البراء
20-03-2011, 12:23 AM
التربية تؤكـد: تكريس الجهود لتحقيق مطالب الحقل التربوي
الحقل التربوي هو الأساس الذي ترتكز عليه خطط الوزارة وأهدافها
المعلم له مكانته العظيمة منذ القدم والتعليم مهنة الرسل
قامت وزارة التربية والتعليم خلال الأيام الماضية بفتح قنوات حوارية تمثلت في اللقاءات الدورية والمنتديات السنوية التي تقيمها الوزارة، كما فتحت المجال للتعبير عن الرأي لكافة أطياف الحقل التربوي من خلال المنتدى التربوي الالكتروني الذي يرفد الوزارة بملاحظات العاملين في هذا الحقل من رؤى وأفكار تضيف الجديد والمفيد في رصيد العملية التربوية من خلال تلاقي الأفكار وتبادل الرؤى والتجارب التي تمت وتحققت على مستويات التعليم.
وفي هذا العام قام أصحاب السعادة والمستشارون بالوزارة بالعديد من الزيارات الميدانية للمناطق التعليمية في السلطنة، والتي أظهرت التلاحم التربوي الذي تجسد في التقاء جميع شرائح الحقل التربوي، هذا إلى جانب اللقاءات التي تمت مع الطلبة للوقوف على ملاحظاتهم وآرائهم لكونهم محور العملية التعليمية إلى جانب معلميهم.
وتم خلال هذه اللقاءات استطلاع آراء الإداريين والمشرفين والمعلمين حول ما يستجد في الحقل التربوي من مشاريع وبرامج وخطط تبنتها الوزارة وفق الخطط الاستراتيجية التي تنتهجها في النظام التعليمي في السلطنة، وذلك باعتبارهم الشريحة التي لها الدور الأكبر في توصيل الرسالة، فهم يعايشون التجربة التعليمية لهذه الخطط ويرصدون مدى استجابة هذه الخطط للواقع التعليمي، ومن ثم يرفدون المؤسسة التعليمية بملاحظاتهم ومقترحاتهم ليتم التطوير والتحديث وفق المعطيات والإمكانيات التي ترتئيها الوزارة، وقد ساهمت هذه الخطوة في تحسين الأداء التعليمي وتطوير الأهداف التربوية، فكانت فرصة ثمينة لتلاقي الأفكار والرؤى ومساحة حرة لحوار تربوي هادف، وهو الأمر الذي بين مدى الأهمية التي توليها الوزارة للحقل التربوي في رسم أهداف التعليم وتجويد العمل التربوي، فهو العماد الذي ترتكز عليه خطط الوزارة وأهدافها.
التخطيط التربوي
ولا شك أن التخطيط التربوي المبني على قاعدة حاجيات الحقل التربوي يلتحم مع الأهداف المرسومة للخطط والرؤيا العامة للتعليم وذلك من شأنه أن يساهم في تعزيز الأهداف التربوية وتنفيذ السياسات المنشودة، ومن ثم فإن التخطيط التربوي يتمحور حول معالجة المشكلات التربوية معالجة علمية مبنية على أساس واقعي تقوم على المطابقة بين الأهداف والموارد المتاحة، وتحري مضامين الفعاليات البديلة وطرائقها والاختيار الواعي فيما بينها ثم تحديد الأهداف النوعية التي ينبغي الوصول إليها في فترات زمنية محددة، وتطوير أفضل الوسائل لتحقيق السياسة المختارة تحقيقاً نموذجياً، وهذا التخطيط يحدد مسار العلمية التعليمية، ويبين التغييرات التي قد تطرأ على الأهداف والبنى والمحتوى والوسائل بما يتواكب مع التطورات التي تشهدها المنظومة التعليمية.
وإذا كانت مشاركة جميع العاملين في الحقل التربوي والجهات التي لها صلة به في رسم الخطط التربوية وتنفيذها من أهم المقومات والمبادئ الأساسية للتخطيط التربوي، فإن هذه الزيارات الميدانية كانت انعكاسا لهذا المفهوم وتطبيقا عمليا للرؤية التربوية الشاملة التي تحرص عليها الوزارة، والتي يتم من خلالها تشخيص الأوضاع التعليمية والتربوية الحالية، وتقييم الهيكل التعليمي القائم ودراسة مدى تناسق أجزائه وتفرعاته ومدي الارتباط بينها، كما يتم رسم السياسة التعليمية للاستجابة لمتطلبات التنمية الشاملة للبلاد، وتحقيق الترابط بين التعليم والمجتمع وتفعيل التكامل بين جوانب النظام التربوي، وإيجاد فرصة للتوعية والإصلاح الفني للعملية التربوية وتحديدها وتطويرها ورفع مستوى كفاءة التعليم وإحكام استثمار الوقت، ومن ثم تتحقق الرؤى وتتكامل الأهداف.
