مشاهدة النسخة كاملة : الخليلي: محاربة الفساد تكون بطرق لا تؤدي إلى تعطيل المصالح والاعتداء على الممتلكات


البراء
22-03-2011, 12:23 AM
الخليلي: محاربة الفساد تكون بطرق لا تؤدي إلى تعطيل المصالح والاعتداء على الممتلكات

http://www.hesnoman.net/upload/uploads/images/hesnoman-70f9a4c008.jpg

أكد أن الإصلاح عملية مستمرة لا تأتي دفعة واحدة وليس مسؤولية الحكومة وحدها
نظرا لما يشهده وطننا الغالي من مسيرات واعتصامات، واستجابةً للواجب الديني، وحرصاً على تحقيق المطالب العادلة وحفظِ مكاسب الوطن وإنجازاته، ورعايةً للمسؤولية المنوطة به أكد سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أن تحقيق الإصلاح والتغيير وبلوغ المقاصد لا يكون إلا بتقوى الله تعالى والرجوع الصادق إلى كتابه وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، قال تعالى:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ "، مشيرا سماحته إلى أن ذلك يكون بالتزام العدالة في كل أمر من أمور الحكم وفي شؤون الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والإدارية، وتطبيق الشورى وأداء أمانة المسؤوليات التي يتحملها كل فرد في هذا الوطن.

وقال معاليه في بيان صحفي أمس ان محاربة كل أنواع الفساد من إهدار المال العام وسوء استعمال السلطة وإيثارالمصالح الشخصية على حساب المصالح الوطنية واجب شرعي لا بد من التعاون عليه بما لا يتعارض مع أحكام الإسلام وأخلاقه، وبالطرق التي لا تؤدي إلى تعطيل المصالح أوالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، أو الإضرار بحركة التنمية والإنتاج، قال تعالى محذرا: " وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ".

واكد سماحة الشيخ أحمد الخليلي أن على المسلم أن يلتزم أخلاق الإسلام وآدابه وأن يتحرى العدل والصدق والتثبت مع الصديق والعدو والقريب والبعيد قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "، وأن هذا لا يعني السكوت عن الفساد أو التغاضي عن الظلم لقوله جل وعلا: " وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ "، وإنما يكون ذلك وفق الضوابط المقررة شرعا.

وذكر الشيخ أحمد جميع المسؤولين الذين نالوا ثقة القيادة بأن يكونوا أهلا لهذه المسؤولية وأن يقوموا بواجب الأمانة التي اضطلعوا بها وأن يكونوا عند حسن ظن الحاكم والشعب بهم " إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا".

واضاف سماحة المفتي العام أن الإصلاح عملية مستمرة لا تأتي دفعة واحدة، وإنما تحتاج لدراسات متأنية، وخططٍ مدروسة، وتنفيذٍ أمين، مما يستدعي الصبرَ والهدوءَ والتعقلَ وتغليبَ المصلحةِ العامة على المصلحة الخاصة، وكل ذلك يحتاج إلى فترة زمنية كافية حتى تتحقق الإصلاحات المرجوة وتؤتي ثمارها اليانعة.

مؤكدا سماحته أن الوقت قد حان للتهدئة وإعطاء المسؤولين والمؤسسات الفرصة الكافية لتنفيذ الإصلاحات والقيام بمسؤولية خدمة المجتمع على أحسن وجه ممكن، مع حفظ الأمن والاستقرار لأنهما الأساس لبناء الوطن والنهوض به والمحافظة على ثوابته ومنجزاته.

أما الاعتصامات التي تفضي إلى تعطيل مصالح المجتمع أو تؤثر على المرافق الحيوية فيه أو تقوض أمنه فهذه يجب شرعا تركُـها، مع بقاء حق المطالبة بالحقوق مشروعا مؤكدا عليه وفقا للمبادئ المتقدمة وفي إطار حفظ النظام العام.

وأضاف الشيخ احمد الخليلي أن الإصلاح ليس مسؤولية الجهات الحكومية فقط بل على القطاع الخاص أن يؤدي دوره في هذا الشأن، كما أن كل فرد من أفراد المجتمع مسؤول أمام الله تعالى عن أداء واجبه والقيام بإصلاح نفسه وتهذيبها وترويضها على البر والتقوى والتزام النظام العام بما يكفل الأمن والصلاح للمجتمع، وبإتقان عمله والتزود بالعلم النافع.

مؤكدا على أهمية الحفاظ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهما صمام الأمان الذي يحفظ الأمة من التردي والانحطاط يقول تعالى:" وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".

وتقدم سماحته في ختام بيانه الصحفي بالتقدير البالغ للأوامر السامية والرعاية الحكيمة التي أولاها حضرة صاحب الجلالة - حفظه الله - لأبناء شعبه الذين سعوا مشكورين لما فيه خير الوطن في حاضره ومستقبله، فإننا نسأل الله تعالى أن يحفظ عماننا الحبيبة بلد الأمن والإيمان وأن يمن علينا بالسداد والرشاد، وأن يبرم في هذه الأمة أمر صلاح ورشد، وأن يعزها بعزته، وأن يحفظ قيادتها الحكيمة ويكلأها برعايته إنه هو ولي ذلك والقادر عليه .

جريدة عُمان
الثلاثاء 17 ربيع الآخر 1432هـ

عفوك إلهي
22-03-2011, 01:24 AM
حفظ الله شيخنا الخليلي
بارك الله فيك
الحمد لله رب العالمين

روح الورد
23-03-2011, 02:30 PM
جزاك ربي كل الخير أخي
ع روعة الطرح ...

والله يحفظ شيخنا الخليلي ان شاء الله