عفوك إلهي
06-04-2010, 03:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله جميعًا،، من هنا أبدأ معكم ببعض الدروس حول التربية الإسلامية ومفهومها وأهدافها ومبادئها وغيرها الكثير.. سيكون على عدة مواضيع ، فالنهاية أتمنى أن ينفعنا وينفعكم به .. ومالتوفيق إلا من رب العالمين
مفهوم التربية الإسلامية
مركب إضافي ولنبدأ مفهوم التربية ... نحن كتربويين نقول تربى هي مصدر للفعل ربًى أي بمعنى ، نما تكفل ، وغذًا تعهًد.
الإسلام أحل البيع وحرم الربا ، والربا "هي الزيادة".
التربية بمعنى الزيادة لذلك فرعون هو مربي سيدنا موسى عليه السلام ، ويقول له كيف تقول انت نبي وأنا ربيتك " قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ " حتى صرت شاب .
ماذا يعني التربية في الاصطلاح : نسأل أهل التربويين فقالوا " مجموعة من عمليات يستطيع المجتمع أن ينقل أهدافه ومعارفه المكتسبة لتحقيق أغراضه وأهدافه"
مثلًا كأن نقول ماذايعني تربية الأجيال العمانية " نغرس فيه التقاليد والعادات وننقل حبنا للوطن ، وننقل كل هذه القيم للإنسان "
لو الإنسان مات ويبقى الطفل الصغير هذه سنة الحياة يموت الجيل وينشأ جيل آخر.
والتربية هي الحياة إنها عملية تكيف بين الفرد والبيئة
وهي عملية مقصودة " عندما أضرب ولدي أقصده هو تعليمه الخطأ أو اعلمه الخطأ"
مثلا هل أنا أربي ولدي بلا هدف؟ بالطبع لا ، بل أعلمه وأقصد أن أربيه لو مثلا رحت السوق ولم أشتري وولدي سرق وضربته أو نبهته هل سيعود؟ بالطبع لا.
نحن نحقق غايات مهمة . طالما أن أبدي في كل الناس ، وهذه التربية تحقق غايات محدودة " إنني تتعامل الإنسانية مع الإنسان ، وهل يوجد بين البهائم أخلاق وتعاملات بالطبع لاتوجد ولكنها توجد بين الناس .
الإسلام : لو سألنا أي شخص ما حتى لو الطفل ماذا يعني الإسلام؟
الإسلام في اللغة " بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ " أي أظهرت الخضوع والإستسلام في الله بمعنى أظهار القبول والخضوع لله سبحانه وتعالى . مصدر الفعل أسلم.
دائما نسمع عن فلان مسلم في قضية يقول سلمت أمري بمعنى سلمت نفسي وأقبلت بذلك
ولكن الإسلام كدين : مجموع كل ما أنزله الله على رسوله ويشتمل العقيدة والتشريعات " وهو الدين الذي نزل على الرسول من الله تعالى . وأحكام العقيدة وأحكام االأخلاق والمعاملة وكل شي ,هو مصدر للفعل أسلم .
2300 يوجد تعريف للتربية الإسلامية ، فيه علماء وحدوا تعريف للتربية الإسلامية وقالوا هي عملية تفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة به مستضيئة بنور الشريعة الإسلامية بهدف بناء الشخصية المسلمة المتكاملة الجوانب بطريقة متوازنة.
عندنا جسد له متطلبات " كُلُوا وَاشْرَبُوا" واحل الزواج بل امر به وأيضا العقل لازم نفكر وإلا العقل انتهى .. الروح أيضا غذائها القرآن والصلاة والحج وغيرها من العبادات
أهداف التربية الإسلامية
1)-بناء الشخصية الإنسانية السوية.
2)-بناء الشخصية المؤمنة.
3)-بناء الشخصية المنسجمة مع الفطرة.
4)-تحقيق التوازن بين الجانب النظري والعملي.
5)-تحقيق التوازن الأجتماعي.
6)-تحقيق الأنسجام النفسي.
