دلوعة الشلالات
16-04-2010, 09:32 AM
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
.................................................. ...........
الدين وأسس تکوين الروابط الاسريه
يشكل الدين أحد أهم الركائز – الأسس - لدى الإنسان المعاصر ، نظراً للتغيراتالسريعة المستجدة في حياة المجتمعات وبنائها السريع ، مقارنة مع ما كانت عليه فيالسنوات السابقة التي تميزت ببساطة الحياة .
فالتغيرات السريعة في سِياق مناحي الحياة المتنوعة التي أحدثت انقلابات شبهجذرية في تلك المجتمعات ، والتي طالت خلالها القواعد والقوانين والقيم الاجتماعية ،وكل ما يتصل بتنظيمها ، مما يستدعي بشكل ملح العودة إلى الدين ، لتنظيم حياة الناسوإضفاء حالة الطمأنينة والهدوء عليها بعد أن فقدوها.
الدين والروابط الأسرية :
معظم الناس على دراية ومعرفة تامة بما للدين من تأثير فعَّال على سلوك أفرادمجتمعاتنا ، وتكوين أفكارهم وأسلوبهم في الحياة ، وتعاملاتهم في دقائق الأموراليومية .
وأغلب ما يصدر عنا من تصرفات إنما هو نتاج يتدخل في معظمه عامل التشبع بالدين ،فهو شريعة تملأ الحياة في عباداته ومعاملاته وأحواله الشخصية .
وعليه فهو ينظم سلوك الزوجين داخل الأسرة الواحدة على مستوى التربية ، والتعامل، واكتساب القيم ، وإقامة العلاقات والروابط داخل الأسرة ، والعلاقات بين الأهلوالمقربين .
إذن فالعائلة ليست عشّاً جسدياً للأولاد فقط ، بل عشّاً نفسياً أيضاً ، يتعلمونفيه من الأبوين ، ويتربون بأخلاقهما وسلوكهما ، لذا وجب على الوالدين تحسين سلوكهماحتى لا يخرج الأولاد منحرفين .
فالدين على ضوء ذلك هو القاسم المشترك للسلوك إزاء مواقف الحياة المختلفة فيالتربية وإقامة الروابط والعلاقات داخل الفرد نفسه ، وبينه وبين شريك حياته ، وبينهوبين أولاده ، حتى تمتد العلاقات والروابط نحو الجار ، وباقي أفراد المجتمع .
لذا فإن أسس تكوين الروابط اللاشعورية المعتمدة على الدين والمستمدَّة منه ،مقومات بقائها تبدأ من داخل الأسرة الصغيرة - الأب والأم - ، فأي اختلال في تنظيمالعلاقات والروابط داخل الجهاز الأسري يسهم في إحداث الاضطرابات والمشكلات النفسيةوالاجتماعية لاحقاً .
فالأسرة تمتلك فعلاً قوياً ، وأسلوباً خاصاً بها ، يحدِّد طبيعة اتصال أفرادها ،وكيفية التعامل مع بعضهم البعض ، أو مع الآخرين خارج نطاقها .
والإسلام هو الدين الوحيد الذي انفرد عن باقي الأديان ، وذلك من خلال وضعه أسسهذه التعاملات والعلاقات والأدوار .
وبناءً على ما يعطيه من دور للرجل أو المرأة ، أو الابن الأكبر أو الأصغر ، أوالبنت ، حتى تم تنظيم هذه الأدوار بشكل لا شائبة فيه .
وتحقق ذلك واقعياً من خلال سلوك أفراد المجتمع ، فإن كبيرهم يعطف على صغيرهم ،وصغيرهم يحترم كبيرهم .
ثم وضع الضوابط الاجتماعية القيمة داخل الأسرة ، وامتدت إلى المجتمع الأوسع ،فكان أن ظلَّ النسيج الاجتماعي محافظاً على تكوينه رغم التغيرات العاصفة ، وموجاتالتمرُّد والتنافر .
