هيبة أنثى
26-10-2012, 01:38 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
سعد بن معاذ ... رضي الله عنه
إن قراءة سير الرجال العظماء في الإسلام لهم أثر كبير في تجديد الإيمان في نفس كل عامل لهذا الدين , وفي سيرتهم نبراس يستضيء به المؤمن في حياته ليكمل مسيرته على هديهم في هذه الحياة الدنيا , والذي تصفح أحوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد كل واحد منهم علما من أعلام هذا الدين فكان لا بد من تناول سيرة بعضهم وإن كان بعضهم له سيرة ذاع صيتها في الأفاق و تداولها القلوب الطاهرة بالإعادة والتكرار والإقتداء في كل حين وله حضور واحترام بين المؤمنين كأمثال أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة وغيرهم من الصحابة الكرام .
إن مكانة الصحابة في إيمان أهل السنة والجماعة بارز في حياتهم ولا يزاحمه ريب ولا شك , بل هم عدول عندنا لما قدموا وضحوا وجاهدوا في الله حق جهاده وناصرو رسول الله حتى أظهره الله على المعاندين والمكابرين فكانوا رداء له وعونا له لبلاغ هذا الدين فآزروه ونصروه حتى رضي الله عنهم.
ذكر الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء نسبه فهو سعد بن معاذ ابن النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل أبو عمرو الأنصاري الأوسي الأشهلي البدري , وأسلم سعد بن معاذ على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير , فلما أسلم وقف على قومه , فقال : يا بني عبد الأشهل , كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا , وأيمننا نقيبة , قال : فإن كلامكم علي حرام رجالكم ونساؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله , قال : فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا .
وشهد بدرا وأصيب يوم الخندق بسهم فعاش بعده شهرا ثم مات , ذكر الليث عن أبي الزبير عن جابر قال : رمي سعد يوم الأحزاب فقطعوا أكحله ( عرق في اليد ) فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار ( أي كواه) , فانتفخت يده , فتركه , فنزفه الدم , فحسمه مرة أخرى , فانتفخت يده , فلما رأى ذلك سعد , قال : اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريضة , فاستمسك عرقه , فما قطرت منه قطرة , حتى نزلوا على حكم سعد , فارسل إليه رسول الله , صلى الله عليه وسلم , فحكم أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم , وكانوا أربع مائة , فلما فرغ الصحابة من قتلهم , انفتق عرقه ومات رضي الله عنه وأرضاه .
وفي الحديث عن أبي عبيد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم " لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد " واسناده صحيح , وعن انس ابن مالك قال : بعث رسول الله جيشا إلى أكيدر ( دومة الجندل) , فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب , فلبسها رسول الله فجعلوا يمسحونها وينظرون إليها , فقال " أتعجبون من هذه الجبة " قالوا يا رسول الله ما رأينا ثوبا قط أحسن منه , قال : فوالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون " إسناده حسن , وقد تواتر قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن العرش اهتز لموت سعد فرحا به " , وخرج النسائي من طريق معاذ بن رفاعة عن جابر قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش , فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا سعد ( قد مات) , فجلس على قبره , ( أي حافة قبره ) .
وعن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وفتحت أبواب السماء وشهده سبعون الف من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك , لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه " , وقيل في تفسير ذلك أن الأرض تضم العبد الصالح كم تضم الأم أبنها فرحا لقدومه عليها , يقول الواقدي : لقد كان سعد أبيض طوالا جميلا حسن الوجه أعين (جميل العينين ) حسن اللحية , عاش سبعا وثلاثين سنة , وكان لسعد من الولد عبدالله وعمرو .
إن العبد الصالح الذي يسخر نفسه ووقته لخدمة دين الله ينال بذلك العمل منزلة عالية عند ربه بمقدار ما قدم وبذل , وتعرفه الملائكة أكثر مما يعرفه أهله وقرابته فهنيئا لأصحاب رسول الله بتلك الدرجات , وعلى المؤمنين الذين يأتون من بعدهم أن يجلونهم ويحبونهم ويترضون عنهم ويفعل الواحد فعلهم لعله يكون ممن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين , ولا يبغضهم أو يسبهم إلا منافق معلوم النفاق , أسئل الله العظيم أن يبلغنا مراتب الصحابة وأن نكون ممن يقتفي أثرهم رضي الله عنهم أجمعين ... والحمد لله رب العالمين .
