البراء
17-11-2010, 11:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إستضافت قناة mbc شيخنا العلامة أحمد بن حمد الخليلي
وذلك عصر يوم الإثنين 9 من ذي الحجة 1431هـ
تسجيل وإعداد : البراء
كتابة النص : البراء
http://www.youtube.com/watch?v=M0M8_oP8VV8&feature=player_embedded
بسم الله الرحمن الرحيم ... والصلاة السلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
يسرنا أن نلتقي هذا اليوم بسماحة الشيخ الدكتور أحمد الخليلي المفتي العام في سلطنة عُمان
أهلا ً وسهلا ً بك َ يا شيخنا ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ كيف ترى مناسك الحج هذا العام وأثرها على المسلمين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
... أما بعد ...
فإن الحج موسم عبادة يجمع شتيت عباد الله تعالى من أصقاع الأرض وهم يمثلون سائر المسلمين في تلكم الديار ، وفي هذا اللقاء فرصة للتعارف ما بين الأمة الإسلامية في شتى بقاع العالم ، وفرصة للتفاهم وفرصة لطرح مشكلاتها وفرصة لدراستها ، ولذلك عبر القرآن الكريم عن هذا بقوله " ليشهدوا منافع لهم " ، فالحج رابطة تربط المسلمين في شتى أقطار الأرض ، كما أنه أيضا ً يربط سلسلة أجيال هذه الأمة جيل بعد جيل لأن الحاج عندما يقف في تلك المواقف العِظام يستذكر التاريخ الماضي ويشم عبقه ، يستذكر كيف كان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يرفعان قواعد البيت ويرددان هذا الدعاء " ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتا أمة مسلمة لك ، وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم " ، ويستذكر أيضا ً مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم قي الدعوة إلى الله ، ويستذكر أيضا ً تضحيات الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وانطلاق هذا الدين من تلكم الأرجاء ، فهو يرجع بشحنة إيمانية ويحرص على أن يقلب أول صفحة حياته من المعصية إلى الطاعة ، ومن الفجور إلى البر ، ومن الفاسد إلى الصلاح ، ومن التشتت إلى الاجتماع ثم يحاول أن يؤثر على الآخرين ليكونوا جميعا ً متعاونين مترابطين برباط الإسلام الواحد الذي يؤلف ولا ينفر ويقرب ولا يبعد ويجمع ولا يشتت .
كيف ترى موضوع انفتاح الإسلام والمسلمين على العالم الخارجي ؟
من المعلوم أن الدعوة الإسلامية هي دعوة عالمية ليست دعوة محصورة في شعب بعينه ولا محيط بعينه ، وإنما هي دعوة عالمية كما قال الله تعالى " إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ " وقال " وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ " ونجد في القرآن الكريم ما يدل على أن هذه الأمة أوفيت منذ مرحلة مبكرة في تاريخ ميلادها بل من أول وجود نواة لها ربيت على الانفتاح على العالم الخارجي ، فعندما كان الصدام ما بين الدولتين الكبريين ( فارس و الروم ) ووصل الصدام إلى غاية بحيث أنه اجتاحت القوى الفارسية الممالك الرومانية ، في ذلك الوقت مع كون المسلمين قلة قليلة ومع كونهم مشغولين بما هم فيه من همومهم كانوا أفرادا ً مغمورين بالكثرة الكاثرة من أهل الجاهلية ، نزل القرآن الكريم لينبئ الناس بما وصل إليه هذا الصدام من انتصار الفرس على الروم وما سينقلب إليه من انتصار الروم على الفرس في بضع سنين ، ما كان الداعي لأن ينزل قرآن يتلى في الصلوات وفي غيرها على هؤلاء الناس مع كونهن قلة قليلة في وسط كثرة كاثرة ومع كونهن مشغولين بهمومهم ومع كونهن لا تربطهم رابطة باي واحدة من الدولتين ، إذا لم يقعوا تحت سيطرة أي دولة من هاتين الدولتين ولكن مع ذلك نزل القرآن الكريم الذي يتلى في الصلوات وفي غيرها ليبدئ لهم هذا إنما كان ذلك من أجل أن تربى هذه الأمة على متابعة على ما يجري في العالم وعلى الانفتاح في العالم ، لتكون هذه الأمة أمة عالمية تحمل إلى الناس رسالة عالمية هي دعوة الله تعالى للعالمين لأن يستجيبوا لهذا الداعي الحق .