الأسرة واكتساب القيم والعادات :
إن الأسرة هي المسؤولة عن بثِّ روح المسؤولية واحترام القيم ، وتعويد الأبناءعلى احترام الأنظمة الاجتماعية ، ومعايير السلوك .
فضلاً عن المحافظة على حقوق الآخرين ، واستمرارية التواصل ونبذ السلوكياتالخاطئة لدى أبنائها ، مثل : التعصب ، الذي يعدُّه البعض اتجاهاً نفسياً جامداً ،ومشحوناً وانفعالياً .
وكذلك ظواهر أخرى تعد محرمة دينياً ، أو التقرُّب منها يُعد عدواناً على حقوقالغير ، فمن أجل ذلك ينبغي التعامل مع أسُس القيم المرغوبة على أنها سلوكيات صحيحة، والتعامل معها بثبات لتترسَّخ قواعد هذا النظام ، وهذا يتطلب من الكبار الذينيتعاملون مع الطفل أن يكونوا القدوة والمثال في هذا الشأن .
فعلاقة الوالدين أحدهما بالآخر لها الأهمية الكبرى في نسق اكتساب القيم من خلالالتربية ، وتوافقهما يحقِّق للأبناء تربية نفسية سليمة خالية من العقد والمشكلاتالتي لا تبدو واضحة للعيان آنياً ، وإنما تظهر نتائجها بشكل واضح مستقبلاً .
أما عن القيم التي تعلمها الأسرة لأبنائها فهي عبارة عن مفاهيم تختص باتجاهاتوغايات تسعى إليها ، كاتجاهات وغايات جديرة بالرغبة .
وتعد القيم بمثابة المعيار المثالي لسلوك الفرد ، ذلك المعيار الذي يوجه تصرفاتالفرد وأحكامه ، وميوله ورغباته ، واهتماماته المختلفة ، والذي على ضوئه يرجح أحدبدائل السلوك ، وإن الفعل أو السلوك الذي يصدر عنه وسيلة يحقق بها توجهاته القيمةفي الحياة .
لذا تُعدّ الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تحدِّد لأبنائها ما ينبغي أنيكون في ظل المعايير السائدة .
فمن القيم التي تكسبها الأسر المسلمة لأبنائها ، السلوكيات الاجتماعية المتعلقةبالأخلاق ، والدين والتعامل مع الآخرين ، وآداب المجالسة والوفاء والإخلاص ، فقدقال أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) :(لأخِيكَ عَلَيكَ مِثْلَالَّذِي لَكَ عَلَيهِ ) .
وقال ( عليه السلام ) أيضاً :(مَنْ لانَتْ كَلِمَتُهُ وَجَبَتْ مَحَبَّتُهُ) .
أثر الأسرة في التنشئة الاجتماعية :
إن آفاق التربية الأسرية تمتدُّ عند بلوغ الطفل سِنَّ السادسة من العمر ، حيثيلتحق معظم الأطفال بالمدارس أو مراكز التعليم المختلفة ، فتكون قيم الأسرة التيزرعتها في أطفالها قد أثمرت ، لتجدَ نفسها أمام مَحك التطبيق العملي الميداني .
وعند التساؤل عن العوامل الأساسية المسؤولة عن تكوين الصفات - الفضائل والرذائل -، وسيطرتها على شخصية الفرد في التعاملات اليومية ، نجدها تتحدد في ثلاث فئاتأساسية ، وهي :
الفئة الأولى :المحددات البيولوجية ، وتشمل الملامح أو الصفات الجسميةكالطول والوزن .
الفئة الثانية :المحددات السيكولوجية النفسية ، وتتضمَّن العديد منالجوانب كسمات ، الشخصية ودورها في تحديد التوجهات القيمية للأفراد .
