا تأفل
مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات
إنّ التأمّل في الحياة يزيد أوجاع الحياة
فدعي الكآبة و الأسى و استرجعي مرح الفتاه
قد كان وجهك في الضّحى مثل الضّحى متهلّلا
فيه البشاشة و البهاء
ليكن كذلك في المساء
الشاعر \ إيليا أبو ماضي
http://www.m5zn.com/uploads/2010/2/3/photo/40188pa50.jpg
http://www.m5zn.com/uploads/2010/2/3/photo/8jthovjsqc.jpg