الإنسان منذ بداية عمره حتى نهاية عمره وهو في حالة تربية مستمرة ، أحيانا نقول التربية للصغير ، ولكن التربية الإسلامية من بداية عمره لنهايته في حالة تربية لاتنقطع، ليست من الأم والأب وحتى وأنا في سن 60 أو 70 وانا في حالة تربية ، إذا كنت أريد ان أفعل الشي الحرام لا أفعله.
لذلك حدد غاية الخلق " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ “
ولنتذكر بداية الخلق ” إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ”
وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم: ” اطلوا العلم من المهد إلى اللحد "
من ظن انه علم كل شي فقد جهل ، والعلم هو المقصود التربية
فالتربية الإسلامية تختلف عن جميع التربويات الموجودة في العالم ، ومن هنا نتحدث عن أهداف التربية الإسلامية كلها أهداف مشروعة تفيد وتبني الشخصية المسلمة بناء قوي وتجعله مستقر في الحياة
1)بناء الشخصية الإنسانية السوية : بمعنى هنا تشبع كل الرغبات التي تريدها النفس والجسد والروح. حاجات الجسد فهي الأكل والطعام والشراب والزواج ، حاجات العقل العلم والمعرفة وغيرها من الأمور التي تجعل الإنسان البشري يستخدم عقله ” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ “ والعلم يريد عقل يعمل.
الروح : الروح تأكل وتشرب اشباعها بطريقة القرآن والإستماع إليه ، الصلاة والصوم ، فيه أناس تهتم بالعقل والجسم وتترك الروح وشي نادر جدًا تحصل اهتمامهم بالروح وتركهم للعقل والجسد.
لابد هنا نعطي للجوانب الثلاثة حقها أشبع حاجات الروح والجسد والعقل.
2) بناء الشخصية المؤمنة: أكبر نعمة علينا جعلنا مسلمين ” الحمد لله الذي هدانا للإسلام وكفى به نعمة“
تخيلوا الإنسان العاقل تحت يده مسخر له كل شي في الكون ، كان يسجد للصنم أو الشجر أو بعضها للبقر ، قال تعالى : "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ”
لأن غير المؤمن ينزل إلى أسفل السافلين . فالأسلام جاء ليحرر من ضلال العقيدة . فكيف تعبد الشجر هو مسخر لنا لنستفيد منه الخشب وأيضًا البقر نستفيد من لحمه نأكله .
فهنا تأتي التربية الإسلامية محررة من ضلال العقيدة إلى حمل أمانة عجزت أن تحملها السموات والأرض والجبال ” إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا “ الذي يدركه الناس انه ظلومًا جهولا
يظلم نفسه حين يترك الأمانة والتكريم .. فهنا نشك في عقل أي إنسان يعبد البقر أو الشجر ، فهل هذه شخصية مستقرة؟ بالتأكيد لا.
فالإنسان مكرم وهو عزيز يعبد الله ولا ذليل يعبد الصنم والبقر.
بالتأكيد جميعنا نتذكر حادثة جبريل لما نزل على الرسول على هيئة الإنسان على الرسول عندما دخل له هو وصاحبته وسأله ما الإيمان وما الإسلام ؟ جبريل لم ينزل على هيئة كلب أو أي حيوان وإنما على هيئة إنسان
وهو جبريل أعظم ملائكة الله وهو الذي نزل الكتب السماوية على جميع الرسل.
الإنسان الذي يعمل الحرام والذي يسرق أو غير ذلك ينسى أن أحدًا يراه
إذا ماخلوت الدهر يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل عليي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل عنه ساعة
لو مثلا أنا كمعلم يحضر دائمًا معي المدير هل سأؤدي على أكمل وجه أو لا ؟ بالطبع نعم . مع إن الله أفضل من جميع البشر.
3)-بناء الشخصية المنسجمة مع الفطرة: الإنسان جُبل على حب المال والحياة ، يخشى الفقر والفناء ، ويحرص على الاستمتاع وإشباع الغرائز والشهوات ، بكبيعة البشرية تحب المال وذكر ذلك صريحا في القرآن : "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا “
حبه للمال شديد وقوي لايقدر أن يفارقه ، ولكن هنا يجب تجميع المال من حلال وليس من حرام ، وهنا الإسلام يراعي طبيعة الفطرة الإنسانية.
وأيضًا حبه للزواج أو الشهوة في الزواج .. وأيضأ الجوع ويجب أن يأكل وكذالك الشراب وذكر قوله تعالى : ” كُلُوا وَاشْرَبُوا “
الإنسان بطبيعته كما ذكرت جُعل وزين لحب الشهوات وذكر ذالك صريحا ” زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ “ ما حد يقتنع بألف أو ألفين وثلاثة من الذهب والفضة
هل هذا حرام ؟؟ طبعًا لا ” ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا “ هذا هو حلال .
هل نحن ملائكة لانخطيء؟ فيه حد منا لا يخطي؟ مانكون بشر إذا لم نخطئ . الملائكة دائمًا وأبدا مقبل على طاعة الله .. ولكن أنا كبشر لي قابلية للطاعة والذنب، الكل يذنب ولكن يختللف من ذنب إلى ذنب.
والقرآن لما يتحدث عن التوبة ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “ . مهما فعلت يارب هل تغفر ذنوبي؟؟ نعم يغفر لنا هنا انتبهوا إلى خطاب الله تعالى بل أنسبهم إلى نفسه ولم يقل يامسرفين أو ياكافرين أو يا مذنبين أو طاغين.
5)-تحقيق التوازن الأجتماعي.
الشخصية المسلمة لا بد أن تكون منسجمة ومتوازنة مع المجتمع.
لنأخذ مثلا الزواج والعفو
لو تزوجنا من أقاربي أضعفت العلاقة وزادت العلاقة بين الناس والمجتمع
الزواج من قبائل أخرى يزيد من رقعة العلاقات بين الناس والعبادات بين الناس .. والزواج يخلق العلاقات بين الناس هذا على مستوى الأسر .
وتعالوا إلى مستوى الفرد ، أنا لما أخطيء في حق زميل لي أو صديق أو طالب اعتذر له ، لو لم يقبل الاعتذار فنقول له : خذ بالك إن الإسلام أمرك بشي عظيم وهو أن تعفو فهو إذا لم يسمحني فتنقطع العلاقة الإجتماعية بيني وبينه
من غير العفو لا يحدث التوازن الإجتماعي.
6)-تحقيق الأنسجام النفسي.
النفس الإنسانية عندنا أنواع ثلاثة وهي : 1- النفس الأمارة بالسوء
2- النفس اللوامة
3- النفس المطمئنة
نبدأ بالأعلى النفس المطمئنة : أعلى درجات النفس وأفضلها وكمان النفس عند الله تعالى. وهذه لم تحدث إلا على الأنبياء والصالحين ”يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً "
النفس اللوامة : تشجع صاحبها إلى الخير وتلومه إذا فعل الشر ، مثلا لو قصرت في شرح درس ما لطلبتي وقمت اهمل الحصة واتغيب بلاعذر طبعا الطلبة يفرحوا الأستاذ غايب عنهم ولكن في داخلي تلومني نفسي على ذلك
وأيضأ لو حصلت لمال لغيري وأخذته تلومني نفسي ، وأيضًا لو ضريت أي شخص وفعلت أي شي به فيه شي دافع داخلي أن لا أضره ، والقرآن تحدث عنها ” وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ“
الأمارة بالسوء: لا تأمر صاحبها إلا بالسوء ، قد سيطرت عليها الشهوات وأضلها الشيطان فأطاعته ” وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ “
وإياك أن تعيش بها لأن العيش بها ضياع ، على الأقل أن تكون نفسك لوامة ، وحاول بقدر المستطاع أن تكون تصل إلى النفس المطمئنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تابعونا في دروس أخرى
بارك الله فيكم
بقلمي : عفوك إلهي
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله جميعًا،، من هنا أبدأ معكم ببعض الدروس حول التربية الإسلامية ومفهومها وأهدافها ومبادئها وغيرها الكثير.. سيكون على عدة مواضيع ، فالنهاية أتمنى أن ينفعنا وينفعكم به .. ومالتوفيق إلا من رب العالمين
مفهوم التربية الإسلامية
مركب إضافي ولنبدأ مفهوم التربية ... نحن كتربويين نقول تربى هي مصدر للفعل ربًى أي بمعنى ، نما تكفل ، وغذًا تعهًد.
الإسلام أحل البيع وحرم الربا ، والربا "هي الزيادة".
التربية بمعنى الزيادة لذلك فرعون هو مربي سيدنا موسى عليه السلام ، ويقول له كيف تقول انت نبي وأنا ربيتك " قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ " حتى صرت شاب .
ماذا يعني التربية في الاصطلاح : نسأل أهل التربويين فقالوا " مجموعة من عمليات يستطيع المجتمع أن ينقل أهدافه ومعارفه المكتسبة لتحقيق أغراضه وأهدافه"
مثلًا كأن نقول ماذايعني تربية الأجيال العمانية " نغرس فيه التقاليد والعادات وننقل حبنا للوطن ، وننقل كل هذه القيم للإنسان "
لو الإنسان مات ويبقى الطفل الصغير هذه سنة الحياة يموت الجيل وينشأ جيل آخر.
والتربية هي الحياة إنها عملية تكيف بين الفرد والبيئة
وهي عملية مقصودة " عندما أضرب ولدي أقصده هو تعليمه الخطأ أو اعلمه الخطأ"
مثلا هل أنا أربي ولدي بلا هدف؟ بالطبع لا ، بل أعلمه وأقصد أن أربيه لو مثلا رحت السوق ولم أشتري وولدي سرق وضربته أو نبهته هل سيعود؟ بالطبع لا.
نحن نحقق غايات مهمة . طالما أن أبدي في كل الناس ، وهذه التربية تحقق غايات محدودة " إنني تتعامل الإنسانية مع الإنسان ، وهل يوجد بين البهائم أخلاق وتعاملات بالطبع لاتوجد ولكنها توجد بين الناس .
الإسلام : لو سألنا أي شخص ما حتى لو الطفل ماذا يعني الإسلام؟
الإسلام في اللغة " بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ " أي أظهرت الخضوع والإستسلام في الله بمعنى أظهار القبول والخضوع لله سبحانه وتعالى . مصدر الفعل أسلم.
دائما نسمع عن فلان مسلم في قضية يقول سلمت أمري بمعنى سلمت نفسي وأقبلت بذلك
ولكن الإسلام كدين : مجموع كل ما أنزله الله على رسوله ويشتمل العقيدة والتشريعات " وهو الدين الذي نزل على الرسول من الله تعالى . وأحكام العقيدة وأحكام االأخلاق والمعاملة وكل شي ,هو مصدر للفعل أسلم .
2300 يوجد تعريف للتربية الإسلامية ، فيه علماء وحدوا تعريف للتربية الإسلامية وقالوا هي عملية تفاعل بين الفرد والبيئة المحيطة به مستضيئة بنور الشريعة الإسلامية بهدف بناء الشخصية المسلمة المتكاملة الجوانب بطريقة متوازنة.
عندنا جسد له متطلبات " كُلُوا وَاشْرَبُوا" واحل الزواج بل امر به وأيضا العقل لازم نفكر وإلا العقل انتهى .. الروح أيضا غذائها القرآن والصلاة والحج وغيرها من العبادات
أهداف التربية الإسلامية
1)-بناء الشخصية الإنسانية السوية.
2)-بناء الشخصية المؤمنة.
3)-بناء الشخصية المنسجمة مع الفطرة.
4)-تحقيق التوازن بين الجانب النظري والعملي.
5)-تحقيق التوازن الأجتماعي.
6)-تحقيق الأنسجام النفسي.
الإنسان منذ بداية عمره حتى نهاية عمره وهو في حالة تربية مستمرة ، أحيانا نقول التربية للصغير ، ولكن التربية الإسلامية من بداية عمره لنهايته في حالة تربية لاتنقطع، ليست من الأم والأب وحتى وأنا في سن 60 أو 70 وانا في حالة تربية ، إذا كنت أريد ان أفعل الشي الحرام لا أفعله.
لذلك حدد غاية الخلق " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ “
ولنتذكر بداية الخلق ” إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ”
وقال عليه أفضل الصلاة والتسليم: ” اطلوا العلم من المهد إلى اللحد "
من ظن انه علم كل شي فقد جهل ، والعلم هو المقصود التربية
فالتربية الإسلامية تختلف عن جميع التربويات الموجودة في العالم ، ومن هنا نتحدث عن أهداف التربية الإسلامية كلها أهداف مشروعة تفيد وتبني الشخصية المسلمة بناء قوي وتجعله مستقر في الحياة
1)بناء الشخصية الإنسانية السوية : بمعنى هنا تشبع كل الرغبات التي تريدها النفس والجسد والروح. حاجات الجسد فهي الأكل والطعام والشراب والزواج ، حاجات العقل العلم والمعرفة وغيرها من الأمور التي تجعل الإنسان البشري يستخدم عقله ” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ “ والعلم يريد عقل يعمل.
الروح : الروح تأكل وتشرب اشباعها بطريقة القرآن والإستماع إليه ، الصلاة والصوم ، فيه أناس تهتم بالعقل والجسم وتترك الروح وشي نادر جدًا تحصل اهتمامهم بالروح وتركهم للعقل والجسد.
لابد هنا نعطي للجوانب الثلاثة حقها أشبع حاجات الروح والجسد والعقل.
2) بناء الشخصية المؤمنة: أكبر نعمة علينا جعلنا مسلمين ” الحمد لله الذي هدانا للإسلام وكفى به نعمة“
تخيلوا الإنسان العاقل تحت يده مسخر له كل شي في الكون ، كان يسجد للصنم أو الشجر أو بعضها للبقر ، قال تعالى : "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ”
لأن غير المؤمن ينزل إلى أسفل السافلين . فالأسلام جاء ليحرر من ضلال العقيدة . فكيف تعبد الشجر هو مسخر لنا لنستفيد منه الخشب وأيضًا البقر نستفيد من لحمه نأكله .
فهنا تأتي التربية الإسلامية محررة من ضلال العقيدة إلى حمل أمانة عجزت أن تحملها السموات والأرض والجبال ” إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا “ الذي يدركه الناس انه ظلومًا جهولا
يظلم نفسه حين يترك الأمانة والتكريم .. فهنا نشك في عقل أي إنسان يعبد البقر أو الشجر ، فهل هذه شخصية مستقرة؟ بالتأكيد لا.
فالإنسان مكرم وهو عزيز يعبد الله ولا ذليل يعبد الصنم والبقر.
بالتأكيد جميعنا نتذكر حادثة جبريل لما نزل على الرسول على هيئة الإنسان على الرسول عندما دخل له هو وصاحبته وسأله ما الإيمان وما الإسلام ؟ جبريل لم ينزل على هيئة كلب أو أي حيوان وإنما على هيئة إنسان
وهو جبريل أعظم ملائكة الله وهو الذي نزل الكتب السماوية على جميع الرسل.
الإنسان الذي يعمل الحرام والذي يسرق أو غير ذلك ينسى أن أحدًا يراه
إذا ماخلوت الدهر يومًا فلا تقل خلوت ولكن قل عليي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل عنه ساعة
لو مثلا أنا كمعلم يحضر دائمًا معي المدير هل سأؤدي على أكمل وجه أو لا ؟ بالطبع نعم . مع إن الله أفضل من جميع البشر.
3)-بناء الشخصية المنسجمة مع الفطرة: الإنسان جُبل على حب المال والحياة ، يخشى الفقر والفناء ، ويحرص على الاستمتاع وإشباع الغرائز والشهوات ، بكبيعة البشرية تحب المال وذكر ذلك صريحا في القرآن : "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا “
حبه للمال شديد وقوي لايقدر أن يفارقه ، ولكن هنا يجب تجميع المال من حلال وليس من حرام ، وهنا الإسلام يراعي طبيعة الفطرة الإنسانية.
وأيضًا حبه للزواج أو الشهوة في الزواج .. وأيضأ الجوع ويجب أن يأكل وكذالك الشراب وذكر قوله تعالى : ” كُلُوا وَاشْرَبُوا “
الإنسان بطبيعته كما ذكرت جُعل وزين لحب الشهوات وذكر ذالك صريحا ” زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ “ ما حد يقتنع بألف أو ألفين وثلاثة من الذهب والفضة
هل هذا حرام ؟؟ طبعًا لا ” ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا “ هذا هو حلال .
هل نحن ملائكة لانخطيء؟ فيه حد منا لا يخطي؟ مانكون بشر إذا لم نخطئ . الملائكة دائمًا وأبدا مقبل على طاعة الله .. ولكن أنا كبشر لي قابلية للطاعة والذنب، الكل يذنب ولكن يختللف من ذنب إلى ذنب.
والقرآن لما يتحدث عن التوبة ” قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “ . مهما فعلت يارب هل تغفر ذنوبي؟؟ نعم يغفر لنا هنا انتبهوا إلى خطاب الله تعالى بل أنسبهم إلى نفسه ولم يقل يامسرفين أو ياكافرين أو يا مذنبين أو طاغين.
5)-تحقيق التوازن الأجتماعي.
الشخصية المسلمة لا بد أن تكون منسجمة ومتوازنة مع المجتمع.
لنأخذ مثلا الزواج والعفو
لو تزوجنا من أقاربي أضعفت العلاقة وزادت العلاقة بين الناس والمجتمع
الزواج من قبائل أخرى يزيد من رقعة العلاقات بين الناس والعبادات بين الناس .. والزواج يخلق العلاقات بين الناس هذا على مستوى الأسر .
وتعالوا إلى مستوى الفرد ، أنا لما أخطيء في حق زميل لي أو صديق أو طالب اعتذر له ، لو لم يقبل الاعتذار فنقول له : خذ بالك إن الإسلام أمرك بشي عظيم وهو أن تعفو فهو إذا لم يسمحني فتنقطع العلاقة الإجتماعية بيني وبينه
من غير العفو لا يحدث التوازن الإجتماعي.
6)-تحقيق الأنسجام النفسي.
النفس الإنسانية عندنا أنواع ثلاثة وهي : 1- النفس الأمارة بالسوء
2- النفس اللوامة
3- النفس المطمئنة
نبدأ بالأعلى النفس المطمئنة : أعلى درجات النفس وأفضلها وكمان النفس عند الله تعالى. وهذه لم تحدث إلا على الأنبياء والصالحين ”يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً "
النفس اللوامة : تشجع صاحبها إلى الخير وتلومه إذا فعل الشر ، مثلا لو قصرت في شرح درس ما لطلبتي وقمت اهمل الحصة واتغيب بلاعذر طبعا الطلبة يفرحوا الأستاذ غايب عنهم ولكن في داخلي تلومني نفسي على ذلك
وأيضأ لو حصلت لمال لغيري وأخذته تلومني نفسي ، وأيضًا لو ضريت أي شخص وفعلت أي شي به فيه شي دافع داخلي أن لا أضره ، والقرآن تحدث عنها ” وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ“
الأمارة بالسوء: لا تأمر صاحبها إلا بالسوء ، قد سيطرت عليها الشهوات وأضلها الشيطان فأطاعته ” وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ “
وإياك أن تعيش بها لأن العيش بها ضياع ، على الأقل أن تكون نفسك لوامة ، وحاول بقدر المستطاع أن تكون تصل إلى النفس المطمئنة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
تابعونا في دروس أخرى
بارك الله فيكم
بقلمي : عفوك إلهي