نظرعيني
12-07-2006, 11:10 AM
يومك يومك ...
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فقط ستعيش ، فلا أمس الذي ذهب بخيره و شره ، و لا الغد الذي لم يأتي إلى الآن . اليوم الذي أظلتك شمسه و أدركك نهاره هو يومك فحسب ، عمرك يوم واحد فأجعل في خلدك العيش لهذا اليوم و كأنك ولدت فيه و ستموت فيه ، حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي و همه و غمه و بين توقع المستقبل و شبحه المخيف . فتُقسِم ساعاته و تجعل من دقائقه سنوات و من ثوانيه شهوراً ، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتأهب فيه للرحيل ، تعيش هذا اليوم فرحاً و سروراً ، و أمناً و سكينة ،
ترى فيه برزقك ، بزوجتك ، ببيتك ، بوظيفتك ، بمستواك .. عش هذا اليوم بلا حزن ولا إنزعاج، ولا سخط و لا حقد ولا حسد .
إذا أكلت خبزاً حاراً شهياً هذا اليوم فهل يضرك خبز أمس الجاف الرديء أو خبز غد الغائب المنتظر ؟
إذا شربت ماءً عذبا زلالاً هذا اليوم ، فلمذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غد الآسن الحار ؟
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة لأخضعتها لنظرية ( لن أعيش إلا هذا
اليوم ) حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم لبناء كيانك و تنمية مواهبك و تزكية عملك ، فتقول : لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق سباً أو فحشاً أو غيبة .
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي و تأدية صلاتي على أكمل وجه ، و التزود بالنوافل ، و تعهد المصحفي و مطالعة كتاب نافع ، لليوم فقط سأعيش فأبِرأبي و أمي و أزرع في قلبي الفضيلة و أشتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر و عجب و رياء و حسد و حقد و غل و سوء ظن .
لليوم فقط سأعيش فأنفع الأخرين ، و أعيد مرضاً ، أشيع جنازة ، أطعم جائعاً ، أفرج عن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع لضعيف ، أواسي منكوباً ، أرحم صغيراً و أجل كبيرا ً .
لليوم فقط سأعيش فيا ماضٍ ذهب و انتهى أغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ، و لن تراني
أقف لأتذكرك لحظة ؛ لأنك تركتنا و هجرتنا و أرتحلت عنا و لن تعود إلينا أبد الآبدين .
و يا مستقبل أنت في عالم الغيب فلت أتعامل مع الأحلام ، و لن أبيع نفسي مع الأوهام ، و لن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن غداً لا شيء ؛ لأنه لم يخلق و لم يكن شيئاً مذكوراً .
( من كتاب لا تحزن للدكتور : عائض القرني)
إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فقط ستعيش ، فلا أمس الذي ذهب بخيره و شره ، و لا الغد الذي لم يأتي إلى الآن . اليوم الذي أظلتك شمسه و أدركك نهاره هو يومك فحسب ، عمرك يوم واحد فأجعل في خلدك العيش لهذا اليوم و كأنك ولدت فيه و ستموت فيه ، حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي و همه و غمه و بين توقع المستقبل و شبحه المخيف . فتُقسِم ساعاته و تجعل من دقائقه سنوات و من ثوانيه شهوراً ، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتأهب فيه للرحيل ، تعيش هذا اليوم فرحاً و سروراً ، و أمناً و سكينة ،
ترى فيه برزقك ، بزوجتك ، ببيتك ، بوظيفتك ، بمستواك .. عش هذا اليوم بلا حزن ولا إنزعاج، ولا سخط و لا حقد ولا حسد .
إذا أكلت خبزاً حاراً شهياً هذا اليوم فهل يضرك خبز أمس الجاف الرديء أو خبز غد الغائب المنتظر ؟
إذا شربت ماءً عذبا زلالاً هذا اليوم ، فلمذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غد الآسن الحار ؟
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة لأخضعتها لنظرية ( لن أعيش إلا هذا
اليوم ) حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم لبناء كيانك و تنمية مواهبك و تزكية عملك ، فتقول : لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق سباً أو فحشاً أو غيبة .
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي و تأدية صلاتي على أكمل وجه ، و التزود بالنوافل ، و تعهد المصحفي و مطالعة كتاب نافع ، لليوم فقط سأعيش فأبِرأبي و أمي و أزرع في قلبي الفضيلة و أشتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر و عجب و رياء و حسد و حقد و غل و سوء ظن .
لليوم فقط سأعيش فأنفع الأخرين ، و أعيد مرضاً ، أشيع جنازة ، أطعم جائعاً ، أفرج عن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع لضعيف ، أواسي منكوباً ، أرحم صغيراً و أجل كبيرا ً .
لليوم فقط سأعيش فيا ماضٍ ذهب و انتهى أغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ، و لن تراني
أقف لأتذكرك لحظة ؛ لأنك تركتنا و هجرتنا و أرتحلت عنا و لن تعود إلينا أبد الآبدين .
و يا مستقبل أنت في عالم الغيب فلت أتعامل مع الأحلام ، و لن أبيع نفسي مع الأوهام ، و لن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن غداً لا شيء ؛ لأنه لم يخلق و لم يكن شيئاً مذكوراً .
( من كتاب لا تحزن للدكتور : عائض القرني)