مشاهدة النسخة كاملة : قصـــــــــص رواها الرسول صلى الله عليه وسلم


فهد عمان
31-07-2010, 12:09 AM
قصص رواها النبي صلى الله عليه وسلم



- قال الأب : سمعتك يا بني أمس تقول لوالدتك : أنا خير من سعيد حفظ الآيات المطلوب حفظها في ثلاثة أيام وحفظتها في يوم واحد فأنا أكثر ذكاء منه .
- قال الولد : نعم يا أبي لقد قلت هذا .. فهل تراني أخطات ولم أتعدّ الحقيقة ؟
- قال الأب : وقلت مرة : إن والدك مدرّس قدير ينظر الناس إليه باحترام وتقدير أما خالد فوالده عامل في متجر جدك أليس كذلك ؟.
- قال الولد : بلى لا أنكر ذلك ..فهل من مأخذ عليّ ؟.
- قال الأب : إن قلت هذا من قبيل الفخر بنفسك والتعالي على الآخرين قاصدا الحطّ من الناس والترفّع عليهم فقد أقحمت نفسك في النار – لا سمح الله - دون أن تدري فإنّ أحدنا يتلفّظ بالكلمة لا يلقي لها بالا تقذفه في جهنّم سبعين خريفا .
- قال الولد : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين وأستغفر الله أن أقول ما يغضبه .
- قال الأب : إنّ الإعجاب بالنفس والأهل وكثرة المال وجمال الثياب وبهاء المظهر والتفاخر بكثرة العبادة يهلك الإنسان .. والعجب يا بنيّ محبط للأعمال مبعد عن الجنّة ونعيمها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ووضح معنى الكبر فقال : " الكبر بطر الحق وغمط الناس " والغمط الاحتقار والازدراء . وقال عليه الصلاة والسلام " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جوّاظ مستكبر " (والعتل : الفظ الغليظ والجواظ : الجموع المنوع : وقيل المختال في مشيته .) وكان الأولى بك - يا بنيّ – أن تحمد الله أن يسّر لك حفظ الآيات القرآنية وأن تشكره بالتواضع فإن كان أبوك في نظرك ونظر الناس خيرا من غيره فقد يكون في ميزان الله – نسأل الله العافية – أقلّ بكثير ممن رأيته خيرا منهم .. وقد مدح قوم الصدّيق رضي الله عنه فقال قولته المشهورة : " اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون " .
- قال الولد : جزاك الله خيرا يا والدي ومعلّمي والله ما كان يخطر ببالي أنني أغضب الحقّ تبارك وتعالى وأعاهدك أن لا أعود إلى ذلك أبدا .
- قال الأب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصّ على الصحابة الكرام عاقبة من يعجب بنفسه فيوردها موارد الهلاك وسأذكر لك ثلاثا منها عساها تكون إشارات حمراء تمنع صاحبها أن يقع في شرّ ما يفكر به ويعمله .

أما القصة الأولى :
فقصة رجل رأى نفسه فوق الآخرين مالا وجمالا وحلّة مشى بين أقرانه مختالا بثوبه النفيس وشبابه الدافق حيويّة وجيبه المليء المنتفخ مالا تفوح نرجسيّته وحبّ ذاته في الطريقة التي يمشيها فهو يمدّ صدره للأمام ويفتح ما بين إبطيه لا يكاد الطريق يسعه يميل بوجهه إلى اليمين مرّة وإلى اليسار أخرى متعجّبا من جدّة ثوبه وغلاء ثمنه يجر رداءه خيلاء يظن نفسه خير من وطئ الثرى يكاد لا يلمس الأرض من خفّته يحسب أن العظمة إنما تكون بالمادّة والمظهر ونسي أنها لا تكون إلا بحسن الأخلاق ونفاسة المخبر وغفل عن قوله تعالى : " ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا " وتناسى أنه مخلوق ضعيف أصله من طين ومن سلالة من ماء مهين . تناسى أنّ أوّله نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة وهو بينهما يحمل العذرة وتناسى أنّه حين صعّر خدّه للناس غضب الله عليه لأنه شارك الله في صفتين لا يرضاهما لغيره حين قال تعالى " العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما قصمت ظهره ولا أبالي " بل تناسى كذلك أنه سيصير إلى قبره حيث يأكله الدود في دار الوحشة والطّلمة لا أنيس فيها سوى التقوى والتواضع . وغفل أيضا عن مصير الجبّارين المتغطرسين قبله . وقصّة قارون الذي خسف الله تعالى به الأرض قرآن يتلى .
وقد أخبرنا الرسول الكريم أن هذا الرجل المتكبر خسف الله به الأرض فهو يغوص في مجاهلها من شقّ إلى شقّ ومن مهوى ضيّق غلى حفرة أعمق منها ينزل فيها مضطربا مندفعا تصدر عن حركته أصوات متتابعة إلى يوم القيامة جزاء تعاظمه وتكبّره ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام " إنّ الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد . "
الحديث في صحيح البخاري
مجلد 4 ج 7 باب من جر ثوبه خيلاء

