مشاهدة النسخة كاملة : قصة قصيرة "حبل غسيل"؛آرائكم تهمني وتطورني


مداد
10-04-2013, 11:36 AM
هذه القصة كتبتها قبل ثلاثة أسابيع تقريبا وهي آخر قصة كتبتها واتمنى أن تحظى بنقدكم وآرائكم فهذا يطورني بشكل كبير()
حبل غسيل
تختنقُ بالهواءِ فِي رئتيها ، تدفعهُ بِكلها ،ولا تدري إن دفعت ضفيرتيها ثمناً لذلك ، تنظرُ لقدميها وهِي الفارعة الطول لِم انكمشتا والآن! ، تَكاد تسبق "الأف 16 " التي تُقلع عن الرمل الآن ،تبحثُ عن سمعها ،يتحشرج صوتها ،يُهدهدها: "على الأقل مازِلت تبصرين رُكاماً"
أين سمعت "عَلى الأقل " هذه آخر مرة ؟ هِي التي لا تحتفظ بكلمة كهذه فِي قاموسها
يلوح لهُ بكلتا يديه أن سلامٌ عليك! وهو المغضوب عليهِ قبل قليل المطرود من عملهِ بلا رجعه يقول :"على الأقل لم يقلل احترامي"

"طُردت !!مرة أخرى؟" يَتلوى ألماً ؛يلعنُ اليوم الذي خرج فيه من مدرسةِ النازحين ؛و جهله ،غَضبه ؛وأربعة أعناقٍ فِي عُنقه ؛ويتوقفُ عندَ فَقرِهْ!؛يقول :"على الأقل أن أعيش مُعدما يعني أن أعيش "حُراً" من كُلِ شيء حَتى "مِني"!
يعتصرُ قلبها ؛تبتلع شَهقاتها "على الأقل كن حيا يا عدنان" ! تَهزهم بعنف الواحد تلوَ الآخر ؛تَبحث عن ثرثرتهم ؛أصواتهم؛ضحكاتهم؛وبُكائهم؛تأتي بالصورة من بينِ الرُكامِ لزياد ؛ترفع إصبعه
_هذا أنت يا زِياد كانت أمي تَخشى عليكَ الأحلامَ لا غير ،قَم لتراك!
-أمي هذا أنا أليسَ كذلك ؟
-قلت لكَ ألف مرة لَستَ أنت ،لستَ أنت ؛لم يَخلقكَ الله بعدُ يومها
-يقول مُعلمي أن من يظهرون فِي الصور لابدَ وأن يكونوا عُظماء
-أستاذُك حالم ليس صحيحاً
وكالعادة ما إن يتعب من أمه يأتيها كَسيرا:سَناء لم لا يمكنني أن أكون فِي الصورة؟ لم يُعذبنا الله بهم ونحن الأخيار ؟ قُلت لي ذات مرة أن الله يُصلي علينا كثيرا لأننا مُريدوه ، وأنا أيمم وجهِي شطرهُ هو وحسب ! فلِمَ يفعلُ بنا كُل هذا ؟
تنتبهُ إلى دمهِ يطمسُ معالم الصورة ،تخافُ مِنَ الدمِ في الصورة تُبعدها وَتَطوق يدَ أخيها
"لأنهُ يُحبنا يا أخي ؛ يُحينا كثيراً"
تُمسك بقطعةِ قماشٍ جافة ؛ولوهلة تصرخ "الغسيلُ اليومَ جافٌ يا أمي جاف!"
وتعود صورة الموتِ إليها فِي قطعةِ القماشِ ذاتها التي ظللت مَعالم الصورة قبل قليل
-ماتَ "عدنان" غيرَ آسف لشيء وشاكراً "فَقرهْ‍!"
رحل "زِياد" ولا حلمَ له سوى أن يَكونَ فِي صورة لجده صغيرا يجرُ قدميه خلف النازِحين تَعودُ لِأيامِ النكبة ؛ وأن يفهم ...رَبه!
وأمي التي تخشى الأحلام ،رحلت قبل أن ترى أكبر أحلامها ؛مَلابسنا تجف على حبل غسيل
-سيجف الغسيل اليوم إن شاء الله قلبي يخبرني بذلك
ولا تكادُ تنهي ما قالت:
-اختبئوا تحت المناضد ، انزلوا للقبوا ، أسرعوا ، الغسيل يا الله!
-سناء أسرعي يا ابنتي أزيليه من الحبل ،اخرجي من الخلف اصعدي من الغرفة الخارجية هو أسرع لكِ
ولا تَكادُ تتلقف كلامَ أمها ؛ تُدافع الهواء ؛ تلتفت للمنزل
-لا أسرع من طائراتِ العدو يا أمي . تمت
أتمنى لمن يقراها أن يقرأها بتأني وأن لا يضع في مخيلته أن أول سطر هو البداية وآخر سطر هو النهاية .شكرا

هيبة أنثى
04-06-2013, 04:47 AM
أسلوب رائع
يذكرني بالاستاذ خلفان
واصلي أختي بنتظار جديدك

مداد
29-06-2013, 10:45 AM
أهلا هيبة أنثى
شكرا جزيلا على مرورك واعتذر لانشغالي عن الرد
دعواتك