الفئة الثالثة :المحدِّدات البيئية ، حيث يمكن تفسير أوجه التشابهوالاختلاف بين الأفراد في ضوء اختلافات المؤثرات البيئية والاجتماعية .
فالتنشئة الاجتماعية هي امتداد لتربية الأسرة في البيت ، حتى سميت بالتنشئةالأسرية ، وهي أولى مهام التنشئة الاجتماعية ، وقد تبيَّن أن هناك علاقة بين أسلوبالتنشئة الاجتماعية ، وما يتبنَّاه الأبناء من قيم .
فالأسرة كمؤسسة اجتماعية لا توجد في فراغ ، وإنما يحكمها إطار الثقافة الفرعيةالتي ينتمي إليها ، كما يتمثل في المستوى الاقتصادي الاجتماعي ، والديانة وغير ذلكمن المتغيرات .
الدين وعوامل التنشئة الاجتماعية :
من المتَّفَق عليه أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يتأثر ويؤثر اجتماعياً، فيتأثر بأهله وبمجتمعه وبتاريخه ، وبكل ما يحيط به ، ليؤثِّر أخيراً في بناءشخصية أبنائه ، ومن ثم في حياتهم ، فيرسمُ لهم الأطر التي ضمنها يتحركون .
وقد ثبت علمياً بأنَّ الأسر التي يطغى على تربيتها عوامل التشتت والتفكك تؤديبالأبناء بمرور الزمن إلى اللامبالاة ، أو عدم الاهتمام ، أو النقيض التام ممَّاتعلموه في طفولتهم ، وهو التقيد والتمسك بالتقاليد ، ودقَّة المواعيد ، وإِتْقانالواجبات الحياتية بأدقِّ الصور .
وهناك بعض السمات التي تبدو واضحة على شخصية الأبناء الذين تلقوا التربية فيظِلِّ ظروف غير اعتيادية ، مثل الأسر التي يتعاطى فيها أحد الأبوين الكحول .
حيث من المحتمل أن تعصف المشكلات الخطيرة بكيان الأسرة ، وتهزُّ أركان تماسكها ،فهو مرض اجتماعي خطير ، يؤثر بشكل سلبي على نسيج العلاقات الاجتماعية السائدة فيالمجتمع .
ولكن تبقى المكونات الفردية التي ينشأ عليها الأطفال أثناء تلقيهم التربيةبأنواعها ، ومدى تقبُّلهم أو رفضهم لتلك العوامل المؤثرة مباشرة ، فهي التي تحددسلوكهم ، فضلاً عن التنشئة الاجتماعية خارج الأسرة التي تصقل الخبرات الأولى التيتعلمها من الأسرة ، وكذلك تأثير الأقران في ذلك الصقل .
وعند تحليل المكوِّنات الفردية والعوامل الخارجية المؤثِّرة نجد أن الأولى تسمىالمكونات الذاتية ، والثانية العوامل الخارجية الموضوعية ، فالشخصية في تصرفها تسلكعلى وفق هذين المؤثرين الذاتي والموضوعي .
ولكن يبقى العامل الآخر الأهم - والذي يعد المؤثر الأكبر في التكوين فيمجتمعاتنا - الذي هو توكيد النزعة الأخلاقية ، التي يلعب الدين فيها دوراً مهماً ،ومنهج القرآن الدور الأكبر .
والقرآن دقيق الوصف لنفوس الأفراد والجماعات ، ووصفه ينطبق على نفوس الناس في كلزمان ومكان ، لأنَّه يتماشى مع وصف خصائص النفس وصفاتها الموروثة والمكتسبة .
فالقرآن يحض على تهذيب النفس ، حيث قال عزَّ وجلَّ :(إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد : 11 .
وقال الإمام علي ( عليه السلام ) :(النَّاسُ صِنْفَان : إمَّا أخٌ لَكَ فيالدِّينِ أوْ نَظِيرٌ لَكَ فِي الخَلْقِ
:walkman::walkman::walkman::walkman:
.................................................. ...........