منقول
بسم الله الرحمن الرحيم
سعد بن معاذ ... رضي الله عنه
إن قراءة سير الرجال العظماء في الإسلام لهم أثر كبير في تجديد الإيمان في نفس كل عامل لهذا الدين , وفي سيرتهم نبراس يستضيء به المؤمن في حياته ليكمل مسيرته على هديهم في هذه الحياة الدنيا , والذي تصفح أحوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد كل واحد منهم علما من أعلام هذا الدين فكان لا بد من تناول سيرة بعضهم وإن كان بعضهم له سيرة ذاع صيتها في الأفاق و تداولها القلوب الطاهرة بالإعادة والتكرار والإقتداء في كل حين وله حضور واحترام بين المؤمنين كأمثال أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة وغيرهم من الصحابة الكرام .
إن مكانة الصحابة في إيمان أهل السنة والجماعة بارز في حياتهم ولا يزاحمه ريب ولا شك , بل هم عدول عندنا لما قدموا وضحوا وجاهدوا في الله حق جهاده وناصرو رسول الله حتى أظهره الله على المعاندين والمكابرين فكانوا رداء له وعونا له لبلاغ هذا الدين فآزروه ونصروه حتى رضي الله عنهم.
ذكر الذهبي في كتاب سير أعلام النبلاء نسبه فهو سعد بن معاذ ابن النعمان بن امرئ القيس بن عبد الأشهل أبو عمرو الأنصاري الأوسي الأشهلي البدري , وأسلم سعد بن معاذ على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير , فلما أسلم وقف على قومه , فقال : يا بني عبد الأشهل , كيف تعلمون أمري فيكم ؟ قالوا : سيدنا فضلا , وأيمننا نقيبة , قال : فإن كلامكم علي حرام رجالكم ونساؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله , قال : فوالله ما بقي في دار بني عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا وأسلموا .
وشهد بدرا وأصيب يوم الخندق بسهم فعاش بعده شهرا ثم مات , ذكر الليث عن أبي الزبير عن جابر قال : رمي سعد يوم الأحزاب فقطعوا أكحله ( عرق في اليد ) فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار ( أي كواه) , فانتفخت يده , فتركه , فنزفه الدم , فحسمه مرة أخرى , فانتفخت يده , فلما رأى ذلك سعد , قال : اللهم لا تخرج نفسي حتى تقر عيني من بني قريضة , فاستمسك عرقه , فما قطرت منه قطرة , حتى نزلوا على حكم سعد , فارسل إليه رسول الله , صلى الله عليه وسلم , فحكم أن يقتل رجالهم وتسبى نساؤهم وذراريهم , وكانوا أربع مائة , فلما فرغ الصحابة من قتلهم , انفتق عرقه ومات رضي الله عنه وأرضاه .
وفي الحديث عن أبي عبيد عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم " لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد " واسناده صحيح , وعن انس ابن مالك قال : بعث رسول الله جيشا إلى أكيدر ( دومة الجندل) , فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب , فلبسها رسول الله فجعلوا يمسحونها وينظرون إليها , فقال " أتعجبون من هذه الجبة " قالوا يا رسول الله ما رأينا ثوبا قط أحسن منه , قال : فوالله لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون " إسناده حسن , وقد تواتر قول النبي صلى الله عليه وسلم " إن العرش اهتز لموت سعد فرحا به " , وخرج النسائي من طريق معاذ بن رفاعة عن جابر قال : جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من هذا العبد الصالح الذي مات ؟ فتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش , فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا سعد ( قد مات) , فجلس على قبره , ( أي حافة قبره ) .
وعن نافع عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هذا العبد الصالح الذي تحرك له العرش وفتحت أبواب السماء وشهده سبعون الف من الملائكة لم ينزلوا إلى الأرض قبل ذلك , لقد ضم ضمة ثم أفرج عنه " , وقيل في تفسير ذلك أن الأرض تضم العبد الصالح كم تضم الأم أبنها فرحا لقدومه عليها , يقول الواقدي : لقد كان سعد أبيض طوالا جميلا حسن الوجه أعين (جميل العينين ) حسن اللحية , عاش سبعا وثلاثين سنة , وكان لسعد من الولد عبدالله وعمرو .
إن العبد الصالح الذي يسخر نفسه ووقته لخدمة دين الله ينال بذلك العمل منزلة عالية عند ربه بمقدار ما قدم وبذل , وتعرفه الملائكة أكثر مما يعرفه أهله وقرابته فهنيئا لأصحاب رسول الله بتلك الدرجات , وعلى المؤمنين الذين يأتون من بعدهم أن يجلونهم ويحبونهم ويترضون عنهم ويفعل الواحد فعلهم لعله يكون ممن أتبعهم بإحسان إلى يوم الدين , ولا يبغضهم أو يسبهم إلا منافق معلوم النفاق , أسئل الله العظيم أن يبلغنا مراتب الصحابة وأن نكون ممن يقتفي أثرهم رضي الله عنهم أجمعين ... والحمد لله رب العالمين .
منقول