مشاهدة النسخة كاملة : احفظ الله يحفظك


orient
08-06-2010, 10:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تكملة لمشوار أستاذي عفوك إلهي في طرح الأحاديث ..
لدينــــا هذه المرة حديث احفظ الله يحفظك ..

عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : " كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما ،
فقال : ( يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ،
واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ،
وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك،
رفعت الأقلام وجفت الصحف )


نتمنى منكم التفاعل والمشاركة لدراسة الحديث في معنى مفرداته وما يرشد إليه ..
لنستفيد معا من الأحاديث النبوية ..

بارك الله فيكم ..

أم عقوص
08-06-2010, 12:58 PM
هنا صلى الله عليه وسلم يوجه أبن عباس في الأمور التي ستيسر حياته
وهي أن يمتثل لآوامر الله تعالى وينتهي عن نواهيه لكي يحفظه الله من كل شر
وإذاأصابته مصيبه أو مرض ووو... إلخ فيوجه نفسه لله تعالى وأيستعين به ويطلب مساعدته
ويعلم أن كل مايحدث له في حياته من خير أو شر فإنه بأمر من الله تعالى ومكتوب له في لوحه المحفوظ
الذي يمتلك كل إنسان ويحتوي على ما سوف يحدث لكل إنسان في حياته ووقت ولادته ووقت ووفاته

السموحهـ

طيف الأمل
08-06-2010, 01:12 PM
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد اوراق الاشجار وعدد مياه البحار وعدد ما اظلم عليه اليل وما اضاء عليه النهار..
بارك الله فيكِ غاليتي وفي أخي عفوك إلهي ..وآجركما الثواب العظيم ..

مايرشد إليه الحديث ..

الايمان بالقضاء والقدر


وترسيخ مفهوم الايمان بالقضاء والقدر أدى إلى زرع الثقة والطمأنينه في نفوس المسلمين بقدرة الله تعالى والإعتماد عليه مع عدم التواكل وبهذا نبغ المسلمون في شتى الميادين الفكرية ، وكان ايضا السبب القوي في دفعهم لتحقيق أحلامهم بنشر الدين الإسلامي خارج شبه الجزيرة العربية ..

ملاك الشرق
11-06-2010, 07:13 AM
لقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على غرس العقيدة في النفوس المؤمنة ، وأولى اهتماما خاصا للشباب ، ولا عجب في ذلك... ، فهم اللبنات القوية والسواعد الفتية التي يعوّل عليها لنصرة هذا الدين ، وتحمّل أعباء الدعوة .


شرح مفردات الحديث:


*ياغلام:قال له ذالك لان ابن عباس رضي الله عنه كان صغيرا.......فقد توفي النبي ص وعمره ثلاثة عشرة سنة او خمسة عشرة سنة.
*-إني أعلمك كلمات:ذكر له ذلك قبل ذكر الكلمات، ليكون ذلك أوقـــع في نفســـه، وجاء بها بصيغة القلّة؛ ليؤذنه أنها قليلة اللفظ؛ فيسهل حفظها.
*-احفظ الله يحفظك:أي احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه...يحفظك في دينك و أهلك و مالك ونفسك ,لان الله تعالى يجزي المحسنين بإحسانهم قال تعالى :"فاذكروني أذكركم" وقال:"وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم"...وهذا يدل على أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عز وجل.
*-تجده اتجاهك:أي أمامك يدلك على كل خير ويقربك اليه ويهديك إليه.قال تعالى: "إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون".
*-اذا سالت فاسال الله:وسؤال الله تعالى والتوجه إليه بالدعاء من أبرز مظاهر العبوديّة والافتقار إليه ، بل هو العبادة كلها كما جاء في الحديث : " الدعاء هو العبادة " ، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين في كتابه العزيز فقال : " إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين " الأنبياء / 90 .والله سبحانه يحب أن يُسأل، ويُلَحّ في سؤاله، والمخلوق بخلاف ذلك، يكره أن يُسأل، ويحب أن لا يسأل؛ لعجزه وفقره وحاجته.
*-واذا استعنت فاستعن بالله:الاستعانة هي طلب العون...ولا يطلب العون الا من الله تعالى الذي بيده ملكوت السماوات والارض وخزائنها فمن أعانه الله فلا خاذل له ,ومن خذله الله فلن تجد له معينا ولا نصيرا .
قال تعالى :" ان ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده" آل عمران....أما العبد فهو بحاجة الى من يعينه في امور معاشه ومعاده, ومصالح دنياه واخرته.
**-واعلم ان الامة لو اجتمعت على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك,وإن اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك :المراد أن كـــل ما يصيب الإنســــان في دنياه، مما يضره أو ينفعه، فهو مقدر عليه، فلا يصيب الإنسان إلا ما كتب له من ذلك في الكتاب السابق، ولو اجتهد على ذلك الخلق كلهم جميعا.
*-رفعت الاقلام وجفت الصحف:هذا إخبار من الرسول عن تقدّم كتابة المقادير، وأن ما كتبه الله فقد انتهى ورفع، والصحف جفّت من المداد، ولم يبق مراجعة، فما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.
قال تعالى: " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير " الحديد : 22 .

مضمون الحديث:

في هذا الحديث الشريف امر نبوي كريم بحفظ الله تعالى بامتثال اوامره و اجتناب نواهيه وحفظ حدوده فلا يتجاوزها...واعظم ما يجب حفظه هو التوحيد وسلامة العقيدة من الانحرافات فهي الاصل والاساس ... وكذالك من حفظ الله أن يتعلم المسلم من دينه ما يقوم به عباداته ومعاملاته ويدعو به إلى الله...ونتيجة لذالك ينال الانسان حفظ الله تعالى له وهو نصره وتأييده...وهو نوعان :
أولا: حفظ الله تعالى للعبد في دينه و إيمانه فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة ومن الشهوات المحرمة ومن الزيغ و الضلال ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الايمان
ثانيا: حفظ الله سبحانه وتعالى لعبده في دنياه ، فيحفظه في بدنه وماله وأهله ، ويوكّل له من الملائكة من يتولون حفظه ورعايته ، كما قال تعالى : " له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله "الرعد / 11 وهو ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم كل صباح ومساء : " اللهم إني أسألك العفو والعافية ، في ديني ودنياي وآخرتي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي "أخرجه أبو داوود و ابن ماجة
وبهذا الحفظ أنقذ الله سبحانه وتعالى إبراهيم عليه السلام من النار ، وأخرج يوسف عليه السلام من الجبّ ، وحمى موسى عليه السلام من الغرق وهو رضيع...
وتتسع حدود هذا الحفظ لتشمل حفظ المرء في ذريّته بعد موته ، كما قال سعيد بن المسيب لولده : " لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أُحفظ فيك " ، وتلا قوله تعالى : " وكان أبوهما صالحا " الكهف / 82 .
ثم حث النبي صلى الله عليه وسلم على التوجه الى الله تعالى بطلب العون والتوكل عليه والاعتماد عليه... وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من قول :" اللهم أعني ولا تعن علي"، وأمر معاذا رضي الله عنه ، ألا يدع في دبر كل صلاة أن يقول " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك"أخرجه النسائي وأبو داود .


وإذا قويت استعانة العبد بربّه ، فإن من شأنها أن تعمّق إيمانه بقضاء الله وقدره ، والاعتماد عليه في كل شؤونه وأحواله ، وعندها لا يبالي بما يكيد له أعداؤه ، ويوقن أن الخلق كلهم لن ينفعوه بشيء لم يكتبه الله له ، ولن يستطيعوا أن يضرّوه بشيء لم يُقدّر عليه ، ولم يُكتب في علم الله...
.إننا نستوحي من هذا الحديث معالم مهمة ، ووصايا عظيمة ، من عمل بها ، كتبت له النجاة ، واستنارت له عتبات الطريق

ربي يعطيكم الصحة والعافية
وجزيتم كل الخير

كحل العين
11-06-2010, 07:20 AM
عن أبي العباس عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (صلى الله عليه وسلم) يوماً، فقال لي: "يا غلام إني أعلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفـظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لـم ينفعـوك إلا بشيء قـد كتبـه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفّت الصحف".