إذا كيف يمكن توضيح هذه الصورة إلى العالم الخارجي ؟ ما هي الرسالة ؟
إنما توضيح صور الإسلام الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة وهذا الذي كان عليه السلف الصالح ، فإنهم خرجوا إلى هذا العالم قي وقت لم تكن توجد فيه وسائل للإعلام ولم تكن توجد فيه وسائل للمواصلات إلا الوسائل الطبيعية البدائية ومع ذلك استطاعوا التأثير على هذا العالم حتى كاد الأمر كما قال نابليون " افتتح العرب نصف الكرة الأرضية في نصف قرن من الزمن " إنما كان ذلك بالأخلاق الطيبة ، بحسن المعاملة ، بالكلمة الطيبة الهادئة الهادفة التي تخرج من قلب يؤمن بها ويتفاعل معها الإنسان تفاعلا ً تاما ً فيؤدي ذلك إلى أن يتفاعل الذين يدعون بها معها أيضا ً فيستجيبوا لها ،فهكذا ينبغي الآن أن يدعى إلى الإسلام وأن يوضح الإسلام بهذه الصورة ، والآن توفرت وسائل للبث وسائل متنوعة يمكن من خلال وسائل إعلام مختلفة ويمكن من وسائل الشبكة العنكبوتية أن يظهر الإسلام كما هو في صورة إيجابية ، مع أن العالم الآن أصبح كله مفتقرا ً إلى الإسلام بحيث أنه أفلست جميع مبادئه وفشلت جميع تجاربه ولم تبقى هناك إلا التجربة الإسلامية التي يجب على العالم أن يأخذ بها ولا ريب أن هذه هي التجربة الناجحة إذا أخذ بها العالم فسوف يكسب النجاح إن شاء الله .
هل لدى سماحتكم اقتراحات في إجراءات تسهيل الحج لهذا العام ؟
هذه القضية فيما أحسب يجب أن تدرس عند أصحاب التخصصات المختلفة ومن جهات مختلفة ، فعندما يتم ذلك لا ريب ان مقترحاتهم ستيسر إجراءات الحج إن شاء الله وسيسر للناس أن يؤدوا هذه المناسك بسهولة إن شاء الله على رغم الزحام الذي يزداد عام بعد عام .
طيب ما هي نصيحتك للحجيج في المحافظة على أخلاقيات المسلم أثناء تأدية مواسم الحج ؟
الحاج كما قلت يجب أن يعود بحال غير الحال الذي ذهب بها ، يجب أن ينقلب من الشر إلى الخير ومن المعصية إلى الطاعة ومن الفجور إلى البر ومن عدم موافقة الجماعة إلى الاعتصام بحبل الجماعة حتى يكون الحاج عضوا ً بناء ً في مجتمعه وعضوا ً بناء ً في أمته لتكون هذه اللبنات هي سببا ً لقيام هذا البناء الشاهق لبناء هذه الأمة الذي نرجو بعون الله أن يطول الأمم جميعا .
هل لدى سماحتكم كلمة أخيرة تحبون أن توجهوها من خلال شاشة الأم بي سي لكل المسلمين في بقاع الدنيا ؟
أدعو إخواني المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله و السير في صراطه المستقيم و الأخذ بكتابه الكريم وإتباع نهج الرسول العظيم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم ، بهذا تسعى هذه الأمة فإنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، ويجب في كل خلاف أن يحكموا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإن الله يقول " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا " .
سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام في سلطنة عُمان شكرا ً جزيلا ً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
إستضافت قناة mbc شيخنا العلامة أحمد بن حمد الخليلي
وذلك عصر يوم الإثنين 9 من ذي الحجة 1431هـ
تسجيل وإعداد : البراء
كتابة النص : البراء
http://www.youtube.com/watch?v=M0M8_oP8VV8&feature=player_embedded
بسم الله الرحمن الرحيم ... والصلاة السلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
يسرنا أن نلتقي هذا اليوم بسماحة الشيخ الدكتور أحمد الخليلي المفتي العام في سلطنة عُمان
أهلا ً وسهلا ً بك َ يا شيخنا ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سماحة الشيخ كيف ترى مناسك الحج هذا العام وأثرها على المسلمين ؟
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
... أما بعد ...
فإن الحج موسم عبادة يجمع شتيت عباد الله تعالى من أصقاع الأرض وهم يمثلون سائر المسلمين في تلكم الديار ، وفي هذا اللقاء فرصة للتعارف ما بين الأمة الإسلامية في شتى بقاع العالم ، وفرصة للتفاهم وفرصة لطرح مشكلاتها وفرصة لدراستها ، ولذلك عبر القرآن الكريم عن هذا بقوله " ليشهدوا منافع لهم " ، فالحج رابطة تربط المسلمين في شتى أقطار الأرض ، كما أنه أيضا ً يربط سلسلة أجيال هذه الأمة جيل بعد جيل لأن الحاج عندما يقف في تلك المواقف العِظام يستذكر التاريخ الماضي ويشم عبقه ، يستذكر كيف كان إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام يرفعان قواعد البيت ويرددان هذا الدعاء " ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتا أمة مسلمة لك ، وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم " ، ويستذكر أيضا ً مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم قي الدعوة إلى الله ، ويستذكر أيضا ً تضحيات الصحابة رضي الله تعالى عنهم ، وانطلاق هذا الدين من تلكم الأرجاء ، فهو يرجع بشحنة إيمانية ويحرص على أن يقلب أول صفحة حياته من المعصية إلى الطاعة ، ومن الفجور إلى البر ، ومن الفاسد إلى الصلاح ، ومن التشتت إلى الاجتماع ثم يحاول أن يؤثر على الآخرين ليكونوا جميعا ً متعاونين مترابطين برباط الإسلام الواحد الذي يؤلف ولا ينفر ويقرب ولا يبعد ويجمع ولا يشتت .
كيف ترى موضوع انفتاح الإسلام والمسلمين على العالم الخارجي ؟
من المعلوم أن الدعوة الإسلامية هي دعوة عالمية ليست دعوة محصورة في شعب بعينه ولا محيط بعينه ، وإنما هي دعوة عالمية كما قال الله تعالى " إِنْ هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ " وقال " وَمَا هُوَ إِلا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ " ونجد في القرآن الكريم ما يدل على أن هذه الأمة أوفيت منذ مرحلة مبكرة في تاريخ ميلادها بل من أول وجود نواة لها ربيت على الانفتاح على العالم الخارجي ، فعندما كان الصدام ما بين الدولتين الكبريين ( فارس و الروم ) ووصل الصدام إلى غاية بحيث أنه اجتاحت القوى الفارسية الممالك الرومانية ، في ذلك الوقت مع كون المسلمين قلة قليلة ومع كونهم مشغولين بما هم فيه من همومهم كانوا أفرادا ً مغمورين بالكثرة الكاثرة من أهل الجاهلية ، نزل القرآن الكريم لينبئ الناس بما وصل إليه هذا الصدام من انتصار الفرس على الروم وما سينقلب إليه من انتصار الروم على الفرس في بضع سنين ، ما كان الداعي لأن ينزل قرآن يتلى في الصلوات وفي غيرها على هؤلاء الناس مع كونهن قلة قليلة في وسط كثرة كاثرة ومع كونهن مشغولين بهمومهم ومع كونهن لا تربطهم رابطة باي واحدة من الدولتين ، إذا لم يقعوا تحت سيطرة أي دولة من هاتين الدولتين ولكن مع ذلك نزل القرآن الكريم الذي يتلى في الصلوات وفي غيرها ليبدئ لهم هذا إنما كان ذلك من أجل أن تربى هذه الأمة على متابعة على ما يجري في العالم وعلى الانفتاح في العالم ، لتكون هذه الأمة أمة عالمية تحمل إلى الناس رسالة عالمية هي دعوة الله تعالى للعالمين لأن يستجيبوا لهذا الداعي الحق .
إذا كيف يمكن توضيح هذه الصورة إلى العالم الخارجي ؟ ما هي الرسالة ؟
إنما توضيح صور الإسلام الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة وهذا الذي كان عليه السلف الصالح ، فإنهم خرجوا إلى هذا العالم قي وقت لم تكن توجد فيه وسائل للإعلام ولم تكن توجد فيه وسائل للمواصلات إلا الوسائل الطبيعية البدائية ومع ذلك استطاعوا التأثير على هذا العالم حتى كاد الأمر كما قال نابليون " افتتح العرب نصف الكرة الأرضية في نصف قرن من الزمن " إنما كان ذلك بالأخلاق الطيبة ، بحسن المعاملة ، بالكلمة الطيبة الهادئة الهادفة التي تخرج من قلب يؤمن بها ويتفاعل معها الإنسان تفاعلا ً تاما ً فيؤدي ذلك إلى أن يتفاعل الذين يدعون بها معها أيضا ً فيستجيبوا لها ،فهكذا ينبغي الآن أن يدعى إلى الإسلام وأن يوضح الإسلام بهذه الصورة ، والآن توفرت وسائل للبث وسائل متنوعة يمكن من خلال وسائل إعلام مختلفة ويمكن من وسائل الشبكة العنكبوتية أن يظهر الإسلام كما هو في صورة إيجابية ، مع أن العالم الآن أصبح كله مفتقرا ً إلى الإسلام بحيث أنه أفلست جميع مبادئه وفشلت جميع تجاربه ولم تبقى هناك إلا التجربة الإسلامية التي يجب على العالم أن يأخذ بها ولا ريب أن هذه هي التجربة الناجحة إذا أخذ بها العالم فسوف يكسب النجاح إن شاء الله .
هل لدى سماحتكم اقتراحات في إجراءات تسهيل الحج لهذا العام ؟
هذه القضية فيما أحسب يجب أن تدرس عند أصحاب التخصصات المختلفة ومن جهات مختلفة ، فعندما يتم ذلك لا ريب ان مقترحاتهم ستيسر إجراءات الحج إن شاء الله وسيسر للناس أن يؤدوا هذه المناسك بسهولة إن شاء الله على رغم الزحام الذي يزداد عام بعد عام .
طيب ما هي نصيحتك للحجيج في المحافظة على أخلاقيات المسلم أثناء تأدية مواسم الحج ؟
الحاج كما قلت يجب أن يعود بحال غير الحال الذي ذهب بها ، يجب أن ينقلب من الشر إلى الخير ومن المعصية إلى الطاعة ومن الفجور إلى البر ومن عدم موافقة الجماعة إلى الاعتصام بحبل الجماعة حتى يكون الحاج عضوا ً بناء ً في مجتمعه وعضوا ً بناء ً في أمته لتكون هذه اللبنات هي سببا ً لقيام هذا البناء الشاهق لبناء هذه الأمة الذي نرجو بعون الله أن يطول الأمم جميعا .
هل لدى سماحتكم كلمة أخيرة تحبون أن توجهوها من خلال شاشة الأم بي سي لكل المسلمين في بقاع الدنيا ؟
أدعو إخواني المسلمين إلى الاعتصام بحبل الله و السير في صراطه المستقيم و الأخذ بكتابه الكريم وإتباع نهج الرسول العظيم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم ، بهذا تسعى هذه الأمة فإنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ، ويجب في كل خلاف أن يحكموا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإن الله يقول " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا " .
سماحة الشيخ أحمد الخليلي المفتي العام في سلطنة عُمان شكرا ً جزيلا ً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .