مشاهدة النسخة كاملة : الأخطاء الطبية ... إهمال أم قلة خبرة؟ (2-2): مواطن يروي قصة "غيبوبة" والدته


البراء
12-07-2011, 01:34 AM
الأخطاء الطبية ... إهمال أم قلة خبرة؟ (2-2): مواطن يروي قصة "غيبوبة" والدته



د. هـلال السديري: هناك مناقشات مع الأطباء
د.عايدة الفزارية : لا أعتقد أن أحدا يتعمد حدوث ضرر لمريضه

مسقط – نجاة المحذورية:
على الرغم من كل ما تقوم به الجهات الصحية المسؤولة بالسلطنة من تطورات ودورات في مجال العمل الطبي ،وعلى الرغم من التطور الطبي المستمر يوما بعد يوم ،والإشادات الدولية من قبل المنظمات العالمية المختلفة بالأداء الطبي العماني والتطور الملحوظ فيه خلال فترة قصيرة نسبيا مقارنة بالدول العربية والدولية الأخرى ،إلا أن مسلسل "الأخطاء الطبية" ما زال يتكرر في كل يوم ، وعدد القضايا المرفوعة في هذا الشأن تتزايد في كل يوم يمر...فما هي الأسباب يا ترى ؟
هنا عدد من المواطنين يطرحون معاناتهم لـ"الزمن" عن الأخطاء الطبية التي أدت إلى فقد عزيز عليهم أو دخوله في غيبوبة تامة ،وفي الجهة الأخرى عدد من الأطباء يفسرون ماهية تلك الأخطاء الطبية وأسبابها في السلطنة بشكلها العام ،والذي نحاول هنا عرض أقوال الجانبين عسانا إلى نتائج أو ردود فعل يفيد منها المواطن في مستقبل الأيام.

طرق الرعاية
تتكون منظومة الرعاية الصحية في السلطنة من ثلاثة مستويات متكاملة هي: الرعاية الصحية الأولية التي تقدمها المراكز والمجمعات الصحية والمستشفيات المحلية التي تغطي كافة مناطق وولايات السلطنة ،والرعاية الصحية الثانوية التي تقدمها المستشفيات المرجعية الموجودة في كل مناطق السلطنة ومستشفيات الولايات الموجودة في بعض الولايات الرئيسية والتي تقدم رعاية طبية للمشاكل الصحية التخصصية وتوفر رعاية أكثر مهارة وتخصصا ،ثم الرعاية الصحية الثالثية التي توفرها المستشفيات الكبيرة في محافظة مسقط وهي المستشفى السلطاني ومستشفى خولة ومستشفى النهضة ومستشفى ابن سينا ،وهي جميعها مستشفيات ذات طبيعة شاملة تقدم رعاية تخصصية عالية التقنية ،وتعمل كمستشفيات مرجعية لكافة أنحاء السلطنة ،وقامت وزارة الصحة بترسيخ وتطوير نظام الإحالة بين مؤسساتها بوضع ضوابط وأسس فنية للنظام العلاجي في السلطنة يبدأ من مؤسسات الرعاية الصحية الأولية ،والتي تتمثل في المراكز الصحية والمجمعات الصحية بهدف الحد من انتشار الأمراض والأوبئة ،واكتشاف الحالات العاجلة أو الطارئة وعمل الإسعافات الأساسية والإنعاش ،مع اتباع خطوات الإحالة إلى المستوى الأعلى من الرعاية الصحية وللحالات التي تتطلب ذلك ،مما يكفل للجميع الاستفادة من الخدمات الصحية.

مؤشرات الجودة
وحول مؤشرات جودة الخدمات المقدمة في المستشفيات المرجعية مثل(معدل العدوى – وفيات المستشفيات – الأخطاء الطبية – الشكاوى) ،فلقد دأبت وزارة الصحة في جميع خططها الصحية على إنشاء المستشفيات والمراكز الصحية الحديثة التي توفر السلامة للمرضى ،بالإضافة إلى اهتمامها بوضع وتطبيق البرامج التي تعنى بضمان جودة الرعاية الصحية المقدمة ،ومكافحة العدوى المكتسبة ،وكذلك إصدار الأنظمة واللوائح المنظمة لذلك في جميع القطاعات الصحية ومتابعة تطبيقها ،وفي عام 2001م قامت الوزارة بتشكيل اللجنة المركزية لضمان جودة الخدمات الصحية وتحسينها ،بعد ذلك تم إنشاء دائرة ضمان الجودة وسلامة المرضى ضمن الهيكل التنظيمي للمديرية العامة للشؤون الصحية بالوزارة ،كما تم تشكيل لجان وأقسام ضمان وتحسين الجودة بالمديريات العامة للخدمات الصحية بالمحافظات والمناطق والمستشفيات المرجعية ،كذلك أنشأت الوزارة لجنة لمتابعة الأخطاء الطبية ومراجعة حالات الوفاة والمراضة في المستشفيات ،كما أنشأت أيضا قسما مختصا ملحقا بدائرة الرقابة الدوائية لدراسة التأثيرات الجانبية للدواء ومشاكله.

"والدتي في غيبوبة تامة"
في مستشفى من مستشفيات السلطنة "مستشفى السلطاني" ،يقول المواطن سالم العامري: تعاني والدتي من فشل كلوي منذ ما يقارب الخمس سنوات ،ويتم عمل غسيل يومي لها بمستشفى قريات بصفة مستمرة ،وفي يوم من الأيام حصل لها تورم في اليد من أثر الغسيل المستمر ،وتم تحويلها إلى المستشفى السلطاني في يوم(27\2\2011م) ،فتم تحويلها إلى قسم الجراحة / نساء ،فظهر بعد الأشعة أن الورم تجلط في اليد ،فأخبرونا أنه لا بد من عمل عملية لها في اليوم الثاني ،فتم تأجيلها بعد ذلك ،ومن ثم قاموا بتركيب سقاية لتسييل الدم بتاريخ(11\3\2011م) ،وتم نقل أنبوب الغسيل من اليد إلى أسفل الرقبة ،وبعد فترة من عمل السقاية لها ،بدأ يحدث لها نزيف أسفل الرقبة ،وعلى الرغم من ذلك قاموا بتسريحها من المستشفى لتذهب إلى البيت ،والعذر عدم وجود أسرة كافية للتنويم ،هذا أعلى الرغم من حالتها الحرجة فلقد حدث لها النزيف في اليوم ذاته ثلاث مرات ،لأن السقاية عملت لها سيولة كبيرة في الدم حسب ما قالت لنا الطبيبة المناوبة بالقسم في ذلك اليوم ،فذهبت لإخبار الطبيب المسؤول ووعد بأن يتم إيقاف السيولة الكبيرة ،ولكنهم للأسف لم يفعلوا شيئا...(ولا نعرف لماذا؟).

وبعد يومين عقب الرجوع من الغسيل شعرت والدتي بالألم ،وفي المساء وقعت فجأة فأخذوها إلى غرفة الإنعاش ،وبعد عمل الأشعة لها ظهر أنها تعاني من نزيف في المخ ،وذلك بسبب تأثير السيولة الزائدة التي لم يتم إيقافها في الوقت المناسب ،كما أنهم قاموا بإغلاق مكان الغسيل أسفل الرقبة ،ليتم عمله في اليد مرة أخرة والذي بدوره تسبب لها بالتورم بيدها مرة أخرى ،فوقعت والدتي في غيبوبة تامة بعد ذلك ،فكيف تذهب أرواح الناس هكذا لأسباب بسيطة من المستطاع تلافيها وعلاجها من البداية؟!.

عدم الدراية الكافية
الدكتور هلال السديري(طبيب مقيم) يفسر ماهية الأخطاء الطبية التي تحدث بقوله: تحدث الأخطاء الطبية نتيجة عدم الدراية الكافية بالمرض ،أو عدم الإلمام الكامل بالعملية والإجراء اللازم في تلك الحالة ،أو نتيجة الإرهاق والتعب لدى الكادر الطبي المناوب ،فيكون الطبيب هو المسؤول في هذه الحالات ،فتتم المناقشة بين الأطباء كما يتم عرضها على الأقسام الأخرى للتعلم من ذلك الخطأ الذي وقع لسبب من الأسباب ،وقد تبدأ أعداد الأخطاء الطبية بالانخفاض نتيجة التقدم الطبي يوما بعد يوم ،وعلى الرغم من كل ذلك فنحن ما زلنا بحاجة ماسة إلى قانون مفعل من أجل المريض والطبيب على حد سواء ،ليأخذ كل واحد حقه.