(رواه الترمذي وقال: حسن صحيح)


وفي رواية غير الترمذي: "احفظ الله تجده أمامك، تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً".






شرح وفوائد الحديث



قوله صلى الله عليه وسلم : (( احفظ الله يحفظك)) أي احفظ أوامره وامتثلها ، وانته عن نواهيه ، يحفظك في تقلباتكم ودنياك وآخرتك قال الله تعالى : { من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة} [النحل:97]. وما يحصل للعبد من البلاء والمصائب بسبب تضييع أوامر الله تعالى ، قال الله تعالى :{وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}[الشورى:30].
قوله صلى الله عليه وسلم : (( تجده تجاهك)) أي أمامك ، قال صلى الله عليه وسلم : (( تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة )) وقد نص الله تعالى في كتابه: أن العمل الصالح ينفع في الشدة وينجي فاعله ، وأن عمل المصائب يؤدي بصاحبه إلى الشدة ، قال الله تعالى حكاية عن يونس عليه الصلاة والسلام : {فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون } [الصافات :143-144]. ولما قال فرعون : {آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل} قال الملك: {الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين} [يونس :90-91].
قوله صلى الله عليه وسلم : (( إذا سألت فاسأل الله)) إشارة إلى أن العبد لا ينبغي له أن يعلق سره بغير الله ، بل يتوكل عليه في سائر أموره ، ثم إن كانت الحاجة التي يسألها لم تجر العادة بجريانها على أيدي خلقه : كطلب الهداية ، والعلم ، والفهم في القرآن والسنة ،وشفاء المرض ، وحصول العافية من بلاء الدنيا وعذاب الآخرة ، سأل ربه ذلك . وإن كانت الحاجة التي يسألها جرت العادة أن الله سبحانه وتعالى يجريها على أيدي خلقه ، كالحاجات المتعلقة بأصحاب الحرف والصنائع وولاة الأمور ، سأل الله تعالى أن يعطف عليه قلوبهم فيقول : اللهم حنن علينا قلوب عبادك وإمائك ، و ما أشبه ذلك ، ولا يدعو الله تعالى باستغنائه عن الخلق لأنه صلى الله عليه وسلم سمع علياً يقول : اللهم اغننا عن خلقكفقال : (( لا تقل هكذا فإنالخلق يحتاج بعضهم إلى بعض ، ولكن قل : اللهم اغننا عن شرار خلقك )) وأما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ، ويروى عن الله تعالى في الكتب المنزلة : أيقرع بالخواطر باب غيري وبابي مفتوح ؟ أم هل يؤمل للشدائد سواي وأنا الملك القادر ؟ لأكسونَّ من أمل غيري ثوب المذلة بين الناس ... الخ .
قوله: (( واعلم أن الأمة)) الخ ، لما كان قد يطمع في بر من يحبه ويخاف شر من يحذره ، قطع الله اليأس من نفع الخلق بقوله :{وإن يمسسك الله بُضرٍ فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله}[يونس:107]. ولا ينافي هذا كله قوله تعالى حكاية عن موسى عليه الصلاة والسلام : {فأخاف أن يقتلون}[الشعراء:14]. [والقصص:33]. وقوله تعالى :{إنّنا نخافُ أن يفرطَ علينا أو أنْيَطْغى} [طه:45]. وكذا قوله: { خذوا حذركم} [النساء:71] إلى غير ذلك.
بل السلامة بقدر الله ، والعطب بقدر الله ، والإنسان يفر من أسباب العطب إلى أسباب إلى أسباب السلامة ، قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلُكة}[البقرة:195].
قوله صلى الله عليه وسلم :((واعلم أن النصر مع الصبر)) قال صلى عليه وسلم :(( لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا ولا تفروا ، فإن الله مع الصابرين)).. وكذلك الصبر على الأذى في موطن يعقبه النصر.
قوله صلى الله عليه وسلم :(( وأنّ الفرج مع الكرب)) والكرب هو شدة البلاء ، فإذا اشتد البلاء أعقبه الله تعالى الفرج كما قيل : اشتدي أزمة تنفرجي.

قوله صلى الله عليه وسلم : (( وأن مع العسر يسراً)) قد جاء في حديث آخر أنه صلى الله عليه وسلم قال :(( لن يغلب عسر يسرين)) وذلك أن الله تعالى ذكر العسر مرتين وذكر اليسر مرتين ، لكن عند العرب أن المعرفة إذا أعيدت معرفة توحدت لأن اللام الثانية للعهد ، واذا أعيدت النكرة تعددت فالعسر ذكر مرتين معرفاً ، واليسر مرتين منكراً فكان ، اثنين فلهذا قال صلى الله عليه وسلم :(( لن يغلب عسر يسرين)).

ومضة حياة
11-06-2010, 03:22 PM
احفظ الله يحفظك


وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنت خلف النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوما فقال: " يا غلام احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله (java******:OpenHT('Tak/Hits24012731.htm'))"رواه الترمذي وقال حسن صحيح. نعم، وهذا الحديث حديث جيد وله طرق وفيه ما كان عليه النبي -عليه السلام- من الرفق في قوله: يا غلام، والعناية بالغلمان والصغار، وكان كما قال أنس وغيره: من أرحم الناس بالعيال. صلوات الله وسلامه عليه.
وكان إذا ذهب إلى الأنصار كان يأتيه الصبيان، وكان يمسح رءوسهم -عليه الصلاة والسلام- وكانوا إذا صلوا الفجر يأتون بآنيتهم فيها الماء حتى يضع يده فيه -عليه الصلاة والسلام- ويضعوا وربما جاءوا في الغداة الباردة بالإناء البارد فيضع يده فيه -عليه الصلاة والسلام- حينما يأتي به الصبيان، .
"يا غلام" مثل قول عمر بن سلمة يا غلام سم الله (java******:OpenHT('Tak/Hits24004874.htm')) وهكذا وقع لأنس في قصص عدة في أمره وإرشاده له، "احفظ الله يحفظك" هذا أمر احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك (java******:OpenHT('Tak/Hits24003123.htm'))وهذا الحفظ لله -عز وجل- أعظمه حفظ حقوقه وحدوده، وأعظمه حفظ التوحيد والإيمان، ثم يليه بعد ذلك أعمال البر من صلاة وهي رأس الأعمال البدنية، وكذلك الأعمال المالية، والمركب منها كالحج وما أشبه ذلك.
"احفظ الله يحفظك" فحفظ الله -عز وجل- هو بحفظ حدوده -سبحانه وتعالى- وهو رأسها، ومن حفظ الله -عز وجل- فإن الله يحفظه، وأعظم الحفظ هو الحفظ في الدين فمن حفظ حدوده -سبحانه وتعالى- واجتهد فإنه -سبحانه وتعالى- يحفظه، وأعظم الحفظ أن يحفظه في دينه.
ولهذا شرع للمسلم أن يكثر السؤال، سؤال الله العافية في الدين والدنيا، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، يكثر من سؤاله -سبحانه وتعالى- العافية والعفو في دينه ودنياه؛ لأن حفظ الدين هو المهم، فإذا حفظ الدين ما بعده أيسر، وفي حديث عمر رضي الله عنه: اللهم احفظني بالإسلام قائما، واحفظني بالإسلام قاعدا، واحفظني بالإسلام راقدا، ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا .
والحفظ الآخر هو حفظه في بدنه، وحفظه في ماله، وحفظه في أهله، فمن حفظ الله -عز وجل- حفظه في دينه وكذلك يحفظه سبحانه وتعالى في أهله، ويحفظه في دينه وفي بدنه وماله يحفظه سبحانه وتعالى، وربما أراد الله -سبحانه وتعالى- به الخير ورفع درجته وابتلاه وكانت عاقبته إلى خير في الدنيا، والآخرة، أو فيهما جميعا، أو في الآخرة.
المقصود أنه سبحانه وتعالى من حفظ حدوده وحقوقه، فإن عاقبته إلى خير، والعاقبة للمتقين، ومن ضيع حدود الله وحقوقه، فإنه يضره أقرب الناس إليه، وأحب الناس إليه يضرونه ويخالفونه، ومن حفظ حدود الله يسر الله له أمور خير.
بل في قصص كثيرة عن السلف، لما اجتهدوا في حفظ حدود الله حفظهم -سبحانه وتعالى- بل إنه -سبحانه وتعالى- جعل الوحوش في البرية حافظة لهم، وترعاهم، كما يروى عن سفينة مولى النبي -عليه الصلاة والسلام- كما روى الحاكم وغيره "أنه كان في سفينة فانكسرت بهم ثم خرج إلى جزيرة برية، فمر بهم الأسد، وكان قد تاه الطريق، فجاء الأسد يمشي معه وسفينة يمشي معه، حتى إذا سار مسافة وسفينة يمشي معه همهم همهمة كأنه يقول: هذا الطريق ثم سار" فجعل هذا الحيوان المفترس حافظا له، ومن ضيع حدود الله -عز وجل- سلط الله عليه أقرب الناس إليه.
لكن من كان على طريقة من الخير وحصل له فتنة في أهله أو ماله، فهو ذكرى وعبرة، ولهذا كان كثير من السلف يقول: "إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق دابتي وفي خلق أهلي" نعم.
"وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله" العبد لا يسأل إلا الله -عز وجل- واسألوا الله من فضله (http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book96&f=13bloogh00033.htm&pid=2#)ولا يستعين إلا بالله -عز وجل- وإذا استعنت فاستعن بالله إياك نعبد وإياك نستعين (http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book96&f=13bloogh00033.htm&pid=2#).
"إذا سألت فاسأل الله" يعني لا تسأل غيره -سبحانه وتعالى- بل سله وحده، واجعل سؤالك في جميع أمورك في دينك ودنياك، وإن استطعت أن لا تسأل أحدا فهذا هو المرتبة العليا.
وقد بايع النبي -عليه الصلاة والسلام- جمعا من أصحابه، كما روى مسلم عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- أنه -عليه الصلاة والسلام- بايع جمعا من أصحابه، وأسر لهم كلمة خفية، أن لا تسألوا الناس شيئا (java******:OpenHT('Tak/Hits24012733.htm'))رواه مسلم.
وبايع خصوص أصحابه، بايع أبا بكر وأبا ذر وثوبان أن لا يسألوا الناس شيئا، قال عوفٌ -رضي الله عنه-: "فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوطه فلا يسأل أحدا أن يناوله إياه، بل ينزل فيأخذ سوطه".
هكذا كانوا؛ لأنهم أرادوا أن يجعلوا قلوبهم لله -عز وجل- ولا يبقى فيها منة لأحد، مع أنه من الأمور المباحة، لكنهم أخذوا بما وصاهم به -عليه الصلاة والسلام- وبقوا على ما عاهدوا عليه النبي عليه الصلاة والسلام.
ولهذا أصل السؤال للناس منهي عنه، أصل سؤال الناس منهي عنه، ويحرم ولا يجوز؛ لأن فيه ذلة للنفس، وفيه إيذاء للمسئول، وفيه أيضا هضم لأمر من حقوقه سبحانه وتعالى، ذلة للنفس، وتذلل لغير الله، وإيذاء للمسئول، ثلاث مفاسد، ثلاثُ مفاسد، فلهذا كان الأصل فيه التحريم والمنع وهذا جاءت فيه أخبار كثيرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في منع السؤال وأن لا يسأل الناس شيئا.
لكن من سأل حاجة من الحاجات التي يحتاجها فلا بأس، في الحديث عند أهل السنن إلا أن يسأل الرجل سلطانا أو في أمر -حديث سمرة، أو في أمر- لا بد له منه (java******:OpenHT('Tak/Hits24006197.htm')).
في حديث في الترمذي: إن كنت سائلا فاسأل الصالحين (java******:OpenHT('Tak/Hits24012734.htm')) لكن أصل المسألة منهي عنه إلا حينما تكون المسألة حال ضرورة، فهذا لا بأس به، ولهذا في حديث أبي سعيد الخدري وحديث سهل بن حنظلية، ومن في معناه، جاء النهي عن المسألة إذا كان له ما يغديه وما يعشيه.
وفي حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: من كان له خمسون درهما فسأل فقد سأل إلحافا، فقال: ثم عاد إلى بيته وكان أراد أن يسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال: للياقوتة -وهي فرس عنده- خير من خمسين درهما (java******:OpenHT('Tak/Hits26000474.htm'))أو قال نحو ذلك.
وإذا استعنت فاستعن بالله إياك نعبد وإياك نستعين (http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book96&f=13bloogh00033.htm&pid=2#)فيستعين العبد ربه -سبحانه وتعالى- في كل شيء، في أمور دينه ودنياه، يستعين العبد ربه، ولا تكون الاستعانة الخالصة لله إلا بألا يسأل الناس شيئا.
وأعظم الاستعانة هو الاستعانة في أمر الدين، وقد أوصى النبي -عليه الصلاة والسلام- معاذ بن جبل أنه أمره أن يقول دبر كل صلاة: اللهم أعني على شكرك وذكرك وحسن عبادتك (java******:OpenHT('Tak/Hits24012736.htm'))لأن من أعانه -سبحانه وتعالى- على شكره وذكره، فإنه يوفق ويسدد؛ ولهذا يسأل ربه -سبحانه وتعالى- ويعلم أنه لا حول ولا قوة إلا به

الهنــائــي
16-06-2010, 11:59 PM
ما شاء الله عليكم

افحمتُماني .. كحل العين و ومضة حياة ..

خلاص لن ازيدعلى كلامهما ...

شكرا اورنيت على الموضوع المفيد بحق ..

كثروا من المواضيع هذي

عفوك إلهي
22-06-2010, 11:47 AM
هنا صلى الله عليه وسلم يوجه أبن عباس في الأمور التي ستيسر حياته
وهي أن يمتثل لآوامر الله تعالى وينتهي عن نواهيه لكي يحفظه الله من كل شر
وإذاأصابته مصيبه أو مرض ووو... إلخ فيوجه نفسه لله تعالى وأيستعين به ويطلب مساعدته
ويعلم أن كل مايحدث له في حياته من خير أو شر فإنه بأمر من الله تعالى ومكتوب له في لوحه المحفوظ
الذي يمتلك كل إنسان ويحتوي على ما سوف يحدث لكل إنسان في حياته ووقت ولادته ووقت ووفاته

السموحهـ

بارك الله فيك
أم عقوص اعطيتينا المجمل المختصر المفيد في الحديث
لك الشكر على مشاركتك في الحديث
بارك الله فيك
الحمد لله رب العالمين

عفوك إلهي
22-06-2010, 11:51 AM
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد اوراق الاشجار وعدد مياه البحار وعدد ما اظلم عليه اليل وما اضاء عليه النهار..
بارك الله فيكِ غاليتي وفي أخي عفوك إلهي ..وآجركما الثواب العظيم ..

مايرشد إليه الحديث ..

الايمان بالقضاء والقدر


وترسيخ مفهوم الايمان بالقضاء والقدر أدى إلى زرع الثقة والطمأنينه في نفوس المسلمين بقدرة الله تعالى والإعتماد عليه مع عدم التواكل وبهذا نبغ المسلمون في شتى الميادين الفكرية ، وكان ايضا السبب القوي في دفعهم لتحقيق أحلامهم بنشر الدين الإسلامي خارج شبه الجزيرة العربية ..

عليه أفضل الصلاة والتسليم
طيف الأمل أعطيتنا نقطة من نقاط مايرشد إليه الحديث
أو بإختصار مااستفدتي من الحديث
وهنا تأكيد لضرورة الأخذ بالأسباب والتوكل عليه ولا التواكل عليه
فالسماء لاتمطر ذهبًا
بارك الله فيك
الحمد لله رب العالمين