وقد أفرزت الزيارات الميدانية مجموعة من الملاحظات والمقترحات التي أبداها المشرفون والمعلمون والإداريون في كافة قطاعات التعليم، وإيمانا من الوزارة بأهمية هذه الآراء والمقترحات فقد تم حصرها وتصنيفها في جوانب إدارية ومالية وفنية، وقد عقدت حولها اجتماعات عديدة على مستوى الوزارة حيث ترأست معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم هذه الاجتماعات بحضور أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين والمعنيين من الدوائر المختلفة بالوزارة، وتمت مناقشتها وبلورت أفكارها، وصيغت وفق آليات محددة تمهيدا للشروع في تنفيذ بعضها عاجلا ودراسة بعضها الآخر ريثما ينتهي العمل من وضع التصورات النهائية للبدء في تنفيذها ويمكن إيجاز أهم المطالب التي بدأت الوزارة في تنفيذها كالآتي:
توفير المستلزمات المدرسية
سعت الوزارة إلى تهيئة العملية التعليمية بتوفير ما تحتاجه من وسائل ومستلزمات معينة على رفع مستوى الأداء المدرسي، وكل ما من شأنه أن يساهم في تسهيل التعلم لدى الطلبة، لذا تم تخصيص مبالغ معينة لتوفير هذه المستلزمات كالأقلام والأحبار والأوراق وآلات النسخ، ووجهت المديريات التعليمية للبدء فورا في تحقيق هذا المطلب وخاصة تلك المدارس التي قد تعاني من وجود نقص في مثل هذه المستلزمات نظرا للحاجات المستجدة لها.
لائحة شؤون الطلاب
ونظرا للطلبات الملحة من الحقل التربوي في ضرورة إعادة النظر في لائحة شؤون الطلاب وبنودها وفق المقتضيات العصرية،فقد قامت الوزارة بتطوير هذه اللائحة وتحديث موادها حسب ما يفرضه الواقع التعليمي من إجراءات تتوافق مع الواقع الاجتماعي والتطور الحضاري، ونظرا لأهمية أخذ التغذية الراجعة من الميدان التربوي فقد تم إرسال اللائحة إلى المناطق التعليمية وذلك لدعوة الإداريين والمشرفين والمعلمين الأوائل والمعلمين وبعض أعضاء مجلس الآباء والأمهات في مناقشتها وإبداء آرائهم ومقترحاتهم سعيا نحو اتخاذ الإجراءات المناسبة وفق المقتضيات التربوية والاجتماعية.
التقويم التربوي
وآليات النجاح والرسوب
لا شك أن كفاءة النظام التعليمي يعتمد بشكل رئيسي على جودة مكونات وأدوات نظام التقويم التربوي، لذا قامت الوزارة بإعداد وثيقة للتقويم التربوي، حددت فيها كل جوانب العمل الخاصة بالتقويم التربوي من مفاهيم وأسس وتشريعات وآليات عمل بشكل يساعد الحقل التربوي من إدارات مناطق ومديري مدارس ومشرفين تربويين ومعلمين أوائل ومعلمين على التنفيذ السليم والمتقن لأدوات التقويم التربوي بما يضمن تحقق جودة التعليم المنشودة، وقامت الوزارة بإرسال الوثيقة العامة للتقويم التربوي إلى المناطق التعليمية بغية معرفة رأي الحقل التربوي حولها وتطويرها وفق الواقع التعليمي للخروج بآليات تقويمية تحقق جودة الأداء التعليمي في الحقل التربوي، كما أقرت الوزارة في وقت سابق قرارا يختص بربط السلوكيات السلبية الصادرة من قبل الطلبة مثل الغياب الفردي أو الجماعي بدون عذر مقبول، وغيرها من السلوكيات المحددة في لائحة شؤون الطلاب بالدرجات المخصصة للتقويم التكويني المستمر في كل مادة، ويتحكم بهذا الإجراء معلم الصف، وتعمل حالياً المديرية العامة للتقويم التربوي بإدراج ذلك في الوثائق الخاصة بكل مادة على أن يعمل به خلال العام الدراسي القادم، وتهدف الوزارة من ذلك مساندة المدارس والمعلمين إلى معالجة العوامل المؤثرة على جودة مخرجات التعليم، والعوائق التي قد تؤثر على كفاءة النظام التعليمي.
الصلاحيات الممنوحة
لإدارات المدارس
في إطار سعي الوزارة لتحقيق مبدأ اللامركزية، قامت الوزارة بتبني فكرة برنامج الإدارة المدرسية الذاتية ويهدف هذا البرنامج إلى منح المدارس المزيد من الإجراءات التي ترتأي المدرسة تطبيقها وتفعيلها بما يتناسب مع الرؤيا التي تتبناها في تطوير العمل المدرسي، ووفق ما يتماشى مع الخطة التي تسير عليها في معالجة الصعوبات التي تواجهها،وذلك لضمان سير العمل المدرسي وفق ما رسم له من خطط من قبل القائمين على إدارة المدرسة، وهذا من شأنه أن يشجع المدرسة في تطوير العمل التربوي، وتنمية المراجعة الذاتية في الأساليب التربوية التي تنتهجها، كما أنه يزيد من وعي العاملين بالمدرسة بالتشريعات المنظمة لعملهم، ويتيح الفرصة لتطوير اللوائح المنظمة لشؤون الطلاب، ورفع مستوياتهم العلمية، وغرس حب المدرسة في نفوسهم،وتشجيع أولياء الأمور في المساهمة في تجويد الأداء المدرسي،وتحسين العملية التعليمية، ودعم المشاريع والبرامج المدرسية، مما يترتب على ذلك من تقوية علاقة الأسرة بالمدرسة، وتشجيع القطاعات المجتمعية في المساهمة في الارتقاء بالأداء المدرسي، ومن ثم تحقيق الجودة المنشودة في النظام التعليمي، وتتمحور خطة الوزارة في تطبيق هذا النظام في أن يكون التوسع فيه تدريجيا، ليتيح لها أخذ التغذية الراجعة من الميدان التربوي حول تطبيق النظام،ودراسة آليات تطويره، تمهيدا لتعميمه على كافة مدارس السلطنة، إيمانا منها بأهمية تفعيل دور المدرسة في تجويد العمل التربوي وتحسين الأداء التعليمي، وبناء على ذلك قامت الوزارة بإرسال وثيقة هذا البرنامج والدليل الإجرائي له إلى المناطق التعليمية وذلك لإشراك الإداريين والمعلمين في مراجعته نظريا وتطبيقيا ومراجعة الأدلة والأنظمة والأسس التي يقوم عليها، ونتائج التطبيق وما أسفرت عنه من مؤشرات نجاح أو صعوبات ترى أنها بحاجة إلى تجاوز، كما تراجع هامش اللامركزية الممنوح لها والصلاحيات التي تم تفويضها للمدارس ومدى أثر تلك الصلاحيات على أداء المدرسة، وهل ساعدتها على تحسين أداء الإدارة والتعليم والتعلم ؟، وهل وفرت للإدارة والمعلم المرونة الكافية لحسن استثمار الإمكانيات للارتقاء بمستوى الأداء وتكريسها لصالح الارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي ومستوى التعليم؟،وهل ساهمت في تقوية العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي ؟ وكل ما يهدف إلى تفعيل دور المدرسة كمؤسسة تصوغ أهدافها وتبني خطتها وفق منهجية تربوية سليمة.
كما أن الوزارة قامت بطرح تلك اللوائح والأنظمة في البوابة التعليمية والمنتدى التربوي وذلك لتوسيع قاعدة المشاركة في الآراء وتبادل الأفكار والمقترحات.
توظيف الخريجين الجدد
من حملة البكالوريوس التربوي
بناء على التوجيهات السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في توظيف 50000 ألف مواطن، سعت الوزارة جاهدة في الاستفادة من هذه المبادرة الكريمة، فكانت سباقة في إعلان تسجيل الطلبات للالتحاق بالعمل التربوي، وسبق للوزارة أن أعدت وثيقة لتوظيف الخريجين الراغبين في الالتحاق بمهنة التدريس وارتأت الحاجة استيعاب عدد منهم وفق الإجراءات والأسس التي تعتمدها الوزارة في قبول الخريجين وتعينهم.
مكانة المعلم ودوره التربوي
إن المعلم أمة في رجل، ومهنة التعليم تحوطها هالة من القداسة منذ القدم، فهي مهنة الأنبياء والرسل، وحيثما كان يذكر المصلحون الاجتماعيون كان المعلمون يأتون في رأس القائمة، ومما يزيد من أهمية دور المعلم في وقتنا الحاضر أن وظيفته لم تعد تقتصر على نقل المعلومات إلى المتعلمين، بل إنها أصبحت تتطلب منه ممارسة دور القيادة والتخطيط للتدريس وتصميمه والإشراف عليه والبحث العلمي، والتشكيل الأخلاقي والثقافي لشخصيات المتعلمين، وقد سعت الوزارة إلى تعزيز مكانة المعلم العماني في المجتمع، والتعريف بدوره الرائد في التنمية البشرية والاقتصادية، وحرصت على تزويده بما يحتاجه في أداء مهنته الشريفة، فأفسحت له المجال لإكمال دراساته وتوسيع آفاق معرفته من خلال خطط الإنماء المهني، ومشاركته في الندوات واللقاءات والمنتديات والحلقات التدريبية التي تقيمها الوزارة متمثلة في المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، ومن أجل تهيئة الجو المناسب له في المدرسة فقد تنبت الوزارة تأثيث غرف المعلمين وشرعت في تخصيص مكتب خاص لكل معلم بنظام المكتب المنفصل، وتأمل الوزارة في الانتهاء من هذا التأثيث لكافة المدارس خلال الخطة الخمسية الحالية، وفيما يتعلق باستصدار بطاقة هوية قامت الوزارة بمخاطبة المناطق التعليمية بإصدار بطاقات مؤقتة لكافة العاملين في الحقل التربوي وخاصة المعلمين بصورة عاجلة،وتعكف الوزارة حاليا على توفير الأجهزة اللازمة لإصدار البطاقات النهائية ووجهت المديريات التعليمية للانتهاء من ذلك خلال فترة وجيزة.
ومن أجل تخفيف العبء على المعلم، وتطوير أدائه المدرسي، تعمل الوزارة حاليا على دراسة خفض نصاب المعلمين وخاصة معلمات الحلقة الأولى، وذلك من أجل تجويد العمل المدرسي وليتمكن المعلم من أداء واجبه التربوي وفق الغاية المنشودة.
كما تعمل الوزارة على مراجعة الأنشطة المدرسية، وإعادة هيكلتها بحيث لا تمثل عبئا على القائمين عليها،ورسم أهدافها بما يناسب مع الرسالة التربوية التي يحملها المعلم في تفعيل المواهب الطلابية، وتنمية قدراتهم الإبداعية، دون أن يؤثر ذلك على واجبه التدريسي.
تقليص الفترة بين دوام
المعلمين والطلبة
تلبية لمطالب المعلمين في إمكانية تقليص الفترة بين دوام المعلمين والطلبة في العام الدراسي القادم فقد تم الاتفاق على خفض هذه المدة بحيث تتناسب مع ما تحتاجه المدارس من تهيئة قبل بداية دوام الطلبة وسيتم إصدار قرار وزاري قريبا بهذا الشأن، كما تدرس الوزارة حاليا إجراء استفتاء للعاملين في الحقل التربوي حول التوقيت الصيفي والشتوي في المدارس،وسيتم توجيه المديريات التعليمية بإجراء هذا الاستفتاء في المناطق التعليمية بمشاركة أولياء الأمور.
المناهج الدراسية
بناء على الملاحظات التي تم حصرها من الحقل التربوي حول المناهج الدراسية، تعكف الوزارة على دراسة هذه الملاحظات، وذلك لضمها إلى الملاحظات السابقة التي وردت من العاملين في الحقل التربوي خلال التقييم الذي أجرته المديرية العامة لتطوير المناهج ودائرة الإشراف التربوي، وتحرص الوزارة على أن تكون المناهج وفق ما يحتاجه الطالب من زاد معرفي يناسب مرحلته العمرية، وتأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي يرصدها الحقل التربوي بكافة شرائحه.
وتدرس الوزارة حاليا إمكانية توفير معلم لمادة منهج البحث وذلك من أجل أن يمتلك الطالب أساليب البحث العلمي، وطرق البحث عن المعرفة، بما يضمن تحقيق الأهداف التي سعت إليها الوزارة من خلال تدريس هذه المادة.
كما تعكف الوزارة حاليا على دراسة المطالب الأخرى التي لم تتم الإشارة إليها، إيمانا منها بأهمية المقترحات والآراء التي رصدتها خلال الزيارات الميدانية التي قام بها مسؤولو الوزارة، واطلعت الوزارة على الخطط التي تحتاج إلى تطويرها واللوائح والأنظمة التي تقتضي مراجعة بنودها وتحديث موادها بما يتوافق مع الواقع التربوي والتطور العلمي وبما يحقق الجودة التعليمية التي تنشدها الوزارة .
جريدة عُمان
الأحد 15 ربيع الآخر 1432هـ
الحقل التربوي هو الأساس الذي ترتكز عليه خطط الوزارة وأهدافها
المعلم له مكانته العظيمة منذ القدم والتعليم مهنة الرسل
قامت وزارة التربية والتعليم خلال الأيام الماضية بفتح قنوات حوارية تمثلت في اللقاءات الدورية والمنتديات السنوية التي تقيمها الوزارة، كما فتحت المجال للتعبير عن الرأي لكافة أطياف الحقل التربوي من خلال المنتدى التربوي الالكتروني الذي يرفد الوزارة بملاحظات العاملين في هذا الحقل من رؤى وأفكار تضيف الجديد والمفيد في رصيد العملية التربوية من خلال تلاقي الأفكار وتبادل الرؤى والتجارب التي تمت وتحققت على مستويات التعليم.
وفي هذا العام قام أصحاب السعادة والمستشارون بالوزارة بالعديد من الزيارات الميدانية للمناطق التعليمية في السلطنة، والتي أظهرت التلاحم التربوي الذي تجسد في التقاء جميع شرائح الحقل التربوي، هذا إلى جانب اللقاءات التي تمت مع الطلبة للوقوف على ملاحظاتهم وآرائهم لكونهم محور العملية التعليمية إلى جانب معلميهم.
وتم خلال هذه اللقاءات استطلاع آراء الإداريين والمشرفين والمعلمين حول ما يستجد في الحقل التربوي من مشاريع وبرامج وخطط تبنتها الوزارة وفق الخطط الاستراتيجية التي تنتهجها في النظام التعليمي في السلطنة، وذلك باعتبارهم الشريحة التي لها الدور الأكبر في توصيل الرسالة، فهم يعايشون التجربة التعليمية لهذه الخطط ويرصدون مدى استجابة هذه الخطط للواقع التعليمي، ومن ثم يرفدون المؤسسة التعليمية بملاحظاتهم ومقترحاتهم ليتم التطوير والتحديث وفق المعطيات والإمكانيات التي ترتئيها الوزارة، وقد ساهمت هذه الخطوة في تحسين الأداء التعليمي وتطوير الأهداف التربوية، فكانت فرصة ثمينة لتلاقي الأفكار والرؤى ومساحة حرة لحوار تربوي هادف، وهو الأمر الذي بين مدى الأهمية التي توليها الوزارة للحقل التربوي في رسم أهداف التعليم وتجويد العمل التربوي، فهو العماد الذي ترتكز عليه خطط الوزارة وأهدافها.
التخطيط التربوي
ولا شك أن التخطيط التربوي المبني على قاعدة حاجيات الحقل التربوي يلتحم مع الأهداف المرسومة للخطط والرؤيا العامة للتعليم وذلك من شأنه أن يساهم في تعزيز الأهداف التربوية وتنفيذ السياسات المنشودة، ومن ثم فإن التخطيط التربوي يتمحور حول معالجة المشكلات التربوية معالجة علمية مبنية على أساس واقعي تقوم على المطابقة بين الأهداف والموارد المتاحة، وتحري مضامين الفعاليات البديلة وطرائقها والاختيار الواعي فيما بينها ثم تحديد الأهداف النوعية التي ينبغي الوصول إليها في فترات زمنية محددة، وتطوير أفضل الوسائل لتحقيق السياسة المختارة تحقيقاً نموذجياً، وهذا التخطيط يحدد مسار العلمية التعليمية، ويبين التغييرات التي قد تطرأ على الأهداف والبنى والمحتوى والوسائل بما يتواكب مع التطورات التي تشهدها المنظومة التعليمية.
وإذا كانت مشاركة جميع العاملين في الحقل التربوي والجهات التي لها صلة به في رسم الخطط التربوية وتنفيذها من أهم المقومات والمبادئ الأساسية للتخطيط التربوي، فإن هذه الزيارات الميدانية كانت انعكاسا لهذا المفهوم وتطبيقا عمليا للرؤية التربوية الشاملة التي تحرص عليها الوزارة، والتي يتم من خلالها تشخيص الأوضاع التعليمية والتربوية الحالية، وتقييم الهيكل التعليمي القائم ودراسة مدى تناسق أجزائه وتفرعاته ومدي الارتباط بينها، كما يتم رسم السياسة التعليمية للاستجابة لمتطلبات التنمية الشاملة للبلاد، وتحقيق الترابط بين التعليم والمجتمع وتفعيل التكامل بين جوانب النظام التربوي، وإيجاد فرصة للتوعية والإصلاح الفني للعملية التربوية وتحديدها وتطويرها ورفع مستوى كفاءة التعليم وإحكام استثمار الوقت، ومن ثم تتحقق الرؤى وتتكامل الأهداف.
وقد أفرزت الزيارات الميدانية مجموعة من الملاحظات والمقترحات التي أبداها المشرفون والمعلمون والإداريون في كافة قطاعات التعليم، وإيمانا من الوزارة بأهمية هذه الآراء والمقترحات فقد تم حصرها وتصنيفها في جوانب إدارية ومالية وفنية، وقد عقدت حولها اجتماعات عديدة على مستوى الوزارة حيث ترأست معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم هذه الاجتماعات بحضور أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين والمعنيين من الدوائر المختلفة بالوزارة، وتمت مناقشتها وبلورت أفكارها، وصيغت وفق آليات محددة تمهيدا للشروع في تنفيذ بعضها عاجلا ودراسة بعضها الآخر ريثما ينتهي العمل من وضع التصورات النهائية للبدء في تنفيذها ويمكن إيجاز أهم المطالب التي بدأت الوزارة في تنفيذها كالآتي:
توفير المستلزمات المدرسية
سعت الوزارة إلى تهيئة العملية التعليمية بتوفير ما تحتاجه من وسائل ومستلزمات معينة على رفع مستوى الأداء المدرسي، وكل ما من شأنه أن يساهم في تسهيل التعلم لدى الطلبة، لذا تم تخصيص مبالغ معينة لتوفير هذه المستلزمات كالأقلام والأحبار والأوراق وآلات النسخ، ووجهت المديريات التعليمية للبدء فورا في تحقيق هذا المطلب وخاصة تلك المدارس التي قد تعاني من وجود نقص في مثل هذه المستلزمات نظرا للحاجات المستجدة لها.
لائحة شؤون الطلاب
ونظرا للطلبات الملحة من الحقل التربوي في ضرورة إعادة النظر في لائحة شؤون الطلاب وبنودها وفق المقتضيات العصرية،فقد قامت الوزارة بتطوير هذه اللائحة وتحديث موادها حسب ما يفرضه الواقع التعليمي من إجراءات تتوافق مع الواقع الاجتماعي والتطور الحضاري، ونظرا لأهمية أخذ التغذية الراجعة من الميدان التربوي فقد تم إرسال اللائحة إلى المناطق التعليمية وذلك لدعوة الإداريين والمشرفين والمعلمين الأوائل والمعلمين وبعض أعضاء مجلس الآباء والأمهات في مناقشتها وإبداء آرائهم ومقترحاتهم سعيا نحو اتخاذ الإجراءات المناسبة وفق المقتضيات التربوية والاجتماعية.
التقويم التربوي
وآليات النجاح والرسوب
لا شك أن كفاءة النظام التعليمي يعتمد بشكل رئيسي على جودة مكونات وأدوات نظام التقويم التربوي، لذا قامت الوزارة بإعداد وثيقة للتقويم التربوي، حددت فيها كل جوانب العمل الخاصة بالتقويم التربوي من مفاهيم وأسس وتشريعات وآليات عمل بشكل يساعد الحقل التربوي من إدارات مناطق ومديري مدارس ومشرفين تربويين ومعلمين أوائل ومعلمين على التنفيذ السليم والمتقن لأدوات التقويم التربوي بما يضمن تحقق جودة التعليم المنشودة، وقامت الوزارة بإرسال الوثيقة العامة للتقويم التربوي إلى المناطق التعليمية بغية معرفة رأي الحقل التربوي حولها وتطويرها وفق الواقع التعليمي للخروج بآليات تقويمية تحقق جودة الأداء التعليمي في الحقل التربوي، كما أقرت الوزارة في وقت سابق قرارا يختص بربط السلوكيات السلبية الصادرة من قبل الطلبة مثل الغياب الفردي أو الجماعي بدون عذر مقبول، وغيرها من السلوكيات المحددة في لائحة شؤون الطلاب بالدرجات المخصصة للتقويم التكويني المستمر في كل مادة، ويتحكم بهذا الإجراء معلم الصف، وتعمل حالياً المديرية العامة للتقويم التربوي بإدراج ذلك في الوثائق الخاصة بكل مادة على أن يعمل به خلال العام الدراسي القادم، وتهدف الوزارة من ذلك مساندة المدارس والمعلمين إلى معالجة العوامل المؤثرة على جودة مخرجات التعليم، والعوائق التي قد تؤثر على كفاءة النظام التعليمي.
الصلاحيات الممنوحة
لإدارات المدارس
في إطار سعي الوزارة لتحقيق مبدأ اللامركزية، قامت الوزارة بتبني فكرة برنامج الإدارة المدرسية الذاتية ويهدف هذا البرنامج إلى منح المدارس المزيد من الإجراءات التي ترتأي المدرسة تطبيقها وتفعيلها بما يتناسب مع الرؤيا التي تتبناها في تطوير العمل المدرسي، ووفق ما يتماشى مع الخطة التي تسير عليها في معالجة الصعوبات التي تواجهها،وذلك لضمان سير العمل المدرسي وفق ما رسم له من خطط من قبل القائمين على إدارة المدرسة، وهذا من شأنه أن يشجع المدرسة في تطوير العمل التربوي، وتنمية المراجعة الذاتية في الأساليب التربوية التي تنتهجها، كما أنه يزيد من وعي العاملين بالمدرسة بالتشريعات المنظمة لعملهم، ويتيح الفرصة لتطوير اللوائح المنظمة لشؤون الطلاب، ورفع مستوياتهم العلمية، وغرس حب المدرسة في نفوسهم،وتشجيع أولياء الأمور في المساهمة في تجويد الأداء المدرسي،وتحسين العملية التعليمية، ودعم المشاريع والبرامج المدرسية، مما يترتب على ذلك من تقوية علاقة الأسرة بالمدرسة، وتشجيع القطاعات المجتمعية في المساهمة في الارتقاء بالأداء المدرسي، ومن ثم تحقيق الجودة المنشودة في النظام التعليمي، وتتمحور خطة الوزارة في تطبيق هذا النظام في أن يكون التوسع فيه تدريجيا، ليتيح لها أخذ التغذية الراجعة من الميدان التربوي حول تطبيق النظام،ودراسة آليات تطويره، تمهيدا لتعميمه على كافة مدارس السلطنة، إيمانا منها بأهمية تفعيل دور المدرسة في تجويد العمل التربوي وتحسين الأداء التعليمي، وبناء على ذلك قامت الوزارة بإرسال وثيقة هذا البرنامج والدليل الإجرائي له إلى المناطق التعليمية وذلك لإشراك الإداريين والمعلمين في مراجعته نظريا وتطبيقيا ومراجعة الأدلة والأنظمة والأسس التي يقوم عليها، ونتائج التطبيق وما أسفرت عنه من مؤشرات نجاح أو صعوبات ترى أنها بحاجة إلى تجاوز، كما تراجع هامش اللامركزية الممنوح لها والصلاحيات التي تم تفويضها للمدارس ومدى أثر تلك الصلاحيات على أداء المدرسة، وهل ساعدتها على تحسين أداء الإدارة والتعليم والتعلم ؟، وهل وفرت للإدارة والمعلم المرونة الكافية لحسن استثمار الإمكانيات للارتقاء بمستوى الأداء وتكريسها لصالح الارتقاء بمستوى التحصيل الدراسي ومستوى التعليم؟،وهل ساهمت في تقوية العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي ؟ وكل ما يهدف إلى تفعيل دور المدرسة كمؤسسة تصوغ أهدافها وتبني خطتها وفق منهجية تربوية سليمة.
كما أن الوزارة قامت بطرح تلك اللوائح والأنظمة في البوابة التعليمية والمنتدى التربوي وذلك لتوسيع قاعدة المشاركة في الآراء وتبادل الأفكار والمقترحات.
توظيف الخريجين الجدد
من حملة البكالوريوس التربوي
بناء على التوجيهات السامية لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه - في توظيف 50000 ألف مواطن، سعت الوزارة جاهدة في الاستفادة من هذه المبادرة الكريمة، فكانت سباقة في إعلان تسجيل الطلبات للالتحاق بالعمل التربوي، وسبق للوزارة أن أعدت وثيقة لتوظيف الخريجين الراغبين في الالتحاق بمهنة التدريس وارتأت الحاجة استيعاب عدد منهم وفق الإجراءات والأسس التي تعتمدها الوزارة في قبول الخريجين وتعينهم.
مكانة المعلم ودوره التربوي
إن المعلم أمة في رجل، ومهنة التعليم تحوطها هالة من القداسة منذ القدم، فهي مهنة الأنبياء والرسل، وحيثما كان يذكر المصلحون الاجتماعيون كان المعلمون يأتون في رأس القائمة، ومما يزيد من أهمية دور المعلم في وقتنا الحاضر أن وظيفته لم تعد تقتصر على نقل المعلومات إلى المتعلمين، بل إنها أصبحت تتطلب منه ممارسة دور القيادة والتخطيط للتدريس وتصميمه والإشراف عليه والبحث العلمي، والتشكيل الأخلاقي والثقافي لشخصيات المتعلمين، وقد سعت الوزارة إلى تعزيز مكانة المعلم العماني في المجتمع، والتعريف بدوره الرائد في التنمية البشرية والاقتصادية، وحرصت على تزويده بما يحتاجه في أداء مهنته الشريفة، فأفسحت له المجال لإكمال دراساته وتوسيع آفاق معرفته من خلال خطط الإنماء المهني، ومشاركته في الندوات واللقاءات والمنتديات والحلقات التدريبية التي تقيمها الوزارة متمثلة في المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية، ومن أجل تهيئة الجو المناسب له في المدرسة فقد تنبت الوزارة تأثيث غرف المعلمين وشرعت في تخصيص مكتب خاص لكل معلم بنظام المكتب المنفصل، وتأمل الوزارة في الانتهاء من هذا التأثيث لكافة المدارس خلال الخطة الخمسية الحالية، وفيما يتعلق باستصدار بطاقة هوية قامت الوزارة بمخاطبة المناطق التعليمية بإصدار بطاقات مؤقتة لكافة العاملين في الحقل التربوي وخاصة المعلمين بصورة عاجلة،وتعكف الوزارة حاليا على توفير الأجهزة اللازمة لإصدار البطاقات النهائية ووجهت المديريات التعليمية للانتهاء من ذلك خلال فترة وجيزة.
ومن أجل تخفيف العبء على المعلم، وتطوير أدائه المدرسي، تعمل الوزارة حاليا على دراسة خفض نصاب المعلمين وخاصة معلمات الحلقة الأولى، وذلك من أجل تجويد العمل المدرسي وليتمكن المعلم من أداء واجبه التربوي وفق الغاية المنشودة.
كما تعمل الوزارة على مراجعة الأنشطة المدرسية، وإعادة هيكلتها بحيث لا تمثل عبئا على القائمين عليها،ورسم أهدافها بما يناسب مع الرسالة التربوية التي يحملها المعلم في تفعيل المواهب الطلابية، وتنمية قدراتهم الإبداعية، دون أن يؤثر ذلك على واجبه التدريسي.
تقليص الفترة بين دوام
المعلمين والطلبة
تلبية لمطالب المعلمين في إمكانية تقليص الفترة بين دوام المعلمين والطلبة في العام الدراسي القادم فقد تم الاتفاق على خفض هذه المدة بحيث تتناسب مع ما تحتاجه المدارس من تهيئة قبل بداية دوام الطلبة وسيتم إصدار قرار وزاري قريبا بهذا الشأن، كما تدرس الوزارة حاليا إجراء استفتاء للعاملين في الحقل التربوي حول التوقيت الصيفي والشتوي في المدارس،وسيتم توجيه المديريات التعليمية بإجراء هذا الاستفتاء في المناطق التعليمية بمشاركة أولياء الأمور.
المناهج الدراسية
بناء على الملاحظات التي تم حصرها من الحقل التربوي حول المناهج الدراسية، تعكف الوزارة على دراسة هذه الملاحظات، وذلك لضمها إلى الملاحظات السابقة التي وردت من العاملين في الحقل التربوي خلال التقييم الذي أجرته المديرية العامة لتطوير المناهج ودائرة الإشراف التربوي، وتحرص الوزارة على أن تكون المناهج وفق ما يحتاجه الطالب من زاد معرفي يناسب مرحلته العمرية، وتأخذ بعين الاعتبار الملاحظات التي يرصدها الحقل التربوي بكافة شرائحه.
وتدرس الوزارة حاليا إمكانية توفير معلم لمادة منهج البحث وذلك من أجل أن يمتلك الطالب أساليب البحث العلمي، وطرق البحث عن المعرفة، بما يضمن تحقيق الأهداف التي سعت إليها الوزارة من خلال تدريس هذه المادة.
كما تعكف الوزارة حاليا على دراسة المطالب الأخرى التي لم تتم الإشارة إليها، إيمانا منها بأهمية المقترحات والآراء التي رصدتها خلال الزيارات الميدانية التي قام بها مسؤولو الوزارة، واطلعت الوزارة على الخطط التي تحتاج إلى تطويرها واللوائح والأنظمة التي تقتضي مراجعة بنودها وتحديث موادها بما يتوافق مع الواقع التربوي والتطور العلمي وبما يحقق الجودة التعليمية التي تنشدها الوزارة .
جريدة عُمان
الأحد 15 ربيع الآخر 1432هـ