القلب الجارف
01-06-2010, 11:43 AM
جردوها من ملابسها بل من كل شيء ثم حملوها إلى مكان مظلم(
شدوا وثاقها وحرموها حواسها وشعرت بأنهاموضوعه على ما يشبه الهودج في إرتفاعه وحركته، سمعت صوت حبيبها وسطهم ماله لايعنفهم،، ماله لا يمنعهم من أخذها..
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن..
ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء..
ورغم أنها لا ترى إلا أنهاتخيلت الجو من حولها ضبابياً..
وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضاً خواءمقفرة..
أخيراً توقفت الخطوات دفعة واحدة ... وأحست بأنها توضع علىالأرض..
وسمعت إلى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع..
ثم حملت ثانية..
وشاع السكون من حولها..
وأحست بالظلام ينخر عظامها.. ومن أعلى .. تناهى لسمعها صوت نشيج..
إنه إبنها .. نعم هو .. لعله آت لإنقاذها .. لكن ماذا تسمع .. إنه يناديها بصوت خفيض: أمي..
ومن بين الدموع .. يتحدث زوجها إليه قائلاً: تماسك .. إنما الصبر عند الصدمة الأولى..
أدع لها يا بني هيا بنا .. غلبته غصة .. وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألماً: لا إله إلاالله .. إنالله وإنا إليه راجعون..
كان هذا آخر ما سمعته منه..
ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحةالوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور.. والحياة..
صوت الخطوات تبتعد .. إلى أين !
أين تتركوني!
كيف تتخلو عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة..
نظرت حولها فإذا هي ترى..
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود..
إنها لا تكاد ترى يدها..
كأنها مغمضة العينين تماماً .. سمعت الخطوات قد ابتعدت تماماً .. فسرت رعدة في أوصالها ونهضت .. تبغي اللحاق بهم ..
لكن!
يداً ثقيلة أجلستها بعنف .. حدقت فيما خلفها برعب هائل..
فرأت مالم تره من قبل ..
رأت الهول قد تجسد في صورة كائن..
لكن كيف تراه رغم الحلكة؟
قالت بصوت مرتعش: من أنت؟
فسمعت صوتاً عن يمينها يدوي مجلجلاً: جئنانسألك..
التفتت فإذا بكائن آخر مثل الأول ..
صمتت في عجز تمنت أن تبتلعهاالأرض ولا ترى هؤلاء القوم..
لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلاً..
تمنت الموت لتهرب .. فحارت أمانيها .. لأنها ميتة أصلاً ..
من ربك؟
هاه!
من ربك؟
ربي ماعبدت سوى الله طول حياتي..
مادينك؟
ديني الإسلام..
من نبيك؟
نبيي.....
اعتصرت ذاكرتها مابالها نسيت إسمه ألم تكن تردده على لسانهادائماً..
ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يومياً..
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل.!
من نبيك؟
لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة فييد الكائن ..
وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت .. وتشنجت أعضاؤها ..وفجأةأضاء اسمه في عقلها .. فصرخت بأعلى صوتها: نبيي محمد نعم محمد..
فقال لها الكائن الذي اسمه نكير: انقذتك دعوة كنت ترددينها دائماً..
(اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك)
سرت قشعريرة في بدنها أرادت أن تبتسم فرحة ..لكنهالم تستطع ..
ليس هذا موضع ابتسام ..
ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية..
بعد قليل..
قال لها منكر: أنت تؤخرين صلاة الفجر .. اتسعت عيناهاعرفت أنه لا منجى لها هذه المرة لأنه لم يجانب الصواب..
دفعها امامه..
أرادت أن تبكي قلم تجد للدموع طريقاً..
سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل إلى مكان أشبه بالمعتقلات شعرت بغثيان..
وتمنت لو يغشى عليها..
لكن لم يحدث..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب.. في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء.. عويل وثبور..
وعظام تنكسر .. وأجساد تحترق ..
ووجوه قاسية نزعت من قلوبهاالرحمة..
لا تستجيب لكل هذا الرجاء..
دفعها المكان من خلفها فسارت وهي تحسبأن قدميها تعجزان عن حملها.. وإذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره..
وفوق رأسه تماماً يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبة..
يحمل حجراً ثقيلاً.. وأمام عينيها ألقى بالحجر على رأس الرجل..
فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجاً..
صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولاً ألجم لسانها ..وسرعان ماعاد الرأس إلى صاحبه ..
فعادالملك إلى إسقاط الصخرة عليه..
هنا قيل لها: هيا استلقي إلى جوار هاالرجل.
ماذا؟
هيا..
دفعت في عنف ..
هيا استلقي إلى جوار هذاالرجل..
ماذا؟
هيا..!
دفعت في عنف ..
فراحت تقاوم وتقاوم ولكن ..
لافائدة إن مصيرها مظلم..
مظلم حقاً ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها..
استغاثت بربها ..
فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة ..
لقد ولى عهدالاستغاثة عند الشدة ..
ألا يا ليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين فقط ..
تشفع لها .. نظرت إلى الأعلى فرأت ملكاً منتصباًفوقها ..
رافعاً يده بصخره عاتيه يقول لها : هذا عذابك إلى يوم القيامة (( لأنك كنت تنامين عن فرضك ))
ولما استبد اليأس بها .. رأت شاباً كفلقة القمر .. يحث الخطا إلى موضعها ..
ساورها شعور بالأمل .. فوجهه يطفح بالبشر .. وبسمته تضيء كلشيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يده يمنع الملك ..
فقال له: ما جاءبك؟
أرسلت لها لأحميها وأمنعك ..
أهذا أمر من الله عز وجل ..
نعم ..
لم تصدق عيناها لقد ولى الملك اختفى ..
وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي فيحلم!
مد الشاب لها يده فنهضت ..
وسألته بامتنان: من أنت؟
أنا دعاء ابنك الصالح لك .. وصدقته عنك .. فمنذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك ..
حتى صور الله دعاؤه في أحسن صوره ..
وأذن له بالإستجابة والمجيء إلى هنا..
أحست بمنكرونكير ثانية..
فالتفتت إليهما ..
فإذا بهما يقولان: انظري هذا مقعدك من النار .. قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
وولد صالح يدعو لهي
انشر عسىالله أن يمنع عنك عذاب .. وأن يرزقك بدعوة صالحة تنقذك من يد ملائكةالعذاب..
شدوا وثاقها وحرموها حواسها وشعرت بأنهاموضوعه على ما يشبه الهودج في إرتفاعه وحركته، سمعت صوت حبيبها وسطهم ماله لايعنفهم،، ماله لا يمنعهم من أخذها..
صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن..
ونسائم فجرية باردة تلامس ثيابها البيضاء..
ورغم أنها لا ترى إلا أنهاتخيلت الجو من حولها ضبابياً..
وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضاً خواءمقفرة..
أخيراً توقفت الخطوات دفعة واحدة ... وأحست بأنها توضع علىالأرض..
وسمعت إلى جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع..
ثم حملت ثانية..
وشاع السكون من حولها..
وأحست بالظلام ينخر عظامها.. ومن أعلى .. تناهى لسمعها صوت نشيج..
إنه إبنها .. نعم هو .. لعله آت لإنقاذها .. لكن ماذا تسمع .. إنه يناديها بصوت خفيض: أمي..
ومن بين الدموع .. يتحدث زوجها إليه قائلاً: تماسك .. إنما الصبر عند الصدمة الأولى..
أدع لها يا بني هيا بنا .. غلبته غصة .. وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطر ألماً: لا إله إلاالله .. إنالله وإنا إليه راجعون..
كان هذا آخر ما سمعته منه..
ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد الفتحةالوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور.. والحياة..
صوت الخطوات تبتعد .. إلى أين !
أين تتركوني!
كيف تتخلو عني في هذه الوحدة وهذه الظلمة..
نظرت حولها فإذا هي ترى..
أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود..
إنها لا تكاد ترى يدها..
كأنها مغمضة العينين تماماً .. سمعت الخطوات قد ابتعدت تماماً .. فسرت رعدة في أوصالها ونهضت .. تبغي اللحاق بهم ..
لكن!
يداً ثقيلة أجلستها بعنف .. حدقت فيما خلفها برعب هائل..
فرأت مالم تره من قبل ..
رأت الهول قد تجسد في صورة كائن..
لكن كيف تراه رغم الحلكة؟
قالت بصوت مرتعش: من أنت؟
فسمعت صوتاً عن يمينها يدوي مجلجلاً: جئنانسألك..
التفتت فإذا بكائن آخر مثل الأول ..
صمتت في عجز تمنت أن تبتلعهاالأرض ولا ترى هؤلاء القوم..
لكنها تذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلاً..
تمنت الموت لتهرب .. فحارت أمانيها .. لأنها ميتة أصلاً ..
من ربك؟
هاه!
من ربك؟
ربي ماعبدت سوى الله طول حياتي..
مادينك؟
ديني الإسلام..
من نبيك؟
نبيي.....
اعتصرت ذاكرتها مابالها نسيت إسمه ألم تكن تردده على لسانهادائماً..
ألم تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يومياً..
بصوت غاضب عاد الصوت يسأل.!
من نبيك؟
لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة فييد الكائن ..
وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت .. وتشنجت أعضاؤها ..وفجأةأضاء اسمه في عقلها .. فصرخت بأعلى صوتها: نبيي محمد نعم محمد..
فقال لها الكائن الذي اسمه نكير: انقذتك دعوة كنت ترددينها دائماً..
(اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك)
سرت قشعريرة في بدنها أرادت أن تبتسم فرحة ..لكنهالم تستطع ..
ليس هذا موضع ابتسام ..
ياربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية..
بعد قليل..
قال لها منكر: أنت تؤخرين صلاة الفجر .. اتسعت عيناهاعرفت أنه لا منجى لها هذه المرة لأنه لم يجانب الصواب..
دفعها امامه..
أرادت أن تبكي قلم تجد للدموع طريقاً..
سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل إلى مكان أشبه بالمعتقلات شعرت بغثيان..
وتمنت لو يغشى عليها..
لكن لم يحدث..
فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب.. في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء.. عويل وثبور..
وعظام تنكسر .. وأجساد تحترق ..
ووجوه قاسية نزعت من قلوبهاالرحمة..
لا تستجيب لكل هذا الرجاء..
دفعها المكان من خلفها فسارت وهي تحسبأن قدميها تعجزان عن حملها.. وإذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره..
وفوق رأسه تماماً يقف ملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبة..
يحمل حجراً ثقيلاً.. وأمام عينيها ألقى بالحجر على رأس الرجل..
فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجاً..
صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولاً ألجم لسانها ..وسرعان ماعاد الرأس إلى صاحبه ..
فعادالملك إلى إسقاط الصخرة عليه..
هنا قيل لها: هيا استلقي إلى جوار هاالرجل.
ماذا؟
هيا..
دفعت في عنف ..
هيا استلقي إلى جوار هذاالرجل..
ماذا؟
هيا..!
دفعت في عنف ..
فراحت تقاوم وتقاوم ولكن ..
لافائدة إن مصيرها مظلم..
مظلم حقاً ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها..
استغاثت بربها ..
فرأت أبواب الدعاء كلها مغلقة ..
لقد ولى عهدالاستغاثة عند الشدة ..
ألا يا ليتها دعت في رخائها .. ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين فقط ..
تشفع لها .. نظرت إلى الأعلى فرأت ملكاً منتصباًفوقها ..
رافعاً يده بصخره عاتيه يقول لها : هذا عذابك إلى يوم القيامة (( لأنك كنت تنامين عن فرضك ))
ولما استبد اليأس بها .. رأت شاباً كفلقة القمر .. يحث الخطا إلى موضعها ..
ساورها شعور بالأمل .. فوجهه يطفح بالبشر .. وبسمته تضيء كلشيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يده يمنع الملك ..
فقال له: ما جاءبك؟
أرسلت لها لأحميها وأمنعك ..
أهذا أمر من الله عز وجل ..
نعم ..
لم تصدق عيناها لقد ولى الملك اختفى ..
وبقي الشاب حسن الوجه .. هل هي فيحلم!
مد الشاب لها يده فنهضت ..
وسألته بامتنان: من أنت؟
أنا دعاء ابنك الصالح لك .. وصدقته عنك .. فمنذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك ..
حتى صور الله دعاؤه في أحسن صوره ..
وأذن له بالإستجابة والمجيء إلى هنا..
أحست بمنكرونكير ثانية..
فالتفتت إليهما ..
فإذا بهما يقولان: انظري هذا مقعدك من النار .. قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
وولد صالح يدعو لهي
انشر عسىالله أن يمنع عنك عذاب .. وأن يرزقك بدعوة صالحة تنقذك من يد ملائكةالعذاب..