وأما القصة الثانية :
فقد ذكر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن رجلين من بني إسرائيل كانا متآخيين إلا أنهما يختلفان في العبادة فالأول مجتهد فيها يصل قيام الليل بصيام النهار لا يألو في الاستزادة منها .. يرى صاحبه مقصّرا بل مذنبا مصرّا على المعاصي فيأمره بالعبادة وينهاه عن المعصية ولربّما وجده يوما يشرب الخمر أو يرتكب معصية فنهاه عنها وهذا أمر يتصف به المسلم فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهكذا الدعاة دائما " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " .. " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر " إلا أن الإنسان حين يتجاوز حدّه ويتألّى على الله فقد أساء إلى الذات الإلهيّة ووقع في غضب الله دون أن يدري فكانت عاقبته خسرا .
إن العاصي حين أمره العابد أن يفعل الخير ونهاه عن المنكر قال له : " خلّني وربي .. أبعثت عليّ رقيبا ؟! " هنا نلحظ أمرين اثنين :
1- فقد كان المذنب مصرا على الذنب عاكفا عليه متبرّما من متابعة العابد له بالنصح والمتابعة .
2- وكان أسلوب العابد في النصح فظا غليظا أدّى إلى تحدّي العاصي له . والداعية الناجح هيّن ليّن رفيق بالمذنبين يعاملهم معاملة الطبيب الحاني مرضاه فيمسح عنهم تعبهم ويخفف عنهم آلامهم فيدخل إلى قلوبهم وينتزع منهم أوصابهم ..
احتدّ العابد من إصرار العاصي على ذنبه فاندفع يقسم : أنّ الله لن يغفر له ولن يرحمه ولن يدخله الجنّة . فيقبض الله روحيهما فاجتمعا عند رب العالمين ويا خسارة من يغضب الله عليه إن العابد نزع عن الله صفة الرحمة وصفة الغفران حين أقسم أن الله لن يغفر للعاصي
قال الله لهذا المجتهد : أكنت بي عالما ؟ أو كنت على ما في يدي قادرا ؟ لأخيّبنّ ظنّك فأنا أفعل ما أشاء وقال للمذنب اذهب فادخل الجنّة برحمتي إن الناس جميعا صالحهم وطالحهم عابدهم وعاصيهم لن يوفّوا الله نعمه وحين يدخلون الجنّة يدخلونها برحمته . .. قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له : حتى أنت يا رسول الله ؟ قال : " حتى أنا إلاّ أن يتغمدني الله برحمته "
وقال الله تعالى للآخر(للعابد) المتألّي على الله : اذهبوا به إلى النار لقد لفظ كلمة أهلكته فدخل النار ولم تنفعه عبادته .
رياض الصالحين باب تحقير المسلمين الحديث/ 1210 /

وأما القصة الثالثة :
فهي رديف المعنى في القصة الثانية إذ افتخر رجل أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل فقال : أنا ابن فلان فمن أنت؟ لا أمّ لك . فردّه المعلّم الأول صلى الله عليه وسلّم إلى الصواب بطريقة غير مباشرة إذ روى الحبيب المصطفى قصة مشابهة لقصتهما حدثت أما النبي موسى عليه السلام بين رجلين . فقد فخر الرجل الأول بآبائه فقال : أنا ابن فلان بن فلان .. حتى عدّ تسعة آباء لهم بين يدي الناس في حياتهم المكانة السامية غنى ونسبا ومكانة .. فمن أنت حتى تطاولني وتكون لي ندّا ؟! .
لو انتبه إلى مصير أبائه وأجداده لم يفخر بهم إنهم كانوا كفّارا يعبدون الأصنام ويتخذونها آلهة. والله تعالى يقول لأمثال هؤلاء: " إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنّم أنتم لها واردون " .. لم يدخل الإيمان قلبه فدعا بدعوى الجاهلية وفضّل أهل النار – ولو كانوا أجداده – على أخيه المسلم فكان مصيره مصيرهم إذ أوحى الله إلى نبيّه موسى أن يقول له : أما أنت أيها المنتسب إلى تسعة في النار فأنت عاشرهم لأن المرء يحشر مع من أحبّ . وقال الثاني : أنا فلان بن فلان بن الإسلام .. فخر بأبيه الذي رباه على الإسلام وقطع نسبه قبل أبيه فلم يفخر بجده الكافر ولم يعترف به فلا جامع يجمعه به .
أبي الإسلام لا أب لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم
هل يلتقي الكفر بالإيمان والظلام بالضياء في قلب واحد؟! شتّان شتّان فلن يعلو الإنسان بنسبه ويوم القيامة لا ينفعه سوى عمله " فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون " وقال تعالى كذلك " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " وهل ينفع نوح ابنه ؟ وإبراهيم أباه ورسول الله عمّه أبا لهب ؟ ..
فأوحى الله إلى نبيّه موسى أن يهنئه بالفوز والنجاح حين قال : أما أنت أيها المنتسب إلى والدك المسلم ودينك العظيم فأنت من أهل الجنّة . تعصّبت إلى دينك وتشرفت بالانتساب إليه فأنت منه وهو منك .
مسند الإمام أحمد جزء 5 ص لله عليه وسلم



- قال الأب : سمعتك يا بني أمس تقول لوالدتك : أنا خير من سعيد حفظ الآيات المطلوب حفظها في ثلاثة أيام وحفظتها في يوم واحد فأنا أكثر ذكاء منه .
- قال الولد : نعم يا أبي لقد قلت هذا .. فهل تراني أخطات ولم أتعدّ الحقيقة ؟
- قال الأب : وقلت مرة : إن والدك مدرّس قدير ينظر الناس إليه باحترام وتقدير أما خالد فوالده عامل في متجر جدك أليس كذلك ؟.
- قال الولد : بلى لا أنكر ذلك ..فهل من مأخذ عليّ ؟.
- قال الأب : إن قلت هذا من قبيل الفخر بنفسك والتعالي على الآخرين قاصدا الحطّ من الناس والترفّع عليهم فقد أقحمت نفسك في النار – لا سمح الله - دون أن تدري فإنّ أحدنا يتلفّظ بالكلمة لا يلقي لها بالا تقذفه في جهنّم سبعين خريفا .
- قال الولد : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين وأستغفر الله أن أقول ما يغضبه .
- قال الأب : إنّ الإعجاب بالنفس والأهل وكثرة المال وجمال الثياب وبهاء المظهر والتفاخر بكثرة العبادة يهلك الإنسان .. والعجب يا بنيّ محبط للأعمال مبعد عن الجنّة ونعيمها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر " ووضح معنى الكبر فقال : " الكبر بطر الحق وغمط الناس " والغمط الاحتقار والازدراء . وقال عليه الصلاة والسلام " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جوّاظ مستكبر " (والعتل : الفظ الغليظ والجواظ : الجموع المنوع : وقيل المختال في مشيته .) وكان الأولى بك - يا بنيّ – أن تحمد الله أن يسّر لك حفظ الآيات القرآنية وأن تشكره بالتواضع فإن كان أبوك في نظرك ونظر الناس خيرا من غيره فقد يكون في ميزان الله – نسأل الله العافية – أقلّ بكثير ممن رأيته خيرا منهم .. وقد مدح قوم الصدّيق رضي الله عنه فقال قولته المشهورة : " اللهم اجعلني خيرا مما يظنون واغفر لي ما لا يعلمون " .
- قال الولد : جزاك الله خيرا يا والدي ومعلّمي والله ما كان يخطر ببالي أنني أغضب الحقّ تبارك وتعالى وأعاهدك أن لا أعود إلى ذلك أبدا .
- قال الأب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصّ على الصحابة الكرام عاقبة من يعجب بنفسه فيوردها موارد الهلاك وسأذكر لك ثلاثا منها عساها تكون إشارات حمراء تمنع صاحبها أن يقع في شرّ ما يفكر به ويعمله .

أبو خالد
31-07-2010, 12:19 AM
قصص مفيدة ما شاء الله

شكر و الله لا يحرمنا منك
اشكر اخي مرة ثاني

فهد عمان
31-07-2010, 12:37 AM
شـــــــــــــكرا أبوخالد عالرد الطيب

كحل العين
31-07-2010, 02:40 AM
قصص قصيرة وجميلة وبالفعل مفيدة

تسلم أخوووووي

فهد عمان
05-08-2010, 02:16 PM
شكرا كحل العين عالرد الجميل