دراسة الحالة قبل العلاج
من جانبها أضافت الدكتورة عايدة بنت عبدالله الفزارية (طبيب امتياز): قد تحدث الأخطاء الطبية أحيانا سهوا ومن دون قصد ،فالطبيب يرعى المريض ولا أعتقد أن أحدا منهم يتعمد حدوث ضرر لمريضه ، فالطبيب بشر غير معصوم عن الخطأ بالطبع ،كما أن المناوبة الطويلة ومن دون أخذ قسط من الراحة للطبيب قد تتسبب بحدوث الأخطاء الطبية في بعض الأحيان ،فيكون الطبيب هو المسؤول مسؤولية تامة عن ذلك ،وإذا كان الخطأ كبيرا ولا مجال فيه للخطأ ولعدم توفير العناية اللازمة للمريض هنا لا بد من أن يأخذ المريض حقه ،أما إذا كان الخطأ صغيرا فيتم شرح ذلك للمريض وإخبار أهله بما حصل فينتهي الأمر هكذا ،ولكن قبل كل شيء يتوجب على الأطباء دراسة حالة المريض دراسة كاملة ،وفهم كل تفاصيل الحالة ،لتجنب أي خطأ قد يحدث أثناء علاج الحالة.

أعداد متزايدة
يوجد بالسلطنة أربعة مستشفيات تخصصية هي: السلطاني وخولة والنهضة وابن سينا ،وهي تخدم كل سكان السلطنة ،حيث يبلغ عدد أسرتها ما يقارب1280 سريرا ،وتبلغ نسبة إشغال الأسرة فيها بالمتوسط 65.9% ،ويصل أقصاها إلى 81.8% في مستشفى ابن سينا ،بينما تبلغ أقل نسبة إشغال 51.2% في مستشفى النهضة ،ويبلغ عدد العاملين في تلك المستشفيات حوالي أربعة آلاف وتسعمائة موظفا منهم 678 طبيبا وطبيبة و2501 ممرض وممرضة ،كما يبلغ عدد المستشفيات المرجعية التابعة لوزارة الصحة ثمانية مستشفيات هي: مستشفى السلطان قابوس بصلالة ،ومستشفيات صحار ونزوى وعبري والرستاق وصور وإبراء والبريمي ،ويبلغ عدد أسرتها 2173 سريرا ،وهي تخدم سكان ثمانية مناطق يبلغ عدد سكانها حوالي مليونين ،وتبلغ نسبة إشغال الأسرة في هذه المستشفيات في المتوسط 65. 7% ،وسجلت أعلى نسبة إشغال في مستشفى صحار وهي 71.2% ،بينما تبلغ أقل نسبة إشغال 38.3% وسجلت في مستشفى البريمي ،ويبلغ عدد العاملين في تلك المستشفيات 5862 موظفا منهم 901 طبيب وطبيبة و3092 ممرضا وممرضة ،إضافة إلى خمسة مستشفيات أصغر حجما لخدمة بعض الولايات ذات التعداد السكاني الكبير وهي: مستشفيات بهلاء وسمائل وصحم وسناو وجعلان بني بوعلي ،وثلاثون مستشفى محليا أخرى.

أطروحة التبصير
هدفت أطروحة التزام الطبيب بتبصير المريض (دراسة مقارنة مع التشريعات العمانية والمصرية والإماراتية) التي قام بها الباحث أيمن بن محمد البلوشي لشهادة الماجستير ،إلى بيان موقف المشرع العماني تجاه مسألة التزام الطبيب بتبصير المريض وذلك بقراءة التشريعات الطبية التي تنظم مزاولة مهنة الطب في السلطنة ، سواء كانت تلك التشريعات عبارة عن قوانين أم قرارات ولوائح ،أما التبصير في الاصطلاح القانوني فانه التزام الطبيب بأن يعطي المريض فكرة معقولة وأمينة عن الموقف الصحي بما يسمح له أن يتخذ قراره بالقبول أو الرفض وهو على بينة من النتائج المحتملة ،متفاديا في ذلك المصطلحات الفنية التي لا يدركها المريض وبأسلوب بسيط ومفهوم وصادق شاملا طبيعة التدخل العلاجي المقترح ونوعه ومخاطره ومخاطر الامتناع عنه ،والتبصير لا يقتصر على نتيجة العلاج فقط ، بل يتوسع ليشمل وسيلة العلاج التي يختارها الطبيب ،إضافة إلى وجوب تعدد التبصير أثناء فترة العلاج بتعدد الأعمال الطبية التي يخضع لها المريض ،وتشير المؤشرات والإحصائيات حول عدد الشكاوي المقدمة من الأخطاء الطبية ، إلى أن النظرة إلى الأطباء بدأت في الآونة الأخيرة تأخذ منحى آخر بفعل عدة عوامل أهمها التقدم العلمي الذي حصل في المجتمع العماني وازدياد عدد الأطباء بشكل ملحوظ ،وتقدم وسائل الإعلام والاتصال مع العالم الذي أضحى قرية صغيرة الأمر الذي سهل انتقال المعرفة ،وغير ذلك من العوامل ،فكانت نتيجة ذلك تبدل النظرة إلى الطبيب ووضعه في مكانه الواقعي والطبيعي ،ولذلك بدأت دعاوى المسؤولية الطبية تزداد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة وأصبحت ساحات المحاكم تشهد نماذج مختلفة من الدعاوى التي تقام بحق الأطباء فكان لابد من التعاطي مع موضوع المسؤولية الطبية بشكل جدي والتأسيس لتطبيق واقعي لهذه المسؤولية ،ولقد توسع مجال الخطأ الطبي في الوقت الحالي ليشمل كل امتناع عن تبصير المريض بطبيعة العمل الطبي ونتائجه المتوقعة أو أي نقص في ذلك أو في نصح المريض وإرشاده ،وخلصت الدراسة إلى عدة توصيات من أهمها ضرورة إضافة مادة أخلاقيات مهنة الطب ضمن المواد التدريسية لطلبة كلية الحقوق وطلبة كلية الطب ،وضرورة إفصاح وزارة الصحة العمانية بشكل مستمر عن الإحصائيات الخاصة بالأخطاء الطبية ونوع هذه الأخطاء ،ونشرها في الصحف المحلية ليتم توعية المجتمع بها بهدف المشاركة في الوصول إلى واقع مجتمعي خالٍ من الأخطاء الطبية قدر المستطاع ،وأن تقوم السلطنة باستحداث موقع إلكتروني عماني على الشبكة العالمية (الانترنت) متخصص في المسؤولية الطبية ،يهدف إلى نشر البحوث العلمية المتخصصة في هذا الجانب ،إضافة إلى نشر الأحكام القضائية التي تصدر بشأن الأخطاء الطبية سواء في السلطنة أم غيرها من الدول وذلك لإتاحة هذه المعلومات للمجتمع العماني بشكل عام والباحثين بشكل خاص.



جريدة الزمن
Tuesday, July 12, 2011

عاشق الإبتسامة
12-07-2011, 01:44 AM
لا أزيد على الموضوع فقد سبق وطرحة قصة والدي بإختصار
الأخطاء الطبية قلق مستمر ودوامة لا تنتهي
http://www.hesnoman.com/vb/showthread.php?t=36211

وفي الحقيقة الله يعينا أصبحنا لا نثق أبدا بالمستشفيات الحكومية

كحل العين
12-07-2011, 01:45 AM
الإثنان معا إهمال وقلة رعاية وقلة خبرة وعدم اهتمام

وايد صارت مثل هالمواضيع والناس هم الضحية وكأن ماصاير شي ابد

الله يعين بس

تسلم البراء

عصفورة المنتدى
12-07-2011, 03:47 PM
يسلمواا للخبر اخي البرااء وجزاك الله خيراا لتلك التوعيه