الدين وأسس تکوين الروابط الاسريه
يشكل الدين أحد أهم الركائز – الأسس - لدى الإنسان المعاصر ، نظراً للتغيراتالسريعة المستجدة في حياة المجتمعات وبنائها السريع ، مقارنة مع ما كانت عليه فيالسنوات السابقة التي تميزت ببساطة الحياة .
فالتغيرات السريعة في سِياق مناحي الحياة المتنوعة التي أحدثت انقلابات شبهجذرية في تلك المجتمعات ، والتي طالت خلالها القواعد والقوانين والقيم الاجتماعية ،وكل ما يتصل بتنظيمها ، مما يستدعي بشكل ملح العودة إلى الدين ، لتنظيم حياة الناسوإضفاء حالة الطمأنينة والهدوء عليها بعد أن فقدوها.
الدين والروابط الأسرية :
معظم الناس على دراية ومعرفة تامة بما للدين من تأثير فعَّال على سلوك أفرادمجتمعاتنا ، وتكوين أفكارهم وأسلوبهم في الحياة ، وتعاملاتهم في دقائق الأموراليومية .
وأغلب ما يصدر عنا من تصرفات إنما هو نتاج يتدخل في معظمه عامل التشبع بالدين ،فهو شريعة تملأ الحياة في عباداته ومعاملاته وأحواله الشخصية .
وعليه فهو ينظم سلوك الزوجين داخل الأسرة الواحدة على مستوى التربية ، والتعامل، واكتساب القيم ، وإقامة العلاقات والروابط داخل الأسرة ، والعلاقات بين الأهلوالمقربين .
إذن فالعائلة ليست عشّاً جسدياً للأولاد فقط ، بل عشّاً نفسياً أيضاً ، يتعلمونفيه من الأبوين ، ويتربون بأخلاقهما وسلوكهما ، لذا وجب على الوالدين تحسين سلوكهماحتى لا يخرج الأولاد منحرفين .
فالدين على ضوء ذلك هو القاسم المشترك للسلوك إزاء مواقف الحياة المختلفة فيالتربية وإقامة الروابط والعلاقات داخل الفرد نفسه ، وبينه وبين شريك حياته ، وبينهوبين أولاده ، حتى تمتد العلاقات والروابط نحو الجار ، وباقي أفراد المجتمع .
لذا فإن أسس تكوين الروابط اللاشعورية المعتمدة على الدين والمستمدَّة منه ،مقومات بقائها تبدأ من داخل الأسرة الصغيرة - الأب والأم - ، فأي اختلال في تنظيمالعلاقات والروابط داخل الجهاز الأسري يسهم في إحداث الاضطرابات والمشكلات النفسيةوالاجتماعية لاحقاً .
فالأسرة تمتلك فعلاً قوياً ، وأسلوباً خاصاً بها ، يحدِّد طبيعة اتصال أفرادها ،وكيفية التعامل مع بعضهم البعض ، أو مع الآخرين خارج نطاقها .
والإسلام هو الدين الوحيد الذي انفرد عن باقي الأديان ، وذلك من خلال وضعه أسسهذه التعاملات والعلاقات والأدوار .
وبناءً على ما يعطيه من دور للرجل أو المرأة ، أو الابن الأكبر أو الأصغر ، أوالبنت ، حتى تم تنظيم هذه الأدوار بشكل لا شائبة فيه .
وتحقق ذلك واقعياً من خلال سلوك أفراد المجتمع ، فإن كبيرهم يعطف على صغيرهم ،وصغيرهم يحترم كبيرهم .
ثم وضع الضوابط الاجتماعية القيمة داخل الأسرة ، وامتدت إلى المجتمع الأوسع ،فكان أن ظلَّ النسيج الاجتماعي محافظاً على تكوينه رغم التغيرات العاصفة ، وموجاتالتمرُّد والتنافر .
الأسرة واكتساب القيم والعادات :
إن الأسرة هي المسؤولة عن بثِّ روح المسؤولية واحترام القيم ، وتعويد الأبناءعلى احترام الأنظمة الاجتماعية ، ومعايير السلوك .
فضلاً عن المحافظة على حقوق الآخرين ، واستمرارية التواصل ونبذ السلوكياتالخاطئة لدى أبنائها ، مثل : التعصب ، الذي يعدُّه البعض اتجاهاً نفسياً جامداً ،ومشحوناً وانفعالياً .
وكذلك ظواهر أخرى تعد محرمة دينياً ، أو التقرُّب منها يُعد عدواناً على حقوقالغير ، فمن أجل ذلك ينبغي التعامل مع أسُس القيم المرغوبة على أنها سلوكيات صحيحة، والتعامل معها بثبات لتترسَّخ قواعد هذا النظام ، وهذا يتطلب من الكبار الذينيتعاملون مع الطفل أن يكونوا القدوة والمثال في هذا الشأن .
فعلاقة الوالدين أحدهما بالآخر لها الأهمية الكبرى في نسق اكتساب القيم من خلالالتربية ، وتوافقهما يحقِّق للأبناء تربية نفسية سليمة خالية من العقد والمشكلاتالتي لا تبدو واضحة للعيان آنياً ، وإنما تظهر نتائجها بشكل واضح مستقبلاً .
أما عن القيم التي تعلمها الأسرة لأبنائها فهي عبارة عن مفاهيم تختص باتجاهاتوغايات تسعى إليها ، كاتجاهات وغايات جديرة بالرغبة .
وتعد القيم بمثابة المعيار المثالي لسلوك الفرد ، ذلك المعيار الذي يوجه تصرفاتالفرد وأحكامه ، وميوله ورغباته ، واهتماماته المختلفة ، والذي على ضوئه يرجح أحدبدائل السلوك ، وإن الفعل أو السلوك الذي يصدر عنه وسيلة يحقق بها توجهاته القيمةفي الحياة .
لذا تُعدّ الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تحدِّد لأبنائها ما ينبغي أنيكون في ظل المعايير السائدة .
فمن القيم التي تكسبها الأسر المسلمة لأبنائها ، السلوكيات الاجتماعية المتعلقةبالأخلاق ، والدين والتعامل مع الآخرين ، وآداب المجالسة والوفاء والإخلاص ، فقدقال أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) :(لأخِيكَ عَلَيكَ مِثْلَالَّذِي لَكَ عَلَيهِ ) .
وقال ( عليه السلام ) أيضاً :(مَنْ لانَتْ كَلِمَتُهُ وَجَبَتْ مَحَبَّتُهُ) .
أثر الأسرة في التنشئة الاجتماعية :
إن آفاق التربية الأسرية تمتدُّ عند بلوغ الطفل سِنَّ السادسة من العمر ، حيثيلتحق معظم الأطفال بالمدارس أو مراكز التعليم المختلفة ، فتكون قيم الأسرة التيزرعتها في أطفالها قد أثمرت ، لتجدَ نفسها أمام مَحك التطبيق العملي الميداني .
وعند التساؤل عن العوامل الأساسية المسؤولة عن تكوين الصفات - الفضائل والرذائل -، وسيطرتها على شخصية الفرد في التعاملات اليومية ، نجدها تتحدد في ثلاث فئاتأساسية ، وهي :
الفئة الأولى :المحددات البيولوجية ، وتشمل الملامح أو الصفات الجسميةكالطول والوزن .
الفئة الثانية :المحددات السيكولوجية النفسية ، وتتضمَّن العديد منالجوانب كسمات ، الشخصية ودورها في تحديد التوجهات القيمية للأفراد .
الفئة الثالثة :المحدِّدات البيئية ، حيث يمكن تفسير أوجه التشابهوالاختلاف بين الأفراد في ضوء اختلافات المؤثرات البيئية والاجتماعية .
فالتنشئة الاجتماعية هي امتداد لتربية الأسرة في البيت ، حتى سميت بالتنشئةالأسرية ، وهي أولى مهام التنشئة الاجتماعية ، وقد تبيَّن أن هناك علاقة بين أسلوبالتنشئة الاجتماعية ، وما يتبنَّاه الأبناء من قيم .
فالأسرة كمؤسسة اجتماعية لا توجد في فراغ ، وإنما يحكمها إطار الثقافة الفرعيةالتي ينتمي إليها ، كما يتمثل في المستوى الاقتصادي الاجتماعي ، والديانة وغير ذلكمن المتغيرات .
الدين وعوامل التنشئة الاجتماعية :
من المتَّفَق عليه أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يتأثر ويؤثر اجتماعياً، فيتأثر بأهله وبمجتمعه وبتاريخه ، وبكل ما يحيط به ، ليؤثِّر أخيراً في بناءشخصية أبنائه ، ومن ثم في حياتهم ، فيرسمُ لهم الأطر التي ضمنها يتحركون .
وقد ثبت علمياً بأنَّ الأسر التي يطغى على تربيتها عوامل التشتت والتفكك تؤديبالأبناء بمرور الزمن إلى اللامبالاة ، أو عدم الاهتمام ، أو النقيض التام ممَّاتعلموه في طفولتهم ، وهو التقيد والتمسك بالتقاليد ، ودقَّة المواعيد ، وإِتْقانالواجبات الحياتية بأدقِّ الصور .
وهناك بعض السمات التي تبدو واضحة على شخصية الأبناء الذين تلقوا التربية فيظِلِّ ظروف غير اعتيادية ، مثل الأسر التي يتعاطى فيها أحد الأبوين الكحول .
حيث من المحتمل أن تعصف المشكلات الخطيرة بكيان الأسرة ، وتهزُّ أركان تماسكها ،فهو مرض اجتماعي خطير ، يؤثر بشكل سلبي على نسيج العلاقات الاجتماعية السائدة فيالمجتمع .
ولكن تبقى المكونات الفردية التي ينشأ عليها الأطفال أثناء تلقيهم التربيةبأنواعها ، ومدى تقبُّلهم أو رفضهم لتلك العوامل المؤثرة مباشرة ، فهي التي تحددسلوكهم ، فضلاً عن التنشئة الاجتماعية خارج الأسرة التي تصقل الخبرات الأولى التيتعلمها من الأسرة ، وكذلك تأثير الأقران في ذلك الصقل .
وعند تحليل المكوِّنات الفردية والعوامل الخارجية المؤثِّرة نجد أن الأولى تسمىالمكونات الذاتية ، والثانية العوامل الخارجية الموضوعية ، فالشخصية في تصرفها تسلكعلى وفق هذين المؤثرين الذاتي والموضوعي .
ولكن يبقى العامل الآخر الأهم - والذي يعد المؤثر الأكبر في التكوين فيمجتمعاتنا - الذي هو توكيد النزعة الأخلاقية ، التي يلعب الدين فيها دوراً مهماً ،ومنهج القرآن الدور الأكبر .
والقرآن دقيق الوصف لنفوس الأفراد والجماعات ، ووصفه ينطبق على نفوس الناس في كلزمان ومكان ، لأنَّه يتماشى مع وصف خصائص النفس وصفاتها الموروثة والمكتسبة .
فالقرآن يحض على تهذيب النفس ، حيث قال عزَّ وجلَّ :(إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ) الرعد : 11 .
وقال الإمام علي ( عليه السلام ) :(النَّاسُ صِنْفَان : إمَّا أخٌ لَكَ فيالدِّينِ أوْ نَظِيرٌ لَكَ فِي الخَلْقِ
:walkman::walkman::walkman::walkman: